logo
#

أحدث الأخبار مع #سيكولوجياالجماهير

بين الحشد والتعبئة والانقياد: مدخل إلى سيكولوجيا الجماهير في اليمن
بين الحشد والتعبئة والانقياد: مدخل إلى سيكولوجيا الجماهير في اليمن

يمن مونيتور

timeمنذ 13 ساعات

  • سياسة
  • يمن مونيتور

بين الحشد والتعبئة والانقياد: مدخل إلى سيكولوجيا الجماهير في اليمن

هل تساءلت يوما لماذا يتغير سلوك شخص تعرفه بمجرد انضمامه إلى جماعة أو حزب؟ أو كيف ينجذب عدد كبير من الناس خلف فكرة أو شعار أو حتى قائد يفتقر إلى أبسط مقومات الكفاءة والكاريزما؟ عادة ما يتم تفسير هذا السلوك بعدة أسباب مثل الأيديولوجيا أو الضغوط، لكن ثمة منظور آخر يقدّمه لنا علم سيكولوجيا الجماهير، الذي يستكشف التحولات النفسية العميقة التي تطرأ على الفرد حين يذوب داخل الجماعة، ويتلاشى من فاعل مستقل إلى تابع يتأثر بالعاطفة والاندفاع الجمعي. في هذا المقال، سنحاول مقاربة الواقع الراهن من منظور علم النفس الاجتماعي، لفهم آليات تأثير الجماعة على الفرد، وكيف يتغير سلوكه تبعا لذلك. ما معنى 'سيكولوجيا الجماهير'؟ يشير مفهوم 'سيكولوجيا الجماهير' إلى فرع من علم النفس الاجتماعي، الذي يُعنى بدراسة سلوك الأفراد وتفكيرهم عندما يكونون جزءا من تكتل أو تجمع جماهيري. ويُعد الطبيب والفيلسوف والمؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون، من أبرز رواد هذا الحقل، حيث وضع أسسه النظرية في كتابه الشهير 'سيكولوجيا الجماهير' الصادر سنة (1895). يرى لوبون أنه بمجرد انضمام الفرد للحشد يفقد استقلاله العقلي لصالح 'العقل الجمعي'، الذي لا يمثل مجموع الأفراد، بل هو كيان جديد له سماته النفسية وديناميكياته الخاصة، التي تؤثر على سلوك الأفراد. تخيّل أنك وسط مظاهرة أو في ملعب رياضي أو فعالية دينية، وفجأة تجد نفسك تردّد شعارات لم تكن لتقولها بمفردك، هذا هو جوهر سيكولوجيا الجماهير: حين يذوب الفرد داخل المجموعة ويتراجع تفكيره النقدي لصالح التأثر العاطفي والانفعال الجماعي. وقد يتساءل البعض: هل يحدث ذلك دوما؟ الجواب ليس نعم أو لا، بل يعتمد على وعي الفرد، وفهمه لطبيعة الجماعة التي ينتمي إليها، إلى جانب مستوى التأطير الذي تمارسه عليه، وكما يقول المثل اليمني: 'من ساير القوم أربعين يوما صار منهم'. كيف يتصرف الفرد داخل الجماعة؟ تؤثر مجموعة من الخصائص النفسية على سلوك الفرد داخل الإطار الجمعي، أبرزها: 1-فقدان الهوية الفردية والشعور بالمسؤولية يتراجع شعور الفرد بالمسؤولية حين يندمج داخل الحشود، مما يجعله أكثر استعدادا للقيام بتصرفات قد لا يفعلها بمفرده. تُعرف هذه الحالة في علم النفس بمفهوم 'إزالة الفردية' (Deindividuation)، وهو مصطلح استخدمه عالم النفس فيليب زيمباردو في سياق دراسته الشهيرة 'تجربة سجن ستانفورد'، ويُشير إلى لحظة يفقد فيها الإنسان وعيه الذاتي داخل الجماعة، فيصبح أكثر عرضة للسلوك المندفع وغير المنضبط. تتجلى هذه الظاهرة بوضوح في سلوك عناصر جماعة الحوثي عند نقاط التفتيش أو خلال المداهمات، وكذلك لدى أفراد 'المجلس الانتقالي'، إذ يُلاحظ تراجع الإحساس بالمسؤولية الفردية، لصالح طاعة عمياء تُغذيها التعبئة العقائدية والمزاج النفسي المصاحب للحظة. وعلى النقيض من ذلك، يختلف الوضع في السياق القبلي، حيث يكون الفرد غالبا أكثر وعيا بمسؤوليته، لأن سلوكه يرتبط بمكانة قبيلته، وقد يترتب عليه عقاب وفقا للأعراف القبلية. صحيح أن البعض قد يتهور إذا كان ينتمي إلى قبيلة قوية، إلا أن العنف القبلي في العادة مقنّن، كما أن الإيدولوجيا ليست جزءا من البنية القبلية، بخلاف التنظيمات المسلحة ذات الطابع الإيديولوجي، التي تكرّس داخل الفرد ثقافة الطاعة والانقياد على حساب التفكير والاستقلالية. 2-طغيان اللاعقلانية والعاطفة: تتأثر الجماهير بشكل كبير بالرسائل العاطفية والمشاعر الغريزية مثل الخوف، الحماس، الغضب، والتعصب، حيث تنتقل هذه المشاعر بين الأفراد كعدوى نفسية، ما يجعل الجماعة عرضة للانفعال السريع والتلقين دون تفكير عقلاني. ولهذا، يمكن لشعار مثل: 'بالروح بالدم نفديك يا يمن' أو 'لبيك يا أقصى' أن يحدث تحوّلا سريعا في المزاج الجماعي، من الهدوء إلى الحماسة أو من العقلانية إلى الانفعال، دون أن يتوقف الأفراد للتساؤل عمّا إذا كانت الشعارات تعكس فعلا طبيعة الحدث أو أهدافه، أم أنها تُستخدم كأدوات تعبئة تُخفي وراءها أجندات أخرى. 3-القابلية للتأثر والتقليد: بحسب عالم الاجتماع الفرنسي غابرييل تارد، فإن التقليد(Imitation) هو المحرك الأساسي في السلوك الاجتماعي، إذ ينتشر الفعل بين الأفراد كما تنتقل العدوى، بفعل التأثر المتبادل والاندماج في الجماعة. في هذا السياق، حين يدعو عبدالملك الحوثي إلى مظاهرة في ميدان السبعين باسم 'نصرة غزة'، رغم تكرارها وعدم جدواها الواقعية في التأثير على الكيان الإسرائيلي، فإن دوافع الاستجابة تتغير مع الزمن، فمن الالتزام الإيديولوجي والتضامن الإنساني إلى التقليد أسوة بالأصدقاء والمحيط أو تحت ضغطهم حتى يتحول الحضور إلى طقس جماعي واجب، بحيث يُعد التخلف عنه بمثابة خذلان أو نوع من الرفض الضمني لموقف الجماعة. 4-التلقائية والاندفاع: غالبًا ما تفتقر الجماهير إلى التخطيط أو التفكير المسبق، إذ تكون استجابتها آنية، تحكمها اللحظة وتؤججها المشاعر، لا الحسابات العقلانية، مما يجعلها عرضة للاندفاع واتخاذ قرارات سريعة، دون وعي كافٍ بعواقبها أو خلفياتها. وكمثال تطبيقي على ذلك، يهرب 'المجلس الانتقالي'، من فشله في تأمين الحد الأدنى من الخدمات، إلى دعوة أنصاره للتظاهر ضد سلطة هو شريك فيها أساسا، بحيث يتم توجيه مشاعر الغضب والمعاناة ضدها، في قالب تعبوي عاطفي يصوّر الأزمة كجزء من 'حرب خدمات' تستهدف الجنوب، ويُقدَّم التظاهر كفعل مقاوم لإفشال المؤامرة. وهكذا، يندفع الناس إلى الشارع بدافع الغضب والحاجة، دون أن يتوقفوا لمساءلة المجلس عن مسؤوليته المباشرة في ما يعيشونه من واقع سيء. خضوع الناس للقائد والشعار يُعدّ انقياد الجماهير للقائد أو الشعار من المبادئ الجوهرية في سيكولوجيا الحشود، وهو لا يعكس بالضرورة قناعة فكرية واعية، بقدر ما يرتبط بآليات نفسية معقّدة تؤثر في اللاوعي الجمعي ومن أبرز هذه الآليات: يمتلك القائد – سواء كان سياسيا أو دينيا أو اجتماعيا – تأثيرا بالغا على الجماهير، لا لأنه بالضرورة مثقف أو مفكر، بل لأنه يجسّد طموحاتهم ويمنحهم شعورا بالانتماء والوحدة والهدف، علاوة على تميزه بقوة الإرادة، والثقة بالنفس، والقدرة على التعبير عن أفكار بسيطة ومقنعة تُحرّك العواطف أكثر مما تُخاطب العقول. يرى عالم النفس اللبناني د. مصطفى حجازي في كتابه 'التخلف الاجتماعي، مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور' أن الجماهير قد تتماهى مع القائد المتسلط، وتصبح جزءا من أدواته، مما يسهل قيادتها وتوجيهها، بدلا من أن تشكّل رادعا لسلطته. أما عالم النفس النمساوي سيغموند فرويد فيؤكد في كتابه 'علم نفس الجماهير'، أن القائد يصبح 'المثال الأعلى' للجماعة (Ego Ideal)، ويفسّر ذوبان الأفراد في شخصيته كحالة من التنويم الجماعي، تجعلهم فريسة سهلة لتوجيهاته. هناك شعارات قد تبدو للبعض ساذجة، لكنها في الواقع قد تكون مؤثرة على الحشود، ذلك أنها بمثابة أدوات توجيه نفسي، فالجماهير لا تهتم بالحُجج المنطقية، بقدر ما تتأثر بالعبارات البسيطة والمتكررة، التي تتسلل إلى الوعي الجمعي وتعمل كرموز شحن عاطفي، تعزز الاصطفاف النفسي وتُقصي التفكير النقدي. ولعل أوضح مثال على ذلك، شعار جماعة الحوثيين: 'الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل'، فقد بدأ هذا الشعار كـ'صرخة' معزولة تردّد على استحياء، ثم تحوّل تدريجيا إلى مكوّن راسخ من هوية الحركة، يُنظر إليه بوصفه رمزا للتحدي والقوة، وهنا يتجلى الإغراء في تبنّي خطاب مرتفع السقف ضد قوى عالمية، يمنح الأتباع شعورا بالبطولة، حتى لو لم يكن له أثر حقيقي. 3-وهم القوة والتأثير: يشعر الفرد بالقوة التي لا يمتلكها بمفرده عند انخراطه في الحشد، وينتابه إحساس بأنه صار جزءا من كيان أكبر وأكثر تأثيرا، مما يقلل من مخاوفه الفردية، ويدفعه للمضي قدما في تبني سلوكيات جماعية، حتى وإن كانت محفوفة بالمخاطر أو غير عقلانية. في هذا الإطار، يشير فرويد إلى أن الأفراد داخل الحشد يتوحدون نفسيا مع القائد الذي يرونه بمثابة 'الأنا المثالية' الجماعية، بينما يؤكد حجازي على أن 'الكثير من الانصهار والاستلاب، يؤدي إلى فقدان الإنسانية والوعي الذاتي، ويصبح الإنسان مجرد جزء من الكل، يتلقى التعليمات والأوامر دون تفكير أو نقد'. وفي الحالة المحلية، يشعر الفرد المنتمي لجماعة الحوثي بقوة متخيلة لمجرد أن جماعته تطلق صواريخ ومسيرات باتجاه سفن أمريكية أو مواقع إسرائيلية ويتعزز هذا الشعور من خلال الخطاب التعبوي لزعيم الجماعة، الذي يصوّر ما يجري كأنه انتصار على قوى عظمى، فمثلا يُقدَّم الاتفاق مع واشنطن على 'خفض التصعيد' كدليل على أن الجماعة فرضت إرادتها، ويتحدثون عن 'إسقاط المسيرات' و'فرض حظر جوي' على الكيان، دون أن يسألوا أنفسهم أسئلة بسيطة: كيف نُصدّق أن هناك حظرا جويا على إسرائيل، بينما طائراتها تتحرك في الأجواء متى تشاء، ومطاراتها تعمل بشكل طبيعي، ويمكن لطائراتها دخول الأجواء اليمنية وقصف أي هدف دون اعتراض يُذكر؟ 4-الحشود في قبضة الخطاب يحفل الواقع اليمني الراهن، بتعقيداته التاريخية وانقساماته السياسية، بنماذج حيّة لسيكولوجيا الجماهير، تظهر في التظاهرات والمسيرات والتجمعات الشعبية، التي باتت تمثل مختبرا مفتوحا لفهم الآليات النفسية التي تعتمدها القوى المختلفة في حشد أنصارها وتوجيه سلوكهم. تتجلى في هذا الواقع أبرز السمات التي أشار إليها لوبون في تحليله للجماهير: الحماس الجماعي، ترديد الشعارات الموحدة، والانقياد شبه الكلّي للخطاب التعبوي، وتتضاعف هذه السمات في أوقات الحرب، حين تغلب غريزة البقاء، ويعلو الخوف الجمعي، ويتعزز الشعور بالحاجة إلى الانتماء لمجموعة تمنح الفرد الإحساس بالهوية والحماية والقوة. وحيال ذلك، تلجأ معظم الأطراف إلى توظيف خطاب يهدف إلى توحيد جبهتها الداخلية عبر خلق عدو خارجي واضح، ما يجعل الخطاب أداة فعالة للتعبئة النفسية والعسكرية، كما يظهر في: -خطاب جماعة الحوثي الذي يربط 'رفض صرف الرواتب' ب'العدوان' و 'الحصار'، مع تصوير أي مطالبة بالحقوق كخدمة للعدو. -خطاب 'المجلس الانتقالي' الذي يُلقي بمسؤولية الإخفاقات الخدمية على 'السلطة الشرعية' رغم أنه جزء منها، ويمارس تخدير أنصاره من التظاهر أو انتقاده بمزاعم وجود استهداف 'الجنوب'. -خطاب حزب الإصلاح الذي يطالب الحكومة بالقيام بواجباتها، بينما يتّهمه خصومه بالهيمنة على تعز ومأرب، ويتوارى عن المسؤولية خلف واجهة 'الشرعية'. هذا المشهد، يستدعي نظرية الهوية الاجتماعية (Social Identity Theory) التي قدّمها عالما النفس الاجتماعي البريطانيان هنري تاجفيل وجون تيرنر، والتي تؤكد أن الأفراد، في أوقات الأزمات، يميلون إلى تعزيز الانتماء إلى 'المجموعة الداخلية' (In-group) مقابل شيطنة 'المجموعة الخارجية' (Out-group)، مما يُسهّل تبرير العداء، وشرعنة السلوكيات القمعية أو العدوانية، ويُبسط آليات الحشد، حتى وإن جاء ذلك على حساب معاناة الناس وحقوقهم الأساسية. تأثير الماضي في تشكيل الوعي لا يمكن فهم السلوك الجماهيري في اليمن بمعزل عن إرث العقود الماضية، التي كان لها أثر بالغ في تشكيل الوعي الجمعي، وصياغة آليات التفاعل مع السلطة والخطاب السياسي ويمكن الإشارة إلى ثلاثة عوامل رئيسية أسهمت في هذا التشكيل: أولا: نظام الحكم منذ تحقيق الوحدة عام 1990، ورغم الإعلان عن تبنّي التعددية السياسية والحزبية، لم تتحقق المشاركة الشعبية المرجوة، فقد بقي رئيس واحد في الحكم لأكثر من 22 عامًا بعد بدء التجربة الديمقراطية، ولم يغادر موقعه إلا بثورة شعبية وقد أسهم هذا الواقع في خلق مواطن طائع، يميل إلى التلقّي أكثر من التحليل أو المساءلة. وساهمت الأحزاب – سواء في السلطة أو المعارضة – في ترسيخ هذا النوذج، عبر ضعف مبدأ المحاسبة داخل هياكلها، وتبنّي ثقافة تبرّر بقاء القيادات في مواقعها لسنوات طويلة، دون تداول حقيقي للسلطة أو مراجعة داخلية للأداء، وهكذا نشأ وعيٌ سياسي يميل إلى التسليم والاصطفاف خلف الرموز، لا مساءلتها. ثانيا: التعليم أسهم النظام التعليمي بدور محوري في تشكيل الوعي الجماهيري، حيث تتسم المناهج بأسلوب يعتمد على التلقين وحفظ المعلومات، بدلا من تعزيز التفكير النقدي والتحليل ومساءلة الخطاب الرسمي أو الديني، وقد أدى ذلك إلى نشوء أجيال أكثر قابلية لتلقّي المعلومات دون تمحيص أو تفكير مستقل. ويتقاطع هذا مع ما طرحه حجازي يرى أن الأنظمة الأبوية الاستبدادية في العالم العربي تُنتج أنماطا نفسية تتسم بـ'القابلية للاستتباع' و'العقل المستقيل'؛ أي ذلك العقل الذي يجد راحته في الخضوع للسلطة وتجنّب التفكير النقدي، وهي سمات تمهّد الطريق أمام سيكولوجيا الجماهير للتمدد والتجذّر. ثالثا:الإعلام رغم عراقة التجربة الصحفية في اليمن، لم يسهم الإعلام – سواء الرسمي أو الحزبي أو حتى المستقل – في ترسيخ ثقافة النقد القائم على المعلومة المتوازنة، بل غلب عليه الطابع التوجيهي، وأحيانا التحريضي، ما ساهم في تكوين جمهور يتقبل الخطاب السائد دون مساءلة، أو ينفعل بسهولة تجاه أي دعوة تستثير العاطفة أو الغرائز. وقد تفاقم هذا الأمر مع اندلاع الحرب، نتيجة الاستقطاب السياسي الحاد، والتمويل الخارجي المتعدد الأجندات، والذي لا يخضع لأي رقابة مهنية أو مساءلة قانونية، وتبعا لذلك، وجدت الجماهير نفسها في حالة تعبئة دائمة، مبنية على معلومات مضللة وموجهة، مما عمّق تبعيتها لخطاب القيادات، في هذا الطرف أو ذاك. إن فهم سلوك الجماهير يستدعي التعمق في البُعد النفسي الذي يؤطره، مما يجعل من الضروري تحليل هذه الظواهر بعيون نقدية توازن بين استيعاب الواقع وتفكيك البُنى النفسية والسياسية التي تسهم في تشكيله. في المقال القادم، سنتعمق أكثر في العلاقة بين القائد والبروباغندا، وكيف يتم توظيفها لقيادة الجمهور وتشكيل قناعاته وآليات صناعة الولاء والطاعة الجماعية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store