أحدث الأخبار مع #سينشري


سيدر نيوز
٢٨-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
'سينشري'.. تعرف إلى قاعدة أمريكا السرية في غرينلاند
لطالما سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى السيطرة على غرينلاند، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية. ومنذ عودته للبيت الأبيض، ضاعف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طموحاته طويلة الأمد للاستحواذ على غرينلاند، حتى أنه لم يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الإكراه الاقتصادي للسيطرة. وفي حين رفضت الدنمارك دائما بيع الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي، حافظت واشنطن على وجود عسكري في غرينلاند منذ الحرب العالمية الثانية. وبنى الجيش الأمريكي العديد من القواعد والمواقع عبر الغطاء الجليدي في غرينلاند، والتي تُرك معظمها مهجورًا أو خارج الخدمة بعد الحرب الباردة. ومن المقرر أن يزور نائب الرئيس جيه دي فانس، الجمعة مع زوجته، القاعدة الأمريكية الوحيدة العاملة هناك، وهي قاعدة بيتوفيك الفضائية. وخلال حقبة الحرب الباردة، كان الجليد الهائل في غرينلاند أكبر مشكلة لمشروع أسطوري سري للغاية، وهو إنشاء مدينة أنفاق تحت الجليد مصممة لتخزين مئات الصواريخ النووية على مسافة إطلاق من الاتحاد السوفيتي، وفقا لما ذكره موقع 'بيزنس إنسايدر' الأمريكي. وبعد بنائه عام 1960، تم عرض معسكر 'سينشري' على الجمهور كمنشأة بحثية في القطب الشمالي، لكن الإدارة الأمريكية لم تُفصح عن سرية عملية الصواريخ حتى عام 1995. وبدأ بناء المنشأة عام 1959، بتكلفة 8 ملايين دولار، وتقع على بُعد حوالي ١٥٠ ميلًا من قاعدة 'ثول الجوية'، وهي مركز دفاعي رئيسي في القطب الشمالي. وأطلق على المنشأة اسم 'معسكر سينشري' لأنه كان من المقرر في البداية أن يقع على بُعد 100 ميل من الغطاء الجليدي في غرينلاند. وعانى المعسكر من ظروف شتوية قاسية، بما في ذلك رياح تصل سرعتها إلى 125 ميلاً في الساعة، ودرجات حرارة منخفضة تصل إلى -70 درجة فهرنهايت. ونقل أعضاء من فيلق مهندسي الجيش الأمريكي 6000 طن من الإمدادات والمواد إلى الموقع لحفر ما يقرب من 24 نفقًا تحت الأرض مغطاة بأقواس فولاذية وطبقة من الثلج، ليكتمل بناء القاعدة تحت الأرض في أواخر عام 1960. وكان أكبر خندق في معسكر سينشري، والمعروف باسم 'الشارع الرئيسي'، بعرض حوالي 26 قدمًا ويمتد على مسافة 1000 قدم، وضمّ المجمع المترامي الأطراف تحت الأرض ما يصل إلى 200 فرد تحت الأرض. وحفر المهندسون بئرًا في المعسكر لتوفير 10,000 جالون من المياه العذبة يوميًا، وجرى تمديد أنابيب معزولة ومدفأة في جميع أنحاء المنشأة لتوفير المياه والكهرباء. كما تضمن المعسكر مطبخًا وكافتيريا، وعيادة طبية، ومنطقة غسيل ملابس، ومركز اتصالات، ومساكن. كما ضمت المنشأة قاعة ترفيهية، وكنيسة صغيرة، وصالون حلاقة. وكان معسكر سينشري يعمل بمفاعل نووي محمول وزنه 400 طن، وهو الأول من نوعه، ونظرًا لدرجات الحرارة تحت الصفر التي تجعل المعدن هشًا للغاية، كان لا بد من التعامل مع نقل المفاعل' PM-2 ' بعناية فائقة لحمايته من التلف حيث استمر في العمل لنحو 3 سنوات قبل أن يتم تعطيله وإزالته من المنشأة. عملية سرية كان الهدف من المنشأة تحليل ظروف الغطاء الجليدي، وحركة الأنهار الجليدية، والقدرة على البقاء في الطقس البارد. لكن ذلك كان مجرد غطاء لعملية أمريكية سرية للغاية، تُعرف باسم 'مشروع آيس وورم'، لتخزين ونشر مئات الصواريخ الباليستية ذات الرؤوس النووية في محاولة للالتفاف على سياسة الدنمارك الصارمة الخالية من الأسلحة النووية مع استغلال قرب غرينلاند من الاتحاد السوفياتي. وسعى 'آيس وورم' إلى توسيع المنشأة الحالية بمساحة إضافية قدرها 52,000 ميل مربع لاستيعاب 60 مركزًا للتحكم في الإطلاق. وكان من المقرر أن تخزن المنشأة ما يصل إلى 600 صاروخ 'آيسمان'، وهي صواريخ باليستية عابرة للقارات ثنائية المراحل مُعدّلة، بمدى يصل إلى 3300 ميل. وكان يُنظر إلى المشروع أيضًا كوسيلة محتملة لتأمين التحالفات ومشاركة الأسلحة النووية مع دول أخرى في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وخاصة فرنسا. تحديات لكن المشروع واجه تحديات كبيرة مثل العقبات البيروقراطية، وتعديل صاروخ 'آيسمان' لتحمل الظروف شديدة البرودة، ومواصلة العمليات تحت الأرض مع تزايد عدم استقرار الغطاء الجليدي في غرينلاند. وبعد 3 سنوات فقط من بناء معسكر 'سينشري'، قرر الجيش عدم المخاطرة بفقدان مئات الصواريخ في حال انهيار المنشأة، مما أدى إلى إلغاء مشروع 'آيس وورم'. واستمرت المنشأة في العمل بطاقة محدودة قبل إغلاقها عام 1967، ومنذ ذلك الوقت، لم يُجرِ الجيش الأمريكي أي عمليات إزالة للنفايات والبنية التحتية، مُفترضًا أنها ستُدفن بمرور الزمن تحت الغطاء الجليدي. والآن، جرد الباحثون ما تبقى ووجدوا ما يقرب من 136 فدانًا من النفايات، وأظهرت دراسة أُجريت عام 2016 أن أكثر من ٥٠ ألف جالون من وقود الديزل، و63 ألف جالون من مياه الصرف الصحي والمبردات المُشعة، وآلاف الجالونات من مياه الصرف الصحي. كما وجدوا كمية غير معروفة من مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور (PCBs) لا تزال مدفونة في المنشأة المهجورة. وبمعدل ذوبان الجليد الحالي في القطب الشمالي، يُقدّر الباحثون أن النفايات قد تطفو على السطح حوالي عام 2100 لتطلق ملوثات تُشكل تهديدًا كبيرًا للأنظمة البيئية المحيطة وصحة الإنسان. ومع تزايد خطر النفايات البيولوجية والكيميائية والإشعاعية، يبقى السؤال مطروحًا حول من المسؤول عن تنظيف النفايات من سينشري وغيره من المنشآت العسكرية الأمريكية المهجورة المنتشرة في جميع أنحاء غرينلاند؟ وفي 2018، وقّعت غرينلاند والدنمارك اتفاقيةً تُخصّص ٢٩ مليون دولار أمريكي على مدار 6 سنوات لتنظيف بعض القواعد العسكرية الأمريكية، وتأجلت الجهود في 2021 بسبب جائحة كوفيد-19.


CNN عربية
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- CNN عربية
صور تُظهر كيف عاش طبيب بمعسكر أمريكي سري تحت الجليد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في عام 1962، تصاعدت توترات الحرب الباردة بين العاصمتين الأمريكية واشنطن والروسية موسكو. طلب الجيش الأمريكي في تلك الأثناء طبيبًا للتجنيد، ما جعله يُوقف تدريبه الطبي في مستشفى "بيلفيو" في مدينة نيويورك الأمريكية على مضض، ويسافر إلى منطقة نائية في غرينلاند. وفُرضت عليه الأوامر العمل كطبيب في معسكر داخل ما قيل له إنّه محطة أبحاث قطبية حُفرت على عمق حوالي 8 أمتار تحت سطح الغطاء الجليدي لغرينلاند. يستذكر الدكتور روبرت وايس، الذي كان يبلغ من العمر 26 عامًا آنذاك، تلك الفترة من حياته قائلاً إنّه أُرسِل "للجلوس تحت الغطاء الجليدي على بُعد 800 ميل (حوالي 1,300 كيلومتر) من القطب الشمالي". يعمل وايس الآن كمتخصص بجراحة المسالك البولية في جامعة "ييل" بأمريكا.في الواقع، كان "معسكر سنشري" (Camp Century) الذي عاش فيه وايس جزءًا من محاولةٍ سرية للغاية من جانب الولايات المتحدة لإخفاء مواقع إطلاق الصواريخ في القطب الشمالي، والذي اعتبره الجيش موقعًا استراتيجيًا أقرب إلى روسيا. يتمتع وايس، الذي قال إنّه لم يكن على علمٍ بخطط البنتاغون حتى تم الكشف عن المعلومات في منتصف التسعينيات، بذكريات واضحة عن جولتين خدم خلالها في المعسكر بين عامي 1962 و1963. قضى الطبيب حوالي عامًا في الموقع إجمالاً، وعاش في مدينة تعمل بالطاقة النووية في الجليد لعدة أشهر في كلّ مرة. رغم أنّ أهمية المعسكر خلال الحرب الباردة كانت عابرة، مع تخلي الجيش الأمريكي عنه في أواخر الستينيات بعد أقل من عقد من تشغيله، إلا أنّ العمل العلمي المتطور الذي أُجري داخله، في مجالات مثل الجيوفيزياء وعلم المناخ القديم، شكلت تأثيرًا دائمًا. لا يزال تساقط الثلوج في الشتاء يفوق معدل ذوبان الجليد صيفًا في معسكر "سينشري"، وهو مدفون الآن على عمق 30 مترًا تحت السطح على الأقل. لم تُنشر سوى بضع روايات مباشرة عن الحياة في معسكر "سينشري". وشرح فايس أنّه شعر برغبةٍ ملحة في مشاركة ذكرياته بعد أن شارك أصدقائه معه مدونة في نوفمبر/تشرين الثاني شملت صورًا جديدة مذهلة للمعسكر التقطها علماء "ناسا" أثناء إجراء مسح جوي للغطاء الجليدي في غرينلاند. شكّل بناء "مدينة تحت الجليد"، وهو لقب أُطلق على معسكر "سينشري"، إنجازًا هندسيًا غير مسبوق. وعادةً ما تُبنى محطات الأبحاث القطبية اليوم فوق الجليد بدلاً من حفرها في الأسفل. وضمّت المباني الجاهزة التي شُيّدت في الكهوف الجوفية أماكن للنوم، وحمامات، ومختبرات، وقاعة طعام، وغرفة غسيل، وصالة ألعاب رياضية. كما نُقِل مفاعل نووي ببطء لمسافة 222 كيلومترًا عبر الغطاء الجليدي ليتم تركيبه تحت السطح لتزويد القاعدة بالطاقة. لم تكن الحياة هناك قاسية أو مُرهقة كما تخوف فايس في البداية، إذ كان الجو دافئًا وجافًا داخل الأكواخ. بما أنّ أعمار غالبية سكان معسكر "سينشري"، الذي بلغ عددهم قرابة مئتي رجل، تراوحت بين 20 و45 عامًا، كانت حالات الطوارئ الطبية التي تطلبت عنايته نادرة. وكان وايس يقضي وقت فراغه في قراءة الكتب الطبية، ولعب الشطرنج، وشرب الـ"مارتيني"، والتمتع بوجبات الطعام "الرائعة" حسبما وصفه. بعد وقتٍ قصير من تشغيل المعسكر في عام 1960، أُغلق المفاعل النووي بسبب ارتفاع الإشعاع في أجزاء من المعسكر إلى مستويات غير مقبولة. نادرًا ما كان لدى وايس سببًا للذهاب إلى السطح، إذ قال: "كان بإمكاني البقاء في الحفرة، أو الخندق، لأسابيع من دون الخروج قط. لم يكن لديّ سببٌ للتواجد هناك. لكنني كنتُ أذهب أحيانًا برفقة ضباط آخرين لأرى ما يحدث. كانت معي كاميرا والتقطتُ العديد من الصور". عمل معسكر "سينشري" بشكلٍ متواصل بين عامي 1960 1964، ومن ثمّ خلال فصول الصيف فقط حتى إغلاقه في عام 1967، وشكّل البحث العلمي المهمَّة العامة للمحطة. وكانت القاعدة نفسها بمثابة دراسة لجدوى السكن البشري طويل الأمد على الغطاء الجليدي، وشملت مجالات البحث العلمي الأخرى الظواهر المحيطة بالقطب الشمالي المغناطيسي، وكيفية تأثيرها على قنوات الاتصال من بين أمور أخرى. روّج الجيش الأمريكي بنشاط لإنجازاته في المعسكر، مع استضافته للمسؤولين العسكريين والعديد من الصحفيين الذين كتبوا قصصًا تحتفي بالإعجاز التقني الذي يمثله المعسكر.لكن خلف هذه الدعايات، شكّل المعسكر حقل اختبار لمهمة سرية عُرفت باسم مشروع "الدودة الثلجية" (Project Iceworm).تضمنت الخطة الجريئة إنشاء شبكة من مواقع إطلاق الصواريخ متصلة بنظام أنفاق تحت جليد القطب الشمالي، بهدف أن تتمتع بالقدرة على ضرب الأهداف في روسيا بدقةٍ أكبر. وقال وايس إنّه شهد ما يُرجِّح أنّه محاولة فاشلة لإنشاء ركيزة أساسية لمشروع "الدودة الثلجية"، والذي كان طريقة لنقل الصواريخ تحت الجليد مع تجنب المراقبة الروسية. لم يُكشف عن المشروع للعامّة إلا في عام 1997، عندما حصل المعهد الدنماركي للشؤون الدولية على مجموعة من الوثائق الأمريكية التي رُفعت السرية عنها، في إطار دراسة أوسع نطاقًا حول الدور الذي لعبته غرينلاند في الحرب الباردة، وفقًا لكتاب "Camp Century: The Untold Story of America's Secret Arctic Military Base Under the Greenland Ice" الصادر في عام 2021، من تأليف مؤرخي العلوم الدنماركيين، كريستيان نيلسن، وهنري نيلسن. يعبث بالتوقيت العالمي وطبيعة دوران الأرض.. دراسة حالية تكشف أثر ذوبان الجليد لم تصل أي صواريخ إلى براري المعسكر، ولكن أدّى تخزين الصواريخ النووية في قاعدة "ثول" الجوية (قاعدة عسكرية أمريكية تُعرف اليوم باسم قاعدة "بيتوفيك" الفضائية تقع على الحافة الشمالية الغربية للغطاء الجليدي) إلى إثارة الغضب في غرينلاند والدنمارك عند الإعلان عن المشروع. أفاد كريستيان نيلسن، وهو أستاذ مشارك في جامعة "آرهوس" بالدنمارك، أنّ التوثيق الشامل لنطاق مشروع "آيس وورم" لا يزال يفتقر إلى التفاصيل بشدة، وقال: "يستحق مشروع الدودة الثلجية تاريخًا أطول بكثير لأنّنا لا نملك سوى هذه الوثيقة التي تصفه". علاوةً على ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان مشروع الدودة الثلجية قد ولّد فكرة معسكر "سينشري"، أم العكس، على حدّ قوله. أكّد وايس أنّه لم يسمع شيئًا عن مشروع الدودة الثلجية خلال فترة عمله في المعسكر، موضحًا: "لم أكن على دراية بشأن أي صواريخ أو مواد نووية كان من المقرر الكشف عنها لاحقًا، ولكن قيل لنا إنّهم أرادوا تشغيل قطار أنفاق تحت سطح الجليد". كان الجهد المبذول لصيانة شبكة من الأنفاق تمتد لأميال أسفل الغطاء الجليدي، إلى جانب كلفته الباهظة، عاملاً حاسمًا في قرار إغلاق معسكر "سينشري" في عام 1967. ودمرّت العناصر الطبيعية القاعدة ببطء مع تشوه الهياكل بفعل الحركة التدريجية للغطاء الجليدي.، حيث أصبحت الأنفاق أكثر ضيقًا بمرور الوقت نتيجةً لذلك.لكن لا يزال الإرث العلمي لمعسكر القرن باقيًا، لا سيما في مجال أبحاث المناخ. على مدار سبع سنوات، استخرج العلماء في المعسكر أول عينة جليدية وثّقت سُمك الغطاء الجليدي بأكمله، حيث كان بعمق 1،390 مترًا، كما أنّها تضمنت بعض الرواسب من باطن الأرض. رغم أنّ العينات الجليدية اللاحقة وفّرت معلومات أكثر تفصيلاً، إلا أنّ العينات الأولى مثّلت أول أرشيف لظروف المناخ السابقة التي تعود إلى أكثر من 100 ألف عام. رفاقه أكلوا لحمه.. كشف تفاصيل مروعة لما حصل مع ضابط برحلة استكشافية للقطب الشمالي العام 1845


Independent عربية
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
موقع عسكري منسي يظهر بالصدفة على شاشة رادار طائرة عابرة
أمضى الرئيس دونالد ترمب الأسابيع الأولى في أعقاب مباشرة مهامه في الدعوة إلى شراء الولايات المتحدة جزيرة غرينلاند مع رفض استبعاد إمكانية استخدام القوة العسكرية، على رغم تأكيد المسؤولين أن الجزيرة ليست للبيع. يزعم ترمب أن الولايات المتحدة في حاجة إلى تملك غرينلاند من أجل معالجة المخاوف الأمنية الوطنية، وهذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها الأهمية الاستراتيجية للجزيرة محط اهتمام الجيش الأميركي. وقبل أكثر من ستة عقود، كان فيلق المهندسين التابع للجيش الأميركي يعمل بجد على مشروع في غرينلاند هو معسكر سينشري. لم يكن المشروع نفسه، الذي يقع في قاعدة عسكرية تشتمل على أنفاق بطول ميلين (3.2 كيلومتر)، مصنفاً بالكامل ضمن الأسرار العسكرية. فقد دعي الصحافيون لزيارة الموقع، وروج الجيش له باعتباره قاعدة تعمل بالطاقة النووية، وفقاً لتقرير مجلة "ناشيونال جيوغرافيك". لكن قلة قليلة فقط كانت تعرف الحقيقة، إذ إن معسكر سينشري كان أيضاً غطاءً لمشروع "آيس وورم" Iceworm، وهو شبكة معقدة من الأنفاق والسكك الحديد المصممة لإيواء ونقل نحو 600 صاروخ نووي، يمكن إطلاقها عبر القطب الشمالي باتجاه الاتحاد السوفياتي. وقد ظهرت الآن معلومات جديدة عن هذه القاعدة الغامضة. على رغم أن المشاريع في معسكر سينشري كانت محاطة بالسرية، فإن أحد العمال صرح بأن الحياة هناك يمكن أن تكون "رتيبة للغاية" (الأرشيف الوطني) لماذا بني معسكر سينشري، ولماذا تُخلي عنه؟ بني معسكر سينشري عام 1959 وظل قيد التشغيل لمدة سبعة أعوام. عاش طاقمه في عزلة شديدة، على بعد 127 ميلاً من الأشخاص الآخرين، وفقاً لمجلة "ناشيونال جيوغرافيك". كان الوصول إلى القاعدة ممكناً فقط عبر الزلاجات، لكن العواصف الثلجية والرياح ودرجات الحرارة المتجمدة جعلت الرحلة شاقة. ومع ذلك يؤكد أوستن كوفاكس، المهندس البحثي في الجيش الذي عمل في القاعدة، أن الحياة هناك لم تكن محفوفة بالأخطار. وقال لـ"ناشيونال جيوغرافيك": "الناس كانوا يعتقدون أنها كانت خطرة، لكنها لم تكن كذلك. كانت مريحة. وفي بعض الأحيان كانت رتيبة جداً، جداً". ولم تكن القاعدة مجرد منشأة أبحاث، بل اشتملت أيضاً على عيادة ومسرح ومكتبة، وفقاً لتقارير مجلة "ناشيونال جيوغرافيك". جون فريش، وهو جندي زار معسكر سينشري، ذكر للمجلة أنه "كان لدينا كل ما يمكنك تخيله، الأضواء والتدفئة وغير ذلك من المستلزمات". وأضاف "كان الجو بارداً. أعني، كما تعلم، عندما تمشي هناك، يمكنك أن تشعر وكأنك تدخل في ثلاجة". رسم تخطيطي لمولد الطاقة النووية في معسكر سينشري. كان المعسكر أيضاً يشتمل على أنفاق بطول ثلاثة كيلومترات ووسائل الراحة المختلفة، بما في ذلك مسرح ومكتبة لأفراد الطاقم (صورة الجيش الأميركي بإذن من مكتب التاريخ، المقر الرئيس، فيلق مهندسي الجيش الأميركي) أما بالنسبة إلى مشروع "آيس وورم"، فلم يكن على علم به سوى قلة من الناس، وذلك حتى أعوام لاحقة. لم يُحقق في النشاط الأميركي في غرينلاند إلا عام 1968، عندما تحطمت طائرة نفاثة أميركية مسلحة بقنابل نووية، وفقاً لتقارير "ناشيونال جيوغرافيك". وكشف التحقيق عن أن رئيس الوزراء الدنماركي قد وافق سراً على [إقامة] مشروع "آيس وورم". لكن على رغم نجاح الجيش الأميركي في إبقاء الأمر طي الكتمان، أخطأ المخططون في تقدير تحديات بناء قاعدة داخل نهر جليدي. فطبيعة الأنهار الجليدية غير المستقرة تعني أن السكك الحديد الفولاذية قد تنحني بسبب الحركة، والصواريخ قد تنقلب، وحتى المفاعل النووي نفسه كان معرضاً للخطر بسبب تغير طبقات الجليد تحته، بحسب تقارير "ناشيونال جيوغرافيك". كشفت صورة لمعسكر سينشري على رادار وكالة ناسا العام الماضي عن مدى اتساع المجمع (مرصد الأرض التابع لوكالة ناسا) في نهاية المطاف، أقر المسؤولون العسكريون بأن الفكرة قد لا تكون مثالية، وأُغلق المفاعل النووي عام 1963. وبحلول عام 1967، تُخلي عن القاعدة بالكامل. بحلول عام 1969، كانت القاعدة في حالة دمار، وفقاً لـ"ناشيونال جيوغرافيك"، حيث غمرت الثلوج الممرات وتكسرت العوارض الخشبية. اكتشافات حديثة حول معسكر سينشري لا يزال الباحثون يحاولون كشف كل ما حدث في هذه القاعدة الغامضة في غرينلاند. في أبريل (نيسان) 2024، كان العالم في ناسا تشاد غرين وفريقه يحلقون فوق غرينلاند عندما التقط رادارهم بصورة غير متوقعة الشبكة الواسعة من الأنفاق التي لا تزال مدفونة تحت الجليد. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال أليكس غاردنر، وهو عالم الغلاف الجليدي في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، في بيان: "كنا نبحث عن قاع حوض الجليد وفجأة ظهر معسكر سينشري. لم نكن نعرف ما هو في البداية". وقد ساعدت بياناتهم في رسم خريطة للمباني والممرات الشاسعة لمعسكر سينشري بصورة فضلى من أي وقت مضى. والآن، وبعد استمرار تراكم الثلج والجليد، أصبحت القاعدة على عمق 100 قدم (30 متراً) تحت السطح. وأشار غرين إلى أن "الهياكل الفردية في المدينة السرية أصبحت في البيانات الجديدة مرئية بطريقة لم يسبق لها مثيل من قبل".