logo
#

أحدث الأخبار مع #سينماحمينة

صوت الثورة ومهندس السينما الجزائرية يرحل
صوت الثورة ومهندس السينما الجزائرية يرحل

الشروق

timeمنذ 14 ساعات

  • ترفيه
  • الشروق

صوت الثورة ومهندس السينما الجزائرية يرحل

فجعت الساحة الثقافية الجزائرية مساء الجمعة بوفاة المخرج والمنتج الجزائري محمد لخضر حمينة عن عمر ناهز 95 سنة، تاركا وراءه إرثا فنيا كبيرا خلد اسمه في سماء السينما الجزائرية والعالمية برؤيته الفنية المميزة التي جعلته أحد أبرز المخرجين العرب الذين دخلوا منافسات مهرجان كان السينمائي الدولي في العديد من المرات ليتوج بجائزة السعفة الذهبية الوحيدة في تاريخ السينما العربية. يعد المخرج الراحل محمد لخضر حمينة واحدا من أبرز الأسماء التي خلدت التاريخ السينمائي في الجزائر وفي العالم العربي وإفريقيا، تجاوز إبداعه حدود الإخراج السينمائي ليصبح صوتًا للثورة الجزائرية ومهندسًا لذاكرة جماعية قاومت الاستعمار بالكاميرا بعد أن قاومته بالسلاح. حمينة.. أحلام كبيرة بسعة صحراء الجنوب إلى العالمية ولد الراحل محمد لخضر حمينة في عام 1934 بمدينة المغير، في الجنوب الجزائري، ترعرع في ظل الاستعمار الفرنسي، وهو ما طبع شخصيته وصقل حسّه الوطني، ومع اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، انخرط في صفوف جبهة التحرير الوطني، ليدرك سريعا أهمية الصورة ودورها الفعال كأداة للتعبير والنضال، التحق الراحل بعد الاستقلال، بالمعهد العالي للسينما في براغ (تشيكوسلوفاكيا سابقًا)، حيث تلقى تكوينًا أكاديميًا في الإخراج السينمائي، قبل أن يعود إلى الجزائر ليساهم في بناء المشهد الثقافي الوطني ويؤسس مع زملائه الفنانين لسينما جزائرية معاصرة. فيلم 'وقائع سني الجمر'… العلامة الفارقة يُعتبر فيلم 'وقائع سني الجمر' الذي أنتج سنة 1975، علامة فارقة في مسيرة الراحل محمد لخضر حمينة، بل وفي تاريخ السينما الجزائرية والعربية، حيث استعرض الفيلم، مراحل الكفاح الشعبي ضد الاستعمار الفرنسي من بدايات القرن العشرين حتى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، كما نال الفيلم جائزة السعفة الذهبية في مهرجان 'كان' السينمائي الدولي، ليكون بذلك أول تتويج من نوعه لبلد عربي وإفريقي، لعمل تميز بعمقه في الطرح، والرمزية السياسية، والبعد الإنساني، إلى جانب الجماليات التقنية التي جعلت منه تحفة سينمائية ما زالت تُدرس في معاهد السينما عبر العالم. سينما حمينة.. ذاكرة وطن ومرجع فني أرخت الأعمال السينمائية للراحل محمد لخضر حمينة للتاريخ الجزائري عبر الصورة، فجسد العديد منها على غرار 'ديسمبر' و'ريح الأوراس' و'الصحراء البيضاء'، التي شكلت أرشيفًا بصريًا للمآسي والبطولات التي عاشها الجزائريون، كما حرص الراحل على أن تكون السينما أداة لتثبيت الهوية الوطنية في وجه محاولات الطمس المتكررة. 'ظلال الغروب'.. تأكيد على وفاء حمينة لرؤيته السينمائية عاد الراحل حمينة إلى الساحة السينمائية بفيلم 'ظلال الغروب' الذي تم إنتاجه في سنة 2014، مثيرا نقاشًا واسعًا نظرًا لطبيعته الفلسفية ورموزه السياسية المعقدة، حيث قدم العمل قصة تدور أحداثها إبان الثورية التحريرية الجزائرية، حين اعتقد قائد فرنسي أن الجزائر تنتمي إلى فرنسا، فتعامل مع جندي متمرد عليه عندما طلب منه إعدام مقاتل جزائري من أجل الحرية مما أدخله في صراع مباشر معه، ليجدد العمل وفاء الراحل حمينة لرؤيته السينمائية التي عرف بها في مختلف أعماله. حمينة.. مسار حافل وجوائز مشرفة أثرى الراحل محمد لخضر حمينة الساحة السينمائية بالعديد من الأعمال السينمائية كتابة وإخراجا وإنتاجا، على غرار 'ريح الأوراس' سنة 1966، 'حسان الإرهابي' سنة 1968، 'ديسمبر' في 1973، 'وقائع سني الجمر' في 1975، 'رياح رملية' في 1982، 'الصور الأخير' في 1986 و'ظلال الغروب' في 2021، كما توشح الراحل خلال مشواره بالعديد من الجوائز والتكريمات أبرزها جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي سنة 1975، ليتزامن رحيله مع عرض النسخة المعدلة للفيلم في الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي (13- 24 ماي 2025) كلفتة تكريمية للراحل ضمن برنامج فئة 'كان كلاسيكس'، في الذكرى الخمسين على فوزه بالسعفة الذهبية، كما حظي الراحل بعدة تكريمات في مختلف المهرجانات العربية والعالمية، وسط إشادة بموقفه الفني الملتزم وثباته على المبادئ التي جعلت اسمه خالدا في سماء الفن السابع. إرث لا يُمحى.. والجزائر تكرم أبناءها وهم أحياء كرمت الجزائر المخرج الراحل محمد لخضر حمينة وهو على قيد الحياة، بصورة تليق باسمه ومساره الفني الطويل وذلك من خلال افتتاح المعهد العالي للسينما الذي يحمل اسمه في أكتوبر الفارط، كفضاء خاص للإبداع ولكل المواهب الناشئة في عالم الفن السابع لمواصلة مسار وانجازات هذا الرجل الذي شكل ولا يزال علامة فارقة في تاريخ السينما الجزائرية والعربية رفضت عدسته اضطهاد شعبه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store