أحدث الأخبار مع #سُ


عمان اليومية
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- عمان اليومية
سلطنة عمان: الحوار سبيل معالجة التحديات .. وتفاؤل حيال تسوية عادلة في غزة
سلطنة عمان: الحوار سبيل معالجة التحديات .. وتفاؤل حيال تسوية عادلة في غزة طهران"العُمانية".وكالات: أكد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية على أهمية الحوار باعتباره أداة أساسية لمعالجة التحديات، منوّهًا إلى التزام سلطنة عُمان بهذا المسار الضروري مهما كانت صعوبته حتى مع أولئك الذين قد تكون هناك اختلافات شديدة معهم. جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في افتتاح أعمال منتدى طهران الرابع للحوار، والذي أقيم برعاية فخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبحضور عدد من وزراء الخارجية وكبار المسؤولين وصناع القرار والمفكرين من مختلف دول المنطقة والعالم، إلى جانب ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية. وأكد معالي السيد وزير الخارجية على الأهمية التي توليها سلطنة عُمان للعلاقات الثنائية القائمة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيدًا في الوقت نفسه بالمرونة والدقة والصراحة التي يُضفيها نظيره الإيراني على إسهامات بلاده في الحوارات الإقليمية والدولية. وركز معاليه بشكل خاص على القضية الفلسطينية، واصفًا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عنف وإبادة جماعية بأنه مأساة عالمية ما كان ينبغي لها أن تحدث، وكان يمكن منعها لو تم اغتنام فرص الحوار في إشارة إلى رفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة الانخراط في حوار موضوعي مع الجانب الفلسطيني فضلاً عن فشل المجتمع الدولي في ممارسة التأثير الفاعل. وأعرب معاليه عن تفاؤله حيال المؤشرات التي برزت خلال الأشهر القليلة الماضية، لا سيما من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قد تعكس تحولًا نحو نهج أكثر واقعية ومرونة بشأن من يمكن اعتباره شريكًا في الحوار. ورأى معاليه أن هذا التطور، وإن جاء في لحظة تشهد تصعيدًا عسكريًّا ومعاناة إنسانية هائلة، يُشير إلى رغبة متجددة لإجراء حوار حقيقي، حتى وإن كانت تل أبيب لا تزال تحاول تفادي ذلك عبر التصعيد على جبهات متعددة. وشدد معاليه على أن الحوار ليس خيارًا سهلًا، لكنه الطريق الوحيد الممكن لتحقيق تسوية عادلة، مستشهدًا بما وصفه بـ 'الدرس الفظيع' الذي تجسده مأساة غزة عندما تغيب الشجاعة في الحديث إلى الآخر. وأعرب معاليه عن أمله في أن يسهم هذا المنتدى في طهران في استقطاب المزيد من الأصوات المؤمنة بالحوار، وتعزيز قناعة المجتمع الدولي بأنّ الحلول لا تُبنى بالقوة بل بالتفاهم والانفتاح. وناقش المنتدى في نسخته الحالية دور الدول الإقليمية في النظام العالمي المتغير، مستعرضًا أبرز التحديات المشتركة في مجالات السياسة والاقتصاد والطاقة، إلى جانب بحث سبل تطوير آليات التعاون متعدد الأطراف لمواجهة الأزمات الدولية في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة. والتقى معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية اليوم بمعالي الدكتور عباس عراقجي، وزير الخارجية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية بطهران. وبحث الوزيران عددًا من الأفكار والمقترحات المتصلة بالمحادثات الإيرانية الأمريكية الرامية إلى التوصّل لاتفاق يفي باهتمامات ومشاغل الطرفين بشكل عادل وعملي وملزم ويخدم الأمن والاستقرار الإقليميين. من جانب آخر تم عقد لقاء مشترك بين معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، ومعالي الدكتور عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، ومعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر الشقيقة. جرى خلال اللقاء مناقشة مستجدات المحادثات الأمريكية الإيرانية في إطار الوساطة العُمانية. ورحب كل من معالي السّيد وزير الخارجية ونظيره الإيراني بالمبادرة القطرية بعقد هذا اللقاء البنّاء والتشاور حول سُبل دعم وتعزيز الحوار وتقريب وجهات النظر في سبيل التوصّل إلى تفاهمات تفضي لتحقيق الاتفاق المنشود بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبما يُسهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وأعربت إيران اليوم عن استعدادها "لفتح صفحة جديدة" في العلاقات مع الدول الأوروبية التي تدرس امكان إعادة تفعيل عقوبات دولية على طهران بموجب الاتفاق النووي لعام 2015. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمام منتدى طهران الرابع للحوار، إنّ "إيران مستعدّة لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع أوروبا، إذا لمست إرادة حقيقية ونهجا مستقلا من قبل الأطراف الأوروبيين". ووقعت إيران مع كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، إضافة الى روسيا والصين والولايات المتحدة، اتفاقا بشأن برنامجها النووي في العام 2015. ونصّ الاتفاق رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، مقابل تقييد نشاطاتها النووية وضمان سلمية برنامجها. لكن الاتفاق أصبح بحكم اللاغي بعد انسحاب الولايات المتحدة أحاديا منه في العام 2018 خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب الذي أعاد فرض عقوبات قاسية.من جهتها، بقيت إيران ملتزمة كامل بنود الاتفاق لمدة عام بعد الانسحاب الأمريكي منه، قبل أن تتراجع تدريجا عن التزاماتها الأساسية بموجبه. وتدرس القوى الأوروبية الثلاث المنضوية في اتفاق العام 2015، ما إذا كانت ستفعّل آلية "العودة السريعة" أو "الزناد"، وهي جزء من الاتفاق، تتيح إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران في حال انتهاكها الاتفاق. وتنتهي المهلة لتفعيل هذه الآلية في أكتوبر 2025.وقال عراقجي اليوم "إذا كانت لدى أوروبا الإرادة اللازمة لتصحيح هذا الوضع، فإنّ إيران لا ترى أي عائق أمام استعادة الثقة المتبادلة وتطوير العلاقات" مع الدول الأوروبية. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أكد أواخر أبريل، أنّ الدول الأوروبية لن تتردّد "للحظة" في إعادة فرض العقوبات على إيران إذا تعرّض الأمن الأوروبي للتهديد بسبب برنامجها النووي. وفي مقال نُشر الأسبوع الماضي على موقع مجلة "لو بوان" الفرنسية، حذر وزير الخارجية الإيراني الأوروبيين من "استراتيجية المواجهة".وأجرت إيران الجمعة في تركيا مباحثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا بشأن برنامجها النووي، تطرقت خلالها الى المفاوضات الجارية مع واشنطن. وتهدف المحادثات الأميركية الإيرانية للتوصل إلى اتفاق جديد يضمن للقوى الغربية عدم تطوير إيران سلاحا ذريا، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. وتنفي طهران على الدوام سعيها الى تطوير أسلحة نووية، مؤكدة سلمية برنامجها.


شبكة النبأ
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- شبكة النبأ
اليابان والحتمية الاستراتيجية
يخشى بعض جيران اليابان أنها قد تعود إلى موقفها العسكري الذي كانت عليه في ثلاثينيات القرن العشرين. عندما عمل سلف كيشيدا، الراحل آبي شينزو، على توسيع التفسير الدستوري للدفاع عن الذات ليشمل المهام الجماعية مع حلفاء اليابان، تسبب ذلك في تأجيج المخاوف داخل المنطقة وبين بعض شرائح المجتمع الياباني... كمبريدج ــ في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عن توسع القوة العسكرية الأكثر طموحا في اليابان منذ إنشاء قوات الدفاع عن الذات في البلاد عام 1954. سوف يرتفع الإنفاق الدفاعي الياباني إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي ــ ضعف المستوى الذي ساد منذ عام 1976 ــ وترسم استراتيجية الأمن القومي الجديدة كل الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية التي ستستخدمها اليابان لحماية نفسها في السنوات المقبلة. الأمر اللافت للنظر بشكل خاص هو أن اليابان ستحصل على نوع من الصواريخ البعيدة المدى التي وعدت بالتخلي عنها من قبل، وسوف تعمل مع الولايات المتحدة على تعزيز الدفاعات الساحلية حول "سلسلة الجزر الأولى" قبالة سواحل الصين. في الشهر الماضي في واشنطن، بعد الجولة الدبلوماسية التي قام بها كيشيدا عبر العديد من دول مجموعة السبع، تعهد هو والرئيس الأميركي جو بايدن بتعزيز أواصر التعاون الدفاعي. بين العوامل التي عجلت بهذه التغييرات زيادة عدوانية الصين ضد تايوان، وبشكل خاص غزو روسيا لأوكرانيا، والذي ذَكَّـرَ جيل جديد بطبيعة العدوان العسكري. بطبيعة الحال، يخشى بعض جيران اليابان أنها قد تعود إلى موقفها العسكري الذي كانت عليه في ثلاثينيات القرن العشرين. عندما عمل سلف كيشيدا، الراحل آبي شينزو، على توسيع التفسير الدستوري للدفاع عن الذات ليشمل المهام الجماعية مع حلفاء اليابان، تسبب ذلك في تأجيج المخاوف داخل المنطقة وبين بعض شرائح المجتمع الياباني. لكن مثل هذا الـجَـزَع يمكن الحد منه عن طريق شرح الخلفية الدرامية الكاملة. بعد الحرب العالمية الثانية، ساءت سُـمعة النزعة العسكرية بشدة داخل اليابان، وليس فقط لأن الدستور الذي فرضته الولايات المتحدة قضى بأن يكون دور المؤسسة العسكرية اليابانية مقتصرا على الدفاع عن الذات. أثناء فترة الحرب الباردة، كان أمن اليابان يعتمد على التعاون مع الولايات المتحدة. وعندما انتهت الحرب الباردة في تسعينيات القرن العشرين، اعتبر بعض المحللين ــ في كل من البلدين ــ المعاهدة الأمنة الثنائية التي كانت سارية منذ عام 1952 من بقايا الماضي، وجرى إنشاء لجنة يابانية لدراسة ما إذا كان بمقدور اليابان الاستغناء عنها، من خلال الاعتماد على الأمم المتحدة، على سبيل المثال، بدلا منها. لكن نهاية الحرب الباردة لم تكن تعني أن اليابان لم تعد تعيش في منطقة خطرة. فجارتها الأقرب إليها كوريا الشمالية، التي يحكمها نظام دكتاتوري لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، والذي استثمر موارد البلاد الاقتصادية الشحيحة على نحو مستمر في التكنولوجيا النووية والصاروخية. المصدر الأكبر والأطول أمدا للقلق هو صعود الصين، التي تجاوزت اليابان باعتبارها الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم في عام 2010، والتي تنازع سيطرة اليابان على جزر سينكاكو في بحر الصين الشرقي. وفي الشمال، نجد روسيا المسلحة نوويا والتي تطالب بأراض تسيطر عليها بالفعل والتي كانت تابعة لليابان قبل عام 1945. وعلى الجبهة الاقتصادية، تظل اليابان معتمدة على واردات تنتقل عبر مناطق متنازع عليها مثل بحر الصين الجنوبي. هذا مصدر دائم للخطر، لأن منطقة شرق آسيا، على النقيض من أوروبا بعد عام 1945، لم تستفد قَـط من المصالحة الكاملة بين المتخاصمين أو المؤسسات الإقليمية القوية الراسخة. في مواجهة هذا الوضع، كانت الخيارات المتاحة لليابان لضمان أمنها أربعة، واحد منها فقط كان واعدا بشكل كبير. من الواضح أن إزالة النزعة السلمية من دستورها وإعادة تسليح نفسها بشكل كامل كدولة نووية خيار باهظ التكلفة والخطورة ويفتقر إلى الدعم المحلي. في ذات الوقت، لن يكون السعي إلى الحياد والاعتماد على ميثاق الأمم المتحدة كافيا لتوفير القدر الملائم من الأمن، في حين يعني تشكيل تحالف مع الصين منحها قدر أكبر مما ينبغي من النفوذ على السياسة اليابانية. أو كان بوسعها، أخيرا، أن تحافظ على تحالفها مع قوة عظمى نائية. هذا التحالف هو الخيار الأكثر أمانا والأكثر فعالية من حيث التكلفة. ولكن منذ فاز دونالد ترمب برئاسة الولايات المتحدة في عام 2016، ساور القلق بعض اليابانيين إزاء تحول أميركا إلى العزلة. وحتى في أوائل تسعينيات القرن العشرين، عندما كنت مشاركا في إعادة التفاوض على شروط التحالف الأميركي الياباني عند نهاية الحرب الباردة، كان كبار المسؤولين اليابانيين يسألونني ما إذا كانت الولايات المتحدة لتتخلى يوما ما عن اليابان مع اكتساب الصين المزيد من القوة. في ذلك الحين، كان كثيرون من الأميركيين ينظرون إلى اليابان باعتبارها تهديدا اقتصاديا، وكان كثيرون من اليابانيين منفتحين على نهج أكثر تمحورا حول الأمم المتحدة لضمان أمنهم القومي. ثم تغير الوضع مع تقرير استراتيجية شرق آسيا الصادر عن إدارة كلينتون في عام 1995، والذي دعا إلى مشاركة صينية أكبر في الشؤون الدولية لكنه تحوط أيضا ضد عدم اليقين من خلال تعزيز التحالف مع اليابان. في عام 1996، أوضح إعلان كلينتون-هاشيموتو في طوكيو أن التحالف الأمني بين الولايات المتحدة واليابان يشكل الأساس للاستقرار في شرق آسيا بعد الحرب الباردة. مع ذلك، لم يخل الأمر من تساؤلات حول مصداقية الضمانات الأميركية، الأمر الذي أدى إلى إدارة مناقشات بين خبراء الأمن الأميركيين واليابانيين، الذين ساعدوا في بلورة مبدأ "الردع الموسع" الأميركي. يتمثل أفضل ضمان أمني في تواجد القوات الأميركية، التي تساعد اليابان في الإنفاق عليها بدعم سخي من الدولة المضيفة. كانت التدابير الجديدة التي أعلن عنها كيشيدا وبايدن في يناير/كانون الثاني مصممة لتعزيز هذا الضمان وتوفير التأمين المجدد في حال عودة ترمب أو شخص من أنصار فِـكر ترمب إلى البيت الأبيض. الأمر المهم هنا هو أن هذه التدابير لا تعطي جيران اليابان أي سبب للخوف من احتمال استرجاعها لميلها إلى العدوان. الواقع أن تعزيز التحالف بين الولايات المتحدة واليابان هو أفضل طريقة لضمان عدم عودة اليابان إلى ذلك على الإطلاق. على مدار العقدين الماضيين، أصدرت أنا ونائب وزير الخارجية السابق ريتشارد أرميتاج تقارير ثنائية الحزبية حول كيفية تعزيز التحالف بين الولايات المتحدة واليابان. وكما يوضح أحد هذه التقارير، "في ظل التغيرات الديناميكية التي تحدث في مختلف أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ، من غير المحتمل أن تحظى اليابان أبدا بمثل هذه الفرصة للمساعدة في توجيه مصير المنطقة. وفي اختيار القيادة، تستطيع اليابان أن تعمل على تأمين مكانتها كدولة من الدرجة الأولى والتأكيد على دورها الضروري كشريك على قدم المساواة في التحالف". في هذا السياق، يمكننا اعتبار التدابير التي اتخذها كيشيدا مؤخرا خطوات مناسبة في الاتجاه الصحيح. ينطوي الأمر على إمكانات هائلة لتطوير شراكة أكثر مساواة والعمل مع آخرين من أجل توفير الأمن المشترك. سيكون هذا مفيدا للولايات المتحدة، ومفيدا لليابان، ومفيدا لبقية العالم. وتوفر الأحداث الأخيرة أرضية للتفاؤل بشأن مستقبل التحالف بين الولايات المتحدة واليابان والاستقرار في شرق آسيا. * جوزيف ناي، سكرتير مساعد وزير الدفاع السابق، وأستاذ في جامعة هارفارد، مؤلف كتاب القوة الناعمة وكتاب مستقبل القوة وكتاب هل انتهى القرن الأميركي؟ و"هل الأخلاق مهمة القادمة"؟ الرؤساء والسياسة الخارجية من روزفلت إلى ترامب.


النهار
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
اعترافات بيتهوفن (2 من 8)
يحاول البعضُ إِعلاءَ مجدي وشهرتي بالقول إِنَّ أَبي يوهان ليس والدي، بل إِنني ابنُ ملك ﭘْــرُوسيا فردريك الثاني الكبير (1712-1786) وكان ملك ﭘـــروسيا من 1740 حتى وفاته. غريبٌ هذا الأَمر! والأَغربُ أَنني لـم أَنْفِ هذه الشائعة، مع أَنها تُحرجُ سُـمْعةَ أُمِّي. والسبب أَن أَبي حفرَ بي جراحًا معنويّةً عميقةً تَـجعلُني لا أَردُّ الشائعات، ولا أُمانع أَن أُبادلَه أَبًا بـمَلِك. غالبًا ما نذكُر الوالد بـحنانٍ وحنين، ونَتَذَكَّرهُ بسُلطته الحريصة وعطاءاته وتشجيعه وتضحياته. والدي مثالٌ سيّئ لا يحتذى الوالدُ، عادةً، مِثالٌ به يُقْتدى. فموزار (1756- 1791) كان والدُهُ ليوﭘـولد (1717-1787) عازفًا ومدرّس موسيقى، وأَنشأَ ابنَهُ على العزف منذ طفولته الأُولى. من هنا أَنه كان نموذجيًّا: سهرَ على تنشئَة ابنه، درَّبه طفلًا على الـموسيقى، أَتاح له تنميةَ موهبته، هيَّأَ لإنضاجها أَفضل الظروف، ونظَّمَ له عددًا من أُمسيات العزف في أُوروﭘَّـا لتوسيع شهرته. أَبي كان عكسَ ذلك تـمامًا. أَجبرني سُلوكُه الشرس على ذِكْره بعباراتٍ غيرِ لائقة. كان عازفًا فاشلًا، وسِكِّيرًا أَنانيًّا مُدمنًا. تزوَّج والدتي ماريا ماغدالينا، وكانت ابنة طبَّاخٍ وأَرملة خادم. هذا الزواج غير الـمتكافئ أَثار غضبَ جَدِّي لودﭬـيك. لكنّ أمي كانت امرأَةً طيِّبة ومُـحِـبَّة ومُسالِـمة الطبع. تَـحمَّلتْ أَبي بصبرٍ، وأَنـجبَت له سبعة أَولادٍ لم يبلغ منهم سنَّ الرُشد سوى ثلاثة. وبين أَسوإِ مـمارساته: بَيعُهُ يومًا أَثوابَ أُمي كي يَـفي إِحدى الـحاناتِ ديونَه الـمتراكمة. والدي أُستاذ فاشل في طفولتي قرَّر أَبي أَنْ لا فائدةَ من الـمدرسة. كان يأَسرني في البيت كي أَتعلَّمَ العزفَ على الكمان أَو الـهارﭘْــسيكُورد (بالإِنكليزية harpsichord، بالفرنسية clavecin. آلةٌ موسيقية سبقَت الـﭙـيانو شَكلًا وملامسَ. أَنغامها قويةٌ يصعب التحكُّمُ بـحِدَّتها). ومن تلك "الدروس" الفوضوية غير المنتظمة، بقيَت لديَّ، خصوصًا في الإِملاء والرياضيات، أَخطاء كثيرة كان يمكنني تلافيها لو كانت "الدراسة" الوالدية منتظمة ومفيدةً في الموسيقى. فـــ"دروسُه" الموسيقية سبَّبت لي عذابًا جُلجُليًّا. كان ضيِّقَ النَفَس، سريعَ التوتُّر: يَشتُمُني ويَصفَعُني لأَقلّ غلطة في النوطة الموسيقية، أَو إِذا مرةً حاولتُ الارتـجال. ولكي يوهِم الناس أَنني ولدٌ متفرِّد، زوَّرَ تاريخَ ميلادي مُسَبِّقًا إِياه سنَـتَين. كنتُ في الثامنة حين قرَّر أَن يَعْرضني للجمهور فأَرغمَني على العزف في بونّ (مدينة أَلـمانية على ضفاف الراين أَحدِ أَطولِ أَنهار أُوروﭘـا) وفي كولُونيا (رابع أَكبر مدن أَلـمانيا بعد برلين وهامبورغ وميونيخ). لم يأْبه أَحدٌ لي في ذاك العزف، ولا شجَّعني أَحد. وأَصابني هَلَعُ خَوفَين: من أَبي ومن الـجمهور. ماتت أمي قهرًا بسببه عند وفاة أُمي بالسلّ، أُصيب أَبي بالانهيار وتفاقَمَت ديونُه. تدخَّلْتُ لدى بعض الـمسؤُولين كي لا يُعتَقَل بتهمة السُكْر الـمتواصل. كان يُشيع أَنه ضحيّة، ويُـحمِّلني الذنْب، ويتلذَّذ بتعذيبي نفسيًّا. ظلَّ عشرين سنةً عبئًا ثقيلًا عليَّ حتى مات فجأَةً بنوبةٍ قلبية. بَكَيتُهُ؟ الأَبُ يُبكى عليه، حبًّا أَو مرارةً. حتى في مأْتـمه لم يوفِّره الـمتهكِّمون. أَحدُهم قال: "الآن، مع موت يوهان، ستقل مداخيلنا من الخمر". يومها، لدى خُروجي من الكنيسة، تَـحوَّلَ خجَلي إِلى رهان: لأَنَّ اسمَ أَبي كان يثير التهكُّمات، سأَنتقم برفْع اسم "بيتهوﭬِـن" إِلى الصف الأَول بين كبار الـموسيقيين. اليومَ، مع بلوغي غروبَ حياتي يمكنني، بضميرٍ مرتاح وجبينٍ مرفوع، أَن أَقول إِنني ربـحتُ الرهان!


Sport360
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- Sport360
نجم برشلونة: يامال ليس مستعداً بعد للمُقارنة مع ميسي
سبورت 360- قال فرينكي دي يونج، لاعب برشلونة ، إن زميله لامين يامال ليس مُستعداً بعد للمُقارنة مع الأسطورة ليونيل ميسي. ويُقدم يامال مستويات طيبة للغاية جعلت اسمه مُقترناً بالمُقارنة مع ميسي الذي لم ينجح برشلونة حتى الآن في تعويض رحيله. دي يونج: لن يكون هُناك 'ميسي جديد' وقال دي يونج، في تصريحاتٍ نقلها موقع تريبال فوتبول، :'لا أعتقد أننا يجب أن نُقارن يامال مع ميسي، لأن كل لاعب سُـتقارنه مع ميسي لايزال ليس جيداً كفاية'. وتابع :'لا أعتقد أنه سوف يكون هناك لاعب آخر مثل ميسي'. وأضاف نجم برشلونة :'ما يقوم به لامين يامال في هذا السن استثنائي ونادر جداً، يامال يملك موهبةً فطرية'. وأكمل حديثه بالقول :'الطريقة التي يفهم بها يامال كرة القدم رائعة، والقرارات التي يتخذها في المُباريات في هذا العُمر مُبهرة'. وأردف بالقول :'مهارة يامال فطرية تماماً، ولحُسن الحظ هو يملكها'. ويبلغ يامال من العُمر 17 سنة، ويُجيد اللعب في مركز الجناح الهجومي الأيمن، وينتهي تعاقده مع برشلونة في يونيو 2026. ولعب يامال بقميص الفريق الأول لنادي برشلونة في 89 مُباراةً في كافة المُسابقات، سجل فيهم 20 هدفاً، وصنع 24 هدفاً. شاهد أيضًا:


الاقتصادية
٠٢-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- الاقتصادية
الدول الصغيرة تعني إيرادات ضخمة
في ظل اقتصاد عالمي سريع التغير، يستدعي تطور واحد اهتماما خاصا: ظهور الدول الصغيرة كجهات فاعلة اقتصادية مهمة. الآن، يكاد هذا التحدي لنماذج النمو التقليدية يعمل على إعادة تشكيل المشهد الاستثماري العالمي. يشير بحث أجرته مؤسسة الأفكار الكبرى ( BIG Ideas Foundation )، إلى أن 17 من أكبر 20 اقتصادا في العالم من حيث نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي هي دول صغيرة، يتراوح عدد سكانها بين 10 و12 مليون نسمة أو أقل. تمتد هذه الدول عبر مختلف المناطق الجغرافية، ويتنوع تاريخها وهياكلها الاجتماعية ونماذج الحوكمة التي تتبناها. لكنها تشترك في 3 مواطن قوة أساسية: الرشاقة المؤسسية، والحجم الديموغرافي الذي يمكن التحكم فيه، والقيادة الجيدة. في أوقات التحول الجهازي السريع، تكون القدرة على التكيف أكثر أهمية من الحجم. في الواقع، قد يكون الحجم الأضخم مما ينبغي في كثير من الأحيان عبئا وليس ميزة في مثل هذه الفترات. يصدق هذا في العالم الطبيعي أيضا: ذلك أن فترات التغير البيئي الكبرى الأنواع الأصغر حجما والأكثر قدرة على التكيف. يعكس نجاح الدول الصغيرة في الاقتصاد العالمي اليوم ذات المبدأ. إذ تعمل شبكات أصحاب المصلحة الفعّالة والأنظمة الإدارية المبسطة، مقترنة بالقيادة الفعّالة، على تمكين الدول الصغيرة من تنفيذ تغييرات إستراتيجية سريعة والاستفادة برشاقة من الفرص والتصدي للتحديات. تكتسب هذه المزايا البنيوية أهمية متزايدة مع تسارع وتيرة التغير العالمي، لأنها تمكّن الدول الصغيرة من تكييف اقتصاداتها بسرعة في الاستجابة للوقائع الخارجية الجديدة. على سبيل المثال، قد تقرر هذه الدول تطوير ملامحها كمراكز مالية عالمية، أو احتضان الحوكمة الرقمية، أو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، أو تعزيز مراكز الترفيه. أياً كانت الرؤي التي تختارها، فإن حجمها الذي يمكن التحكم فيه يعني أنها قادرة على تنفيذ هذه الرؤى بشكل شامل. تتفوق الدول الصغيرة في رعاية وتنمية المنافذ الاقتصادية. فبدلا من التنافس في جميع القطاعات، تعمل الدول الصغيرة الناجحة على تحديد مجالات بعينها حيث يمكنها بناء مزايا تنافسية دائمة. وقد أثبتت إستراتيجية التخصص هذه فاعليتها بشكل خاص في القطاعات الكثيفة المعرفة، مثل الرقائق الإلكترونية الدقيقة، حيث يولد تركيز الخبرة فوائد النظام الإيكولوجي الذاتية التعزيز. نظرا لهذه المزايا، توفر الدول الصغيرة فرصا استثمارية جذابة. لكن كل دولة على حِـدة قد تفتقر إلى الحجم الكافي لإحداث تأثير ملموس في محافظ المستثمرين. ولكن من خلال دمج هذه الاقتصادات الرشيقة في إطار استثماري موحد، يصبح بوسعنا تحرير الفرص لتحقيق عوائد كبيرة، والاستفادة من أنظمة الإبداع القابلة للتطوير، وخلق سُـبُـل تحوط قوية ضد انعدام اليقين في الأسواق. بطبيعة الحال، الدول الصغيرة ليست متجانسة. بل هي على العكس، تسعى وراء مجموعة واسعة متباينة من المصالح والقدرات ومستويات التطور. ويوفر هذا التنوع فوائد مهمة، وخاصة تنوع المحافظ الاستثمارية. لكنه يعمل أيضا على تعقيد عملية إنشاء فئة أصول الدول الصغيرة. من الممكن أن تقدم لنا التجارب السابقة في إنشاء فئات أصول متنوعة المكونات دروسا مفيدة. على سبيل المثال، أظهر إنشاء فئة أصول الأسواق الناشئة إمكانية إدراج بلدان غير متجانسة في مجموعة واحدة، ومن الممكن أن تكون المؤشرات، والصناديق، والمؤسسات التي تشكل النظام البيئي للاستثمار محددة حسب القطاع والمنطقة. الواقع أن الاعتراف الرسمي بفئة أصول الدول الصغيرة من شأنه أن يحفز الاهتمام من جانب المستثمرين. وبوسع المكاتب العائلية التابعة للدول الصغيرة ــ وهي كيانات تُـنشئها عائلات ثرية لتقديم خدمات إدارة الثروات وغيرها من الخدمات، مثل التخطيط العقاري، لأفرادها ــ أن تضطلع بدور مهم بشكل خاص في دفع عجلة تطور فئة الأصول. فبفضل مصالحها المتنوعة ووجهات نظرها البعيدة الأمد، يصبح بوسع قِـلة من العائلات الرائدة في كثير من الأحيان تحويل النظام البيئي الاستثماري. عندما تجد مثل هذه العائلات هدفا مشتركا عبر المناطق، يصبح التأثير الجهازي الذي تخلفه عميقا. إن ظهور فئة الأصول الصغيرة ليس في حكم الممكن فحسب؛ بل هو مرجح على نحو متزايد، حيث تعمل ديناميكيات الاقتصاد العالمي المتغيرة على تغيير فهمنا للمزايا التنافسية. مع تعطل الأنظمة القائمة، بفعل الإبداع التكنولوجي المتسارع على وجه الخصوص، بات من المستحيل تجاهل المزايا الطبيعية التي تتمتع بها الدول الصغيرة الرشيقة. ومن منظور المستثمرين، ينطوي هذا ضمنا على فرصة ذهبية لاستخلاص قيمة كبيرة مع تعزيز المرونة الاقتصادية العالمية والإبداع الرشيق. وأولئك الذين يقودون الطريق تنتظرهم أعظم المكافآت. خاص بـ"الاقتصادية" حقوق النشر: بروجيكت سنديكيت، 2025.