منذ 16 ساعات
طهران تطلق صواريخ فرط صوتية وتل أبيب تعترضها بالكامل
أنهت المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية يومها السادس على حافة تصعيد غير مسبوق، بعدما نجحت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في إسقاط رشقة جديدة من سبعة إلى تسعة صواريخ أطلقتها طهران مساء الأربعاء، من بينها صواريخ 'فتّاح' فرط الصوتية، ومدى 'سِجّيل' البالغ 2000 كيلومتر، من دون تسجيل إصابات أو أضرار تُذكر.
وقد رفعت الجبهة الداخلية الإسرائيلية حالة الإنذار ثم سمحت للسكان بمغادرة الملاجئ بعد ثوانٍ من الاعتراض الكامل.
وعلى الرغم من هذا الإنجاز التقني، كشفت تقديرات رسمية عن أنّ إيران أطلقت منذ فجر الجمعة أكثر من 400 صاروخ متنوع، أسقطت معظمها دفاعات 'القبة الحديدية' التي تستهلك، وبينما قُتل 24 مدنيا إسرائيليا في الموجات الأولى، وتُحذِّر المؤسسة العسكرية من أن مخزون الصواريخ الاعتراضية قد ينفد في أقل من أسبوعين إذا استمر الإيقاع ذاته.
في المقابل، شهدت العاصمة الإيرانية ليلة عنيفة مع غارات إسرائيلية استهدفت مواقع لصناعة الصواريخ وجامعة مرتبطة بالحرس الثوري. ووفقا لمصادر، تدفّق آلاف السكان إلى طرقات الخروج من طهران مع فرض السلطات سقفا على تعبئة الوقود تحسّبا لهجمات أوسع، والجيش الإسرائيلي طالب سكان بعض أحياء طهران بإخلائها بصورة طوعية قبل ضرب منشآت عسكرية محددة.
دبلوماسيا، نفت الخارجية الإيرانية إرسال وفد تفاوضي إلى سلطنة عُمان، مؤكدة أنه لا حوار تحت الإكراه، وأن أي تدخل أميركي سيعني حربا شاملة. التحذير جاء ردا على تصريحات متجددة للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي طالب طهران بالاستسلام غير المشروط.
خيارات واشنطن العسكرية تصدّرت واجهة النقاش بعدما كشف أعضاء في مجلس الشيوخ عن أن البيت الأبيض يدرس توجيه ضربة محدودة لمنشأة 'فوردو' النووية باستخدام القنبلة العملاقة GBU-57 الخارقة للتحصينات، وهي السلاح الوحيد القادر على اختراق عشرات الأمتار من الصخور. السيناتور تِد كروز رجّح إمكان تنفيذ هجوم جوي من دون قوات برية، بينما واصل البنتاغون تعزيز قواعده الإقليمية تحسبا لأي رد إيراني على المصالح الأميركية.
وتوازيا مع التحشيد العسكري، أكّد الحرس الثوري أن سماء إسرائيل ستبقى مفتوحة أمام الصواريخ والطائرات المسيَّرة، وأن الإسرائيليين يواجهون خيار الموت البطيء في الملاجئ أو الفرار جماعيا. هذا التحذير ردّت عليه تل أبيب بإعلان استمرار العملية حتى إزالة القدرات النووية الإيرانية؛ ما يُبقي المنطقة على إيقاع ضربة وضربة مضادة، بينما يقترب قرار واشنطن الحاسم.
وفيما تتسابق الدبلوماسية المكوكية مع طبول الحرب، يبقى السؤال: هل يتحوّل هذا الاشتباك عالي التكاليف إلى مواجهة ثلاثية تجمع الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل ضد إيران، أم تستعيد القنوات الخلفية أنفاسها الأخيرة لمنع انفجارٍ أشمل قد يغيِّر خريطة الشرق الأوسط لعقود؟