منذ 9 ساعات
الأسواق الإماراتية تصمد أمام التصعيد الجيوسياسي وتسجل مكاسب بأولى جلسات الأسبوع
رغم التصعيد الكبير في التوترات الجيوسياسية بين إسرائيل وإيران، والمشاركة الأميركية المفاجئة في الصراع، سجلت الأسواق الإماراتية أداءً إيجابياً مع افتتاح تداولات الأسبوع يوم الاثنين، ما شكل مفاجأة نسبية بالنظر إلى حجم التوترات الإقليمية.
وفي لقاء مع "العربية Business"، قال شادي بطاينة، رئيس قسم التداول والتحليل المالي في شركة الشارقة الإسلامي للخدمات المالية، إن هذا الأداء الإيجابي يعود إلى عدة عوامل، فـ"مع نهاية الأسبوع الماضي، شهدنا تراجعات في سوق دبي المالي نتيجة لهجة التهديدات المتبادلة بين الأطراف المتصارعة، ووصلت أسعار بعض الأسهم إلى مستويات وفّرت عوائد مغرية تتجاوز 8%، وهو ما شجع الصناديق الاستثمارية والمستثمرين على إعادة تقييم مراكزهم."
ارتفاع أسواق الأسهم الخليجية.. ومؤشر السوق السعودية قرب 10700 نقطة
أيضا أضاف بطاينة أن سوق دبي يتمتع بجاذبية عالية في ظل مكررات ربحية دون 10 مرات، وهو أمر نادر في الأسواق العالمية. كما أن العوائد الاستثمارية العامة لمؤشر السوق تتراوح بين 4.8% و5%.
وأشار إلى أن إعلان الشركات لنتائج مالية قوية ساهم في دعم الثقة، لافتاً إلى أن "زخم السيولة كان واضحاً في جلسة الاثنين، حيث اقتربت قيمة التداولات من نصف مليار درهم في النصف الأول فقط من الجلسة." وأوضح أن بعض الأسهم عادت فعلياً إلى مستويات ما قبل التصعيد، وهو ما يعكس قدرة السوق على امتصاص الصدمات والاعتماد على أساسياته القوية.
وفيما يتعلق بالتراجعات الحادة التي شهدها السوق في الأسبوع الماضي، قال بطاينة: "شئنا أم أبينا، أحيانا نلاحظ تأثيرا للمخاطر النظامية العامة (مثل المخاطر الجيوسياسية) التي تؤثر على المنطقة بشكل عام... لكنه يكون طفيفا وسرعان ما ينعكس إلى شكل إيجابي بالذات على الشركات القوية".
وتابع "في الواقع، القطاعين العقاري والمصرفي لا يزالان يسجلان أداءً قوياً. العقود المليارية الجديدة لشركات مثل "الدار العقارية"، ونتائج الربع الأول من العام، كلها تشير إلى استمرار الزخم". وأوضح أن سوق دبي المالي تجاوز حاجز 5000 نقطة، ورغم التذبذبات، إلا أن الاتجاه الصاعد ما زال قائماً، خصوصاً على المدى المتوسط والبعيد.
وأضاف بطاينة أن ما يقارب 90% من المستثمرين الذين دخلوا السوق خلال العام الماضي لا يزالون يحققون هوامش ربح تتجاوز 20% حتى بعد تراجعات الأسبوع الماضي، وذلك بفضل ارتفاعات الأسهم وتوزيعات الأرباح. مشيرا على سبيل المثال إلى أن "لدينا أسهم مثل "أبوظبي الإسلامي" التي ارتفعت من نحو 12-13 درهم قبل عام إلى حوالي 20 درهم حالياً، وهو دليل على متانة وقوة ربحية السوق".
وختم بطاينة بأن المخاطر النظامية مثل التوترات الجيوسياسية، وإن كان لها تأثير محدود في اللحظة، فإن الأسواق القوية المبنية على أساسات صلبة سرعان ما تتعافى وتستعيد زخمها، كما هو الحال في الأسواق الإماراتية حالياً.