#أحدث الأخبار مع #شاىفيلدمانبوابة الأهرام٢٣-٠٢-٢٠٢٥سياسةبوابة الأهراممصر .. «عقدة» إسرائيليةالعُقد الإسرائيلية كثيرة ومتنوعة، تصيب ساكنى الكيان عن بكرة أبيه، الكل لديه شعور جازم بالخطر وقرب نهاية الكيان المصطنع. شعور يعبر عن نفسه بالحديث المتكرر حول التهديد الوجودى، وضرورة التصرف بمنطق عنيف لا عقلانى، والضرب بعرض الحائط كل المواثيق الدولية. التغول الذى يتحدث به السياسيون والعسكريون وحتى عموم الإسرائيليين استنادا إلى ما يعتبرونه قوة جيشهم الذى لا يُقهر، ولكنه الفاشل فى غزة، ومساندة الولايات المتحدة التى لا انفصام لها، هى نتيجة مباشرة للشعور الدفين بأن كيانهم لا يستطيع البقاء إلا من خلال أنبوب الدعم الأمريكى الذى لا سقف له. هذا التغول فى القول والتصريحات العنترية لإبادة الغير والاستيلاء على أراضيهم لا يعكس قوة كما تبدو ظواهر الأشياء، بل تعكس حالة انفصام عن الواقع، كما تجسد هروبا نحو الأمام من واقع المهانة الذى أصاب الكيان من قبل جماعات مقاومة أقل قدرات عسكرية كثيرا من قوة جيش الاحتلال، بيد أنها جماعات تؤمن بحقها فى الدفاع عن أرضها الأصيلة، وحق شعبها فى الحرية والسيادة على الأرض المسلوبة، وحقها فى توجيه الإهانات تلو الإهانات لجيش احتلال لا يقيم وزنا لحياة البشر، بمن فيهم إسرائيليين، وتقوده نخبة سياسية لا تعرف سوى التخبط والاندفاع نحو مصالح ذاتية ضيقة. من بين أكثر العقد التى لا يستطيع الإسرائيليون التخلص منها هى العُقدة من مصر، والأسباب كثيرة، دينية وسياسية وحضارية. فغالبية الإسرائيليين إن لم يكن كلهم، تعتقد بأن مصر منذ رسالة نبى الله موسى، هى العلامة الفارقة فى مسيرة بقائهم وتشتتهم ونزول العقاب الإلهى عليهم، وكثير من صلوات كبار الحاخامات تتمنى كل شر لمصر وأهلها، وتمتلئ الكتب المدرسية فى الكيان بالكثير من القصص الدينية التاريخية التى تُحمّل مصر منذ آلاف السنين مسئولية الشتات وعذاباته. وهى الكتب المدرسية التى تخلق أجيالا مشوهة عقيديا وأيديولوجيا وفكريا. فى ظل بيئة مليئة بالأساطير، يصبح طبيعيا أن يتم التركيز على مصر بصفتها حائط الصد أمام الكثير من الأساطير التى تعشش فى عقول الإسرائيليين. ولا يخلو يوم فى الاعلام الإسرائيلى إلا وفيه تلميحات وانتقادات حول مصر وما تقوم به لوقف الأوهام الإسرائيلية بالتخلص من الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، ويزيد المتطرفون منهم بالدعوة للاستعانة بالبيت الأبيض لدفع مصر لتتخلى عن دورها القومى والعروبى، وتصبح رصيدا لسياساتهم المتعجرفة ضد أشقائها العرب. ووصل الامر للتفكير فى هدم مصر على رءوس شعبها، من خلال سيناريو افتراضى تم تطبيقه بالذكاء الاصطناعى لتوجيه ضربة للسد العالى تؤدى إلى تدفق هائل للمياه من جنوب مصر إلى أقصى شمالها، تسحق امامها كل البنية التحتية والمدن والنخب والمصريين معا. السيناريو المصور كما نشر فى مواقع السوشيال ميديا، ليس جديدا، كفكرة، فوقائعه الافتراضية بنيت على سيناريو تخيلى نشره باحث إسرائيلى فى العام 1982، يُدعى شاى فيلدمان - يعمل الآن فى إحدى الجامعات الأمريكية - فى كتاب بعنوان إستراتيجية إسرائيل النووية، وفيه أيد إستراتيجية الغموض فى الإعلان عن القدرات النووية الإسرائيلية، والتمسك بإبعاد المؤسسات الدولية عن التحقق مما يجرى فى مفاعل ديمونا النووي. وفى الكتاب فصل حول استخدام القنابل النووية،بهدف تدمير قدرات من سماهم الأعداء، وخص مصر تحديدا بسيناريو ضرب السد العالى، وهو الأيقونة المصرية تنمويا، وأيقونة الإرادة المصرية العصية على أى تهديد من أى طرف كان، وأيقونة تحدى الصعاب أيا كان حجمها. وفقا لتصور فيلدمان، أن ضربة نووية للسد العالى ستؤدى إلى التخلص من كل المراكز الحضارية الكبرى فى مصر بداية من أسوان ونجع حمادى واسيوط والمنيا، ومرورا بالقاهرة ومدن الدلتا، ونهاية بالإسكندرية، كما ستؤدى إلى إثارة الفوضى، ومقتل العديد من الرموز السياسية والفكرية، وكثير جدا من المصريين. ما جاء فى الكتاب المنشور فى العام 1982، هو نفسه ما جاء فى مقطع الذكاء الاصطناعى الحديث، والذى اقتصر على النتائج السلبية على مصر، ولم يذكر أن إسرائيل نفسها سوف تتدمر ولو جزئيا، خاصة فى الجزء الغربى المطل على البحر المتوسط نتيجة حدوث ما يعرف بالتسونامى، بفعل تدفق كميات هائلة من المياه إلى البحر المتوسط فى مدى زمنى وجيز. سيناريو تهديد السد العالى، رافقته تهديدات قولية للسفير الإسرائيلى فى واشنطن، وهو المقرب من نيتانياهو ويعبر عن دواخل نياته الفجة، حيث أشار فى إحدى التغريدات الى التحديث والتطوير فى القدرات العسكرية المصرية، معتبرا انها تثير الشكوك لدى الكيان وحكومته، وأنه يجب وضعها على الطاولة مع الجانب الأمريكى، لوقف ما وصفه أى تحديث عسكرى مصرى، مُلمحا إلى ضرورة أن تقوم إدارة ترامب بمعاقبة مصر. وبعد أيام قليلة تم حذف التغريدة، بعد أن وصلت للكيان رسائل مصرية حاسمة، بأنه لا أحد فى أى مكان يمكنه أن يمنع مصر من السير فى كل الدروب لحماية أمنها وشعبها ومواردها، وأن من يعترض عليه أن يتحمل النتائج. فالرغبة الاسرائيلية فى إيذاء مصر، هى رغبة دفينة فى نخبة الكيان بما فيها العلمية والسياسية والدينية، فضلا عن عموم الإسرائيليين، وذلك منذ سنوات طويلة، وهى تعبير مرضى عما يمكن وصفه بالعُقدة المصرية. عقدة تعبر عن نفسها بانحطاط فكرى غير مسبوق، لا يقيم أى وزن لحياة البشر. وحسنا فعل أحد المؤثرين المصريين النشيطين، حين نشر بدوره سيناريو بالذكاء الاصطناعى لضرب مفاعل ديمونا، وتداعياته على وجود الكيان ذاته. الأمر الذى أرسل رسالة للكيان وصناع القرار فيه ان تخطى الحدود مع مصر الحضارة والإنسانية لن يمر مرور الكرام، وستكون نتيجته أكبر مما يتصوره العقل الإسرائيلى الملىء بعُقد النقص تجاه مصر ومكانتها.
بوابة الأهرام٢٣-٠٢-٢٠٢٥سياسةبوابة الأهراممصر .. «عقدة» إسرائيليةالعُقد الإسرائيلية كثيرة ومتنوعة، تصيب ساكنى الكيان عن بكرة أبيه، الكل لديه شعور جازم بالخطر وقرب نهاية الكيان المصطنع. شعور يعبر عن نفسه بالحديث المتكرر حول التهديد الوجودى، وضرورة التصرف بمنطق عنيف لا عقلانى، والضرب بعرض الحائط كل المواثيق الدولية. التغول الذى يتحدث به السياسيون والعسكريون وحتى عموم الإسرائيليين استنادا إلى ما يعتبرونه قوة جيشهم الذى لا يُقهر، ولكنه الفاشل فى غزة، ومساندة الولايات المتحدة التى لا انفصام لها، هى نتيجة مباشرة للشعور الدفين بأن كيانهم لا يستطيع البقاء إلا من خلال أنبوب الدعم الأمريكى الذى لا سقف له. هذا التغول فى القول والتصريحات العنترية لإبادة الغير والاستيلاء على أراضيهم لا يعكس قوة كما تبدو ظواهر الأشياء، بل تعكس حالة انفصام عن الواقع، كما تجسد هروبا نحو الأمام من واقع المهانة الذى أصاب الكيان من قبل جماعات مقاومة أقل قدرات عسكرية كثيرا من قوة جيش الاحتلال، بيد أنها جماعات تؤمن بحقها فى الدفاع عن أرضها الأصيلة، وحق شعبها فى الحرية والسيادة على الأرض المسلوبة، وحقها فى توجيه الإهانات تلو الإهانات لجيش احتلال لا يقيم وزنا لحياة البشر، بمن فيهم إسرائيليين، وتقوده نخبة سياسية لا تعرف سوى التخبط والاندفاع نحو مصالح ذاتية ضيقة. من بين أكثر العقد التى لا يستطيع الإسرائيليون التخلص منها هى العُقدة من مصر، والأسباب كثيرة، دينية وسياسية وحضارية. فغالبية الإسرائيليين إن لم يكن كلهم، تعتقد بأن مصر منذ رسالة نبى الله موسى، هى العلامة الفارقة فى مسيرة بقائهم وتشتتهم ونزول العقاب الإلهى عليهم، وكثير من صلوات كبار الحاخامات تتمنى كل شر لمصر وأهلها، وتمتلئ الكتب المدرسية فى الكيان بالكثير من القصص الدينية التاريخية التى تُحمّل مصر منذ آلاف السنين مسئولية الشتات وعذاباته. وهى الكتب المدرسية التى تخلق أجيالا مشوهة عقيديا وأيديولوجيا وفكريا. فى ظل بيئة مليئة بالأساطير، يصبح طبيعيا أن يتم التركيز على مصر بصفتها حائط الصد أمام الكثير من الأساطير التى تعشش فى عقول الإسرائيليين. ولا يخلو يوم فى الاعلام الإسرائيلى إلا وفيه تلميحات وانتقادات حول مصر وما تقوم به لوقف الأوهام الإسرائيلية بالتخلص من الفلسطينيين وتصفية قضيتهم، ويزيد المتطرفون منهم بالدعوة للاستعانة بالبيت الأبيض لدفع مصر لتتخلى عن دورها القومى والعروبى، وتصبح رصيدا لسياساتهم المتعجرفة ضد أشقائها العرب. ووصل الامر للتفكير فى هدم مصر على رءوس شعبها، من خلال سيناريو افتراضى تم تطبيقه بالذكاء الاصطناعى لتوجيه ضربة للسد العالى تؤدى إلى تدفق هائل للمياه من جنوب مصر إلى أقصى شمالها، تسحق امامها كل البنية التحتية والمدن والنخب والمصريين معا. السيناريو المصور كما نشر فى مواقع السوشيال ميديا، ليس جديدا، كفكرة، فوقائعه الافتراضية بنيت على سيناريو تخيلى نشره باحث إسرائيلى فى العام 1982، يُدعى شاى فيلدمان - يعمل الآن فى إحدى الجامعات الأمريكية - فى كتاب بعنوان إستراتيجية إسرائيل النووية، وفيه أيد إستراتيجية الغموض فى الإعلان عن القدرات النووية الإسرائيلية، والتمسك بإبعاد المؤسسات الدولية عن التحقق مما يجرى فى مفاعل ديمونا النووي. وفى الكتاب فصل حول استخدام القنابل النووية،بهدف تدمير قدرات من سماهم الأعداء، وخص مصر تحديدا بسيناريو ضرب السد العالى، وهو الأيقونة المصرية تنمويا، وأيقونة الإرادة المصرية العصية على أى تهديد من أى طرف كان، وأيقونة تحدى الصعاب أيا كان حجمها. وفقا لتصور فيلدمان، أن ضربة نووية للسد العالى ستؤدى إلى التخلص من كل المراكز الحضارية الكبرى فى مصر بداية من أسوان ونجع حمادى واسيوط والمنيا، ومرورا بالقاهرة ومدن الدلتا، ونهاية بالإسكندرية، كما ستؤدى إلى إثارة الفوضى، ومقتل العديد من الرموز السياسية والفكرية، وكثير جدا من المصريين. ما جاء فى الكتاب المنشور فى العام 1982، هو نفسه ما جاء فى مقطع الذكاء الاصطناعى الحديث، والذى اقتصر على النتائج السلبية على مصر، ولم يذكر أن إسرائيل نفسها سوف تتدمر ولو جزئيا، خاصة فى الجزء الغربى المطل على البحر المتوسط نتيجة حدوث ما يعرف بالتسونامى، بفعل تدفق كميات هائلة من المياه إلى البحر المتوسط فى مدى زمنى وجيز. سيناريو تهديد السد العالى، رافقته تهديدات قولية للسفير الإسرائيلى فى واشنطن، وهو المقرب من نيتانياهو ويعبر عن دواخل نياته الفجة، حيث أشار فى إحدى التغريدات الى التحديث والتطوير فى القدرات العسكرية المصرية، معتبرا انها تثير الشكوك لدى الكيان وحكومته، وأنه يجب وضعها على الطاولة مع الجانب الأمريكى، لوقف ما وصفه أى تحديث عسكرى مصرى، مُلمحا إلى ضرورة أن تقوم إدارة ترامب بمعاقبة مصر. وبعد أيام قليلة تم حذف التغريدة، بعد أن وصلت للكيان رسائل مصرية حاسمة، بأنه لا أحد فى أى مكان يمكنه أن يمنع مصر من السير فى كل الدروب لحماية أمنها وشعبها ومواردها، وأن من يعترض عليه أن يتحمل النتائج. فالرغبة الاسرائيلية فى إيذاء مصر، هى رغبة دفينة فى نخبة الكيان بما فيها العلمية والسياسية والدينية، فضلا عن عموم الإسرائيليين، وذلك منذ سنوات طويلة، وهى تعبير مرضى عما يمكن وصفه بالعُقدة المصرية. عقدة تعبر عن نفسها بانحطاط فكرى غير مسبوق، لا يقيم أى وزن لحياة البشر. وحسنا فعل أحد المؤثرين المصريين النشيطين، حين نشر بدوره سيناريو بالذكاء الاصطناعى لضرب مفاعل ديمونا، وتداعياته على وجود الكيان ذاته. الأمر الذى أرسل رسالة للكيان وصناع القرار فيه ان تخطى الحدود مع مصر الحضارة والإنسانية لن يمر مرور الكرام، وستكون نتيجته أكبر مما يتصوره العقل الإسرائيلى الملىء بعُقد النقص تجاه مصر ومكانتها.