logo
#

أحدث الأخبار مع #شريفأحمدوالدي،

تطبيقات المراهنات شهاب زائف يسلب أحلام الشباب الموريتاني (فيديو) صحراء ميديا
تطبيقات المراهنات شهاب زائف يسلب أحلام الشباب الموريتاني (فيديو) صحراء ميديا

صحراء ميديا

timeمنذ يوم واحد

  • ترفيه
  • صحراء ميديا

تطبيقات المراهنات شهاب زائف يسلب أحلام الشباب الموريتاني (فيديو) صحراء ميديا

في أحد مقاهي العاصمة نواكشوط، بدت أعين المرتادين شاخصة أكثر إلى شاشات هواتفهم لمتابعة نتائج المباريات التي راهنوا عليها عبر تطبيق 'وان إكس بيت'، بدلاً من مشاهدة المباراة على شاشة التلفاز. خلال السنوات الثلاث الأخيرة، اجتاح تطبيق 'وان إكس بيت' موريتانيا بشكل واسع، خاصة في أوساط الشباب الباحثين عن 'ثراء سريع'، لكن كثيرين منهم ما لبثت أحلامهم أن تحوّلت إلى كوابيس، أفقدتهم السيطرة على حياتهم، ليجدوا أنفسهم مدمنين ومثقلين بالديون. شهاب زائف في كل مرة، كان محمد يُقنع نفسه بأنه سيكون 'الرهان الأخير'، على مباريات يرى أنها في 'المتناول'، لكنه يعود في نهاية كل جولة من الدوريات وهو يجر أذيال الخيبة، عاجزاً عن تعويض خسائره، ما يضطره إلى الاستدانة مجدداً. وقع محمد في شِباك الإدمان بعد أن أقنعه صديق له بإمكانية تحقيق ثراء سريع ومستدام من خلال المراهنات، دون الحاجة إلى موارد مالية كبيرة، مشيراً إلى أن 'عشرين أوقية جديدة فقط قد تحولك إلى ميليونير'، على حد تعبيره. ويقول محمد لصحراء ميديا إن القصص التي سمعها عن شباب كانوا يعيشون في فقر مدقع ثم أصبحوا أثرياء بفضل التطبيق، كانت السبب وراء تحميله للتطبيق وبدء مسيرته في عالم المراهنات مطلع عام 2023. القصة تتكرر وكأنها لعنة جماعية، في بلد تعصف به البطالة والفقر، وفي هذا الظلام، يلمع بريق تطبيق المراهنات كشهاب زائف سرعان ما يخبو. فاضل، البالغ من العمر 19 عاماً، وقع هو الآخر في فخ هذا التطبيق، الذي أغراه خلال الأشهر الأولى بمكاسب مالية سهلة، لكنها لم تكن سوى بدايات مغرية، سرعان ما تلاشت أمام خسائر متراكمة، يقدّرها الآن بـ'ملايين الأوقية القديمة'. بشير، 22 عاماً، من بين الضحايا أيضًا، لكنه يصر على الاستمرار، مشبهاً اللعبة بـ'الحياة… ربح وخسارة'، ويؤكد أنه تمكن من كسب عشرات الآلاف من الأوقية. ويشير الناطق باسم الجمعية الموريتانية لمكافحة الإدمان شريف أحمدو الدي، إلى أن البطالة والفقر في موريتانيا يعدان من العوامل الرئيسية التي تدفع الشباب نحو المراهنات الرقمية. ويقول لصحراء ميديا، إن هذه التطبيقات توهم مستخدميها بإمكانية تحسين أوضاعهم المالية، لكنها غالبًا تؤدي إلى خسائر كبيرة وتدهور نفسي واقتصادي. وأوضح الناطق باسم هذه الجمعية، أن الأسباب النفسية والاجتماعية وراء إقبال الشباب على هذه التطبيقات تشمل البحث عن الإثارة السريعة والربح السهل، إضافة إلى غياب بدائل ترفيهية، وضعف التوعية، وتأثير الأصدقاء والإعلانات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي. كانت المقاهي في السابق تضج بالنقاشات وتحليل المباريات، قبل انطلاقها، وبين الشوطين، وعند نهايتها، وكان الجمهور يتابع المباريات لتشجيع أنديتهم أو منتخباتهم؛ أما اليوم، فقد انقلب المشهد، فصار مشجع 'ريال مدريد' يهتف لصالح برشلونة فقط لأنه راهن على فوزها. يقول بشير إن فوز توقعاته في التطبيق أصبح أهم لديه من فوز فريقه المفضل، مضيفاً أن خسارة غريمه التقليدي لم تعد غاية، بقدر ما أصبح الأهم هو كسب الرهان. وسطاء رابحون جاء انتشار هذا التطبيق بالتزامن مع الطفرة الرقمية التي عرفتها موريتانيا في السنوات الأخيرة، حيث سهّلت المحافظ الرقمية عمليات الشحن والسحب، ما ساعد في توسع سوق المراهنات الرقمية. في تطبيق 'وان إكس بيت'، يمكن للمستخدمين شحن أرصدتهم عبر المحافظ الرقمية المحلية والدولية، من خلال إرسال المبلغ المراد إلى رقم وسيط محلي، يتولى بدوره تنفيذ عملية الشحن داخل التطبيق. يوفّر التطبيق شبكة من عشرات الوسطاء المحليين، يحصل كل منهم على نسبة من عمليات الشحن أو السحب، ما دفع ببعضهم إلى تحويل الوساطة إلى مصدر دخل دائم. وقال الشيباني، أحد الوسطاء المحليين في التطبيق، إن عمله بدأ بشكل بسيط، لكنه تحوّل إلى مصدر دخل ثابت مع تزايد الطلب على خدمات الشحن. وأضاف في حديث لصحراء ميديا: 'بدأت كوسيط قبل نحو عامين، وكنت أستقبل طلبات محدودة، لكن مع ازدياد شعبية التطبيق، توسعت عمليّاتي وصرت أتعامل يومياً مع عشرات الزبائن'. وأشار إلى أن العمولة التي يحصل عليها تختلف حسب قيمة المبلغ المشحون أو المسحوب، موضحاً أن أرباحه باتت كافية لتغطية مصاريفه، بل وقد فتحت له باباً لتحسين وضعه المعيشي. هؤلاء الوسطاء لا يعملون في الخفاء، فهم معروفون ينشطون في هذا المجال بأسمائهم وأرقامهم، وفق البيانات المسجلة لدى البنوك المحلية. لكن معظم من ينشط في هذا المجال لا يشغل رقم الهاتف الذي ترسل عليه الأموال، وذلك خوفا من المتابعة من طرف السلطات الأمنية. فقد سبق أن أوقف الأمن عددا من الوسطاء ينشطون في هذا المجال، واغلقت حساباتهم، كما اضطر بعضهم إلى ترك هذه العمل خوفا من السجن. قوانين تجرم رغم أن القوانين والتشريعات الموريتانية تحظر المراهنات والقمار، إلا أن هذه الأنشطة ظلت تُمارس في الخفاء داخل منازل وشقق بعيدة عن الأنظار، في ظل غياب تقنين رسمي لها. في هذا السياق يقول المحامي محمد المامي ولد مولاي أعلي، إن القانون الجنائي في البلاد يجرّم القمار وألعاب الحظ غير المرخصة، ويعاقب كل من يمارسها أو يهيئ لها بالسجن والغرامة. ويضيف لصحراء ميديا، أن المادة 381 من القانون تنص على عقوبات تتراوح بين شهرين وسنتين حبسا، وغرامة مالية بين 5 آلاف و300 ألف أوقية قديمة. وأوضح المحامي، أن العقوبات قد تشمل أيضاً الحرمان من بعض الحقوق المدنية المنصوص عليها في المادة 36 من القانون، وذلك لفترة تتراوح بين خمس وعشر سنوات تبدأ بعد انقضاء العقوبة الأصلية. وأشار ولد مولاي أعلي، إلى أن المادة ذاتها تُلزم بمصادرة الأموال والأدوات والأجهزة المستخدمة أو المعدة للاستخدام في ألعاب القمار أو اليانصيب، في حال ثبتت المخالفة. وتنفذ الشرطة من حين لآخر مداهمات تستهدف هذه المواقع السرية، ما يؤدي إلى توقيف عدد من المتورطين فيها، لكن مع تطور التكنولوجيا وانتشار التطبيقات الرقمية المخصصة للمراهنات والقمار، بات من الصعب على السلطات تتبع هذه الأنشطة التي أخذت طابعاً أكثر تعقيداً وسرعة في الانتشار، خاصة بين فئة الشباب. وقال الناطق باسم المنظمة، إن هذه التطبيقات تستهدف شريحة واسعة من الشباب، مما يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في الحالات المتضررة. وأضاف: 'الوضع يستدعي تحركًا عاجلاً على مستويات التوعية، والتشريع، والتقنية للحد من هذه الظاهرة المقلقة'. البداية بالحجب ورغم تنامي التحذيرات من مخاطر هذه التطبيقات، والقصص المقلقة التي ترويها تجارب الشباب، ظل الدور الحكومي في مواجهة هذا المد الرقمي محل تساؤل، خاصة في ظل الانتشار المتسارع لهذه المنصات وغياب رقابة فعالة. لكن الحكومة الموريتانية بدأت مؤخرًا باتخاذ خطوات قالت إنها تهدف إلى حماية الفضاء الإلكتروني من المحتويات التي تضر بالقيم والسلم الاجتماعي. ومن بين هذه الإجراءات، ما أعلنه وزير التحول الرقمي وعصرنة الإدارة، أحمد سالم ولد بده، عن حجب تطبيقات القمار الإلكتروني في البلاد. وقال الوزير إن الوزارة قطعت خطوات مهمة في مجال الرقابة الرقمية، ضمن جهودها لحماية الفضاء السيبراني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store