logo
#

أحدث الأخبار مع #شلوموأرجوف

حين تخدم "المقاومة" عدوها
حين تخدم "المقاومة" عدوها

المدن

timeمنذ 3 أيام

  • سياسة
  • المدن

حين تخدم "المقاومة" عدوها

ما من شك، أن إسرائيل ليست بحاجة لأي مبرر أو حجة لتنفيذ اعتداءاتها على أية بقعة مجاورة سواء في لبنان أو سوريا أو أي قطعة ارض عربية. في الأساس، فان إسرائيل قامت ونمت وتوسعت، من دون مبرر مقنع عالمياً أو إنسانياً، هي كيان زرع في منطقتنا، لأهداف وجدانية نفسية وتوسعية غربية، كما أن أساس فكرة إسرائيل تقوم على التوسع وتفتيت وضرب البنى والكيانات العربية الأخرى، على اعتبار أن شعبها هو شعب الله المختار حسب الاعتقاد الإيماني اليهودي، أما باقي شعوب الأرض وسكان المنطقة الأصليين فلا حساب أو قيمة لهم ويجب أن تقتلهم وتقتاتهم العقارب والعناكب! حسب تعبير بعض الحاخامات! في المحصلة، جوهر الموضوع، أن إسرائيل ليست بحاجة لأي مبرر للقيام بحروبها وعدوانها ضد دول المنطقة. ونموذج سوريا الحالي، الذي يتم تطبيقه راهناً، خير دليل على هذا الكلام. فإسرائيل تقصف وتدمر في سوريا من دون أية حركة سورية معاكسة أو سلبية. في غزوها للبنان وعدوانها عليه، لم تحتج إسرائيل للمبرر أو الذريعة. كانت في أحيان كثيرة تختلق هي المبرر، وإن بشكل مضحك وكاريكاتوري، والعالم كان ولا يزال يصدقها. في العام 1982، الذي عاش لبنان منذ أيام ذكراه الـ43، اختلقت إسرائيل مبرراً وحجة غير واقعية لغزو لبنان، بعد محاولة اغتيال سفيرها في المملكة المتحدة شلومو أرجوف على يدِّ منظمة أبو نضال، الذي كان يتردد أحياناً إلى لبنان وليس من المؤكد أن أعماله كانت تنطلق من لبنان. كان الهدف الإسرائيلي، القضاء على تواجد منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، واقتلاعها منه وتدميرها وإبعادها عن حدودها الشمالية. فاغتنمت فرصة عملية منظمة أبو نضال لكي تهاجم بلدنا. وبطبيعة الحال نجحت في ذلك، وقامت بالغزو وأخرجت منظمة التحرير من لبنان، بل اقتلعتها منه ودمرت بنيتها العسكرية ورمت قيادتها في تونس، وتناثرت قواتها في إرجاء المعمورة، بعد أن نجحت إسرائيل في إنضاج فكرة عن قوات منظمة التحرير في لبنان، وتصويرها أنها إرهابية وتخريبية. مناسبة هذا الحديث الآن، هو ما تشهده أغلب قرى ومناطق الجنوب، وتحديداً القرى المحيطة والقريبة من ضفتي نهر الليطاني، التي تتواجد فيها وحدات لقوات الطوارئ الدولية، المعروفة باليونيفيل. المعروف، أن إسرائيل غير مسرورة بالأساس، من تواجد القوات الدولية في جنوب لبنان، لأنها شاهد دولي وحيادي يتمتع بالمصداقية الدولية على أعمالها العدوانية وتجاوزاتها في لبنان. صحيح أن الولايات المتحدة الأميركية، تقف دائماً إلى جانب إسرائيل وتحميها، لكن الصحيح أيضاً أن تقديم رأس ودور القوات الدولية وتحضيره للإلغاء من الوجود في لبنان، إنما هو هدف يخدم إسرائيل قبل أي طرف آخر. حزب الله يعرف أكثر من غيره، أن المشروع الإسرائيلي الحقيقي، تجاه اليونيفيل، هو أن تكون قوات متعددة الجنسيات بقيادة أميركية، تجمع حولها كل الدول المعادية لأعمال وفكرة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. ليس خافياً على أحد، أن الطرح والهدف والمشروع الأميركي الإسرائيلي، في العام 2006، كان يتجه نحو إرسال قوة متعددة الجنسيات إلى لبنان، للانتشار في الجنوب ولمساعدة إسرائيل على اقتلاع حزب الله وبيئته من الجنوب، وتدمير بنيته العسكرية نهائياً. فشل هذا المخطط يومها، بسبب رفض لبنان له وتصدي حكومته يومها لمثل هذا المشروع، وإحباطه بالتعاون مع الدول العربية الشقيقة والغربية الصديقة. المشكلة الراهنة، أن حزب الله الذي وقع في حفرة الخذلان والخسارة والتراجع العسكري، بنتيجة المواجهة العسكرية الأخيرة، وبدلاً من البحث عن سبل لتخفيف الخسائر، التي أصيب بها، يعمل كل يوم لتكبيرها وإعادة تعميق الحفرة التي وقع فيها. السبب الأساس، في كل ذلك، حجم الوهم واللاواقعية في خطابه وأسلوبه المتهافت، في أكثر من اتجاه. كان صادماً وهزيلاً، ذاك الأسلوب الذي ووجه به رئيس الحكومة نواف سلام في المدينة الرياضية، من قبل جمهور حزب الله المحْقون والمدفوع والموجه بالهتاف "نواف سلام صهيوني"! إن حزب الله في هذه الحالة، يزيد من خسائره ويضاعف حجم مأزقه، حين يعتقد أنه قادر على اللعب على التناقضات الداخلية الصغيرة، بين أركان الحكم للتفريق بينهما، واللعب على التناقضات الشكلية الظاهرة، لكي يعمل على تحويلها إلى أساسية. إن المبالغة الظاهرة في استخدام أسلوب اعتراض "الأهالي" على حركة قوات الطوارئ الدولية، والمجاهرة بضرورة التجديد لها، ترسل رسالة أكيدة، لا تقبل الشك لكل الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية، مفادها أن حزب الله لا يريد تطبيق القرار الدولي 1701 ، ولا الالتزام بالتفاهم الذي تم التوصل إليه مؤخراً لوقف العدوان وإنهاء الحرب، ولا القبول بمنطق حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. إن الاستمرار في ضخ أجواء التحريض على أغلب الأطراف اللبنانية التي لا تتفق مع الحزب، وتشجيع "الأهالي" للتصدي اليومي والفج والمتكرر والمزعج، لقوات الطوارئ الدولية، لا يخدم إلا إسرائيل المدعومة من أميركا، لتغيير مهام وطبيعة هذه القوات وربما إلغاء مهمتها ورحيلها. إن مشهد صفع الشاب الجنوبي في بلدة دير قانون النهر، لجندي القوات الدولية، لمنعه من إكمال مهمته وترهيبه وإهانته، طال أغلبية الشعب اللبناني. الذي أحس كثر منهم، انهم تعرضوا للاعتداء، وقد أصيبوا بهذه الصفعة المرفوضة والمدانة والتي ستكون لها انعكاسات سلبية على حقوق لبنان الوطنية، وحقوق ودور حزب الله الذي يخدم في هكذا تصرفات أهداف إسرائيل. خصوصاً بعد أن ترددت معلومات مؤخراً حول تفكير أمني إسرائيلي جديد، يتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق موسع داخل الأراضي اللبنانية، تخضع لإشراف قوة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، مع الاحتفاظ بحرية العمليات العسكرية الإسرائيلية حسبما تراه هي مناسباً. فهل من المناسب لأهالي الحزب الاستمرار بهذا الأسلوب؟ أم البحث عن وسائل تعبير أخرى؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store