أحدث الأخبار مع #شينزوآبي


Independent عربية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
صعود القوميات... أو التاريخ يرجع إلى الخلف
هل تعرض العالم لحركة انتكاسة، وتراجع تيار العولمة الذي ساد خلال العقود الثلاثة الأخيرة بنوع خاص، وخيل للعالم أن الحواجز الجغرافية تعرضت لانزياح غير مسبوق، وأن الكون برمته تحول من حال القرية الكونية التي تحدث عنها عالم الاجتماع الكندي مارشال ماكلوهان، إلى أوان صندوق الدنيا المتمثل في الهاتف النقال الذكي، الذي أضحى عالماً قائماً بذاته يطوي آلاف الكيلومترات؟ إن ما جرى خلال جائحة "كوفيد 19" قبل خمسة أعوام أظهر كيف أن هناك اتجاهاً معاكساً، وبخاصة بعد أن أغلقت كل أمة أبوابها على ذاتها ومواردها طلباً للنجاة، وساعتها بدأ الحديث يدور حول الأسباب التي دفعت لصحوة القوميات، وارتفاع رايات الشعبويات التي تتجلى اليوم في بقاع وأصقاع الأرض كافة، من الولايات المتحدة الأميركية غرباً إذ إدارة ترمب تبدو ضاربة بقوة في طريق "أميركا أولاً" الشعار القومي بامتياز، إلى فوز الأحزاب اليمينية كما الحال داخل عدد من الدول الأوروبية، وآخرها الفوز الكبير لحزب "البديل من أجل ألمانيا" في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. بالتقدم نحو آسيا، نجد الصين وكأنها تعيد سيرتها الأولى وتغلق أبوابها على ذاتها، فيما اليابان تسعى سعياً حثيثاً منذ عهد رئيس وزرائها المغدور شينزو آبي لوضع نهاية لزمن التبعية للولايات المتحدة والعودة إلى بناء قوة مسلحة تليق بتاريخها الإمبراطوري القديم، أما عن روسيا فحدث ولا حرج عن العنقاء الروسية المنبعثة من الرماد. وفي ما وراء كل هذا يبدو اتجاه قومي جديد يتصاعد في الآفاق، يطلق عليه القومية التكنولوجية، تلك التي تتصارع على قيادة عالم مغاير عبر أدوات تكنولوجية وسيبرانية قادرة على تغيير عالمنا المعاصر جذرياً. هل هي بدايات حقبة جديدة تتناحر فيها الأمم وتتصادم خلالها الشعوب، مما يقود في نهاية المطاف إلى حرب عالمية قد لا تبقي ولا تذر؟ القوميات كمفهوم تاريخي في مؤلفه المثير للإعجاب "القومية: تاريخ العالم"، يوضح غريك ستروم أستاذ التاريخ داخل جامعة "ليدن" الهولندية، كيف أن القومية أسهمت على نحو فريد في تشكيل عالمنا الحديث. دفعت القوميات إلى انتشار الدول القومية في مختلف أنحاء العالم، وهو التحول السياسي الأكثر أهمية خلال القرون الأخيرة. ومكنت للديمقراطية، وحطمت التسلسلات الهرمية والتمايزات الاجتماعية، وحولت الرعايا إلى مواطنين. وبالنسبة إلى عدد من الناس خلال الوقت الحاضر تشكل القومية العدسة التي يكتسب الماضي من خلالها معناه، فهي تشكل الثقافة واللغة، ويمكن أن تعمل كمنافس قوي للدين، أو كنوع من العقيدة العلمانية التي تستدعي التضحية وتكرس الموت. وهي تحول المساحات المادية والآثار إلى أرض مقدسة. وقد يفكر الناس أحياناً خارج الدولة القومية، ولكن من الصعب عليهم أن يعيشوا خارجها فهي تنظم وجودهم اليومي. يعن لنا أن نتساءل بداية "هل القوميات تتشابه؟". بحسب ستورم، فإن القوميين المتفائلين يقطعون بأن كل أمة فريدة، من ثم تستحق دولة خاصة بها، فأولئك الذين ناضلوا من أجل الاستقلال لم يطمحوا إلا للأفضل لمواطنيهم، لذلك يجب اعتبارهم أبطالاً وطنيين. وبالتحليل العميق لظهور الدولة القومية الجديدة يظهر أن الخطاب القومي في مختلف أنحاء العالم كان متشابهاً بصورة ملحوظة، وأن الادعاءات القومية غالباً ما كان مبالغاً فيها، وأن معظم الدول المحتملة لم تحصل على دولتها الخاصة، لذا فبدلاً من دراسة القادة القوميين وخطابهم من الأجدى بكثير النظر إلى ما حدث فعلياً على أرض الواقع. والثابت أنه من خلال هذا المنظور يتضح أن معظم الدول القومية الجديدة نشأت نتيجة أزمة جيوسياسية كبرى مثل عصر الثورة أو الحرب العالمية الأولى، في حين أن عدداً قليلاً جداً منها كان متجانساً عرقياً. ويتساءل المراقبون السياسيون حول العالم، تُرى هل كان نعي القوميات الذي تزامن مع اشتداد عود العولمة أمراً متسرعاً، وبدا كأنه لا بد من أحداث بعينها تعيد الجميع إلى دائرة الصراع بين الليبراليات والقوميات؟ القومية أيديولوجية عصرنا يمكن القطع بأن الأزمة المالية العالمية التي جرت بين عامي 2008 و2009 داخل الولايات المتحدة الأميركية جراء إفلاس عدد من بنوك أميركا المهمة، أدت إلى قرع جرس إنذار قومي حول العالم دعا لليقظة من أخطاء الغير وتبعاتها على الأبرياء، لا سيما بعد أن طاولت الأزمة المالية كثراً شرقاً وغرباً. أعقب الأزمة المالية عدد من الصدمات، منها صعود عدد من الأنظمة الفردية المعادية للديمقراطية والتي رآها الغرب استبدادية، ثم جاء انتخاب الرئيس ترمب في الولايات المتحدة عطفاً على المكاسب الهائلة التي حققها اليمين المتطرف في أوروبا، وكل هذا كان بمثابة التذكير بالقوة الراسخة للقومية. وفي أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، كتب رئيس وزراء بريطانيا السابق غوردن براون عبر الـ"غارديان" يقول "إن القومية حلت محل الليبرالية الجديدة كأيديولوجية مهيمنة في هذا العصر، وإذا كان الاقتصاد على مدى الـ30 عاماً الماضية هو الذي قاد عملية صنع القرار السياسي، فإن السياسة الآن هي التي تحدد القرارات الاقتصادية، إذ تقوم دولة تلو الأخرى بتسليح سياساتها التجارية والتكنولوجية والصناعية، والمنافسة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي حاضرات أيامنا تُستبدل منافسات محصلتها صفر "أنا رابح... أنت خاسر" باقتصادات الربح المتبادل للتجارة ذات المنفعة المتبادلة، إذ تهدد حركات مثل "أميركا أولاً"، و"الصين أولاً"، و"الهند أولاً"، و"روسيا أولاً"، وصولاً إلى مفهوم "قبيلتي أولاً"، بالانحدار إلى جيوسياسية "نحن ضدهم"، و"بلدي أولاً وفقط". ومع قيام مؤسسات الأمن القومي الآن بتجميد احتياطات البنوك المركزية للأنظمة المعادية والحد من الوصول إلى أنظمة الدفع العالمية، من المقرر أن تشتد حروب التجارة والتكنولوجيا ورأس المال. ولعل السمة المميزة اليوم للقوميات أن قوتها لم تعد تكمن في جاذبيتها الأيديولوجية فحسب، بل في وجودها داخل كل مكان، فلا يوجد نشاط ثقافي تقريباً لا يُنظم في الأقل إلى حد ما على أسس وطنية. دعونا ننظر إلى الفن والأدب والموسيقى، وحتى المطبخ والملابس وتوحيد اللغات وجميع الآثار وتنظيم المتاحف. بل إنه كثيراً ما تغذي الروايات والأفلام الشعبية تيار القوميات المختلفة. وربما يتعين علينا أن نتذكر المسابقات الرياضية مثل كأس العالم لكرة القدم والألعاب الأولمبية، فضمنها جميعاً تكاد تبدو ملامح القومية جزءاً مبهراً من المشجعين عبر الأعلام والهتافات، وقد يصل الأمر إلى المشاحنات، وكثيراً ما وقع القتلى بالفعل ضحايا للتزاحم والتضاد القومي، مما يجعل من القومية مسألة واقعية أكثر منها تنظيراً سياسياً. هل اكتسبت القومية واقعاً اجتماعياً شاملاً خلال العقود الأخيرة؟ غالب الظن أن هذا حدث بالفعل، مما جعل قوة القوميات الدائمة لا تكمن فقط داخل صورها المؤسسية، بل وأيضاً في جاذبيتها النفسية. فهي تقدم نوعاً من التبرير الإلهي وتفسيراً للشر والبؤس. وكثيراً ما تستنتج المجتمعات أن نضالاتها الجماعية تنشأ من حقيقة مفادها أنها ليست قومية بالقدر الكافي، أو أن بعض الناس في صفوفها خذلوا الأمة. ذات يوم حذر فيلسوف ورئيس الهند في نهاية المطاف سارفيبالي رادها كريشان من أخطار القومية، وقال في محاضرة ألقاها داخل جامعة "أكسفورد" عام 1936 "أصبحت الأمم رموزاً غامضة تلجأ إلى القوميات لحمايتها مثل المتوحشين الذين يعبدون الأوثان". هل يمكن تفكيك هذه الرؤية النظرية الفلسفية عبر وقائع محددة من أميركا غرباً، مروراً بأوروبا في المنتصف ووصولاً إلى آسيا في أقصى الشرق؟ ترمب والعودة الأميركية لتكن البداية من الولايات المتحدة الأميركية، وبخاصة في ظل رفع شعار "أميركا أولاً" الذي رفعه الرئيس ترمب في ولايته الأولى (2017-2021)، وصولاً إلى التجليات الكبرى في ولايته التي بدأت أخيراً. ويعد مايكل كيماج، مدير معهد "كينان" التابع لمركز "ويلسون" ومؤلف كتاب "التخلي عن الغرب... تاريخ فكرة في السياسة الخارجية الأميركية"، أن اللحظة التي انبلجت فيها القومية الأميركية بقوة جرت عام 2016 حين فاز ترمب برئاسته الأولى، ورفع شعارات تجسد روح الشعبوية والقومية المناهضة للعولمة التي كانت تتسرب داخل الغرب وخارجه، حتى مع ترسيخ النظام الدولي الليبرالي بقيادة أميركا ونموه. وفي مقاله المطول المنشور في مجلة "فورين آفيرز" الأميركية ذائعة الصيت، عدد فبراير (شباط) الماضي، يقطع كيماج بأن ترمب لم يكن يركب موجة عالمية فحسب، فلقد استمد رؤيته لدور الولايات المتحدة في العالم من مصادر أميركية على وجه التحديد، وإن كان أقل في توجهاته من حركة "أميركا أولاً" الأصلية التي بلغت ذروتها خلال ثلاثينيات القرن الـ20، وأكثر من معاداة الشيوعية اليمينية في الخمسينيات. لفترة من الوقت، بدا أن خسارة ترمب أمام جو بايدن في السباق الرئاسي عام 2020 تشير إلى استعادة الوضع السابق. وكانت الولايات المتحدة تعيد اكتشاف موقفها بعد الحرب الباردة، وهي على استعداد لدعم النظام الليبرالي ووقف المد الشعبوي. لكن في أعقاب عودة ترمب غير العادية يبدو الآن أن بايدن وليس ترمب، كان يمثل تحويله. الآن يضع ترمب ومنصات العظمة الوطنية المماثلة الأجندة العالمية. إنهم رجال أقوياء من الطراز الأول لا يضعون كثيراً من الثقة في الأنظمة القائمة على القواعد أو التحالفات أو المنتديات المتعددة الجنسيات. إنهم يحتضنون المجد الماضي والمستقبلي للدول التي يحكمونها، ويؤكدون تفويضاً شبه صوفي لحكمهم. وعلى رغم أن برامجهم يمكن أن تنطوي على تغيير جذري، فإن استراتيجياتهم السياسية تعتمد على سلالات من المحافظة، وتجذب النخب الليبرالية والحضرية والعالمية إلى الدوائر الانتخابية التي تحركها الرغبة في التقاليد والرغبة في الانتماء، أي باختصار غير مخل، العودة إلى أحضان القومية الأميركية مرة جديدة. هل ترمب وعصر القومية الجديدة مزيج خطر على أميركا والعالم؟ يبدو أن هذا ما خلص إليه كل من المحاضر الأول في العلاقات الدولية بجامعة "فيكتوريا" في ويلينغتون فان جاكسون، والمدير المشارك في برنامج "برادي جونسون" في الاستراتيجية والمحاضر في التاريخ بجامعة "ييل" مايكل برينس، وهما مؤلفا كتاب "خطر التنافس... كيف يهدد التنافس بين القوى العظمى السلام ويضعف الديمقراطية". يرى جاكسون وبرينس أن عصر القومية هو عصر عقابي بالنسبة إلى الدول ذات الدخل المنخفض، لأنه يحد من الفرص المتاحة للولايات المتحدة لإقامة علاقات حسن النية والولاء مع الدول الأفريقية والآسيوية، وحتى قبل توليه منصبه استهدف ترمب في محاولة لتعزيز تفوق الدولار دول مجموعة "بريكس" (التي تشكل 40 في المئة من سكان العالم) برسوم جمركية على العملات. وتتعهد مثل هذه الإجراءات بقطع الولايات المتحدة عن سلاسل التوريد العالمية مع زيادة كلفة الاستهلاك بالنسبة إلى المستهلك الأميركي. وعوضاً عن مد جذور التحالفات، ها هي واشنطن تقوض كثيراً من تحالفاتها مع المؤسسات الدولية. هل يعني ذلك أن القومية الأميركية هي المكافئ الموضوعي للانعزالية؟ وهل أوروبا منبتة الصلة عن التيارات القومية السياسية؟ القومية الأوروبية وصعود اليمين المؤكد بالمطلق أن مثل تلك التيارات السياسية وُلدت في رحم الحواضن الأوروبية منذ القرون الوسطى، وكانت الأفكار القومية فيها دافعاً لحروب وثورات استمرت مئات الأعوام وصولاً إلى الحرب العالمية الثانية، والتي كان دافعَها الرئيس تيار فكري قومي متطرف تمثل في النازية. ولعل الذين لديهم علم من كتب التاريخ الأوروبي يدركون تمام الإدراك الارتباط العميق بين صعود التيارات الوطنية ذات المسحة القومية وأوقات الأزمات، سواء كانت أزمات اقتصادية أم سياسية، وغالباً عسكرية. واليوم تتكالب جميع هذه العناصر على أوروبا، وعليه يضحى من الطبيعي أن تستيقظ التيارات القومية وبصورة غير مسبوقة في تاريخ أوروبا منذ نهاية الحرب الكونية الثانية. هل من ظاهرة بعينها تعكس مدى قوة تيارات القومية الآتية من قلب أوروبا في مواجهة مؤسساتها وحكوماتها؟ بالقطع تبقى ظاهرة الرفض لفكرة الاتحاد الأوروبي والتحلل من هذا الرباط غير المقدس أخطر إشارة تمثل رغبة كل شعب أوروبي في العودة إلى داخل حدوده، ومن غير وحدة عضوية مع غيره. إن معارضي الاتحاد الأوروبي موجودون في السلطة داخل بودابست وبراتيسلافا وقريباً أيضاً في فيينا، ومن قبل انسحبت بريطانيا مما يؤدي إلى تقسيم أوروبا، الذي من شأنه في نهاية المطاف أن يعود بالنفع على دولة واحدة بعينها يراها الليبراليون الأوروبيون المستفيد الوحيد، أي روسيا. وخلال الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي، كلف هربرت كيكل الفائز في الانتخابات النمسوية الخريف الماضي، بشعارات مناهضة للاتحاد الأوروبي، بتشكيل حكومة جديدة، وباءت محاولات منع حزب الحرية النمسوي القومي اليميني المتطرف من تولي السلطة بالفشل، ولم يتمكن الخاسران في الانتخابات، حزب الشعب النمسوي المحافظ والحزب الاشتراكي النمسوي، من الاتفاق على ائتلاف مع حزب ليبرالي. وتالياً سيفوز حزب البديل من أجل ألمانيا بنحو 20 في المئة من مقاعد الـ"بوندستاغ"، وربما في أقرب انتخابات برلمانية سيحصد الأكثرية، مما يعني أن قيادة ألمانيا الدولة ذات الوزن الاستراتيجي ستؤول إليه. وبالنظر إلى دولة مثل المجر ورئيس وزرائها فيكتور أوروبان الصديق الأقرب والحليف الأكبر للولايات المتحدة وللرئيس ترمب شخصياً، يمكن القطع بأن عالماً آخر موازياً للقومية الأميركية الترمبية يولد وبجدارة في الداخل الأوروبي اليوم. ولعل من المثير أن القومية الأوروبية تجد اليوم دعماً ظاهراً من تيار الأوليغارشية التقنية الأميركي بقيادة الفتى المعجز إيلون ماسك، وبدعم سياسي واضح وربما فاضح من نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الذي دعم بلقائه على هامش مؤتمر "ميونيخ" الأخير زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا، مما وجد رفضاً مؤكداً من المستشار الألماني وقتئذ أولاف شولتز. هل ستؤدي القوميات إلى تآكل أوروبا؟ قد يتشكل تكتل من الدول التي ترغب في الدفاع عن سيادتها بنشاط في شمال شرقي أوروبا. ستقود هذا التحالف بولندا، وربما المملكة المتحدة، مع انضمام دول البلطيق والدول الاسكندنافية أيضاً، وفي الوقت نفسه قد تطرح علاقات ألمانيا بالغرب للنقاش خلال الأعوام المقبلة، مما يعني أن القوميات قد تكون بالفعل "كعب أخيل" داخل الاتحاد الأوروبي. إمبراطورية الهان والقومية الصينية بعد نحو خمسة عقود من محاولات جديدة وجريئة من جانب الصين للانفتاح على العالم، ها هي المخاوف تتزايد من انغلاق الصين على نفسها وسط حملات القمع والنزعة القومية المتزايدة، من القوانين الجديدة المتعلقة بالتجسس والأمن العام، إلى انخفاض عدد الأفلام الأجنبية والنقاشات حول الملابس، فهل بدأت الصين رحلة الابتعاد ومن ثمَّ الانفصال عن العالم؟ الجواب يستدعي قراءة مفصلة كبرى بحجم الصين وتاريخها، لكن لا بأس من نظرة معمقة في سطور معدودات. هنا يبدو جلياً وفي ظل المشهد الاجتماعي والسياسي المعقد داخل الصين، نمو وتزايد حضور فصيل "هان الإمبراطوري" بنهضته الملحوظة. وهذه المشاعر القومية العرقية المتطرفة لدى الهان التي كانت خلال السابق هامشية تؤثر الآن في اعتبارات السياسة الداخلية والخارجية. من هم شعب الهان؟ إنهم أكبر جماعة عرقية في الصين، ويمثلون أكثر من 90 في المئة من سكان البلاد. وينبع شعور الهان الإمبراطوري من وعي تاريخي سادت فيه عرقية الهان، ويرمز إلى الدور المحوري للسلالات ذات الغالبية (الهان) مثل تانغ ومينغ في توسيع وتشكيل الحضارة الصينية، إلا أن السلالات غير الهان وبخاصة يوان بقيادة المغول وتشينغ بقيادة الماتشو، تعقد الهوية العرقية الوطنية للصين. ويعد عصر تشينغ (1644-1911) الذي غالباً ما يعده قوميو الهان حكماً استعمارياً مثيراً للجدل، خصوصاً داخل فصيل الهان الإمبراطوري الذي يرفض إسهاماته في إرثه. ومع بزوغ شمس القرن الـ21 بدأت عملية إحياء لقومية الهان، مدفوعة بصعود الصين العالمي. ويستمد هذا التجدد الحديث من عظمة الصين التاريخية، جامعاً بين فخرها الحديث ومجدها العريق. وبعد عام 2008 ومع ترسيخ الصين مكانتها كقوة عالمية اكتسب فصيل الهان الإمبراطوري زخماً، ساعياً إلى إعادة تفسير الإنجازات الحديثة في سياقها التاريخي. لقد أعادت حقبة النمو الاقتصادي والنفوذ العالمي الحالية في الصين إحياء الاهتمام بماضيها العريق، وفي طليعتها سلالة الهان الإمبراطورية. وهذه الحركة تتجاوز مجرد الحنين إلى الماضي بل تمثل مزيجاً معقداً من الفخر والهوية والطموح إلى الاعتراف العالمي، وهكذا ترمز سلالة الهان الإمبراطورية إلى رغبة غالب الصينيين الهان في استعادة أهميتهم التاريخية والمعاصرة. واليوم تؤثر هذه الحركة بصورة كبيرة على خطاب بكين وسياساتها. هل تذكرنا هذه الحقائق بالتحذيرات التي صدرت قبل عقود من عالم الصينيات والمؤرخ البريطاني الكبير جوزيف نيدهام، عن خطورة تصاعد القومية الصينية ونظرتها لبقية العالم؟ تبدو قراءة الصراع القومي الصيني في الداخل عاملاً دافعاً في طريق الحكم على رؤى الصينيين بالنسبة إلى الخارج حال اعتلاء بكين للقطبية العالمية، وهل سيستدعي ذلك صراعات وجودية بالفعل؟ قد يكون هذا ما يدركه القوميون الأميركيون الذين يضعون الصين على قمة الدول التي تمثل أخطاراً وجودية على الحضور الأميركي العالمي، كما جاء في التقرير الاستخباري الأخير. على أنه وإن كان على الأميركيين أن يقلقوا من تصاعد القومية الصينية، على رغم البعد الجغرافي من أميركا، فكيف تكون الحال بالنسبة إلى الدول الآسيوية القريبة من الصين، لا سيما اليابان التي لها جذور خلافات عقدية وأيديولوجية ممتدة لعقود وربما لقرون طويلة مع الصين؟ الأمر نفسه ينسحب على روسيا التي تبدو اليوم في تحالف ظاهري مع الصين، لكن القاصي والداني وكل من له علاقة بالسياسة الدولية يدرك تمام الإدراك أن الطبقات الحضارية للبلدين لا تمتزج أبداً. قومية في زمن شينزو آبي يبدو التاريخ الياباني الضارب بجذوره في التاريخ مثله مثل التاريخ الصيني مليئاً بالمحطات القومية، وطالما عُرف إمبراطور اليابان بكونه إلهاً بأكثر من كونه إنساناً وابناً للشمس وليس نسلاً آدمياً فحسب. بلغت اليابان شأناً عالياً في زمن الحرب العالمية الثانية، وربما لو لم تكن الترسانة العسكرية الأميركية عرفت طريقها إلى القنبلة النووية لما كانت اليابان استسلمت في نهاية الحرب. كرست اليابان هزيمتها العسكرية لتحولها إلى نصر اقتصادي مبين، مما جعل منها بالفعل الضلع الثالث من أضلاع الرأسمالية العالمية. غير أن الهواجس القومية لم تغادر العقلية اليابانية، ومع اعتلاء إمبراطور جديد العرش داخل البلاد عمل رئيس الوزراء الياباني العنيد شينزو آبي، قبل أن يلقى مصرعه، جاهداً من أجل تكريس مشروعه القومي المتشدد إلى حد التطرف، والعهدة على الدوائر الآسيوية القريبة جغرافياً، ذلك المعروف باسم "اليابان الجميلة". حين استسلمت اليابان للولايات المتحدة بعد هزيمة دول المحور، تخلت عن مساحة شاسعة من البلاد للجيش الأميركي، وكان أكبر استسلام في محافظة أوكيناوا، حيث تغطي اليوم القواعد العسكرية الأميركية أكثر من 15 في المئة من مساحة الجزيرة الرئيسة. واليوم تعلو الأصوات بضرورة انسحاب القوات الأميركية، وقاوم السكان المحليون الوجود الأجنبي بشدة، سواء عبر صناديق الاقتراع أو خلال التظاهرات الحاشدة. تبدو المسيرة القومية اليابانية طويلة وممتدة، لا سيما أن هناك في أنحاء اليابان نحو 24 قاعدة عسكرية أميركية ونحو 50 ألف جندي أميركي، إلى جانب الأسطول السابع للبحرية الأميركية وهو الأكبر لها في الخارج. وتتحمل اليابان أيضاً كلفة هذا، إذ تدفع ثلاثة أرباع كلفة توسيع الولايات المتحدة لوجودها العسكري في عمق آسيا. عمل شينزو آبي طويلاً على تعديل المادة التاسعة من الدستور الياباني، تلك التي رسخها الأميركيون وتقضي بعدم تشكيل جيش ياباني كأمر محظور على البلاد بعد هزيمتها. وعلى رغم أن "قوات الدفاع الذاتي" اليابانية تشكل ثامن أكبر جيش في العالم، فإن الفارق بين الجيش بحكم الواقع والجيش بحكم القانون يثير قلق مستعمرات اليابان السابقة، لا سيما في الصين وكوريا. وفي المقابل يؤيد الأميركيون التغيير تأييداً كاملاً، لا سيما أنهم عملوا لأعوام لضمان "توافق" القوات اليابانية مع نظيراتها الأميركية، وبالنسبة إلى واشنطن تعد اليابان المسلحة جيداً أقل كلفة وأكثر ملاءمة، لا سيما مع توسع بكين في المحيط الهادئ. هل أحلام وطموحات اليابان القومية تتوقف عند حدود العسكرة التقليدية فحسب؟ المعروف بداية أن المصانع المدنية اليابانية، يمكن وخلال أقل من ستة أشهر أن تتحول إلى مصانع عسكرية، وهو الأمر عينه الذي ينسحب على ألمانيا. غير أنه وفي حال اليابان، هناك اليوم إرهاصات تدور حول نشر أسلحة نووية على الأراضي اليابانية، والسؤال المثير هو هل ستكون أسلحة نووية أميركية كما هي الحال في عدد من الدول الأوروبية؟ أم أن اليابانيين تعلموا الدرس، وفي سعيهم إلى الاستقلال التام والقومية الكاملة سيجتهدون في تعظيم جهودهم لحيازة سلاح نووي ياباني، يكون المكافئ الموضوعي الذي يردع طموحات الصين وروسيا في مزيد من الأراضي أو الجزر اليابانية؟ تبدو الأعوام الأربع المقبلة مثيرة على صعيد ترسيخ الفكر القومي، وقد تقود حروب إقليمية أو أممية إلى مزيد من الردة عن العولمة والليبرالية... فانتبه، عجلة التاريخ ترجع إلى الخلف.


صحيفة الخليج
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- صحيفة الخليج
مسلحان يقتحمان مدرسة في اليابان ويصيبان خمسة أشخاص
طوكيو ـ (أ ف ب) أصيب خمسة موظفين في مدرسة ابتدائية في طوكيو بجروح طفيفة الخميس بعدما اقتحم رجلان المدرسة على ما ذكرت وسائل إعلام محلية لم تشر إلى وقوع إصابات في صفوف التلاميذ. ودخل الرجلان اللذان أوقفا، إلى صف فيه تلاميذ تراوح أعمارهم بين 7 و8 سنوات وحطما النوافذ على ما ذكرت محطة «فوجي تي في» التلفزيونية نقلا عن مصادر في الشرطة، فيما أفادت تقارير بإطلاقهما النار عشوائياً. ووقع الحادث في مدرسة غرب العاصمة اليابانية على ما أفادت محطة «ان اتش كاي» العامة. وجاء على موقع مدرسة تاشيكاوا دايسان الالكتروني أنها تستقبل أكثر من 500 تلميذ وتوظف أكثر من 30 شخصا. وأظهرت مشاهد تلفزيونية فرق إسعاف وعناصر شرطة حول حرم المدرسة فيما احتشد بعض الناس. نادراً ما تشهد اليابان جرائم عنيفة حيث معدل الجريمة منخفض. وتعتمد البلاد أحد أكثر تشريعات حيازة الأسلحة النارية صرامة في العالم. ومساء الأربعاء أوقف رجل بعد هجوم مفترض بسكين في قطارات الانفاق في طوكيو ما أدى إلى إصابة شخصين. وهزت هجمات عدة اليابان في السنوات الأخيرة من بينها اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي في يوليو/ تموز 2022 بسلاح ناري يدوي الصنع خلال إلقائه كلمة في حملة انتخابية.


الدولة الاخبارية
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- الدولة الاخبارية
اللواء المهندس علاء ناجي : فى حوارة لبوابة الدولة الاخبارية .. عصر أزمات السلع انتهى ونحرص على نحو تعزيز الأمن الغذائي وتطوير الإنتاج
الأحد، 16 مارس 2025 03:46 مـ بتوقيت القاهرة الواء المهندس علاء ناجي.. رئيس القابضة للصناعات الغذائية إعادة هيكلة شاملة للشركة القابضة للصناعات الغذائية لتحسين الأداء وتطوير الكفاءات.. إنتاج 660 ألف طن سكر من محصول القصب لضمان الاكتفاء الذاتي .. مشروع "شينزو آبي": نموذج متكامل لأسواق الأغذية متعددة الأنشطة .. تطوير مصانع المكرونة والزيوت والصابون .. إطلاق مشروع إنتاج تراب التبييض محليًا لتقليل الاعتماد على الاستيراد .. معارض "أهلًا بالعيد" توفر السلع الأساسية وكعك العيد بأسعار مخفضة للمواطنين الحوار مع اللواء علاء ناجي رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية بوزارة التموين والتجارة الداخلية، لبوابة الدولة الإخبارية يحمل طابعًا خاصًا، خاصة وأننا أمام عقلية اقتصادية وسياسية ذات خبرات طويلة ومتميزة، فقد كانت له بصمات واضحة خلال خدمته في القوات المسلحة كأحد أعمدتها الرئيسية ، ومن ثم في دوره البارز بمجلس النواب كوكيل أول وزارة ومدير لمكتب رئيس المجلس، هذه الشخصية التي تجمع بين الخبرة العملية والقيادية، تجعله واحدًا من القيادات القادرة على فهم عمق التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد، وتقديم حلول مبتكرة قائمة على رؤى علمية وتنفيذية دقيقة. كشف اللواء علاء ناجى خلال حوارنا معة إنة على قدم وساق تستعد وزارة التموين والتجارة الداخلية، بمختلف قطاعاتها لاستقبال عيد الفطر المبارك، كما تواصل الوزارة ممثلة فى الشركة القابضة للصناعات الغذائية، من خلال إطلاق معارض "أهلاً بالعيد" لأول مرة،من يوم الخميس المقبل وذلك في إطار جهود الوزارة لتوفير السلع بأسعار مخفضةعلى مستوى الجمهورية، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، وتحت إشراف الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية. تناول الحوارالشامل والذى يبرز العديد من التفاصيلالتى تنشر لاول مرة حول دور الشركة في توفير السلع الغذائية للمواطنين وتطوير الصناعات الغذائية في مصر، تحدث" ناجي " عن خطط الشركة للتوسع ومواجهة التحديات الاقتصادية، وتحسين جودة السلع التي تقدمها للشعب المصرى ، بالإضافة إلى التعاون مع القطاع الخاص والمشروعات الجديدة التي تعمل الشركة على تنفيذها، كما تم التركيز على توفير السلع الأساسية وضمان استقرار الأسعار خلال الفترة المقبلة. واليكم نص الحوار: س: كيف يمكن للشركة أن تلعب دورًا أكثر فعالية في توفير السلع الغذائية للمواطنين؟ كشف اللواء المهندس علاء ناجي، رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية، عن إعادة هيكلة شاملة للشركة بين أكتوبر 2024 ومارس 2025، بهدف تحسين كفاءتها وتبني أساليب الإدارة الحديثة. أوضح ناجي أن هذه الهيكلة شملت تصعيد كفاءات جديدة والاستغناء عن بعض العناصر التي لم تعد تتماشى مع أهداف الشركة الحالية، ما يعزز من قدرتها على تحقيق الأمن الغذائي. س: ما هي الاستراتيجية التي تتبعها الشركة لتوسيع نطاق أنشطتها وتحسين خدماتها؟ أشار ناجي إلى أن الشركة القابضة تضم 34 مصنعًا للصناعات الغذائية وتوظف نحو 70 ألف عامل، مشيرًا إلى أن هناك شبكة توزيع تمتد على مستوى الجمهورية. وأضاف أن الشركة توفر سنويًا حوالي 3 ملايين طن من السلع الغذائية، مما يغطي احتياجات أكثر من 30 ألف بدال تمويني. س: كيف تواجه الشركة التحديات الاقتصادية والاجتماعية؟ أوضح ناجي أن الشركة اتخذت خطوات لزيادة الإنتاج المحلي من السلع الأساسية مثل السكر، حيث تستهدف إنتاج 660 ألف طن سكر من قصب السكر، و130 ألف طن من بنجر السكر. وأكد أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة الحكومة لضمان استقرار السوق وتحقيق الاكتفاء الذاتي. س: ما هي الخطوات التي تتخذها الشركة لتحسين جودة السلع الغذائية؟ أكد ناجي أن الشركة تعمل على تطوير منظومة توزيع السلع الأساسية وتحسين جودة المنتجات، من خلال مشروعات جديدة تشمل مصانع المكرونة في برج العرب وسوهاج. كما تحدث عن تأثير مستلزمات الإنتاج على ارتفاع التكاليف، مشيرًا إلى أن الشركة تركز على تحسين إدارة الموارد وتقليل الهدر لتحقيق استقرار الأسعار. س: كيف تعزز الشركة التعاون مع القطاع الخاص؟ أوضح ناجي أن التعاون مع القطاع الخاص يعد جزءًا أساسيًا من استراتيجية الشركة، وأن هناك توجيهات من القيادة السياسية لتعزيز هذا التعاون. وأضاف أن الشركة تعمل على توسيع نطاق عملها من خلال إنشاء مشروعات جديدة مثل مصانع الفايبر والورق، وتطوير الإنتاج المحلي للزيوت. س: ما هي المشروعات الجديدة التي تعمل الشركة على تنفيذها؟ أعلن ناجي عن افتتاح مشروع مجمع "شينزو آبي" الشهر المقبل، وهو أول نموذج لسوق أغذية متعدد الأنشطة في القاهرة، مشيرًا إلى أن المجمع سيضم 105 محلات متنوعة. كما كشف عن مشروع لإنتاج مادة "تراب التبييض" المستخدمة في تكرير الزيوت، وهو الأول من نوعه في مصر، مما سيساهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد. س: كيف تواكب الشركة التطورات في مجال الطحن والمضارب؟ أشار ناجي إلى أن الشركة انتهت من تطوير عدد من المطاحن والمصانع، من بينها مطاحن أحمس والسادات، إلى جانب مشروعات أخرى تشمل إنشاء خط سكة حديد بالإسماعيلية لتحسين عمليات نقل الحبوب. كما أكد على تطبيق نظام دعم الدقيق البلدي بعنصري حمض الكبريتيك وحمض الفوليك لتعزيز القيمة الغذائية للمنتجات. س: كيف تستعد الشركة لاستقبال عيد الفطر؟ أوضح ناجي أن الشركة ستشارك في معارض "أهلاً بالعيد" المقرر انطلاقها في 20 مارس 2025، وستقدم تخفيضات على السلع الأساسية بالتعاون مع كبرى الشركات، مما يضمن وصول التخفيضات إلى المواطنين بأسعار مخفضة. في ختام الحوار، أكد اللواء المهندس علاء ناجي أن الشركة القابضة للصناعات الغذائية بوزارة التموين والتجارة الداخلية مستمرة في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية من خلال المشروعات التوسعية وإنتاج مستلزمات الإنتاج محليًا. وأشار إلى أن إقامة أسواق اليوم الواحد في مختلف المحافظات ساهمت في تخفيف الأعباء عن المواطنين وتوفير السلع بأسعار مناسبة، في إطار خطة الدولة لتحقيق الأمن الغذائي المستدام.


بوابة الأهرام
١٥-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- بوابة الأهرام
القابضة للصناعات الغذائية تفتتح أول سوق متعددة الأنشطة في القاهرة الشهر المقبل
ولاء مرسي أعلن علاء ناجي، رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، عن افتتاح مشروع مجمع "شينزو آبي" الشهر المقبل، والذي يعد أول نموذج لسوق أغذية متعددة الأنشطة في القاهرة. موضوعات مقترحة وقال ناجي ، في تصريح اليوم السبت إن المجمع الجديد سيضم 105 محلات متعددة الأنشطة مصممة لتلبية جميع احتياجات المواطنين من السلع الغذائية، بما في ذلك المواد الغذائية الجافة واللحوم الطازجة والمجمدة. وأضاف أن المجمع سيتضمن أيضاً مكتباً لجهاز حماية المستهلك وماكينات الصراف الآلي (ATM)، ليكون نموذجاً تجارياً لأول مرة بهذا الشكل تابع لوزارة التموين والتجارة الداخلية.


بوابة ماسبيرو
١٥-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- بوابة ماسبيرو
رئيس"القابضة للصناعات الغذائية": افتتاح أول سوق متعدد الأنشطة بالقاهرة
أعلن علاء ناجي، رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، عن افتتاح مشروع مجمع "شينزو آبي" الشهر المقبل، والذي يعد أول نموذج لسوق أغذية متعدد الأنشطة في القاهرة. وقال ناجي ، في تصريح اليوم السبت، إن المجمع الجديد سيضم 105 محلات متعددة الأنشطة مصممة لتلبية جميع احتياجات المواطنين من السلع الغذائية، بما في ذلك المواد الغذائية الجافة واللحوم الطازجة والمجمدة. وأضاف أن المجمع سيتضمن أيضا مكتبا لجهاز حماية المستهلك وماكينات الصراف الآلي ، ليكون نموذجا تجاريا لأول مرة بهذا الشكل تابع لوزارة التموين والتجارة الداخلية. وأشار إلى أن الشركة القابضة للصناعات الغذائية تمتلك حاليا 7 مولات تجارية عملاقة بالشراكة مع القطاع الخاص، في إطار استراتيجية تطوير المنافذ التجارية التابعة والتوسع في إنشاء سلاسل تجارية متطورة وحديثة. وأكد أن إقامة أسواق اليوم الواحد ومعارض "أهلا رمضان" ومعارض "أهلا مدارس" ساهمت في استقرار السوق خلال فترات الزيادة على الطلب الموسمي، مشيرا إلى أن ذلك يأتي بتوجيهات من وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور شريف فاروق، وبالتعاون مع المحافظات ووزارة التنمية المحلية والغرف التجارية. وتأتي تلك الخطوة ضمن جهود وزارة التموين والتجارة الداخلية لتوفير منافذ بيع متطورة تلبي احتياجات المواطنين وتساهم في ضبط الأسعار وتحقيق التوازن في السوق. من ناحية أخرى ، كشف علاء ناجي، عن خطة طموحة لإعادة إحياء العلامات التجارية الشهيرة "سافو" و"رابسو" و"زال" من خلال إنشاء مجمع صناعي ضخم للمنظفات بمنطقة العامرية. وأوضح ناجي أن المجمع الجديد سيقام على مساحة 20 ألف متر مربع، بطاقة إنتاجية تصل إلى 12 ألف طن من الصابون سنويا، و120 ألف طن من المنظفات المتنوعة سنويا. وأشار إلى أن استراتيجية الشركة تستهدف تطوير المجمعات الاستهلاكية والمنافذ والمولات، وإعادة الريادة للصناعات الغذائية محليا وإقليميا، والتحول الرقمي، مضيفا "أن الشركة تسعى إلى تطوير المشروعات الصناعية الغذائية من خلال التركيز على المنتج النهائي والسعات التخزينية ومستلزمات الإنتاج. وقال إنه يجري تنفيذ 3 مجمعات لصناعة الزيوت في مواقع استراتيجية بجمهورية مصر العربية، تشمل مدينة برج العرب ومحافظة سوهاج ومدينة السادات، مؤكدا أنه تم في هذه المجمعات مشاركة القطاع الخاص وفقا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مع الاهتمام بالتوزيع الجغرافي لتغطية كافة أنحاء الجمهورية. وأضاف أنه يجري حاليا إعادة تأهيل وتطوير محطة الزيوت بالمكس، التي تم إنشاؤها عام 1984، حيث تشمل المرحلة الأولى تطويرها بالتكنولوجيا الحديثة، فيما ستتضمن المرحلة الثانية زيادة السعة التخزينية للمحطة لتأمين زيادة الاستهلاك وتأمين احتياطي آمن من الزيوت. وتأتي هذه المشروعات ضمن خطة وزارة التموين والتجارة الداخلية لتعزيز الصناعة المحلية وإعادة إحياء العلامات التجارية المصرية العريقة التي كانت تحظى بشعبية واسعة لدى المستهلكين المصريين على مدار عقود طويلة. كما كشف علاء ناجي، رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية، عن إعادة هيكلة شاملة للشركة وتبني أساليب الإدارة العلمية الحديثة خلال الفترة من أكتوبر 2024 وحتى مارس الجاري. وقال ناجي إن "عملية إعادة الهيكلة تضمنت تصعيد كفاءات جديدة والاستغناء عن بعض الذين أدوا دورهم ولم يعد لهم دور خلال المرحلة الحالية"، مشيرا إلى أن هذه الخطوات تأتي ضمن استراتيجية تطوير أداء الشركة. وأوضح أن الشركة القابضة للصناعات الغذائية تضم 34 مصنعا رئيسيا للصناعات الغذائية، وتولي اهتماما بالغا بالصناعات الغذائية باعتباره الدور الرئيسي لها، لافتا إلى أن الشركة توظف نحو 70 ألف موظف وتمتلك 39 ألف منفذ تابع. وأضاف أن الشركة تقوم بتدبير وتوزيع 3 ملايين طن من السلع الغذائية سنويا، منها مليونا طن سلع تموينية ومليون طن سلع حرة، مؤكدا أن الشركة توفر 840 مليون كيلو سكر سنويا، و884 مليون زجاجة زيت، و50 مليون كيلو أرز، و500 مليون كيلو دقيق سنويا. وأكد أن هذه الكميات الضخمة من السلع الغذائية يتم توفيرها لصالح 30 ألف بدال تمويني شهريا لصرف الدعم، إضافة إلى مليون كيلو من السلع الحرة، مشددا على أن الشركة القابضة للصناعات الغذائية تغطي مصر جغرافيا بالكامل، مما يضمن وصول منتجاتها إلى مختلف المحافظات والمناطق.