logo
#

أحدث الأخبار مع #شيوخالساحلالمتصالح،

"أبوظبي الدولي للكتاب 2025": نوادر الكتب والمخطوطات تحكي تاريخ الإنسانية
"أبوظبي الدولي للكتاب 2025": نوادر الكتب والمخطوطات تحكي تاريخ الإنسانية

Khaleej Times

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • Khaleej Times

"أبوظبي الدولي للكتاب 2025": نوادر الكتب والمخطوطات تحكي تاريخ الإنسانية

في رحاب "أبوظبي الدولي للكتاب 2025"، الذي ينظمه "مركز أبوظبي للغة العربية"، لا يقتصر المشهد على احتفاء الورق المطبوع، بل يتجاوزه إلى معانقة أزمنة عابرة، ومصافحة حضارات ما زالت تنبض بين طيّات الصفحات الصفراء، وصور تحكي قصصًا خالدة. يتحول المعرض، في ركنه الخفي، إلى أرشيفٍ تطلّ نوافذه على ذاكرة البشرية جمعاء، عبر نفائس نادرة، تتصدرها خريطة للعالم، يلامس سعرها عتبات الملايين. يقول سعادة سعيد حمدان الطنيجي، عرّاب هذا الملتقى الثقافي: "إلى جانب كنوز المؤلفات والموسوعات الفكرية والمعرفية، يحتضن المعرض هذا العام دررًا من المقتنيات النادرة، تشهد على ثراء وعمق التراث العربي والإنساني، وشغف دُور النشر بتخليد هذا الإرث العظيم. تتألق بينها خريطة للعالم، هي من أندر وأغلى ما يُعرض، بقيمة تناهز ثلاثة ملايين ونيف من الدراهم، إلى جانب كوكبة واسعة من النفائس التي تعكس اهتمام الحدث باستعراض التراث المعرفي والفكري والإبداعي للإنسان على مر العصور." في زاوية أخرى، تُبهرنا شركة "اقتناء"، بجهد مؤسسها الفنان محمد آصف، بواحدة من أقدم اللقطات الفوتوغرافية المعروفة لحكام الإمارات؛ صورة أسرها عدسة الكابتن البريطاني تشارلز كورتني بيل عام 1903 لحاكم الشارقة، تُعرض بسعر يقارب المليون درهم. هذه الصورة وثيقة بصرية نادرة، تسجل لحظة فارقة في تاريخ المنطقة، وتتجسد ضمن ألبوم فريد بعنوان "شيوخ الساحل المتصالح"، يضم 91 صورة رصدها بيل خلال خدمته في الخليج والهند؛ صور تنطق بما أعجزت الكتب عن بوحه، تُظهر الشيوخ ليس كرموز للسلطة، بل كرجالٍ حقيقيين، تروي ملامحهم حكايات الأرض. بجوارها، تستحضر صورة تاريخية تعود لعام 1930، تجمع الشيخ سعيد آل مكتوم والشيخ جمعة آل مكتوم، بسعر يقارب الثلاثمائة ألف درهم، إضافة إلى ألبوم يوثق مراحل إنشاء سكة حديد الحجاز عام 1905، يضم 27 صورة ويُعرض بما يقارب الأربعمائة ألف درهم، ليقدم سردًا بصريًا لمشروع هندسي غيّر ملامح التنقل في المنطقة. ولمن يرى في الخرائط مجرد رسوم، يقدم المعرض درسًا بصريًا مهيبًا من "عصر الذهب في رسم الخرائط"؛ أربع لوحات ضخمة من القرن السابع عشر، رسمها الفرنسي نيكولاس دي فير بدقة فنية آسرة، تعرض خرائط القارات بأبعاد شاهقة، تُقدر قيمتها بما يقارب الثلاثة ملايين ومائتي ألف درهم. كما يتألق أطلس بحري هولندي نادر يعود لعام 1700 للرسام يوهانس فان كولن، يتناول دروب البحار العالمية آنذاك، ويُقدر سعره بما يقارب المليونين وسبعمائة ألف درهم، في إشارة إلى الأهمية الجغرافية والمعرفية للخرائط في فهم تطور العالم. وفي ركن المخطوطات، تتجلى نفائس الثقافة الإسلامية في أبهى صورها: نسخة نادرة من كتاب "مقاصد الفلاسفة" للإمام الغزالي تعود إلى القرن الثالث عشر، تُقدر قيمتها بنحو مائة وستين ألف درهم، وطبعة أولى نادرة من كتاب "ألف ليلة وليلة" الصادرة عن مطبعة بولاق عام 1834، تُقدر قيمتها بما يقارب المليون وربع المليون درهم، تخليدًا لسفر أدبي عابر للأزمنة، ونسخة لاتينية من كتاب "القانون في الطب"، الذي يحتفي هذا العام بمرور ألف عام على ظهوره، وهو للعالم الموسوعي ابن سينا، شخصية المعرض المحورية، طُبعت في فرنسا عام 1522. كل صفحة من هذه الكتب ليست مجرد معرفة، بل هي أثر روحي له عبق الماضي. وتتألق رواية "قصة غنجي" اليابانية، أول رواية مكتوبة في التاريخ تعود إلى عام 1654، وقد خطها موراساكي شيكيبو بأسلوب "كانا" الياباني الكلاسيكي. تُعرض هذه النسخة بما يقارب الأربعمائة ألف درهم، لتشكل جسرًا أدبيًا بين الثقافات الشرقية والغربية. وفي ركن خاص، تُعرض خمس نسخ نادرة من مقتنيات معالي نورة الكعبي، أقدمها يعود إلى عام 1706، إلى جانب مقتنيات من مجموعة معالي محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم الخاصة، التي تُعرض للمرة الأولى أمام الجمهور. وتُستكمل الحكاية بعناصر سينمائية نادرة، من بينها ملصقات ترويجية لأفلام مصرية مقتبسة عن كتاب "ألف ليلة وليلة"، منها فيلم يروي قصة "الصياد عثمان عبد الباسط"، الذي يعثر على طفل غامض، ويخوض مغامرة سحرية بعد لقائه بجني يمنحه عصاً مسحورة. بهذه اللوحات الفكرية والتاريخية والفنية، يجسد معرض أبوظبي الدولي للكتاب دور الكتاب في تخليد التجربة الإنسانية، ويمد جسور التفاعل الثقافي بين العصور واللغات والحضارات. في هذا الركن، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تستحضر الأرواح التي كتبتها، والزمن الذي نُقش على هامشها، والأثر الذي تركته في الوعي الإنساني الجمعي. هذا العام، يتخطى معرض أبوظبي الدولي للكتاب حدوده الثقافية، ليتحول إلى تجربة سردية حية تُروى للعالم، كما لو أن الزمن توقف قليلًا ليراجع مدوناته القديمة.

معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية
معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية

مصرس

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية

لا يكتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية"، بعرض الكتب، بل يقدّم تجربة ثقافية استثنائيّة يعبّر من خلالها الزوّار الأزمنة، ويصافحون حضاراتٍ لا تزال تعيش بين صفحات ورقٍ أصفر، وصورٍ تنطق بمشاهد خالدة، ليتحوّل، في أحد أركانه، إلى أرشيف نوافذه مشرعة على ذاكرة البشرية عبر مقتنيات نادرة أبرزها خريطة للعالم يتجاوز ثمنها الثلاثة ملايين درهم. المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربيةإلى ذلك، قال سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب: "إلى جانب المؤلفات والموسوعات الفكرية والمعرفية، يتمتّع المعرض هذا العام باحتضانه العديد من المقتنيات النادرة التي تعكس مدى ثراء وأهمية التراث الثقافي العربي والإنساني، وسعي دور النشر للاحتفاء بهذا الموروث الثريّ، أهمها خريطة للعالم من الأندر والأغلى ثمنًا بمبلغ 3 مليون و200 ألف درهم، إلى جانب مجموعة واسعة من المقتنيات التي تعكس مدى اهتمام الحدث باستعراض التراث المعرفي، والفكري، والإبداعي للإنسان على مر العصور". وفي إحدى زوايا المعرض، تُبرز شركة "اقتناء"، لمؤسسها محمد آصف، واحدة من أقدم الصور الفوتوغرافية المعروفة لحكام الإمارات؛ صورة التُقطت في العام 1903 لحاكم الشارقة بعدسة الكابتن البريطاني تشارلز كورتني بيل، وتُعرض بسعر 250 ألف يورو (مليون و38 ألف درهم إماراتي)، وهذه الصورة تُعد وثيقة بصرية نادرة تسجل لحظة محورية من تاريخ المنطقة، وتُعرض ضمن ألبوم استثنائي بعنوان "شيوخ الساحل المتصالح"، يضم 91 صورة رصدها بيل خلال خدمته في الخليج والهند؛ صور تنطق بما عجزت الكتب عن سرده، تظهر الشيوخ، لا كرموز سلطة، بل كرجال حقيقيين تروي وجوههم قصص الأرض.إلى جانبها، تُعرض صورة تاريخية تعود للعام 1930 يظهر فيها الشيخ سعيد آل مكتوم والشيخ جمعة آل مكتوم، بسعر 65 ألف يورو (270 ألف درهم)، إضافة إلى ألبوم يوثّق مراحل إنشاء سكة حديد الحجاز في العام 1905، يضم 27 صورة ويُعرض بسعر 85 ألف يورو (352 ألف درهم)، مقدّمًا سردًا بصريًا لمشروع هندسي غيّر وجه التنقل في المنطقة.ولمن يعتقد بأن الخرائط مجرد رسومات، يقدم المعرض درسًا بصريًا مهيبًا من "عصر الذهب في رسم الخرائط"؛ أربع لوحات ضخمة من القرن السابع عشر، رسمها الفرنسي نيكولاس دي فير بدقة فنية مذهلة، تعرض خرائط القارات بحجم 114×165 سم، وتُقدّر قيمتها ب 750 ألف يورو (3 ملايين و200 ألف درهم).كما يُعرض أطلس بحري هولندي نادر يعود للعام 1700 للرسّام يوهانس فان كولن، يتناول الطرق البحرية العالمية آنذاك، ويُقدَّر سعره ب 650 ألف يورو (2 مليون و700 ألف درهم)، في دلالة على الأهمية الجغرافية والمعرفية للخرائط في فهم تطور العالم.كتاب "مقاصد الفلاسفة"وفي ركن المخطوطات، تتجلى الثقافة الإسلامية في أبهى صورها: نسخة نادرة من كتاب "مقاصد الفلاسفة" للإمام الغزالي تعود إلى القرن الثالث عشر، تقدر قيمتها بنحو 40 ألف يورو (166 ألف درهم)، وطبعة أولى نادرة من كتاب العالم الذي اختاره المعرض لهذه الدورة؛ "ألف ليلة وليلة" صادرة عن مطبعة بولاق في العام 1834 تقدر قيمتها بنحو 300 ألف يورو أي ما يعادل مليون و250 ألف درهم تخليدًا لسفر أدبي عابر للأزمنة، ونسخة لاتينية من كتاب "القانون في الطب"، الذي يصادف هذا العام مرور ألف سنة على ظهوره، وهو للعالم الموسوعي ابن سينا، الشخصية المحورية للمعرض، والتي طُبعت في فرنسا في العام 1522، وكل صفحة من هذه الكتب ليست معرفة فحسب، بل أثر روحي له ظلّ.وتتألق رواية "قصة غنجي" اليابانية، أول رواية مكتوبة في التاريخ تعود إلى العام 1654، وقد خطها موراساكي شيكيبو بأسلوب "كانا" الياباني الكلاسيكي. وتُعرض هذه النسخة مقابل 95 ألف يورو (نحو 400 ألف درهم)، لتشكّل رابطًا أدبيًا بين الثقافات الشرقية والغربية.وفي ركن خاص، تُعرض خمس نسخ نادرة من مقتنيات معالي نورة الكعبي، أقدمها تعود إلى العام 1706، إلى جانب مقتنيات من مجموعة معالي محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم الخاصة، التي تُعرض للمرة الأولى أمام الجمهور.كتاب "ألف ليلة وليلة"وتُستكمل الحكاية بعناصر سينمائية نادرة، من بينها ملصقات ترويجية لأفلام مصرية مقتبسة عن كتاب "ألف ليلة وليلة"، منها فيلم يروي قصة "الصياد عثمان عبد الباسط"، الذي يعثر على طفل غامض، ويخوض مغامرة سحرية بعد لقائه بجني يمنحه عصًا مسحورة.بهذه اللوحات الفكرية والتاريخية والفنية، يجسّد معرض أبوظبي الدولي للكتاب دور الكتاب في تخليد التجربة الإنسانية، ويمدّ جسور التفاعل الثقافي بين العصور واللغات والحضارات.في هذا الركن، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تستحضر الأرواح التي كتبتها، والزمن الذي نُقش على هامشها، والأثر الذي تركته في الوعي الإنساني الجمعي. هذا العام معرض أبوظبي الدولي للكتاب يتخطى حدوده الثقافية، ليتحول إلى تجربة سردية حيّة تُروى للعالم، كما لو أن الزمن توقف قليلًا ليراجع مدوناته القديمة.

معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية
معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية

بوابة الفجر

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • بوابة الفجر

معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية

لا يكتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية"، بعرض الكتب، بل يقدّم تجربة ثقافية استثنائيّة يعبّر من خلالها الزوّار الأزمنة، ويصافحون حضاراتٍ لا تزال تعيش بين صفحات ورقٍ أصفر، وصورٍ تنطق بمشاهد خالدة، ليتحوّل، في أحد أركانه، إلى أرشيف نوافذه مشرعة على ذاكرة البشرية عبر مقتنيات نادرة أبرزها خريطة للعالم يتجاوز ثمنها الثلاثة ملايين درهم. المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية إلى ذلك، قال سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب: "إلى جانب المؤلفات والموسوعات الفكرية والمعرفية، يتمتّع المعرض هذا العام باحتضانه العديد من المقتنيات النادرة التي تعكس مدى ثراء وأهمية التراث الثقافي العربي والإنساني، وسعي دور النشر للاحتفاء بهذا الموروث الثريّ، أهمها خريطة للعالم من الأندر والأغلى ثمنًا بمبلغ 3 مليون و200 ألف درهم، إلى جانب مجموعة واسعة من المقتنيات التي تعكس مدى اهتمام الحدث باستعراض التراث المعرفي، والفكري، والإبداعي للإنسان على مر العصور". وفي إحدى زوايا المعرض، تُبرز شركة "اقتناء"، لمؤسسها محمد آصف، واحدة من أقدم الصور الفوتوغرافية المعروفة لحكام الإمارات؛ صورة التُقطت في العام 1903 لحاكم الشارقة بعدسة الكابتن البريطاني تشارلز كورتني بيل، وتُعرض بسعر 250 ألف يورو (مليون و38 ألف درهم إماراتي)، وهذه الصورة تُعد وثيقة بصرية نادرة تسجل لحظة محورية من تاريخ المنطقة، وتُعرض ضمن ألبوم استثنائي بعنوان "شيوخ الساحل المتصالح"، يضم 91 صورة رصدها بيل خلال خدمته في الخليج والهند؛ صور تنطق بما عجزت الكتب عن سرده، تظهر الشيوخ، لا كرموز سلطة، بل كرجال حقيقيين تروي وجوههم قصص الأرض. إلى جانبها، تُعرض صورة تاريخية تعود للعام 1930 يظهر فيها الشيخ سعيد آل مكتوم والشيخ جمعة آل مكتوم، بسعر 65 ألف يورو (270 ألف درهم)، إضافة إلى ألبوم يوثّق مراحل إنشاء سكة حديد الحجاز في العام 1905، يضم 27 صورة ويُعرض بسعر 85 ألف يورو (352 ألف درهم)، مقدّمًا سردًا بصريًا لمشروع هندسي غيّر وجه التنقل في المنطقة. ولمن يعتقد بأن الخرائط مجرد رسومات، يقدم المعرض درسًا بصريًا مهيبًا من "عصر الذهب في رسم الخرائط"؛ أربع لوحات ضخمة من القرن السابع عشر، رسمها الفرنسي نيكولاس دي فير بدقة فنية مذهلة، تعرض خرائط القارات بحجم 114×165 سم، وتُقدّر قيمتها بـ 750 ألف يورو (3 ملايين و200 ألف درهم). كما يُعرض أطلس بحري هولندي نادر يعود للعام 1700 للرسّام يوهانس فان كولن، يتناول الطرق البحرية العالمية آنذاك، ويُقدَّر سعره بـ 650 ألف يورو (2 مليون و700 ألف درهم)، في دلالة على الأهمية الجغرافية والمعرفية للخرائط في فهم تطور العالم. كتاب "مقاصد الفلاسفة" وفي ركن المخطوطات، تتجلى الثقافة الإسلامية في أبهى صورها: نسخة نادرة من كتاب "مقاصد الفلاسفة" للإمام الغزالي تعود إلى القرن الثالث عشر، تقدر قيمتها بنحو 40 ألف يورو (166 ألف درهم)، وطبعة أولى نادرة من كتاب العالم الذي اختاره المعرض لهذه الدورة؛ "ألف ليلة وليلة" صادرة عن مطبعة بولاق في العام 1834 تقدر قيمتها بنحو 300 ألف يورو أي ما يعادل مليون و250 ألف درهم تخليدًا لسفر أدبي عابر للأزمنة، ونسخة لاتينية من كتاب "القانون في الطب"، الذي يصادف هذا العام مرور ألف سنة على ظهوره، وهو للعالم الموسوعي ابن سينا، الشخصية المحورية للمعرض، والتي طُبعت في فرنسا في العام 1522، وكل صفحة من هذه الكتب ليست معرفة فحسب، بل أثر روحي له ظلّ. وتتألق رواية "قصة غنجي" اليابانية، أول رواية مكتوبة في التاريخ تعود إلى العام 1654، وقد خطها موراساكي شيكيبو بأسلوب "كانا" الياباني الكلاسيكي. وتُعرض هذه النسخة مقابل 95 ألف يورو (نحو 400 ألف درهم)، لتشكّل رابطًا أدبيًا بين الثقافات الشرقية والغربية. وفي ركن خاص، تُعرض خمس نسخ نادرة من مقتنيات معالي نورة الكعبي، أقدمها تعود إلى العام 1706، إلى جانب مقتنيات من مجموعة معالي محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم الخاصة، التي تُعرض للمرة الأولى أمام الجمهور. كتاب 'ألف ليلة وليلة' وتُستكمل الحكاية بعناصر سينمائية نادرة، من بينها ملصقات ترويجية لأفلام مصرية مقتبسة عن كتاب "ألف ليلة وليلة"، منها فيلم يروي قصة "الصياد عثمان عبد الباسط"، الذي يعثر على طفل غامض، ويخوض مغامرة سحرية بعد لقائه بجني يمنحه عصًا مسحورة. بهذه اللوحات الفكرية والتاريخية والفنية، يجسّد معرض أبوظبي الدولي للكتاب دور الكتاب في تخليد التجربة الإنسانية، ويمدّ جسور التفاعل الثقافي بين العصور واللغات والحضارات. في هذا الركن، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تستحضر الأرواح التي كتبتها، والزمن الذي نُقش على هامشها، والأثر الذي تركته في الوعي الإنساني الجمعي. هذا العام معرض أبوظبي الدولي للكتاب يتخطى حدوده الثقافية، ليتحول إلى تجربة سردية حيّة تُروى للعالم، كما لو أن الزمن توقف قليلًا ليراجع مدوناته القديمة.

معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية
معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية

بوابة الفجر

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • بوابة الفجر

معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة على متن المقتنيات الأثرية

لا يكتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية"، بعرض الكتب، بل يقدّم تجربة ثقافية استثنائيّة يعبّر من خلالها الزوّار الأزمنة، ويصافحون حضاراتٍ لا تزال تعيش بين صفحات ورقٍ أصفر، وصورٍ تنطق بمشاهد خالدة، ليتحوّل، في أحد أركانه، إلى أرشيف نوافذه مشرعة على ذاكرة البشرية عبر مقتنيات نادرة أبرزها خريطة للعالم يتجاوز ثمنها الثلاثة ملايين درهم. المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية إلى ذلك، قال سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب: "إلى جانب المؤلفات والموسوعات الفكرية والمعرفية، يتمتّع المعرض هذا العام باحتضانه العديد من المقتنيات النادرة التي تعكس مدى ثراء وأهمية التراث الثقافي العربي والإنساني، وسعي دور النشر للاحتفاء بهذا الموروث الثريّ، أهمها خريطة للعالم من الأندر والأغلى ثمنًا بمبلغ 3 مليون و200 ألف درهم، إلى جانب مجموعة واسعة من المقتنيات التي تعكس مدى اهتمام الحدث باستعراض التراث المعرفي، والفكري، والإبداعي للإنسان على مر العصور". وفي إحدى زوايا المعرض، تُبرز شركة "اقتناء"، لمؤسسها محمد آصف، واحدة من أقدم الصور الفوتوغرافية المعروفة لحكام الإمارات؛ صورة التُقطت في العام 1903 لحاكم الشارقة بعدسة الكابتن البريطاني تشارلز كورتني بيل، وتُعرض بسعر 250 ألف يورو (مليون و38 ألف درهم إماراتي)، وهذه الصورة تُعد وثيقة بصرية نادرة تسجل لحظة محورية من تاريخ المنطقة، وتُعرض ضمن ألبوم استثنائي بعنوان "شيوخ الساحل المتصالح"، يضم 91 صورة رصدها بيل خلال خدمته في الخليج والهند؛ صور تنطق بما عجزت الكتب عن سرده، تظهر الشيوخ، لا كرموز سلطة، بل كرجال حقيقيين تروي وجوههم قصص الأرض. إلى جانبها، تُعرض صورة تاريخية تعود للعام 1930 يظهر فيها الشيخ سعيد آل مكتوم والشيخ جمعة آل مكتوم، بسعر 65 ألف يورو (270 ألف درهم)، إضافة إلى ألبوم يوثّق مراحل إنشاء سكة حديد الحجاز في العام 1905، يضم 27 صورة ويُعرض بسعر 85 ألف يورو (352 ألف درهم)، مقدّمًا سردًا بصريًا لمشروع هندسي غيّر وجه التنقل في المنطقة. ولمن يعتقد بأن الخرائط مجرد رسومات، يقدم المعرض درسًا بصريًا مهيبًا من "عصر الذهب في رسم الخرائط"؛ أربع لوحات ضخمة من القرن السابع عشر، رسمها الفرنسي نيكولاس دي فير بدقة فنية مذهلة، تعرض خرائط القارات بحجم 114×165 سم، وتُقدّر قيمتها بـ 750 ألف يورو (3 ملايين و200 ألف درهم). كما يُعرض أطلس بحري هولندي نادر يعود للعام 1700 للرسّام يوهانس فان كولن، يتناول الطرق البحرية العالمية آنذاك، ويُقدَّر سعره بـ 650 ألف يورو (2 مليون و700 ألف درهم)، في دلالة على الأهمية الجغرافية والمعرفية للخرائط في فهم تطور العالم. كتاب "مقاصد الفلاسفة" وفي ركن المخطوطات، تتجلى الثقافة الإسلامية في أبهى صورها: نسخة نادرة من كتاب "مقاصد الفلاسفة" للإمام الغزالي تعود إلى القرن الثالث عشر، تقدر قيمتها بنحو 40 ألف يورو (166 ألف درهم)، وطبعة أولى نادرة من كتاب العالم الذي اختاره المعرض لهذه الدورة؛ "ألف ليلة وليلة" صادرة عن مطبعة بولاق في العام 1834 تقدر قيمتها بنحو 300 ألف يورو أي ما يعادل مليون و250 ألف درهم تخليدًا لسفر أدبي عابر للأزمنة، ونسخة لاتينية من كتاب "القانون في الطب"، الذي يصادف هذا العام مرور ألف سنة على ظهوره، وهو للعالم الموسوعي ابن سينا، الشخصية المحورية للمعرض، والتي طُبعت في فرنسا في العام 1522، وكل صفحة من هذه الكتب ليست معرفة فحسب، بل أثر روحي له ظلّ. وتتألق رواية "قصة غنجي" اليابانية، أول رواية مكتوبة في التاريخ تعود إلى العام 1654، وقد خطها موراساكي شيكيبو بأسلوب "كانا" الياباني الكلاسيكي. وتُعرض هذه النسخة مقابل 95 ألف يورو (نحو 400 ألف درهم)، لتشكّل رابطًا أدبيًا بين الثقافات الشرقية والغربية. وفي ركن خاص، تُعرض خمس نسخ نادرة من مقتنيات معالي نورة الكعبي، أقدمها تعود إلى العام 1706، إلى جانب مقتنيات من مجموعة معالي محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم الخاصة، التي تُعرض للمرة الأولى أمام الجمهور. كتاب 'ألف ليلة وليلة' وتُستكمل الحكاية بعناصر سينمائية نادرة، من بينها ملصقات ترويجية لأفلام مصرية مقتبسة عن كتاب "ألف ليلة وليلة"، منها فيلم يروي قصة "الصياد عثمان عبد الباسط"، الذي يعثر على طفل غامض، ويخوض مغامرة سحرية بعد لقائه بجني يمنحه عصًا مسحورة. بهذه اللوحات الفكرية والتاريخية والفنية، يجسّد معرض أبوظبي الدولي للكتاب دور الكتاب في تخليد التجربة الإنسانية، ويمدّ جسور التفاعل الثقافي بين العصور واللغات والحضارات. في هذا الركن، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تستحضر الأرواح التي كتبتها، والزمن الذي نُقش على هامشها، والأثر الذي تركته في الوعي الإنساني الجمعي. هذا العام معرض أبوظبي الدولي للكتاب يتخطى حدوده الثقافية، ليتحول إلى تجربة سردية حيّة تُروى للعالم، كما لو أن الزمن توقف قليلًا ليراجع مدوناته القديمة.

معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة
معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة

البلاد البحرينية

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البلاد البحرينية

معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعبر الأزمنة

لا يكتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية"، بعرض الكتب، بل يقدّم تجربة ثقافية استثنائيّة يعبّر من خلالها الزوّار الأزمنة، ويصافحون حضاراتٍ لا تزال تعيش بين صفحات ورقٍ أصفر، وصورٍ تنطق بمشاهد خالدة، ليتحوّل، في أحد أركانه، إلى أرشيف نوافذه مشرعة على ذاكرة البشرية عبر مقتنيات نادرة أبرزها خريطة للعالم يتجاوز ثمنها الثلاثة ملايين درهم. إلى ذلك، قال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب: "إلى جانب المؤلفات والموسوعات الفكرية والمعرفية، يتمتّع المعرض هذا العام باحتضانه العديد من المقتنيات النادرة التي تعكس مدى ثراء وأهمية التراث الثقافي العربي والإنساني، وسعي دور النشر للاحتفاء بهذا الموروث الثريّ، أهمها خريطة للعالم من الأندر والأغلى ثمناً بمبلغ 3 مليون و200 ألف درهم، إلى جانب مجموعة واسعة من المقتنيات التي تعكس مدى اهتمام الحدث باستعراض التراث المعرفي، والفكري، والإبداعي للإنسان على مر العصور". وفي إحدى زوايا المعرض، تُبرز شركة "اقتناء"، لمؤسسها محمد آصف، واحدة من أقدم الصور الفوتوغرافية المعروفة لحكام الإمارات؛ صورة التُقطت في العام 1903 لحاكم الشارقة بعدسة الكابتن البريطاني تشارلز كورتني بيل، وتُعرض بسعر 250 ألف يورو (مليون و38 ألف درهم إماراتي)، وهذه الصورة تُعد وثيقة بصرية نادرة تسجل لحظة محورية من تاريخ المنطقة، وتُعرض ضمن ألبوم استثنائي بعنوان "شيوخ الساحل المتصالح"، يضم 91 صورة رصدها بيل خلال خدمته في الخليج والهند؛ صور تنطق بما عجزت الكتب عن سرده، تظهر الشيوخ، لا كرموز سلطة، بل كرجال حقيقيين تروي وجوههم قصص الأرض. إلى جانبها، تُعرض صورة تاريخية تعود للعام 1930 يظهر فيها الشيخ سعيد آل مكتوم والشيخ جمعة آل مكتوم، بسعر 65 ألف يورو (270 ألف درهم)، إضافة إلى ألبوم يوثّق مراحل إنشاء سكة حديد الحجاز في العام 1905، يضم 27 صورة ويُعرض بسعر 85 ألف يورو (352 ألف درهم)، مقدّمًا سردًا بصريًا لمشروع هندسي غيّر وجه التنقل في المنطقة. ولمن يعتقد بأن الخرائط مجرد رسومات، يقدم المعرض درسًا بصريًا مهيبًا من "عصر الذهب في رسم الخرائط"؛ أربع لوحات ضخمة من القرن السابع عشر، رسمها الفرنسي نيكولاس دي فير بدقة فنية مذهلة، تعرض خرائط القارات بحجم 114×165 سم، وتُقدّر قيمتها بـ 750 ألف يورو (3 ملايين و200 ألف درهم). كما يُعرض أطلس بحري هولندي نادر يعود للعام 1700 للرسّام يوهانس فان كولن، يتناول الطرق البحرية العالمية آنذاك، ويُقدَّر سعره بـ 650 ألف يورو (2 مليون و700 ألف درهم)، في دلالة على الأهمية الجغرافية والمعرفية للخرائط في فهم تطور العالم. وفي ركن المخطوطات، تتجلى الثقافة الإسلامية في أبهى صورها: نسخة نادرة من كتاب "مقاصد الفلاسفة" للإمام الغزالي تعود إلى القرن الثالث عشر ، تقدر قيمتها بنحو 40 ألف يورو (166 ألف درهم)، وطبعة أولى نادرة من كتاب العالم الذي اختاره المعرض لهذه الدورة؛ "ألف ليلة وليلة" صادرة عن مطبعة بولاق في العام 1834 تقدر قيمتها بنحو 300 ألف يورو أي ما يعادل مليون و250 ألف درهم تخليداً لسفر أدبي عابر للأزمنة، ونسخة لاتينية من كتاب "القانون في الطب"، الذي يصادف هذا العام مرور ألف سنة على ظهوره، وهو للعالم الموسوعي ابن سينا، الشخصية المحورية للمعرض، والتي طُبعت في فرنسا في العام 1522. وكل صفحة من هذه الكتب ليست معرفة فحسب، بل أثر روحي له ظلّ. وتتألق رواية "قصة غنجي" اليابانية، أول رواية مكتوبة في التاريخ تعود إلى العام 1654، وقد خطها موراساكي شيكيبو بأسلوب "كانا" الياباني الكلاسيكي. وتُعرض هذه النسخة مقابل 95 ألف يورو (نحو 400 ألف درهم)، لتشكّل رابطًا أدبيًا بين الثقافات الشرقية والغربية. وفي ركن خاص، تُعرض خمس نسخ نادرة من مقتنيات معالي نورة الكعبي، أقدمها تعود إلى العام 1706، إلى جانب مقتنيات من مجموعة معالي محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم الخاصة، التي تُعرض للمرة الأولى أمام الجمهور. وتُستكمل الحكاية بعناصر سينمائية نادرة، من بينها ملصقات ترويجية لأفلام مصرية مقتبسة عن كتاب "ألف ليلة وليلة"، منها فيلم يروي قصة "الصياد عثمان عبد الباسط"، الذي يعثر على طفل غامض، ويخوض مغامرة سحرية بعد لقائه بجني يمنحه عصاً مسحورة. بهذه اللوحات الفكرية والتاريخية والفنية، يجسّد معرض أبوظبي الدولي للكتاب دور الكتاب في تخليد التجربة الإنسانية، ويمدّ جسور التفاعل الثقافي بين العصور واللغات والحضارات. في هذا الركن، لا تُعرض الكتب فحسب؛ بل تستحضر الأرواح التي كتبتها، والزمن الذي نُقش على هامشها، والأثر الذي تركته في الوعي الإنساني الجمعي. هذا العام معرض أبوظبي الدولي للكتاب يتخطى حدوده الثقافية، ليتحول إلى تجربة سردية حيّة تُروى للعالم، كما لو أن الزمن توقف قليلًا ليراجع مدوناته القديمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store