logo
#

أحدث الأخبار مع #صفاءالحطابيعتبر

الرَّقيم.. حين تتحدث البترا بلغة النجوم
الرَّقيم.. حين تتحدث البترا بلغة النجوم

الدستور

timeمنذ 5 أيام

  • علوم
  • الدستور

الرَّقيم.. حين تتحدث البترا بلغة النجوم

صفاء الحطابيعتبر إشهار كتاب «الرَّقيم: المشروع العلمي النبطي في البترا» للباحث مأمون النوافلة وإطلاق مسار الفلك الآثاري السياحي في المدينة الأثرية بالتزامن معه من قبل سلطة إقليم البترا التنموي السياحي مشروع علمي متكامل؛ يعيد بناء الوعي الحضاري بالعقل النبطي.إذ تُعد مدينة البَترا من أبرز الشواهد الحضارية التي خلفها العرب الأنباط، إلا أن أغلب الدراسات التي تناولتها ركزت على أبعادها المعمارية والتجارية والدينية، مغفلة جانباً بالغ الأهمية من نسيجها الحضاري، يتمثل في البنية العلمية والفلكية التي نهض عليها تخطيط المدينة وتوجيه مبانيها ومنحوتاتها.وفي هذا السياق، يقدّم الباحث الأردني مأمون النوافلة في كتابه «الرَّقيم: المشروع العلمي النبطي في البترا» دراسة نوعية تستند إلى الرصد الفلكي والتحليل الهندسي، كاشفاً عن منظومة علمية دقيقة اعتمدها الأنباط في بناء ونحت معالم البترا وتحديد محاورها الزمانية والمكانية.يعتمد الباحث في طرحه على تحليل دقيق لارتباط المعابد والمباني النبطية بعلم الفلك وحركة الشمس ومواقع النجوم، مبيناً أن العديد من المنشآت الدينية والرمزية في البترا قد بُنيت على أسس تتماشى مع الانقلابات والاعتدالات الشمسية، بما يشير إلى وجود تقويم فلكي محكم، استخدمه الأنباط لضبط مواقيت الطقوس والشعائر وتنظيم النشاطات الحياتية والاجتماعية.ويمثل «الرَّقيم» في هذا السياق أكثر من عنوان؛ فهو رمز علمي وتاريخي يشير إلى البعد الزماني والكتابي المتضمن في الذاكرة النبطية، ويؤسس لفهم جديد للبترا باعتبارها مركزاً علمياً فلكياً متقدماً، لا مجرد مدينة حجرية ذات طابع تجاري وروحي.واستكمالاً للمشروع البحثي، أُطلق مؤخراً في مدينة البترا «مسار الفلك الآثاري السياحي»، الذي يُتيح للزوار استكشاف المواقع الأثرية من منظور فلكي، مما يُثري التجربة السياحية ويُعزّز فهمهم للتراث النبطي.وهو برنامج ميداني لتتبع الظواهر الفلكية المرتبطة بتخطيط المدينة، بالإضافة إلى مشاهدة محددة خلال أيام الانقلابات والاعتدالات. ويُعد هذا المسار تجربة تطبيقية رائدة تسهم في نقل المعارف الفلكية النبطية من الحقل الأكاديمي إلى الفضاء السياحي التفاعلي.كما يمثل المسار مثالاً متقدماً على الدمج بين العلوم التراثية والسياحة المعرفية، وهو ما يعزز من دور البترا كوجهة تعليمية وبحثية ذات طابع عالمي، وكموقع نموذجي لابتكار أشكال جديدة من التفاعل الثقافي مع الموروث العلمي العربي.إن أهمية كتاب «الرَّقيم» وما انبثق عنه من مسار فلكي تكمن في توسيع منظور الدراسات النبطية، وانتقالها من الاهتمام بالمظاهر العمرانية إلى قراءة البنية الذهنية والفكرية الكامنة خلفها. وتقديم نظرية علمية فلكية متكاملة مدعمة بالأدلة والمراجع العلمية عن المدينة الأثرية قابلة للدراسة؛ كما يسهم المشروع في استعادة صورة الإنسان النبطي كفاعل علمي في التاريخ، يمتلك أدوات الرصد والتنظيم والتخطيط، وهو ما يشكل رافعة معرفية لإعادة قراءة تراثنا العربي بمنهج علمي نقدي.وبهذا، فإن مشروع «الرَّقيم» لا يقتصر على إعادة الاعتبار للحضارة النبطية من منظور فلكي، بل يفتح أفقاً واسعاً أمام الباحثين والمؤسسات التربوية والثقافية لإدماج المعرفة التاريخية العلمية في مناهج التعليم، وخطاب الهوية، ورؤية التنمية السياحية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store