أحدث الأخبار مع #صفيةزغلول


فيتو
منذ 4 ساعات
- علوم
- فيتو
طالبة بالصف الثاني الثانوي بالقاهرة: امتحان الفيزياء سهل لكن المشكلة في التابلت (فيديو)
انتهت طالبات الصف الثاني الثانوي بمدرسة صفية زغلول منذ قليل، من أداء امتحان الفيزياء الترم الثاني، حيث أدى الطلاب الامتحان داخل اللجان بالمدارس بمحافظة القاهرة، وسط إجراءات احترازية مشددة ووقاية. الصف الثاني الثانوي وفور انتهاء طالبات الصف الثاني الثانوي بمحافظة القاهرة من امتحان مادة الفيزياء رصدت بوابة فيتو آراء الطالبات حول مستوى أسئلة الامتحان، وقالت الطالبة شهد: امتحان الفيزياء كان كويس ولكن كان محتاج وقت أكبر، والتاب مكنتش عارفة أشتغل عليه لمدة ربع ساعة، والصعوبة كانت في مسألتين. وانطلقت امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي الترم الثاني 2025 اليوم الأربعاء الموافق 21 مايو 2025، في جميع المدارس الثانوية بمحافظتي القاهرة والجيزة، وعدد من محافظات الجمهورية وفقا لجدول كل محافظة. واستعدت مديريات التربية والتعليم علي مستوي الجمهورية لعقد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2024/2025 لـ صفوف النقل بمختلف المراحل الدراسية والشهادات العامة المحلية، والتي من المقرر أن تبدأ اعتبارًا من اليوم الأربعاء 21 مايو الجاري وتستمر حتى 27 من نفس الشهر، على أن تختتم بامتحانات الشهادة الإعدادية المقررة في الفترة من 31 مايو وحتى 4 يونيو 2025. امتحانات نهاية العام الدراسي 2025 وحرصت مديريات التربية والتعليم على عقد سلسلة من الاجتماعات بحضور وكيل المديرية، مع مديري عموم الديوان، ومديري ووكلاء الإدارات التعليمية، ومديري المراحل، وموجهي عموم المواد الدراسية، بالإضافة إلى مسؤولي الأمن والمتابعة والشؤون القانونية والمراجعة الداخلية والإحصاء والمخازن، ورؤساء لجان النظام والمراقبة والإدارة، وذلك لمناقشة الإجراءات الفنية والإدارية المنظمة للعملية الامتحانية، والتأكيد خلال الاجتماعات على ضرورة تضافر الجهود وتعاون جميع أطراف المنظومة التعليمية لضمان خروج الامتحانات بالشكل المطلوب. تشكيل غرف عمليات فرعية وشددت المديريات على تشكيل غرفة عمليات فرعية في كل إدارة تعليمية تكون متصلة على مدار الساعة بغرفة العمليات الرئيسية في المديرية لمتابعة سير الامتحانات، وتذليل العقبات التي قد تواجه اللجان، وتقديم الدعم الفني والحلول السريعة لأي مشكلات طارئة، وضرورة التنسيق مع الجهات المعنية مثل مديريات الأمن والصحة والكهرباء والوحدات المحلية لضمان انضباط سير الامتحانات. مواجهة أعمال الغش بامتحانات الترم الثاني كما شددت المديريات على مواجهة أعمال الغش بكافة أشكالها، مع حظر اصطحاب الهواتف المحمولة أو أي أجهزة إلكترونية حديثة (مثل السماعات أو الساعات الذكية) داخل اللجان، وعدم التهاون في تطبيق القانون لضمان انضباط العملية الامتحانية. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الجمهورية
منذ 6 أيام
- سياسة
- الجمهورية
الإدارة العامة للتواصل والدعم تزور مدارس شرق شبرا الخيمة
وقد كان في استقبالها الدكتور أيمن زيدان، مدير إدارة شرق شبرا التعليمية، عزة عبد المنعم، مدير وحدة التواصل ودعم المعلمين بالإدارة. شملت الزيارة عددا من مدا س الادارة : مدرسة صفية زغلول الرسمية للغات مدرسة يحيى المشد للغات مدرسة قاسم أمير الرسمية للغات مدرسة النيل الإعدادية بنات مناقشة سبل دعم المعلمين وتفعيل دور وحدات التواصل داخل المدارس. استقبال شكاوى المعلمين والعمل على حلها من خلال منظومة الشكاوى الحكومية. بحث التحديات والمقترحات لتحسين بيئة العمل وتطوير العملية التعليمية. التأكيد على أهمية مسابقة "100 معلم متمكن مبدع 2" وإتاحة الفرصة أمام جميع المعلمين للمشاركة. أشادت الدكتورة رانيا لاشين بدور خريجي المبادرة الرئاسية "1000 مدير مدرسة"، مؤكدة نجاحهم في إدارة وتطوير المدارس بوعي وكفاءة، بفضل دعم مصطفى عبده مدير مديرية التربية والتعليم بالقليوبية ومتابعته المستمرة لمستجدات المنظومة التعليمية. أكد مصطفى عبده على أهمية إدارة التواصل ودورها الفاعل في دعم المعلمين.كما إنه يحفز المعلمين على تقديم أفكار ومشروعات تعليمية بناءة. ضرورة أخذ كل مقترح من المعلمين على محمل الجد ودراسته. تمكين مسئولي التواصل من استقبال الشكاوى والمقترحات، وتيسير تقديم الشكاوى باستخدام رمز QR لضمان حق كل معلم. أن المعلم هو حجر الأساس في تطوير التعليم والنهوض بالمجتمع ككل. في ختام الزيارة، أشادت الدكتورة رانيا لاشين بالجهود المبذولة داخل مدارس إدارة شرق شبرا التعليمية، موجهة الشكر والتقدير لكل من ساهم في تطوير العملية التعليمية، مؤكدة أن "جهودكم المستمرة هي مفتاح نجاحنا".


شبكة أنباء شفا
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- شبكة أنباء شفا
ثقافة العيب في المجتمع العربي ، أسئلة العرف والفكر والدين ، بقلم : أ.د. مصطفى عطية جمعة
ثقافة العيب في المجتمع العربي ، أسئلة العرف والفكر والدين ، بقلم : أ.د. مصطفى عطية جمعة جملة من الأسئلة يطرحها الذهن، عندما نناقش مفهوم العيب في المجتمعات العربية، فالبعض يظن أن 'العيب' هو مجرد عادات وتقاليد، وممارسات اجتماعية متعارف عليها، خاصة في المجتمعات التقليدية (الريفية، البدوية، الشعبية)، بثقافتها المتوارثة، وغالبا ما تتداخل روافد عديدة في تشكيلها، وللأسف يربطونها -أحيانا- بالدين، ويربّون أبناءهم عليها، ولاشك أن كثير من ثقافة العيب يعود إلى الدين، وبعضها يعود لمفاهيم خطأ، سادت وتقبلها الناس وتوارثوها، وجعلوها ضمن بنيتهم الاجتماعية. لابد أن ننطلق من حقيقة أن العيب متغير، مثل أي عرف أو تقليد أو عادة اجتماعية أو مجتمعية، وبعض ما كنّا نعده عيبا ومستهجنا في الماضي، بات اليوم أمرا عاديا، ولعل المثال الأبرز على ذلك، حجاب المرأة في المجتمعات العربية: الريف والمدينة، البادية والحضر، فقد كان يعني غطاء المرأة لوجهها، بالبرقع، أو بالنقاب، أو باليشمك، ويعدّه المجتمع سلوكا ولباسا نابعا من الإسلام، بهذه الهيئة، ووفق هذه الشاكلة. والثابت أن الإسلام أمر بالحجاب، الذي يعني كشف الوجه والكفين، وستر سائر الجسد، بثوب لا يصف ولا يشف، أما تغطية الوجه فهو فضيلة تميزت بها المرأة المسلمة العربية، وارتدته أمهات المؤمنين، والصحابيات، والعالمات الفاضلات، ثم تحول إلى تقليد انتشر وترسّخ، حتى بات عرفا اجتماعيا، تميزت به النسوة في أقطار العروبة والإسلام. لقد كانت المرأة العربية حتى الثلث الأول من القرن العشرين مغطاة الوجه والجسد، ومع حركة التحديث والنهضة بمرجعياتها الغربية، باتت المرأة غير المحجبة، الكاشفة لشعرها، المرتدية للملابس الأوروبية نموذجا للمرأة الجديدة، في التعليم، والإعلام، وفي مختلف المهن العصرية إبان حقبة الأربعينيات وإلى نهاية السبعينيات، بل وانحصر الحجاب تدريجيا لدى الفئات الشعبية، والقرويات، وفي البادية. المفارقة هنا، أن الحجاب والنقاب كانا زيينِ ممدوحين من كل فئات المجتمع، ثم أصبحا علامتين على التأخر والرجعية، مع التغول الاستعماري، وظهور نخبة متعلمة ارتبطت بثقافة المستعمر الغربي، ونستحضر هنا موقف السيدة صفية زغلول (1878-1943)، زوجة سعد زغلول قائد ثورة 1919، عندما ألقت بالحجاب أرضا، لدى وصولها إلى الإسكندرية، وقالت 'كفانا تخلفا'، فقد كانت ثقافتها فرنسية، وتزعمت الحركة النسوية المصرية، بمقاييس أوروبية، فبات الحجاب مرفوضا أو ضمن ثقافة العيب في المجتمعات المتعلمة المتغربة، بينما هو محبوب مقبول في المجتمعات المحافظة، ليعيش المجتمع العربي ثنائية الصراع بين الحداثة والأصالة، أو بالأدق التغريب والهوية. ثم تغيرت النظرة، بعد ظاهرة الصحوة الإسلامية في سبعينيات القرن العشرين، واكتست رؤوس البنات والسيدات بالحجاب على ملابس أنيقة واسعة، في غالبية الطبقات والشرائح الاجتماعية، وأضحت الفتاة غير المحجبة معيبة في منظور المجتمع، بل علامة على التحلل، والأوربة، والتغريب، ويُنظر لها باستهجان من شباب الصحوة، الذي غزا الجامعات العربية، ثم تسلموا الوظائف ومراكز الإرشاد والتوجيه، ليصبح النموذج الغربي موضع تساؤل. في مثل هذه المعارك، يتوزع أهل النخبة والمثقفون إلى فرق عديدة، فريق يناصر، وآخر يهاجم، وثالث يتجمد على أفكار وقناعات آمن بها في شبابه، إلى شيخوخته، وقد رأينا الناقد الأدبي د.جابر عصفور (1944-2021)، يتحسر في أحاديثه على انتشار الحجاب في الجامعة المصرية، مشيرا إلى أنه علامة على تراجع ثقافي وفكري (معيب)، وأن الفتاة المصرية في حالة 'ردة حضارية'، متناسيا أن جُلّ الأكاديميات والمثقفات والموظفات العربيات يرتدين الحجاب، ويتفوقن في مجالات علمهن وأعمالهن، وأن الإنسان ليس بزيّه، وإنما بخلقه وعمله وعطائه، وتلك مشكلة الأفكار عندما تتجمد. وبعيدا عن مظاهر الصراع والاستقطاب الحاد حول هذه القضية، التي إذا قرأناها في منظور 'ثقافة العيب' لاكتشفنا أنها معركة أفكار في الأساس، فمناصرو الحجاب يتخندقون في المرجعية الإسلامية التي ترى الحجاب فرضا على المسلمة، أما معارضوهم فهم العلمانيون، الذي يتخذون الثقافة الغربية مرجعا، والمرأة الأوروبية نموذجا. ولاشك أن مثل هذه المعارك دالة على حيوية المجتمع العربي، وطبيعة الصراعات الفكرية والاجتماعية التي تنتابه، بما يجعلنا -نحن الباحثين الأكاديميين- نحرص على قراءة العيب بوصفه علامات سيميائية بصرية ولغوية، تظهر في الكلام، والسلوك، والملابس، وطبيعة المعيشة، وطرائق التوجيه العائلي والمجتمعي، وفي جميع الأحوال، فهو يؤدي إلى إخراج العيب إلى دائرة النقاش والجدال المجتمعي، ونزع القدسية عنه، وجعله ضمن منظومة التغيير الاجتماعي نحو الأفضل، بعد نقاش واسع. وبعبارة أخرى، إن النظر إلى العيب على أنه متغير فكري ثقافي، وليس من الثوابت المجتمعية؛ يتيح الفرصة لنقاشه، ومن ثم إمكانية تصحيحه، ومواجهة أغاليطه. وينهض الفن (التمثيل والغناء) بوصفه مثالا على آخر تغيّر العيب، فقد كان مثار استهجان كبير في مختلف الدول العربية والإسلامية في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، خاصة مع استيراد شكلي المسرح والسينما الأوروبيين، وتبرج الممثلات واختلاطن الفنانين بعالم الراقصات والملاهى الليلية، ومع مرور الزمن، أضحى الفن المرئي مؤثرا بشكل هائل، وبات الفنانون نجوما لامعين، ونبغ في المهن الفنية مواهب كثيرة، وشخصيات شهيرة، وتغيرت النظرة إلى الفن، على مستوى النخبة والقاعدة الشعبية، عندما وجدوا عظم تأثيره الفكري والنفسي والجمالي على الناس، وظهور اجتهادات فقهية، ترى أن الإسلام لا يحرم الفن، وإنما لابد أن يكون موجها للفضيلة والقيم النبيلة. ويكون السؤال: كيف يمكن الحكم على العيب وتقويم النظرة إليه؟ لاشك أن الجواب ينبع من النظر إلى العيب بوصفه ثقافة، أي التمعن في الجذور الفكرية، التي تحولت إلى ممارسات اجتماعية، وانبثقت منها أحكام ومقاييس. فإذا أردنا تغيير سلوكيات خطأ، وتصورات حمقاء، فما علينا إلا مناقشة الأسس الفكرية التي انطلقت منها. إنها معركة أفكار، تنتج قيما واتجاهات، وسلوكيات وممارسات. والأمثلة تتعدد على ذلك، منها ما يتصل بتعليم الفتاة العربية، وكما يذكر الشيخ يوسف القرضاوي (1926-2022)، عندما ذهب للعمل في دولة قطر، في مطلع الستينيات من القرن العشرين، وجد شيوخ البلد مختلفين حول ذهاب البنت للتعلم في المدرسة أو الاكتفاء بتعليم بسيط لها في الكتّاتيب، على يد الشيخة المطوّعة (محفظة القرآن)، أو عدم تعليمها من الأساس، وتجهيزها للزواج ورعاية الأسرة. توجّب على الشيخ القرضاوي تغيير هذه النظرة، التي نظرت إلى تعليم الفتاة على أنه عيب، وحرام، فأعادهم الشيخ إلى النصوص الأساسية في القرآن الكريم، والسنة المطهرة التي تجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، مما يلزم تعليم البنت وفق المؤسسات والجهات المتاحة في المجتمع، ولا تفرق بينها وبين الولد في ذلك، وذكر نماذج كثيرة من الصحابيات والعالمات المسلمات. وهناك بعض القبائل في دول الخليج العربي، تنتقب فيها البنت مبكرا، ولا يسمح لمن يتقدم لخطبتها أن يراها إلا في ليلة العرس، بدعوى أنه يخطب فتاة ذات حسب ونسب، وليس بالشكل، ويعدّون رؤية الخاطب لوجه البنت عيبا، وقد تم تغيير هذا المفهوم بشكل كبير، من خلال تأكيد العلماء على أن الرؤية الشرعية حق للخاطب وفق السنة النبوية الشريفة، فتغيّر المسلك تدريجيا، وصارت 'شُوفة السنة' حقا للخاطبين. وللأسف فإن الأقلام التغريبية استندت إلى مثل هكذا ممارسات تعود إلى تقاليد متوارثة على أنها من الإسلام، والدين منها براء، فقد تداولوا مفهوم 'الحرملك' بأنه يعزل المرأة عن الحياة والتعليم وليس لها حق في اختيار الزوج، ونظروا للحجاب بوصفه حجبا وقيدا على حرية المرأة، وجمالها، وشعرها؛ وكل هذا ناتج عن اتخاذهم المنظور الأوروبي مرجعا. ومن الأمثلة الدالة أيضا، عدم توريث البنت في بعض بلدان الصعيد في مصر، حتى لا تخرج الأرض الزراعية أو العقارات إلى زوجها الغريب عن الأسرة، وكذلك عادة الثأر المنتشرة بين عائلات الصعيد، وما يرتبط بها من عصبية قبلية، فكان الحل العودة إلى صحيح الدين الإسلامي، الذي يوجب الإرث للمرأة بوصفه حقا شرعيا، ويمنع الثأر باليد، ويترك العقاب لولي الأمر (السلطة الحاكمة)، حتى لا يصبح المجتمع فوضويا دمويا. وهنا، نشدد على أهمية استحضار الدين بوصفه قوة روحية هائلة، تساهم في تغيير النفوس، وتصحيح السلوكيات، وهداية العقول، فالخطاب الديني له تأثيره العميق في نفس المسلم، بما يحمله من آيات قرآنية، نصوص نبوية، بعكس الأفكار الفلسفية المجردة. وهو ما يدفعنا إلى التشديد على قضية تجديد الخطاب الديني، على أن يكون على أيدي العلماء الشرعيين المختصين الواعين، ويكون التجديد في ضوء فقه الواقع، وفقه المآلات، وفقه الموازنات، ومقاصد الشريعة السمحة، لا أن يكون تجديد الخطاب الديني على أيدي العلمانيين المتغربين، الطامحين إلى جعل المجتمع المسلم نسخةً من المجتمع الأوروبي، فينزوي الدين في المساجد، ويمارس المسلم ما يحلو له خارجه، دون رادع روحي، أو مرجعية شرعية، أو أخلاق سامية، وتصبح مرجعية الفرد هواه ونزواته. إن النقاش المتقدم لا يعني قتل مفهوم العيب بوصفه جزءا أساسيا من المنظومة الاجتماعية، والتكوين النفسي للفرد العربي، فهذا لا يمكن حدوثه، لأن أي إنسان في عالمنا لديه مرجعيته القيمية الخاصة به، التي قد تختلف عن المجتمعات الأخرى، ولكنها تظل في أعماق نفسه، كما أن ثقافة العيب فيها كثير من الإيجابيات التي ينبغي الحفاظ عليها، ولعل أبرزها قوة الأواصر بين أبناء الحي الواحد، والقرية الواحدة، والقبيلة الواحدة، فيما يسميه أهل الخليج 'الفزعة'، أي نجدة المستغيث، ومساعدة الفقير والمحتاج وذوي الكوارث، وقد كان من عادات الخليجيين، أن الفتاة يتخطاها الزواج، لعلة فيها (صماء، بكماء، عرجاء، قليلة الجمال)، كان أهل الحي (الفريج) يجتمعون دون حضور أهلها، ويستنهضون رجال الحي، فيتقدم أحدهم ويخطبها، دون أدنى إحراج لها أو لأهلها. إننا ندعو إلى النظر إلى ثقافة العيب نظرة موضوعية، فنبقي على ما يتفق مع المرجعية الإسلامية والإنسانية، ونغير المفاهيم والسلوكيات الخطأ، خاصة في الحقبة الحالية، حيث تصاعدت هجمة العولمة والأمركة والتغريب، وغزو الميديا العالمية، وتراجع الهوية العربية، بل يكاد يسود نمط الحياة الغربية في العديد من المدن العربية، والأدلعلى ذلك ظهور ممارسات خطأ عديدة، منها علاقة غير شرعية بين الرجل والمرأة (البوي فريند والجيرل فريند)، وتصاعد أصوات تطالب بحرية العلاقات بين الجنسين أو المثلية، ناهيك عن الملابس الممزقة، وقصات الشعر الشاذة، وكتابة العربية بأحرف لاتينية (الفرانكو آراب)، وانعكس ذلك في وسائل الإعلام والمسلسلات والأفلام. فلابد من إحياء الرفض لكل هذه المفاهيم والأفكار والممارسات، والتوعية بأخطارها، والنظر إليها على أنها أمور شاذة تعارض قيمنا ومبادئنا، ولا يمكن القبول بها ضمن المنظومة الأخلاقية المجتمعية، فيتكوّن رأي عام مضاد، غير مقتصر على النخبة العلمية والشرعية الغيورة على هوية الأمة، وإنما يمتد أثره ليشمل كل شرائح المجتمع وأفراده. ومن الأفكار التي تسربت إلى الوعي العربي الحديث والمعاصر؛ 'مفهوم التمرد'، وهو مفهوم غربي، مفاده مواجهة القيود المجتمعية المتوارثة، التي تحدّ من حرية العقل والتفكير والممارسات الاجتماعية، وقد نبع المفهوم من الفلسفة، وانتقل إلى عالم الفنون والآداب، ومنه إلى الحياة العامة، على قاعدة أن كل ما هو متوارث وتقليدي ينبغي التمرد عليه، وتحطيمه، والتخلص من قيوده، وكأن القديم كله تخلف ورجعية وجمود، وأن الجديد يحمل الإنسانية والرقي والتحضر، وهي ثنائية بغيضة، وصارت علكة على ألسنة الفنانين والشباب، الذين يرون التمرد موضة، والسخرية من القديم ثورة، والتقول على كبار السن والشيوخ فضيلة، وازدادت مع العولمة، وتقليد نمط الحياة الأمريكية، بكل ما فيها من اختلالات وانحلالات وفساد أخلاقي، ونجد التمرد واضحا في كتابات تيارات النسوية، ومناداتهن بالتمرد على سلطة الرجل، وتبني أشكال جديدة من الأسرة، مثل الأم بلا زوج، التي تنسب ابنا لعائلتها، دون ذكر أبيه، أو الدخول في علاقات مساكنة ومعاشرة غير شرعية؛ تمردا على الزواج بصيغته التقليدية، وحتى يألف الشخصان المساكنان حياتهما ومن ثم يرتبطان بزواج شرعي أو يفترقان، ناهيك عن الزواج الشفاهي أو المدون بالدم. وقد عبّرت المسلسلات والأفلام السينمائية العربية في العقدين الأخيرين عن كل هذه المظاهر والقضايا، فبعض الأعمال الدرامية تقدّم الطلاق بوصفه موضة بين النساء، بعدما حققت أمنياتها بالإنجاب، ثم ترقّت في عملها، وصار لها دخل مالي مستقل، فلا حاجة لسلطة الرجل واستبداده، فللمطلقة كل الحرية أن تختار من تحب، وتعاشره، بغض النظر عن قيود المجتمع الجامدة، أو بالأدق ثقافة العيب المتوارثة. ومن أسوأ ما أصيب به بعض أفراد العقل النخبوي العربي؛ ما يسمى الحيادية في التعامل مع قضايا الأمة، وهو شعار برّاق يتخفى وراء الموضوعية والتجرد في المنظور العلمي، حيث ينظرون مثلا إلى قضية فلسطين بوصفها نزاعا سياسيا بين اليهود والفلسطينيين، وليس كيانا صهيونيا تم زرعه استعماريا، ولا تزال ترعاه الولايات المتحدة وأوروبا، والهدف نزع الغطاء العربي والإسلامي عن القضية، وتحويلها لصراع حدود، يمكن حله على موائد المفاوضات، بما يعني قبول الكيان الصهيوني بوصفه دولة شرق أوسطية. بالطبع فإن هذه النخبة متغربة، متصهينة، ظهرت مع شعارات التطبيع والتعايش السلمي في أعقاب موجة العولمة، وسقوط الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينيات، وتسربت أفكارها إلى العقل السياسي العربي، متوازيا مع اشتداد النزعة القطرية، والدعوة إلى معالجة مشاكل كل قطر عربي، والبعد عن قضايا الأمة، والنظر إلى شعارات محو الصهيونية على أنه تراث دعائي من حقبة القومية العربية، التي لم تحصد منها الأمة إلا الهزائم، والحكم الاستبدادي القمعي، الذي أصبح وراثيا في بعض أقطاره. ويعدّ هذا الكتاب الذي بين أيدينا الذي يحمل عنوان 'ثقافة العيب في المجتمع العربي' استكتابا متميزا، نهض به مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي (فلسطين 2025)، حيث جمع كتابات متعددة، ما بين بحوث، ومقالات، وإبداعات، اضطلع بها أكاديميون وكتّاب ومبدعون من شتى أنحاء العالم العربي، لتكون المحصلة تأصيلا وتنظيرا لثقافة العيب، وعلاقتها بالتقاليد، وموقف الإسلام منها، وكيف يمكن مواجهة سلبياتها، وتصحيح الأخطاء فيها، فلم تكن المعالجة علمانية الطابع، تقصي أثر الدين في تكوين ثقافة العيب، وتنظر للعيب بوصفه إرثا ينبغي التخلص منه، وتنتصر في ذلك للمنظور الغربي، الذي يشيع كثيرا في البحوث الإنسانية والاجتماعية العربية، نائيا عن الرؤية الإسلامية بوصفها أساسا للهوية والثقافة والقيم والأخلاق والتقاليد، أي يتخندقون في الفكر الغربي، ويعدّون الإسلام ماضيا وتراثا، ينبغي التخلص منه، أو على الأقل تهميشه في الحياة. إننا نثمن الجهد العظيم الذي جاء في هذا السفر الكبير، فهو إضافة بحثية وإبداعية وشعبية قيمة، ضمن التراكم العلمي في ثقافة العيب، وما يتصل بها من إشكالات.


الجمهورية
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الجمهورية
حكاية شارع.. صفية زغلول
تميزت صفية بدخولها التاريخ من أوسع أبوابه، وذلك لما لها من دور كبير في المرحلة التي سبقت ولحقت ثورة 1919م. تزوجت سعد زغلول 1919م، وحينما تزوجته لم يكن سوي قاضيًا مصريًا ولكن عندما دخل المعترك السياسي ساعدته ووفقت بجانبه في الشدائد ولقبت ب صفية زغلول نسبة إلي زوجها سعد زغلول. لقد كانت صفية زغلول مثالًا يقتدي به في إخلاصها ووفائها لزوجها ووقوفها بجانبه في جميع ظروفه التي مر بها، سواء في السراء وفي الضراء. وكان الزعيم سعد زغلول يحرص علي أن تكون حرمه صفية علي مستوي المسئولية، وأن تكون إلي جواره في زيارة أقرانه، وفي بعض جولاته التفتيشية، وعاشت صفية زغلول في كنف زعيم يحرص علي تحرير الشعب بفئاته المختلفة، برجاله ونسائه. مسلمين وأقباط، واتضح ذلك في ثورة 1919م، الثورة الشاملة التي شارك فيها كافة طوائف الشعب. تشكل الوفد المصري من الرجال عام 1918م، وفي عام 1919م تشكلت هيئة وفدية من النساء تأييدًا للمطالب القومية، وكان لهذه الهيئة نفوذ أدبي ومجهودات كبيرة وشجاعة أكسبتها ثقة الشعب واحترام البلاد، وكذلك علي المستوي الدولي. وعندما ألقي القبض علي سعد باشا، أرادت صفية النزول معه ومصاحبته في المعتقل. إلا أن سعد هدأها وطلب منها البقاء، فبقيت بالغة التأثر قوية الجنان ثابتة الإرادة، وظلت صفية رابطة الجأش وعلي اتصال بالتحركات الثورية تشد من أزر المتظاهرين، وشاركت النساء في الثورة، حتي وصلن إلي بيت سعد. وهتفن بحياة سعد باشا وبالتحية لزوجته صفية. وشاركت صفية زغلول في الخوض في الكثير من المواجهات التي حصل مع الإنجليز بجانب سعد زغلول. وكان لها أثر كبير في ظهور العديد من الشعارات والتنديدات. بالإضافة إلي قيام المصريين بتتويجها بأم المصريين. بعد رحيل سعد زغلول عن مصر. وبعد ذلك تم إصدار بيان قُرأ علي عدد كبير من المتظاهرين. والذي ينص علي: "إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعداً ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن علي أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن. وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية". وفي 13 ديسمبر 1919م اجتمع عدد كبير من نساء مصر يتباحثن. وعرف هذا الاجتماع باسم "اجتماع الكاتدرائية المرقسية". وخرجن من هذا الاحتجاج بتقديم احتجاجًا شديدًا علي ما يجري لمصر من قبل سلطات الاحتلال البريطاني. وفي 16 يناير 1920 قامت السيدات بمظاهرة في القاهرة تأييدًا للوفد وقياداته. ومنادية بالاستقلال ومعادية للجنة "ملنر". وفي 9 مارس 1920م في ذكري مرور عام علي الثورة. اجتمعت السيدات في منزل سعد زغلول. وألهبت السيدة صفية حماسة السيدات. وأكدن جيعًا المطالب القومية. ووقوفهن خلف قيادة سعد زغلول. وقد أشاد بدور صفية زغلول صحيفة أمريكية. تسمي "جريس تومسون". وأصدرت كتابًا باسم "الزغلوليات"» ألقت فيه الأضواء علي صفية زغلول والدور العظيم الذي قامت به بين الرجال والنساء أثناء نفي زوجها سعد زغلول من مصر. والدور الذي قامت به الحركة النسائية أثناء وجود سعد باشا في البلاد. وأشادت الصحيفة ب صفية زغلول. ووصفتها بأنها: "ذات شخصية قوية وذات كبرياء ووداعة". كان سعد زغلول نفسه يؤيد قضية تحرير المرأة. وعندما أصدر " قاسم أمين" كتابه " تحرير المرأة". دافع عنه الزعيم سعد زغلول. وعن القضية ذاتها. ولا شك أن صفية زغلول كانت علي رأس مؤيدي دعوة تحرير المرأة. فقد ساهمت بشكل فعال في تحرير المرأة المصرية إلي جانب هدي شعراوي، وفي 1921 خلعت الحجابَ لحظة وصولِها مع زوجها سعد زغلول إلي الإسكندرية، فكانت أول زوجة لزعيم سياسي عربي تظهر معه دون نقاب في المحافل العامة، وخرجت علي رأس مظاهرة نسائية في ثورة 1919 من أجل المطالبة بالاستقلال. أعطت صفية الكثير من أجل القضية الوطنية. وحملت لواء الثورة عقب نفي زوجها الزعيم سعد زغلول إلي جزيرة سيشل، وأصدرت بيانًا قرأته سكرتيرتها علي الحشد المجتمع أمام بيت الأمة، وبعد أن ألقت السكرتيرة هذا البيان علي المتظاهرين هتف أحد قادة المظاهرة قائلاً: "تحيا أم المصريين"، ومن يومها اكتسبت السيدة صفية زغلول ذلك اللقب الوطني "أم المصريين". والجدير بالذكر أن من الأسباب التي دعت إلي إطلاق لقب "أم المصريين" علي صفية زغلول ، أنها لم تستطع الإنجاب من زوجها سعد زغلول، ونظرًا لحب الشعب المصري ل صفية زغلول ولزوجها، تمنوا لهم أن تكتمل حياتهم بالأطفال، وكتعبير عن الحب أطلقوا عليها لقب "أم المصريين". بعد رحيل سعد في 23 أغسطس عام 1927. عاشت صفية عشرين عامًا لم تتخل فيها عن نشاطها الوطني لدرجة أن رئيس الوزراء وقتها "إسماعيل صدقي" وجه لها إنذارا بأن تتوقف عن العمل السياسي، إلا أنها لم تتوقف عن العمل الوطني وكأن شيئا لم يكن. توفيت صفية زغلول في 12 يناير 1946، تاركة نموذجًا نسائيًا رفيعًا للمصريات.


اليوم السابع
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- اليوم السابع
106 أعوام على ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول.. نموذج للتلاحم الشعبي
تمر اليوم الذكرى الـ 106 على انطلاق ثورة 1919 والتي تُعد واحدة من أبرز الثورات في تاريخ مصر الحديث، حيث قدّمت نموذجاً رائعاً للتلاحم الشعبي الذى جمع المصريين على اختلاف عقائدهم، وطبقاتهم، وفئاتهم، وأجيالهم، كما كانت بمثابة مثالاً بديعاً ومُلهِماً لدول العالم التي ترزح تحت نيّر الاستعمار، ومثالاً يُحتذى للثورة الشعبية التي رفعت راية التحرّر الوطني في وجه الاحتلال الأجنبي مطالبة بتحقيق الاستقلال التام. وحسب ما جاء على موقع الهيئة العامة للاستعلامات، قد تمّخضت ثورة 1919 عن قيادة ثورية ممثّلة في "الوفد"، وزعامة شعبية حقيقية، ممثّلة في الزعيم الوطني " سعد باشا زغلول"، ليظل واحداً من أهم الشخصيات التى أسست تاريخ مصر وأسهمت فى بناء نهضتها الحديثة، ويبقى إسمه محفوراً فى تاريخ الوطن، وذكراه نبراساً ودرباً من الوطنية تسيرعليه الأجيال القادمة. كما تعد صفية زغلول أحد رموز ثورة 1919، حيث دعت النساء للخروج لـ"الشوارع"، وعرفت بـصفية زغلول نسبة إلى زوجها سعد زغلول، كما لقبت بـ"أم المصريين"، وتقدمت صفوف الثوار المصريين أثناء حياة زوجها وبعد وفاته. فقد كانت مشاركة النساء في ثورة 1919 مع الرجال لأول مرة مطالبات باستقلال البلاد ملمح شهير لتلك الثورة التي كان الزعيم سعد زغلول ملهمها، ولكنه لم يقدها بنفسه فقد كان في المنفى، حيث خرجت على رأس مظاهرة نسائية في ثورة 1919، من أجل المطالبة بالاستقلال وبسبب عطائها من أجل القضية الوطنية حين حملت لواء الثورة عقب نفى زوجها الزعيم سعد زغلول وقد أصدرت بيانا قرأته سكرتيرتها على الحشد المجتمع أمام بيت الأمة جاء في بعض منه: "إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعداً فإن شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وإن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أماً لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".