logo
#

أحدث الأخبار مع #طهراوي

"المواساة": مستشفى في عماّن يحضن ضحايا نزاعات الشرق الأوسط
"المواساة": مستشفى في عماّن يحضن ضحايا نزاعات الشرق الأوسط

Independent عربية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • Independent عربية

"المواساة": مستشفى في عماّن يحضن ضحايا نزاعات الشرق الأوسط

أصيبت شهد طهراوي بقصف جوي إسرائيلي داخل قطاع غزة، وتسبب انفجار في العراق بحروق جسيمة في أنحاء مختلفة من جسد حسام عبدالرحمن، ويخضع محمد زكريا لعمليات متتالية بسبب إصابة بقصف في اليمن. في مستشفى "المواساة" بمنطقة ماركا شرق عمان، التقى الثلاثة للعلاج مع غيرهم من ضحايا نزاعات الشرق الأوسط، التي توقع في كل مكان ضحايا بين المدنيين وتدمر حياة كثر. في إحدى غرف المستشفى المعروف أيضاً بــ"مستشفى الجراحة التقويمية" والتابع لمنظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية، يقول العراقي حسام عبدالرحمن (21 سنة) "أشعر بالحزن وأنا أنظر كل يوم من حولي في هذا المكان إلى أناس مثلي، أبرياء بسطاء مدنيين، هم ضحايا حروب اكتووا بنارها وتغيرت حياتهم بسببها ولا دخل أو ذنب لهم في إشعالها". يتألف المستشفى من ثمانية طوابق وفيه 148 سريراً وثلاث غرف عمليات، وقسم للعلاج الطبيعي والدعم النفسي (أ ف ب) ينتظر عبدالرحمن إجراء عملية تاسعة لعلاج حروق من الدرجة الثالثة أصيب بها في الوجه والرقبة والبطن والظهر واليد، نتيجة انفجار من مخلفات الحرب ضد تنظيم "داعش" في مدينة سامراء شمال بغداد. وكان خضع لـ17 عملية جراحية قبل ذلك في العراق. ويروي لوكالة الصحافة الفرنسية "كنت طفلاً عندما حُرقت قبل 10 أعوام ودمرت حياتي بالكامل وضاع مستقبلي. وتركت المدرسة وأنا الذي كنت أحلم بأن أصبح في يوم من الأيام طياراً". ويضيف "أحاول من خلال كل هذه العمليات المؤلمة أن أسترجع جزءاً من شكلي وحياتي كإنسان طبيعي". ويقول عبدالرحمن إنه يجد بعض السعادة في لقاء المرضى الآخرين من جنسيات مختلفة بالمستشفى، "خصوصاً فلسطينيين وسوريين، نحن نقضي أوقاتاً طويلة هنا تمتد لأشهر طويلة أحياناً، وهذه الصداقات تقلل من وحدتنا وغربتنا". أهمية العامل النفسي في العلاج تدرك إدارة المستشفى أهمية العامل النفسي في العلاج. وتقول مديرة الاتصالات في منظمة أطباء بلا حدود التي تدير المستشفى ميريل فان دي جين، إن المرضى يقصدون المستشفى "من مناطق نزاع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من سوريا واليمن والعراق وغزة"، مضيفة "نوفر لهم العلاج الكامل مجاناً ورحلات جوية من بلدانهم إلى هنا، وكلف طعامهم وعلاجهم الطبي ومصاريفهم". وتضيف "هنا، يشعرون بالأمان. فهم محاطون بأشخاص مروا بتجارب متشابهة، ويعانون إصابات وإعاقات متشابهة، ويفيدهم الدعم المتبادل بصورة كبيرة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في غرفتها الصغيرة في الطابق الخامس، تتذكر شهد طهراوي (17 سنة) يوم التاسع من ديسمبر (كانون الأول) 2023 عندما أنهت عائلتها المكونة من سبعة أفراد عشاءها وأوى الجميع إلى الفراش. وحصل بعدها انفجار هائل أدى إلى تدمير منزلها في رفح جنوب قطاع غزة. قتل الانفجار الناتج من قصف إسرائيلي والدها وشقيقتها حور العين (11 سنة). وأصيبت هي ووالدتها بجروح. وتروي الطهراوي التي خضعت حتى الآن لخمس عمليات، اثنتان منها في مصر وثلاث في الأردن لعلاج كسور وتمزق أنسجة في ساقها اليسرى "نمنا، وصحوت على صوت انفجار وسقوط الركام فوقي وانتشار رائحة البارود. وبدأت بالصراخ 'ساعدوني ساعدوني' وكنت أقول لنفسي 'قد يكون هذا حلماً' وبعد ذلك فقدت الوعي". وتتابع الطهراوي التي ارتدت قميصاً أخضر مطرزاً بالورد وحجاباً أسود، أنها صحت في سيارة الإسعاف، و"كان المسعفون يضغطون على ساقي لوقف النزف، قلت لهم 'رجاء لا تقطعوا ساقي'". وتقول الفتاة إنها تتابع دروسها من غرفتها، وتحلم بأن تنتهي الحرب في غزة وأن تكمل دراستها وتصبح طبيبة كي "أسهم بإنقاذ حياة الناس كما أنقذ الأطباء حياتي". تأسس من أجل العراقيين تأسس المستشفى عام 2006 كمركز للجراحة الترميمية لعلاج العراقيين المصابين بعد الاجتياح الأميركي للعراق والحروب التي تلته، ثم توسع نشاطه مع تتالي النزاعات الدامية داخل دول عدة في الشرق الأوسط. وخلال العقدين الماضيين، أجرى المستشفى نحو 18323 عملية جراحية لأكثر من 8367 مريضاً أتوا من اليمن والأراضي الفلسطينية والسودان وليبيا وسوريا، بعد إصابتهم بالرصاص أو عبوات ناسفة أو شظايا قنابل وصواريخ ومبان سكنية منهارة. ويتألف المستشفى من ثمانية طوابق وفيه 148 سريراً وثلاث غرف عمليات، وقسم للعلاج الطبيعي والدعم النفسي. ويرقد أربعة يمنيين داخل غرفة واحدة في المستشفى، أحدهم محمد زكريا (16 سنة) الذي يعشق كرة الكرة وكان يحلم بأن يصبح لاعباً كبيراً، وأصيب بحروق في انفجار شاحنة محملة بالغاز تعرضت لقصف جوي عام 2016 في يريم بمحافظة إب جنوب صنعاء. وتسبب القصف في مقتل ستة من أقاربه وأصدقائه، كما يقول والده زكريا هايل. ويضيف الوالد، وهو يجلس إلى جانب ابنه الذي لم يتمكن من الكلام بسبب عملية حديثة في الفك أجريت له، "الحرب لم تجلب لنا سوى الدمار. في الحي الذي حصلت فيه الحادثة مات أكثر من 150 شخصاً نتيجة القصف". ويتابع "أجرينا له عمليتين في اليمن وست عمليات داخل الأردن في هذا المشفى، منها عمليات لزرع جلد". ويعاين أطباء منظمة أطباء بلا حدود المرضى داخل بلدانهم الأصلية، وينقل أولئك الذين يعتقد أنه يمكن مساعدتهم جواً إلى عمان. وتقول فان دي جين رداً على سؤال عن مستقبل المستشفى "هل أعتقد أن الحروب ستنتهي يوماً ما وتغلق هذه الأبواب؟"، وتترك السؤال من دون جواب لتضيف "كل ما يمكننا فعله هو أن نعطيهم الأمل".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store