logo
#

أحدث الأخبار مع #ظاهرةالفراقشية

تلفزيون الإحباط يبرمج القلق
تلفزيون الإحباط يبرمج القلق

إيطاليا تلغراف

time٢٩-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • إيطاليا تلغراف

تلفزيون الإحباط يبرمج القلق

إيطاليا تلغراف إدريس الأندلسي تعودت فئات كثيرة من الجمهور المغربي على متابعة بعض الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان. قد يختلف الناس على القيمة الفنية للمسلسلات ، و على أداء الممثلين، و على مستوى حبكة تطور الأحداث و جودة الحوار، بالإضافة إلى جودة التصوير و الإخراج، و لكن إنتاجات رمضان لهذه السنة تكاد تستقطب أعلى درجات عدم الرضا لدى الجمهور. حاول مبرمج و منتج هذه المسلسلات تقديم أعمال جزء منها ذو طابع كوميدي ، و الجزء الآخر ذو طابع درامي مع تركيز على العنف ، و تصوير واقع بعيد نسبيا عن الممارسات الحقيقية لمجرمي سرقة المواشي و تجار المخدرات. و وصلنا إلى عقم حقيقي في مجال الكوميديا التي يتحملها الجمهور المغربي الذي تعود على أعمال اضحكته و أدخلت السرور إلى نفسه. توالت حلقات الكوميديا دون أن تصل إلى ما سبق أن تم تقديمه في ماض قريب. غابت وجوه الكوميديين 'الافذاذ' الذين احببناهم حبا 'جما' ، و غابت معهم القدرة على بعث البسمة و البهجة في للنفوس. وهكذا شاهدنا مسلسل ' الدم المشروك' الذي قدم مشاهدا تصور واقعا و صورا عن ممارسات ليست كلها مغربية. توجد ظاهرة الفراقشية لكنها لا تصل إلى حد السيطرة على السوق ، و على المسالخ العمومية و على الفضاء العام في غياب تام لتدخل أجهزة الأمن. و شاهدنا كذلك مسلسل' الشرقي و الغربي' الذي حاول فضح جرائم تجار المخدرات و علاقتهم بالعنف، لكنه تجاوز حدود المبالغة في تصوير ممارسة نشاط إجرامي بعيدا عن أعين المراقبة الأمنية. شاهدنا كثيرا من الجرائم وصلت إلى حد القتل و الاحتجاز، و الحرق ، و السرقات المتكررة دون أي تدخل للسلطات الأمنية. و يمكن القول أن الدراما تتطلب بعض المبالغة، و لكنها تحتاج إلى كثير من الالتصاق بالواقع المعاش. و كل من يعيش في البوادي و على هوامش المدن يعرف أن عين السلطة حاضرة، و ترصد بإستمرار تلك الحوادث التي تقع في كافة الدوائر الترابية. و لا يمكن أن ننكر الإبداع الذي طبع أداء الممثلين و الممثلات، كما لا يمكن أن لا نسجل التطور الذي عرفه مجال الإخراج و التصوير و الذي في كثير من الانتاجات. و لا أعرف الغاية من تقديم أعمال رمضانية رفعت مستوى الكآبة لدي الكثيرين، و قد تكون قد ' رسخت ' ، لدى البعض، فكرة الإفلات من العقاب بعد اقتراف جرائم كثيرة. يعرف الجميع أن نهاية المسلسلات تشهد، كالعادة، تدخل سلطات الأمن لاعتقال الجناة. و لا يدوم مشهد الاعتقال سوى دقائق قليلة و غالبا ما يقترن مع بداية جينيريك ختام المسلسل. و لا يمكن عزل إنتاج مسلسل عن المناخ العام للمجتمع المغربي ، و الذي يتميز بضغط على القوة الشرائية و بزيادة أزمة حكامة في قطاعات كثيرة و مناخ دولي غير آمن إقليمي و دوليا. و نرجع في الأخير إلى دور الفن التثقيفي و الترفيهي و النقدي و رصد الواقع ليس كما هو فقط، و لكن من خلال الإبداع المتميز الذي يرفع درجة التلقي و التفاعل لدى الجمهور. و يظل شهر رمضان، كما تعونا عليه، فرصة لعرض الإبداع الذي يعكس جزءا من الواقع، و يدخل البهجة في النفوس. و يظل الأمل أن يشهد رمضان المقبل، إن شاء الله، أعمالا أكثر جودة و وقعا على النفوس. إيطاليا تلغراف

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store