أحدث الأخبار مع #ظاهرةالنينيا


الجزيرة
١٦-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- الجزيرة
القلب النابض للنظام المناخي.. ماذا يحدث في المحيطات؟
يركز تناول ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي عادة على ارتفاع درجات الحرارة في الغلاف الجوي، ولكن أغلب ظاهرة الاحتباس الحراري تحدث في الواقع في المحيطات، التي تعد "رئة الكوكب". وتلعب المحيطات دورا حيويا في تنظيم مناخ الأرض، فهي تُعتبر "القلب النابض" للنظام المناخي بسبب تفاعلها المعقد مع الغلاف الجوي واليابسة. وتشكل المحيطات مصدرا هائلا للحرارة. فهي تغطي ثلثي سطح الأرض، ويمكن للمياه أن تمتص قدرا كبيرا من الحرارة مقارنة بالهواء، وعلى هذا فإن المحيطات تمتص نحو 90% من الحرارة الزائدة التي تحتجزها الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. ولولا المحيطات لكانت درجة حرارة الغلاف الجوي قد ارتفعت إلى أكثر كثيرا من 1.2 درجة مئوية التي سجلتها منذ أواخر القرن الـ19، كما تعمل التيارات على توزيع حرارة المحيطات في مختلف أنحاء العالم، فتلعب دورا بالغ الأهمية في تنظيم المناخ. ولكن ارتفاع درجة حرارة المحيطات كان سببا في إحداث مشاكله الخاصة. فالمياه تتمدد عندما ترتفع درجة حرارتها، وهو ما يساهم في ارتفاع مستويات سطح البحر. كما يتسبب ذلك في موت الشعاب المرجانية، وإضافة الطاقة إلى الأعاصير، الأمر الذي يجعلها أكثر تدميرا، وإذابة الحواف الأمامية للصفائح الجليدية في غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية من تحتها. وكما يحدث مع الحياة البرية، فقد أثر ارتفاع درجات الحرارة في المحيطات على نطاق وتوزيع عديد من أنواع الأسماك والمحاريات. فالمحيطات لا تمتص الحرارة فحسب، بل إنها تمتص ثاني أكسيد الكربون أيضا، فالتيار الضخم الذي يحيط بالقارة القطبية الجنوبية يزيل كثيرا من ثاني أكسيد الكربون الذي كان ليبقى في الغلاف الجوي لولا ذلك ويحتجز مزيدا من الحرارة. ولكن مع زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون في المحيطات، تصبح المياه أكثر حمضية. ويضر هذا التغير في كيمياء المياه بعديد من الكائنات الحية الصغيرة في المحيطات التي تشكل جزءا أساسيا من سلسلة الغذاء البحرية. الحليف الأعظم يصف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة المحيطات بكونها الحليف الأعظم ضد تغير المناخ، نظرا للأدوار التي تقوم بها في السياق، ومن بينها: امتصاص الحرارة: تمتص المحيطات نحو 90%من الحرارة الزائدة الناتجة عن الاحتباس الحراري، مما يبطئ ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي. توزيع الحرارة عبر التيارات: تنقل التيارات البحرية (مثل تيار الخليج) الحرارة من المناطق الاستوائية إلى القطبية، مما يُنعش مناخ مناطق مثل أوروبا الشمالية. مصيدة للكربون: تمتص المحيطات حوالي 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون البشرية عبر عملية الذوبان والتمثيل الضوئي للعوالق النباتية، لكن زيادة ثاني أكسيد الكربون يؤدي إلى حموضة المياه، مما يهدد بشكل ما الحياة البحرية. ويمكن للموائل في المحيطات مثل الأعشاب البحرية وأشجار المانغروف، والشبكات الغذائية المرتبطة بها، عزل ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي بمعدلات تصل إلى 4 أضعاف ما تستطيعه الغابات في البر. تبخير المياه: تعد المحيطات مصدر 85% من بخار الماء في الغلاف الجوي، الذي يتكثف ليشكل السحب والأمطار، كما تزود المحيطات الدافئة (مثل المحيط الأطلسي) الأعاصير بالطاقة عبر تبخير المياه السطحية. مصدر للأكسيجين: تنتج المحيطات 50% من الأكسيجين الذي نحتاجه. وفي المقابل، تؤدي المحيطات أيضا إلى التقلبات المناخية الطبيعية مثل ظاهرة النينيو، وهي ارتفاع حرارة سطح المحيط الهادي الاستوائي، مما يؤدي إلى اضطرابات عالمية، وكذلك ظاهرة النينيا التي تعني تبريد المنطقة نفسها، مما يتسبب في عواصف أكثر في بعض المناطق. من جهة أخرى، يؤدي تسخين مياه المحيطات إلى تمددها، مما يساهم في 40% من ارتفاع مستوى البحر، كما يؤدي ارتفاع الحرارة إلى تسريع ذوبان الصفائح الجليدية (مثل غرينلاند)، مما يضيف مياها عذبة إلى المحيطات. وتطرح التحديات الحالية بسبب تغير المناخ عدة إشكالات بالنسبة للمحيطات، مثل تباطؤ التداول الحراري-ملحي (AMOC)، إذ إن ذوبان الجليد يقلل ملوحة المياه في المحيطات، مما يهدد بإبطاء التيارات المحيطية التي تنقل الحرارة (مخاطر تجمد مناطق في الشمال). كما يؤثر ارتفاع درجة حرارة المحيطات على اختفاء الشعاب المرجانية، مما يهدد التنوع البيولوجي وتوازن النظم البيئية. وتؤثر زيادة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على صحة المحيط، مع ارتفاع درجة حرارة مياه البحر وزيادة حمضيتها، مما يتسبب في تغييرات ضارة بالحياة تحت الماء وعلى الأرض، وتقليص قدرة المحيط على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وحماية الحياة على الكوكب. وبذلك، فإن المحيطات ليست مجرد ضحية لتغير المناخ، بل هي عنصر فاعل رئيسي في استقراره. وأي اختلال في توازنها (مثل ارتفاع الحرارة أو التحمض) قد يُطلق تأثيرات متتالية تعقّد أزمة المناخ، لذلك يعتمد مستقبل المناخ العالمي بشكل كبير على صحة المحيطات وقدرتها على الاستمرار في أداء وظائفها الطبيعية.


المصريين في الكويت
٠٧-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- المصريين في الكويت
الأمم المتحدة تحذر من تغير المناخ مع تلاشى ظاهرة النينيا وتواصل ارتفاع الحرارة
أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) أن ظاهرة النينيا الضعيفة ولكنها مهمة التى بدأت فى ديسمبر الماضى من المحتمل أن تكون قصيرة الأجل. وجاء على الموقع الرسمى للأمم المتحدة أن النينيا، وهى ظاهرة مناخية طبيعية، تؤدى إلى انخفاض درجات حرارة المحيط الهادئ وتؤثر على ظروف الطقس فى جميع أنحاء العالم. وتشير التوقعات الأخيرة من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO إلى أن درجات حرارة سطح البحر فى المحيط الهادئ الاستوائى من المتوقع أن تعود إلى مستوياتها الطبيعية. وتقول الوكالة إن هناك فرصة بنسبة 60% أن تتغير الظروف لتعود إلى ما يسمى بنطاق درجات حرارة محايد فى دورة النينيو-النينيا (ENSO) خلال الفترة من مارس إلى مايو 2025، وتزداد هذه الفرصة إلى 70% خلال الفترة من أبريل إلى يونيو 2025. ويعنى مصطلح 'محايد فى دورة النينيو-النينيا' ببساطة أن المحيط ليس دافئا بشكل غير عادى (كما فى حالة النينيو) ولا باردا بشكل غير عادى (كما فى حالة النينيا). كما أن احتمالية تطور النينيو خلال هذه الفترة منخفضة للغاية، بحسب الوكالة التابعة للأمم المتحدة. وبحسب الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليستى ساولو، فإن التوقعات المتعلقة بالنينيو والنينيا تعد حاسمة لإصدار تحذيرات مبكرة واتخاذ إجراءات استباقية. وقالت: 'تترجم هذه التوقعات إلى توفير ملايين الدولارات فى القطاعات الرئيسية مثل الزراعة والطاقة والنقل، وقد أنقذت الآلاف من الأرواح على مر السنين من خلال تمكين التحضير لمخاطر الكوارث'. وتؤدى ظاهرة النينيا، التى تسبب تبريدا واسع النطاق لدرجات حرارة سطح المحيط فى وسط وشرق المحيط الهادئ، إلى تغييرات فى الرياح والضغط وهطول الأمطار. وعادة ما تُحدث هذه الظاهرة تأثيرات مناخية معاكسة للنينيو، خاصة فى المناطق الاستوائية. على سبيل المثال، أثناء ظاهرة النينيو، غالبًا ما تشهد أستراليا جفافًا، فى حين يمكن أن تجلب النينيا زيادة فى هطول الأمطار والفيضانات. بالمقابل، قد تشهد بعض مناطق أمريكا الجنوبية جفافا أثناء النينيا، بينما تشهد ظروفا أكثر رطوبة خلال النينيو. يذكر أن هذه الظواهر المناخية الطبيعية تحدث الآن جنبا إلى جنب مع تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية، الذى يسخن كوكب الأرض ويتسبب فى المزيد من الأحوال الجوية المتطرفة. وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كان يناير 2025 أكثر شهور يناير حرارة على الإطلاق، على الرغم من ظروف النينيا الباردة. وتتابع الوكالة ظاهرة النينيا والنينيو ولكنها أيضا تصدر تحديثات دورية للمناخ الموسمى العالمى (GSCU) التى تقدم رؤية مناخية شاملة تستند إلى أنماط رئيسية أخرى مثل تلك التى تحدث فى المحيط الأطلسى والقطب الشمالي. تشمل هذه التحديثات أيضا تتبع درجات حرارة البحر والتغيرات فى درجات الحرارة وهطول الأمطار على الصعيدين العالمى والإقليمي. ومع توقعات بأن معظم المناطق البحرية ستكون أكثر حرارة من المعتاد، باستثناء المحيط الهادئ الشرقي، تتوقع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية درجات حرارة فوق المعدل فى معظم الأراضى فى جميع أنحاء العالم خلال الموسم القادم. Leave a Comment المصدر