أحدث الأخبار مع #عادلآباد


خبر للأنباء
٠٩-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- خبر للأنباء
رسالة سجين إيراني إلى خامنئي: "أنت سبب معاناتي أنا وعائلتي"
"ما شهدته خلال عملي الحقوقي مع السجناء في إيران، يشبه سجون الحجاج بن يوسف"، قال السجين السياسي والناشط العمّالي محمد داروي عبر رسالة مسجلة من أحد زنازين سجن "عادل آباد". يقع السجن في مدينة شيراز جنوبي إيران، وهناك كما روى داوري "زنزانة تحت الأرض مكونة من 6 غرف تُعرف باسم القبو، ومرفق تعذيب سيء السمعة يُدعى (عنبر الإرشاد)"، كلاهما تم إخفاؤه عن المفتشين والزوار. يوجه داوري (30 عاماً) رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، يذكر فيها صنوف التعذيب التي تعرض لها، والتهديد بالاغتصاب. كما انتقد السجين عدم الحصول على العلاج المناسب وعدم الاهتمام بالأوضاع الإنسانية للسجناء في هذا السجن. نُشرت الرسالة الصوتية السبت على حسابه في إنستغرام، وتداولها نشطاء ومنصات إعلامية إيرانية. بعد ذلك، تم نقل داروي إلى وجهة غير معلومة، بحسب ما ذكرت وكالة "هرانا" الحقوقية، الأحد. "أنت سبب معاناتي" سجن داوري مرات عدة وحاليا يقضي عقوبة بالسجن لمدة 3 سنوات منذ مايو 2024، بتهمة "إهانة خامنئي". وقال في رسالته "أنا في السجن بسبب إهانتكم (خامنئي)، لذلك أحملكم مسؤولية كل المعاناة والمصاعب التي عانيت منها أنا وأسرتي خلال هذه الفترة". وفي 23 ديسمبر الماضي، تم نقله لمركز التوقيف المعروف بـ"البلوك 100"، عبر إجباره على الصعود إلى سيارة، دون إعلامه بالوجهة أو توضيح السبب". وخلال المسافة، تحولت السيارة لمركز تعذيب متنقل، وفق تعبير داوري، قال "تم تقييد يدي من الخلف وتكبيل قدمي بشدة لدرجة أن أطرافي أصيبت بالخدر والكدمات، ولا تزال آثارها واضحة بعد أكثر من 50 يوماً على ذلك. وتعرضت للضرب المتواصل". حدث ذلك بعد أقل من شهر على وفاة والده. أين حقوق الإنسان؟ في رسالته يُذكّر داوري المرشد الأعلى بتصريحات له عن "حقوق الإنسان" و"الأمن النفسي" التي لا معنى لها أو صدى داخل السجون. "كنتَ تؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات ضد من يهددون الأمن النفسي للمجتمع، لكن قبل أن يمضي شهر على وفاة والدي، اختُطفت، تاركا عائلتي المفجوعة في قلق وعدم يقين. مرضت والدتي، وأصيبت شقيقتي بصدمة نفسية شديدة، وتعرضت للضرب العنيف لدرجة أن ضلوعي وصدري تعرضا للكدمات، ونزف أنفي، وأصيبت ساقاي بجروح، وتحطمت نظارتي"، قال داوري. وتابع "لقد أهانوني وأذلوني، وهددوني بالاعتداء الجنسي باستخدام زجاجة صودا. لماذا؟ كانت المعاناة التي تعرضت لها شديدة لدرجة أنني لم أتمكن من تناول الطعام لعدة أيام. لا أتكلم عن ألمي الشخصي، لكن من يستطيع أن يفهم العذاب الذي تحملته عائلتي"؟ ووجه سؤالا لخامنئي: "من هم المخالفون للأمن النفسي للمجتمع؟" مستعرضاً أبرز تجليات الأزمة الاقتصادية في إيران، حيث تعاني أشد آثارها الطبقة العاملة وجزء كبير من الطبقى الوسطى، وحيث لم يعد هناك أي "أمن نفسي". بخصوص حقوق الإنسان، كان خامنئي وجّه القضاة لاحترام حقوق الإنسان الإسلامية والالتزام بها، لكن هذه الحقوق ،وفق داوري تمر "بوضع كارثي" أكثر من أي مكان. وشبّهها بالفزاعة المهترئة التي لا تخيف حتى أضعف الطيور. وقال السجين السياسي عبر رسالته المسجلة، إن المسؤولين عن استمرار الانتهاكات الحقوقية في السجون، يقومون بالوقت ذاته بمهاجمة إسرائيل، "للتغطية على اضطهادهم". لكنّ أي شيء قد تفعله الجمهورية الإسلامية لتزيين صورتها في الخارج والظهور بمظهر القوي لا يمكنه إخفاء الضعف الداخلي. وكانت محامية داوري، فرشته تابانيان، أعلنت في يناير الماضي تعرض موكلها للتعذيب في مركز احتجاز إدارة المعلومات في شيراز، وقالت إن الطب الشرعي أكد وجود كدمات وجروح على الضلوع والصدر والساقين. وعن هذا قال داوري إن القضاة لم يفعلوا أي شيء إزاء تقرير الطب الشرعي، بل على العكس "أسقطوا القضية وبرأوا الجلاد". لذلك: "كيف يمكن للمرء أن يأمل في مثل هذا القضاء؟" تساءل داوري. تهديد والده قبل وفاته في رسالته أيضاً، ذكر محمد داورني أنه تعرض للتعذيب خلال احتجازه عام 2018، آنذاك كان عمره 23 عاماً. وقال "اعتُقلت على يد ضباط الاستخبارات، وتعرضت للتعذيب ليلة كاملة. حيث تم تقييدي في وضعية أبولو، وجَلدي بالأسلاك على قدميّ، ثم تعليقي على الحائط حتى أعترف بتهمهم الملفقة". وأشار داوري لمفارقة تُظهر أن طريقة التعذيب التي تعرض إليها هي نفسها التي تعرض لها زوار متحف "عبرت" الذي كان بالأساس سجناً في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، حيث عُذب معارضوه على يد قوات "السافاك". وأكد داوري تعرض والده للتهديد على يد المخابرات في مدينة ياسوج: "استدعوا والدي المريض ليلا، وقالوا له إما أن يوافق ابنك على شروطنا أو نشنقه، وفي وقت آخر سنقتله بصبّ السم في كأسه". وكان ردّ والده المريض بالسرطان ""أين غرفة الإعدام؟ حتى لو شنقته أمام عيني فلن أسمح لابني بالخضوع لمثل هذا الإذلال واللعب بشرفه وشرف عائلته". توفي والده بعد ذلك، ولم يتمكن داوري من توديعه لمثواه الأخير.


ليبانون ديبايت
٠٩-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- ليبانون ديبايت
من زنزانة إيرانية... رسالةٌ إلى خامنئي: "أنت السبب"
في رسالة مسجلة من أحد زنازين سجن "عادل آباد" في مدينة شيراز جنوب إيران، وجه السجين السياسي والناشط العمّالي محمد داوري رسالة قوية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، محملاً إياه المسؤولية عن معاناته ومعاناة أسرته في السجون الإيرانية. وقال داوري في رسالته التي تم نشرها على حسابه في إنستغرام يوم السبت: "ما شهدته خلال عملي الحقوقي مع السجناء في إيران يشبه سجون الحجاج بن يوسف". سجن "عادل آباد" هو أحد السجون الشهيرة في إيران، ويحتوي على زنزانة تحت الأرض تُعرف باسم "القبو" ومرفق تعذيب سيء السمعة يُسمى "عنبر الإرشاد". ورغم أن هذه الأماكن تم إخفاؤها عن المفتشين والزوار، إلا أن داوري كشف عنها في رسالته، مشيرًا إلى أن السجن يشهد ظروفًا إنسانية مأساوية. وذكر أنه تعرض لأنواع متعددة من التعذيب والتهديدات الجنسية، إضافة إلى الإهمال الطبي والإنساني الذي لحق به. قال داوري (30 عامًا) في رسالته الصوتية: "لقد تعرضت للضرب المتواصل، وتم تقييد يدي من الخلف وتكبيل قدمي بشدة لدرجة أن أطرافي أصيبت بالخدر والكدمات". كما أشار إلى أنه لم يتمكن من تناول الطعام لأيام بسبب المعاناة الجسدية والنفسية التي مر بها، قائلاً: "لقد أهانوني وأذلوني، وهددوني بالاعتداء الجنسي باستخدام زجاجة صودا". أضاف داوري في رسالته: "كنتَ تؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات ضد من يهددون الأمن النفسي للمجتمع، لكن قبل أن يمضي شهر على وفاة والدي، اختُطفت تاركًا عائلتي المفجوعة في قلق وعدم يقين". وأشار إلى أن وفاة والده كانت إحدى المحطات الأليمة في حياته، حيث قال: "لم أتمكن من توديع والدي بسبب اعتقالي، وعائلتي عانت بشدة، والدتي مرضت وشقيقتي أصيبت بصدمة نفسية شديدة". في رسالته، وجه داوري سؤالًا مباشرًا لخامنئي: "من هم المخالفون للأمن النفسي للمجتمع؟" مشيرًا إلى أن معظم الطبقة العاملة والطبقة الوسطى في إيران تعاني من آثار الأزمة الاقتصادية التي جعلت "الأمن النفسي" أمرًا بعيد المنال. كما أشار إلى تناقضات كبيرة في تصريحاته المتعلقة بحقوق الإنسان، حيث قال: "حقوق الإنسان في إيران تمر بوضع كارثي، أكثر من أي مكان آخر". داوري ذكر أيضًا تجربته المؤلمة في الاحتجاز عام 2018، حيث كان عمره 23 عامًا. وقال إنه تعرض للتعذيب على يد ضباط الاستخبارات في ذلك الوقت، حيث تم تقييده في وضعية مهينة وجُلِد بالأسلاك على قدميه، وتم تعليقه على الحائط لإجباره على الاعتراف بتهم ملفقة. وأضاف داوري أن ما تعرض له لا يختلف كثيرًا عن طريقة التعذيب التي كان يمارسها نظام الشاه محمد رضا بهلوي على معارضيه في سجون "السافاك"، مستعرضًا تجارب مماثلة لزوار متحف "عبرت" الذي كان في الأصل سجنًا سياسيًا. كما أكدت المحامية فرشته تابانيان، محامية داوري، في يناير الماضي أن موكلها تعرض للتعذيب في مركز احتجاز إدارة المعلومات في شيراز، حيث تم التأكد من وجود كدمات وجروح على جسده بواسطة تقرير الطب الشرعي. ومع ذلك، لم يتخذ القضاء أي إجراء ضد المسؤولين عن التعذيب، بل على العكس تم "براءة الجلاد" حسب داوري، مما جعله يتساءل: "كيف يمكن للمرء أن يأمل في مثل هذا القضاء؟". في رسالته، كشف داوري أيضًا عن تهديدات تعرض لها والده من قبل المخابرات الإيرانية في مدينة ياسوج، حيث تم استدعاؤه ليلاً وقالوا له "إما أن يوافق ابنك على شروطنا، أو سنشنقه، وفي وقت آخر سنقتله بصب السم في كأسه". ورغم أن والده كان مريضًا بالسرطان، إلا أنه رفض الخضوع للتهديدات قائلاً: "حتى لو شنقوه أمام عيني، فلن أسمح لابني بالخضوع لهذا الإذلال". توفي والد داوري بعد ذلك، ولم يتمكن محمد من توديعه، مما زاد من معاناته النفسية. في النهاية، أكد داوري أن تهمة "إهانة خامنئي" كانت السبب الرئيسي في سجنه، حيث يقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 3 سنوات بدأت في مايو 2024، بالإضافة إلى عقوبة إضافية تمنعه من مغادرة البلاد لمدة عامين. كما تم إلغاء جواز سفره ومنعه من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أو الاستفادة من الخدمات الاجتماعية، مما يعكس القمع الذي يواجهه الناشطون في إيران.