أحدث الأخبار مع #عامرالجابري


شفق نيوز
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- مناخ
- شفق نيوز
اختناق وتعطيل للحياة.. العراق يواجه "أخطر" التأثيرات البيئية على الصحة والاقتصاد
شفق نيوز/ تتكرر العواصف الغبارية في العراق بشكل ملحوظ خلال هذا الموسم، مسجلة حضوراً باكراً وزيادة عن العام الماضي، وسط توقعات باستمرارها طيلة فترة فصل الصيف لكن بشكل متفاوت، بحسب خبراء في الطقس والبيئة. ويعزو الخبراء هذا التكرار إلى افتقار العراق للمقومات الرئيسية لصد الرياح السطحية، أبرزها التصحر والجفاف، حتى بات تصاعد الغبار من أكثر القضايا البيئية خطورة لتأثيراته العميقة على صحة الإنسان واقتصاد البلاد. وبدأت العواصف الغبارية هذا العام مطلع شهر نيسان/أبريل الماضي، في موعد أبكر عن العام الماضي التي كانت في حزيران/يونيو واقتصرت على عاصفتين غباريتين ببغداد وتكريت في حينها، وفق مدير إعلام هيئة الأنواء الجوية العراقية، عامر الجابري. ويوضح الجابري لوكالة شفق نيوز، أن العواصف الغبارية التي تشهدها البلاد هي نتيجة التأثر بمنخفضات جوية، وتعمق المنخفض الجوي الخماسيني القادم من شمال أفريقيا، الذي لا يقتصر تأثيره على العراق فقط، وإنما على العديد من البلدان منها مصر وبلاد الشام وشمال السعودية والأردن، ويستمر تأثيره لمدة خمسون يوماً أو أقل، لكن بشكل متفاوت. ويبين، أن الصيف، هو موسم المنخفضات الجوية، لذلك تحصل عواصف غبارية، ورغم أنها حالة طبيعية لكن يشتد تأثيرها على العراق لافتقاره لمقومات رئيسية لصد الرياح السطحية المثيرة للغبار، منها المسطحات المائية والغطاء النباتي والحزام الأخضر وتجريف الأراضي الزراعية، وبالتالي بات العراق يعتبر أكثر خمس دول تأثراً بالتغيرات المناخية. وتؤثر هذه التغيرات المناخية التي تعد العواصف الترابية أحد نتاجاتها، على الوضع البيئي في العراق، وفق معاون مدير دائرة التوعية البيئية في وزارة البيئة، أنعم ثابت خليل. ويتفق خليل خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، مع عامر الجابري، بأن العواصف الترابية هي نتاج قلة سقوط الأمطار والإيرادات المائية القادمة من دول الجوار، وكذلك انعدام الغطاء النباتي والأحزمة الخضراء، فكل هذه تساهم في عدم تثبيت الكثبان الرملية، ما يؤهلها للحركة والتطاير عند حصول الرياح. وهذا ما يبدو واضحاً في مواسم الربيع التي تتكرر فيها العواصف الغبارية لكن بدرجات متفاوتة زيادة أو نقصاناً اعتماداً على الموسم المطري، بحكم أن الربيع هو فصل انتقالي بالتحول من الشتاء البارد والرطب، إلى الصيف الحار والجاف، بحسب الراصد الجوي، صادق عطية. ويوضح عطية لوكالة شفق نيوز، أن العواصف الغبارية هي صفة من صفات المناخ السائد في العراق، خاصة مدن الوسط والجنوب، باعتبار أنها تخضع لمناخ شبه صحراوي جاف. ويشرح، أن الموسم المطري إذا كان جافاً فهذا يعني زيادة تكرار العواصف الغبارية في فصل الربيع كما هو الحال حالياً، حيث كانت الأمطار خصوصاً على المناطق الشمالية الغربية، أي (جنوب نينوى، والأنبار، وجنوب غرب البلاد) قليلة ودون المعدل بكثير. ويتابع عطية، إضافة إلى أن البادية السورية من جهة الحسكة والقامشلي ومناطق شرق سوريا عموماً، عانت من التصحر خاصة في هذا الموسم نتيجة قلة الأمطار على الأراضي الزراعية، وبالتالي تحولت إلى أراضٍ جرداء معرضة لتصاعد الغبار مع أقل نشاط لرياح شمالية غربية لتتجه من مناطق شرق سوريا نحو مناطق شمال غرب العراق ومن ثم تؤثر على مدن الوسط. ويبين، أن ما يؤثر على العراق منذ يومين هو منخفض خماسيني جاف قادم من الصحراء الأفريقية، كما هناك منخفض آخر هو منخفض شبه الجزيرة العربية الحراري، لذلك من المتوقع استمرار حالة عدم الاستقرار الجوي لغاية يوم الاثنين المقبل. ويشير عطية، إلى أن تقلبات الربيع تستمر لما بعد منتصف مايو/أيار الجاري، واعتباراً من 1 حزيران/يونيو المقبل، سيودع العراق فصل الربيع مناخياً ويبدأ فصل الصيف الحار والجاف واللاهب، ليعلن بداية رياح الشمالية الغربية التي يطلق عليها شعبياً (رياح البوارح) أو (السموم). تأثيرات عميقة وبات الغبار المتصاعد في العراق، من أكثر القضايا البيئية خطورة في السنوات الأخيرة لما له من تأثيرات عميقة على صحة الإنسان واقتصاد البلاد، بحسب الخبير في قضايا البيئة، حسين الأسدي. وعن أسباب تصاعد الغبار، كرر الأسدي لما تحدث به المتحدثين السابقين أنعم ثابت خليل وعامر الجابري، بأنها تعود إلى شحة المياه نتيجة انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات بسبب قلة الأمطار والسدود في دول الجوار، ما أدى إلى جفاف الأراضي الزراعية. ومن الأسباب أيضاً، يضيف الأسدي لوكالة شفق نيوز، هو التصحر نتيجة تقليص المساحات الخضراء عبر تجريف البساتين وتحولها إلى أراضٍ سكنية، وتراجع الغطاء النباتي بسبب سوء إدارة الموارد البيئية. يضاف لذلك، ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز 50 مئوية في الصيف، ما يؤدي إلى جفاف التربة وزيادة الغبار، كما أن طبيعة المناخ العراقي الصحراوي تجعل الرياح الموسمية تنقل كميات كبيرة من الغبار إلى داخل المدن، وفق الأسدي. ويؤكد، أن العواصف الغبارية لها تأثيرات صحية خطيرة على المصابين بأمراض الجهاز التنفسي، مثل (الربو، والتهاب الشعب الهوائية، ومرضى الحساسية)، وكذلك تؤدي إلى (التهاب العيون، وهيجان الجلد). وهذا يظهر جلياً عند حصول الغبار، إذ يلاحظ امتلاء المستشفيات بالمرضى ما يشكل ضغطاً على القطاع الصحي المرهق والهش في الأساس، فضلاً عن ارتفاع معدلات الوفيات خاصة بين كبار السن المصابين بالأمراض المزمنة مثل الربو، بحسب الأسدي. وإلى جانب التأثيرات الصحية، يُشخّص الأسدي، تأثيرات اقتصادية للعواصف الغبارية تتمثل بتعطيل الحياة اليومية وتعليق حركة الطيران والنقل البري وخاصة في الطرق الخارجية، إلى جانب الخسائر الزراعية حيث يضرّ الغبار بالنباتات ويقلل من جودة المحاصيل.


الأنباء العراقية
١٥-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- الأنباء العراقية
الرصد الزلزالي توضح: غرق مناطق جبال زاكروس في باطن الأرض حادثة طبيعية
تحرير إسماعيل الغالبي ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام أوضحت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، اليوم السبت، أن غرق مناطق بجبال زاكروس في باطن الأرض حادثة طبيعية، فيما بينت أن غوص الصفيحة العربية تحت الصفيحة الإيرانية يؤدي الى تراكم الاجهادات. وقال مدير إعلام الهيئة عامر الجابري في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "عملية الغرق التدريجي للمنطقة الجبلية المحيطة بسلسلة جبال زاكروس في العراق ليست بمعنى تغرق، وإنما يحدث لجزء منه غطس وانزلاق والقسم الأكبر تصادم، حيث ينتج عنه طي للطبقات وتثخن وتفلق وارتفاع مكونة الجبال والطيات والفوالق والكسور والفواصل وغيرها من العمليات الجيولوجية"، مبيناً أن "هذا يحدث منذ ملايين السنوات وما زال مستمراً". وأضاف أن "هذا الانفلاق يؤدي الى تكوين جبال زاكروس ويعطي مؤشراً بأن حافة الصفيحة العربية، والعراق جزء منها تسبب بهذا التصادم، وغوص الصفيحة العربية تحت الصفيحة الإيرانية يؤدي أيضاً الى تراكم الاجهادات على هذه الحافات والتي تؤدي الى حدوث زلازل وهزات أرضية"، مشيراً إلى أن "التنبؤ بها في الوقت والزمان والتاريخ لا يمكن، ولكن تعتبر مناطق نشطة ومرشحة لحدوث هزات أرضية، حيث إن الصفيحة العربية بشكل عام تتحرك عكس عقارب الساعة". من جهته بين معاون مدير قسم الرصد الزلزالي في الهيئة العامة للرصد الزلزالي حسنين جاسم لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "منطقة زاكروس تمثل منطقة تصادم منذ ملايين السنين وليست حديثة، حيث إن الصفيحة العربية تصطدم بالصفيحة الأوراسية التي تكون الصفيحة الإيرانية والتركية جزءاً منها وكونت لدينا جبال زاكروس"، موضحاً أن"التصادم الذي أخذ الآلاف من السنين تسبب بتجمع الطاقة التي تحولت فيما بعد الى زلازل بسبب عملية التكسر المصحوبة بحركة الفوالق أو إعادة تنشيط الفوالق الموجودة". ولفت إلى أن "المدة الزمنية التي تستغرقها العملية التكتونية جداً بطيئة، حيث تتحرك سنوياً لتصطدم صفيحتنا العربية بالصفيحة الأوراسية من 2 سم الى 5 سم، وتصل الى وسط البحر الأحمر من جهة غرب الصفيحة العربية، والبحر الأحمر ينفتح من 3 ونصف سم الى 5 سم التصادم، ويحدث التصادم عندنا 2 سم بالسنة"، مشيراً إلى أن "تكون الجبال والتضاريس والوديان نتيجة للعمليات التكتونية التي تأخذ ملايين أو آلاف السنين لأن حركتها جداً بطيئة، حيث إنه خلال سنة تتحرك بضع سنتيمترات، فبمرور السنوات تشكلت عندنا هذه التكاوين". وكان الباحث والجيولوجي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ريناس كوشناو، قد كشف في دراسة حول حركة الصفائح التكتونية أسفل جبال زاكروس عن تطور جيولوجي خطير يتعلق بتغيرات بحركة الصفائح التكتونية في جبال زاكروس. وقال كوشناو خلال الدراسة، وتابعته وكالة الأنباء العراقية (واع): إن "المنطقة الجبلية المحيطة بسلسلة جبال زاكروس في العراق تتعرض لعملية غرق تدريجي في باطن الأرض"، لافتاً الى أن "تأثير هذه العمليات لا يمكن الشعور بها فوراً، فنحن نتحدث عن ملايين السنين". وأضاف أن "غرق هذه المنطقة في العراق يعود الى حركة الصفائح التكتونية، إذ هناك صدع متزايد يتشكل في منطقة تقع بين الصفيحتين القاريتين العربية والأوراسية، تعرف باسم صفيحة نيوتيثيس المحيطية". وأوضح أن "هذه الصفيحة، التي كانت تشكل قاع محيط قديم قبل أكثر من 66 مليون سنة، بدأت في الانفصال من جنوب شرق تركيا إلى شمال غرب إيران، وهي الآن تغوص في وشاح الأرض". وتابع أن "هذه العملية معقدة وتستغرق عشرات الملايين من السنين"، مشيراً الى أنه "قاد فريقاً بحثياً مشتركاً من جامعة غوتنغن في ألمانيا وجامعة برن في سويسرا لدراسة المنطقة المحيطة بجبال زاكروس، كان هدفهم فهم ما يحدث للصفيحة المحيطية عندما تصطدم صفيحتان قاريتان، خاصة وأن المناطق المنخفضة المحيطة بجبال زاكروس أعمق مما يتوقع بالنظر إلى التضاريس المعتدلة نسبيًا للمنطقة". ولفت الى أن "سلاسل الجبال، تشكلت مثل جبال زاكروس، نتيجة لهذه الاصطدامات التكتونية"، منوهاً بأنه "من خلال دراسة السجلات الصخرية والرواسب، مدعومة بتصوير أعماق الأرض، وجد الباحثون أن صفيحة نيوتيثيس تغوص إلى الأسفل، وتأخذ معها منطقة زاكروس في العراق". وأردف أن "نتائج البحث قد تسهم في التنبؤ بالزلازل، حيث تتضمن تطبيقات عملية مهمة، تكشف عن الآليات التي تعمل بها الأرض"، لافتاً الى أن "هذه الدراسة تسلط الضوء على مدى ديناميكية كوكبنا، وكيف يرتبط باطن الأرض بسطحها بشكل وثيق'. واستطرد أن "نتائج البحث يمكن استخدامها لإنشاء نماذج جيولوجية أكثر دقة تظهر النشاط العميق تحت سطح الأرض، مما قد يساعد في التنبؤ بالزلازل". وبين أن "الزلازل تنتج عن تحركات طبقات الصخور على طول الصدوع أو الفوالق، ويمكن أن يحدث هذا في أي عمق أو نطاق ولكي يتمكن العلماء من تحديد مكان حدوث الزلازل، وعلى أي عمق، وبأي نطاق، فإنهم بحاجة إلى فهم التكوين الجيولوجي واسع النطاق وتوزيع الصخور، وهذا بدوره يجعل من الأسهل تحديد أماكن وقوع الزلازل وقوتها المحتملة". وأشار الى أن "فهم التضاريس وكيفية تغيرها على مدى ملايين السنين يساعد في تقدير العمق الذي يمكن عنده أن يكون التدرج الحراري الجوفي مرتفعاً بما يكفي لإنتاج الطاقة، مثل توليد الكهرباء". ونوه الى أن "التغيرات التكتونية تجبر منطقة جبال زاغروس في العراق على الغرق"، مؤكداً أن "هذه العمليات تستغرق عشرات الملايين من السنين لتحدث". وتابع أن "فريقاً من الباحثين اكتشف أن هناك (صفيحة محيطية) غارقة تحت سطح الأرض تسحب معها المنطقة الشمالية من العراق نحو الأسفل".