#أحدث الأخبار مع #عبدالخالقحسونةبوابة الأهرام١٢-٠٤-٢٠٢٥سياسةبوابة الأهرامعبدالخالق باشا حسونة..20عاماً فى العمل العربىتحفل المكتبة الدبلوماسية المصرية والعربية بمذكرات وزراء الخارجية والأمناء العامين للجامعة العربية، وقد اتاح لنا الأمين العام الحالى للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، احتفالية مناقشة مذكرات الأمين العام الأسبق عبد الخالق باشا حسونة (1898 ــ 1992) الذى شغل منصب أمين عام الجامعة لمدة عشرين عاماً: (1952 ــ 1972). ما يميز مراحل عبد الخالق حسونة تنوع خبراته، فقد تولى امانة الجامعة بعد ان شغل عدة مناصب منها وزير الشئون الاجتماعية، والتربية والتعليم، ومحافظ للاسكندرية والخارجية وهو تنوع وخبرة انعكس على أدائه فى الجامعة وأهله لأن يتولى الأمانة 4 فترات. وأهم ما يميز هذه الفترات انها تواكبت مع اعقد مراحل العمل العربى والأزمات التى واجهتها. كما نستطيع أن نميز المراحل إلى قسمين: الأولى هى العمل العربى وعدد من البلدان العربية, كانت مازالت تكافح لتحقيق استقلالها، وهى بلدان المغرب العربي: تونس، المغرب الجزائر، ومن ثم كانت اول مهام الأمين العام العمل على حصول هذه الدول الثلاث على استقلالها ثم انضمامها للجامعة العربية. فى 1957 كتب الأمين العام عبد الخالق حسونة مقالاً فى دورية «الهلال» التى كان يكتب فيها كبار المفكرين المصريين مثل طه حسين، عباس العقاد، أحمد أمين، لطفى السيد. أراد بهذا المقال ان يقدم رؤيته للعالم العربى وما تعرض له تاريخياً ومازال من تهديدات ومن ثم ما خاضته الجامعة العربية من معارك متصلة فى سوريا ولبنان وليبيا والسودان وتونس والمغرب. ساندت الجامعة العربية الحركات الوطنية المغاربية بالعون المادى والمعنوى وتعريف الرأى العام العربى والدولى بها. تتعرض الجامعة العربية من وقت لآخر للنقد وخيبة الأمل فى تحقيق الأهداف التى أنشئت من أجلها، الا أن هذا الادعاء يفتقد الدقة، ومثل دور الجامعة العربية، فى ظل وجود عبد الخالق حسونة أمينا عاماً، فى دعم استقلال دول الخليج العربي، واحداً من الأدوار الناجحة التى قامت بها الجامعة باعتبارها مؤسس العمل المشترك فى هذا الشأن، حيث واجهت الاستعمار فى منطقة الخليج، ومقاومة تيار الهجرة الاجنبية إلى الخليج، ومقاومة التسلل الإسرائيلى عن طريق ايران إلى الخليج. وكان العدوان الثلاثى الذى تعرضت له مصر فى عام 1956 واحداً من كبرى الازمات التى واجهها عبد الخالق حسونة خلال وجوده امنياً عاماً للجامعة العربية وهو ما تطلب عملاً شاقاً لتحقيق أعلى مستوى من العمل العربى المشترك لدعم مصر سياسيا فى ظل تعذر دعمها عسكرياً، حيث انعقدت اجتماعات مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الجامعة وتوج الأمر بقمة عربية ببيروت فى نوفمبر 1956 لدعم مصر وتأكيد سيادتها على كامل أراضيها بما فيها منطقة قناة السويس ومجراها الملاحي. كانت القضية الفلسطينية فى قلب اهتمامات عبد الخالق حسونة خلال سنوات ولايته (1952 ــ 1972) وهو ما انعكس على وجودها فى جميع مؤسسات وفاعليات العمل العربى المشترك وعند حضوره أول مجلس وطنى فلسطينى فى مايو 1964 أعلن قيام منظمة التحرير الفلسطينية، كما كانت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين من المحاور الأساسية لعمل عبدالخالق حسونة من أجل حل المشكلة الفلسطينية بكل جوانبها واعتبار مشكلة اللاجئين أحد عناصر الصراع الفلسطينى الاسرائيلي. ولنتصور مدى الجهد الفائق الذى بذله الأمين العام .الذى يفترض منه الحياد لاحتواء هذه الأزمات والحروب. وخلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قابل عبد الخالق حسونة عددا من الشخصيات الدولية والأمريكية مثل داج هموشولد سكرتير عام الامم المتحدة، وفوستر دالاس وزير الخارجية الامريكية، والرئيس الأمريكى ايزنهاور، مطالباً بموقف عادل إزاء العرب والقضية الفلسطينية بعد الموقف المنحاز لإداره ترومان. وكان المشروع الأمريكى الذى عرف «بمشروع جونسون» الذى اعتبرت الجامعة العربية ان الهدف منه هو إنهاء حالة الحصار الاقتصادى المفروض على اسرائيل والاعتراف بوجودها، وهو ما دفع الامين العام عبد الخالق حسونة إلى اقتراح تكوين لجنة فنية لدراسة مشروع عربى جديد للانتفاع بمياه نهر الأردن ولصالح الدول العربية، ودراسة مشروع جونسون وإبداء ملاحظات عليه. ليس مبالغة أن نصف سنوات عبد الخالق حسونة أمينا عاماً 1952 - 1972 بأنها كانت اكثر سنوات فترات التشرذم العريى أو اصبحت تعرف بالحرب الباردة العربية العربية. بدأت فى اعقاب العدوان على مصر ومشروع أيزنهاور الذى عارضته دول عربية منها مصر وأيدته ودول أخري، كما شهدت هذه المرحلة قيام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 وانفصالها عام 1961 كما شهدت أكثر من حرب بين دولة عربية وأخرى والتهديد لصدام حرب بين العراق والكويت 1961، وحرب بالوكالة على الاراضى اليمنية، ويضاف إلى ذلك تلك الحرب الباردة العربية التى كانت أساسا بين الجمهورية العربية المتحدة وعدد آخر من البلدان العربية. إزاء هذه الحالة المتردية للعلاقات العربية ليس غريباً أن يقول الأمين العام حسونة إنه يشعر بالإحباط الشديد بالنظر إلى حالة التفكك التى يعيشها العالم العربى هذا.. ونشكر السفير د. حسين حسونة أن أحيا هذه المذكرات عن مرحلة تأسيس الجامعة العربية, وبعد عمر مديد ننتظر مذكرات الامين العام الحالى احمد أبوالغيط عن «سنواتى فى الجامعة العربية» وهى المرحلة التى لا تقل دقة وتصعيداً عن المرحلة التى عاشها عبدالخالق حسونة.
بوابة الأهرام١٢-٠٤-٢٠٢٥سياسةبوابة الأهرامعبدالخالق باشا حسونة..20عاماً فى العمل العربىتحفل المكتبة الدبلوماسية المصرية والعربية بمذكرات وزراء الخارجية والأمناء العامين للجامعة العربية، وقد اتاح لنا الأمين العام الحالى للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، احتفالية مناقشة مذكرات الأمين العام الأسبق عبد الخالق باشا حسونة (1898 ــ 1992) الذى شغل منصب أمين عام الجامعة لمدة عشرين عاماً: (1952 ــ 1972). ما يميز مراحل عبد الخالق حسونة تنوع خبراته، فقد تولى امانة الجامعة بعد ان شغل عدة مناصب منها وزير الشئون الاجتماعية، والتربية والتعليم، ومحافظ للاسكندرية والخارجية وهو تنوع وخبرة انعكس على أدائه فى الجامعة وأهله لأن يتولى الأمانة 4 فترات. وأهم ما يميز هذه الفترات انها تواكبت مع اعقد مراحل العمل العربى والأزمات التى واجهتها. كما نستطيع أن نميز المراحل إلى قسمين: الأولى هى العمل العربى وعدد من البلدان العربية, كانت مازالت تكافح لتحقيق استقلالها، وهى بلدان المغرب العربي: تونس، المغرب الجزائر، ومن ثم كانت اول مهام الأمين العام العمل على حصول هذه الدول الثلاث على استقلالها ثم انضمامها للجامعة العربية. فى 1957 كتب الأمين العام عبد الخالق حسونة مقالاً فى دورية «الهلال» التى كان يكتب فيها كبار المفكرين المصريين مثل طه حسين، عباس العقاد، أحمد أمين، لطفى السيد. أراد بهذا المقال ان يقدم رؤيته للعالم العربى وما تعرض له تاريخياً ومازال من تهديدات ومن ثم ما خاضته الجامعة العربية من معارك متصلة فى سوريا ولبنان وليبيا والسودان وتونس والمغرب. ساندت الجامعة العربية الحركات الوطنية المغاربية بالعون المادى والمعنوى وتعريف الرأى العام العربى والدولى بها. تتعرض الجامعة العربية من وقت لآخر للنقد وخيبة الأمل فى تحقيق الأهداف التى أنشئت من أجلها، الا أن هذا الادعاء يفتقد الدقة، ومثل دور الجامعة العربية، فى ظل وجود عبد الخالق حسونة أمينا عاماً، فى دعم استقلال دول الخليج العربي، واحداً من الأدوار الناجحة التى قامت بها الجامعة باعتبارها مؤسس العمل المشترك فى هذا الشأن، حيث واجهت الاستعمار فى منطقة الخليج، ومقاومة تيار الهجرة الاجنبية إلى الخليج، ومقاومة التسلل الإسرائيلى عن طريق ايران إلى الخليج. وكان العدوان الثلاثى الذى تعرضت له مصر فى عام 1956 واحداً من كبرى الازمات التى واجهها عبد الخالق حسونة خلال وجوده امنياً عاماً للجامعة العربية وهو ما تطلب عملاً شاقاً لتحقيق أعلى مستوى من العمل العربى المشترك لدعم مصر سياسيا فى ظل تعذر دعمها عسكرياً، حيث انعقدت اجتماعات مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الجامعة وتوج الأمر بقمة عربية ببيروت فى نوفمبر 1956 لدعم مصر وتأكيد سيادتها على كامل أراضيها بما فيها منطقة قناة السويس ومجراها الملاحي. كانت القضية الفلسطينية فى قلب اهتمامات عبد الخالق حسونة خلال سنوات ولايته (1952 ــ 1972) وهو ما انعكس على وجودها فى جميع مؤسسات وفاعليات العمل العربى المشترك وعند حضوره أول مجلس وطنى فلسطينى فى مايو 1964 أعلن قيام منظمة التحرير الفلسطينية، كما كانت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين من المحاور الأساسية لعمل عبدالخالق حسونة من أجل حل المشكلة الفلسطينية بكل جوانبها واعتبار مشكلة اللاجئين أحد عناصر الصراع الفلسطينى الاسرائيلي. ولنتصور مدى الجهد الفائق الذى بذله الأمين العام .الذى يفترض منه الحياد لاحتواء هذه الأزمات والحروب. وخلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قابل عبد الخالق حسونة عددا من الشخصيات الدولية والأمريكية مثل داج هموشولد سكرتير عام الامم المتحدة، وفوستر دالاس وزير الخارجية الامريكية، والرئيس الأمريكى ايزنهاور، مطالباً بموقف عادل إزاء العرب والقضية الفلسطينية بعد الموقف المنحاز لإداره ترومان. وكان المشروع الأمريكى الذى عرف «بمشروع جونسون» الذى اعتبرت الجامعة العربية ان الهدف منه هو إنهاء حالة الحصار الاقتصادى المفروض على اسرائيل والاعتراف بوجودها، وهو ما دفع الامين العام عبد الخالق حسونة إلى اقتراح تكوين لجنة فنية لدراسة مشروع عربى جديد للانتفاع بمياه نهر الأردن ولصالح الدول العربية، ودراسة مشروع جونسون وإبداء ملاحظات عليه. ليس مبالغة أن نصف سنوات عبد الخالق حسونة أمينا عاماً 1952 - 1972 بأنها كانت اكثر سنوات فترات التشرذم العريى أو اصبحت تعرف بالحرب الباردة العربية العربية. بدأت فى اعقاب العدوان على مصر ومشروع أيزنهاور الذى عارضته دول عربية منها مصر وأيدته ودول أخري، كما شهدت هذه المرحلة قيام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 وانفصالها عام 1961 كما شهدت أكثر من حرب بين دولة عربية وأخرى والتهديد لصدام حرب بين العراق والكويت 1961، وحرب بالوكالة على الاراضى اليمنية، ويضاف إلى ذلك تلك الحرب الباردة العربية التى كانت أساسا بين الجمهورية العربية المتحدة وعدد آخر من البلدان العربية. إزاء هذه الحالة المتردية للعلاقات العربية ليس غريباً أن يقول الأمين العام حسونة إنه يشعر بالإحباط الشديد بالنظر إلى حالة التفكك التى يعيشها العالم العربى هذا.. ونشكر السفير د. حسين حسونة أن أحيا هذه المذكرات عن مرحلة تأسيس الجامعة العربية, وبعد عمر مديد ننتظر مذكرات الامين العام الحالى احمد أبوالغيط عن «سنواتى فى الجامعة العربية» وهى المرحلة التى لا تقل دقة وتصعيداً عن المرحلة التى عاشها عبدالخالق حسونة.