#أحدث الأخبار مع #عبدالرحمن_القرضاويالعربيةمنذ 16 ساعاتسياسةالعربيةسوريا نحو نموذج يحطم أوهام الإخوانمع دخول المعارضة السورية إلى دمشق كان هناك (توتر نماذج) فكانت مراكز القرار والبحث الاستراتيجي في العالم تدرس ما يحدث وخلفيته لتصل إلى ما ترجح به قراءتها لأي نموذج يمكن أن تصل سوريا الجديدة، وسط تخوف عالمي مما حدث في 1992 حين استطاعت الفصائل المقاتلة في أفغانستان دخول العاصمة الأفغانية كابول، وإسقاط محمد نجيب الله آخر رئيس للنظام الموالي لموسكو في أفغانستان، ثم أضحت أفغانستان بؤرة للجماعات الجهادية ومعقلًا للتحريض على الإرهاب، وملاذًا للمطلوبين الأمنيين في العالم. كان بشار الأسد وإعلامه يقول للعالم بأنه الخيار الأقل ضررًا، وأنه لو زال فإن باب شر سيفتح على العالم، وما إن فر إلى روسيا وسيطرت المعارضة على دمشق حتى سارعت الوفود المحسوبة على جماعة الإخوان إلى زيارة البلد الذي أضحى معقل آمالهم، فزارها عبدالرحمن بن يوسف القرضاوي، ووضاح خنفر، والمتحدث باسم وزارة الأوقاف في عهد محمد مرسي، سلامة عبدالقوي، وصاروا يتحدثون عن الملاحم التي ستدور في الشام كما كتب الحسن الكتاني، لكن سوريا الجديدة لم تفرز نموذج الزعيم الذي يظهر خلفه سلاح كرينكوف كما في مقاطع أسامة بن لادن والظواهري، ولا زعيمًا ينافس حسن نصر الله في خطاباته العاطفية المليئة بالحشود، بل ظهر السيد أحمد الشرع ببدلة رسمية بعيدًا عن تهديد أحد، بصوت هادئ واثق قائلًا للعالم بأن سوريا لن تكون مثيلًا لنموذج أفغانستان في التسعينيات. زار الشرع السعودية وتعددت زياراته للدول العربية، وبجهد وكد وتعاون مع الدول العربية وعلى رأسها السعودية وصلت سوريا إلى مرحلة إسقاط العقوبات السابقة عليها، وظهر عندها ولي العهد السعودي مسرورًا فرحًا في صورة استحوذت على قلوب السوريين، فهي فرصة تاريخية لإعادة إعمار ما أفسده نظام الأسد، وهنا شرقت لذلك جماعة الإخوان، فاشتعل كتابها ومحللوها لتخوين الدولة الجديدة، كيف وهي تتقارب مع السعودية؟ كيف للرئيس السوري أن يصافح الرئيس الأمريكي ترمب؟ لقد عرفوا أن رئيس سوريا الجديد لن يجعل من سوريا موطئًا للإخوان، ولن تكون لهم فيها ما تمنوه طويلًا، فلا تريد سوريا لنفسها نموذجًا تدميريًا، بل نموذج بناء وحياة، نموذج يهتم بالسوريين، لا بالجماعة وعناصرها ومشاريعها العابرة للحدود. إن السيد أحمد الشرع الذي وصفه ترمب بأن له «ماضيًا قويًا» يمتلك من المؤهلات ما يجعله يخيب ظنون المتطرفين إلى الأبد، ففي الماضي كتب الظواهري: «الحصاد المر؛ الإخوان المسلمون في ستين عامًا»، وثق فيه تنكر الجماعة للشعارات التي رفعتها، وأنهم غدروا بالشباب الذين غرروا بهم في ساحات الصدام والقتال، ويحتمل أن يكون يوسف القرضاوي قد قصد الرد على ذلك الكتاب حين كتب «الإخوان المسلمون، سبعون عامًا في الدعوة» وإن لم يصرح فيه بذلك في صفحاته، هذا الصراع الفكري الداخلي بين الجماعات لم يكن لتفوت مطالعته أحمد الشرع خلال سنوات الثورة السورية. وفي طريق إنضاج أفكاره السياسية كان قد تجاوز الظواهري وتركته المكتوبة، لكنه خبر نظريًا ما يمكن لجماعة الإخوان أن تحدثه من ضرر لسوريا، وهي الجوهر الفكري والنظري لباقي الجماعات المتطرفة، تلك التي أرادت تحويل سوريا إلى نموذج غزة وجنوب لبنان، نموذج الفصائل لا الدولة، وكانت إيران حينها تدفع نحو هذا الاتجاه، فتجاوزت سوريا رد الفعل على الاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي السورية، والتفتت إلى مصالحها الوطنية، ونصائح أشقائها كالسعودية التي عملت كتفًا بكتف مع السوريين، حتى توجت برفع العقوبات، واقتناع الإدارة الأمريكية بضرورة إعطاء سوريا فرصة النهوض من جديد. إن النموذج الذي تقدمه سوريا اليوم يخالف كل التحذيرات السابقة بما فيها ما كان إعلام بشار الأسد يذيعه من تحولها إلى نموذج يسعى لتصدير تجربته، وتخالف كذلك آمال جماعة الإخوان فيها، فتجربة السيد الشرع هي الأثقل على النموذج الإخواني، ويصعب عليهم تحويل صراعهم معه إلى صراع ديني إذ لا تتنكر سوريا اليوم لدينها، وهم يلمسون شعبيته الكاسحة بين السوريين، فلا تستطيع الجماعة تقديم خطاب شعبوي يهاجمه لأنه صافح ترمب مثلًا، أو لأنه يمتدح السعودية فالشعب السوري ينسجم اليوم مع قيادته، ويجد أنها تمثله في خطواتها السياسية، وانفتاحها على الدول العربية وتحسين علاقاتها معهم، إنه النموذج الذي يلتفت إلى الإنجاز على الأرض، دون الشعارات الشعبوية، ونجاحه إفشال لمشاريع الإخوان في المنطقة.
العربيةمنذ 16 ساعاتسياسةالعربيةسوريا نحو نموذج يحطم أوهام الإخوانمع دخول المعارضة السورية إلى دمشق كان هناك (توتر نماذج) فكانت مراكز القرار والبحث الاستراتيجي في العالم تدرس ما يحدث وخلفيته لتصل إلى ما ترجح به قراءتها لأي نموذج يمكن أن تصل سوريا الجديدة، وسط تخوف عالمي مما حدث في 1992 حين استطاعت الفصائل المقاتلة في أفغانستان دخول العاصمة الأفغانية كابول، وإسقاط محمد نجيب الله آخر رئيس للنظام الموالي لموسكو في أفغانستان، ثم أضحت أفغانستان بؤرة للجماعات الجهادية ومعقلًا للتحريض على الإرهاب، وملاذًا للمطلوبين الأمنيين في العالم. كان بشار الأسد وإعلامه يقول للعالم بأنه الخيار الأقل ضررًا، وأنه لو زال فإن باب شر سيفتح على العالم، وما إن فر إلى روسيا وسيطرت المعارضة على دمشق حتى سارعت الوفود المحسوبة على جماعة الإخوان إلى زيارة البلد الذي أضحى معقل آمالهم، فزارها عبدالرحمن بن يوسف القرضاوي، ووضاح خنفر، والمتحدث باسم وزارة الأوقاف في عهد محمد مرسي، سلامة عبدالقوي، وصاروا يتحدثون عن الملاحم التي ستدور في الشام كما كتب الحسن الكتاني، لكن سوريا الجديدة لم تفرز نموذج الزعيم الذي يظهر خلفه سلاح كرينكوف كما في مقاطع أسامة بن لادن والظواهري، ولا زعيمًا ينافس حسن نصر الله في خطاباته العاطفية المليئة بالحشود، بل ظهر السيد أحمد الشرع ببدلة رسمية بعيدًا عن تهديد أحد، بصوت هادئ واثق قائلًا للعالم بأن سوريا لن تكون مثيلًا لنموذج أفغانستان في التسعينيات. زار الشرع السعودية وتعددت زياراته للدول العربية، وبجهد وكد وتعاون مع الدول العربية وعلى رأسها السعودية وصلت سوريا إلى مرحلة إسقاط العقوبات السابقة عليها، وظهر عندها ولي العهد السعودي مسرورًا فرحًا في صورة استحوذت على قلوب السوريين، فهي فرصة تاريخية لإعادة إعمار ما أفسده نظام الأسد، وهنا شرقت لذلك جماعة الإخوان، فاشتعل كتابها ومحللوها لتخوين الدولة الجديدة، كيف وهي تتقارب مع السعودية؟ كيف للرئيس السوري أن يصافح الرئيس الأمريكي ترمب؟ لقد عرفوا أن رئيس سوريا الجديد لن يجعل من سوريا موطئًا للإخوان، ولن تكون لهم فيها ما تمنوه طويلًا، فلا تريد سوريا لنفسها نموذجًا تدميريًا، بل نموذج بناء وحياة، نموذج يهتم بالسوريين، لا بالجماعة وعناصرها ومشاريعها العابرة للحدود. إن السيد أحمد الشرع الذي وصفه ترمب بأن له «ماضيًا قويًا» يمتلك من المؤهلات ما يجعله يخيب ظنون المتطرفين إلى الأبد، ففي الماضي كتب الظواهري: «الحصاد المر؛ الإخوان المسلمون في ستين عامًا»، وثق فيه تنكر الجماعة للشعارات التي رفعتها، وأنهم غدروا بالشباب الذين غرروا بهم في ساحات الصدام والقتال، ويحتمل أن يكون يوسف القرضاوي قد قصد الرد على ذلك الكتاب حين كتب «الإخوان المسلمون، سبعون عامًا في الدعوة» وإن لم يصرح فيه بذلك في صفحاته، هذا الصراع الفكري الداخلي بين الجماعات لم يكن لتفوت مطالعته أحمد الشرع خلال سنوات الثورة السورية. وفي طريق إنضاج أفكاره السياسية كان قد تجاوز الظواهري وتركته المكتوبة، لكنه خبر نظريًا ما يمكن لجماعة الإخوان أن تحدثه من ضرر لسوريا، وهي الجوهر الفكري والنظري لباقي الجماعات المتطرفة، تلك التي أرادت تحويل سوريا إلى نموذج غزة وجنوب لبنان، نموذج الفصائل لا الدولة، وكانت إيران حينها تدفع نحو هذا الاتجاه، فتجاوزت سوريا رد الفعل على الاعتداءات الإسرائيلية في الأراضي السورية، والتفتت إلى مصالحها الوطنية، ونصائح أشقائها كالسعودية التي عملت كتفًا بكتف مع السوريين، حتى توجت برفع العقوبات، واقتناع الإدارة الأمريكية بضرورة إعطاء سوريا فرصة النهوض من جديد. إن النموذج الذي تقدمه سوريا اليوم يخالف كل التحذيرات السابقة بما فيها ما كان إعلام بشار الأسد يذيعه من تحولها إلى نموذج يسعى لتصدير تجربته، وتخالف كذلك آمال جماعة الإخوان فيها، فتجربة السيد الشرع هي الأثقل على النموذج الإخواني، ويصعب عليهم تحويل صراعهم معه إلى صراع ديني إذ لا تتنكر سوريا اليوم لدينها، وهم يلمسون شعبيته الكاسحة بين السوريين، فلا تستطيع الجماعة تقديم خطاب شعبوي يهاجمه لأنه صافح ترمب مثلًا، أو لأنه يمتدح السعودية فالشعب السوري ينسجم اليوم مع قيادته، ويجد أنها تمثله في خطواتها السياسية، وانفتاحها على الدول العربية وتحسين علاقاتها معهم، إنه النموذج الذي يلتفت إلى الإنجاز على الأرض، دون الشعارات الشعبوية، ونجاحه إفشال لمشاريع الإخوان في المنطقة.