أحدث الأخبار مع #عبدالفتّاحالبرهان


العين الإخبارية
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
حراك إماراتي لإنهاء حرب السودان.. مؤتمر دولي ونداء سلام وجسور إنسانية
تدخل حرب السودان عامها الثالث، الثلاثاء، في وقت تسارع فيه دولة الإمارات الخطى على أكثر من مسار دبلوماسي وسياسي وإنساني لتحقيق السلام. على الصعيد الدولي، تشارك دولة الإمارات، التي تعد مانحًا إنسانيًا رئيسيًا لشمال أفريقيا، في مؤتمر دولي بلندن يُعقد، اليوم الثلاثاء، لمناقشة الأزمة الإنسانية في السودان. على الصعيد السياسي، أطلقت الإمارات نداءً عاجلًا من أجل السلام، رسمت فيه ملامح خارطة طريق شاملة لإنهاء الحرب، التي طوت عامها الثاني، مخلفة أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في أسوأ أزمة إنسانية وأكبر أزمة نزوح في العالم. على الصعيد الإنساني، تتواصل جسور الإمارات الإغاثية لدعم السودان، التي وصلت إلى أكثر من 600.4 مليون دولار منذ اندلاع الأزمة قبل عامين، ضمن مساعدات بلغت أكثر من 3.5 مليار دولار خلال السنوات العشر الأخيرة. جهود تتواصل على مختلف الأصعدة، بوصلتها الإنسانية وهدفها الحفاظ على السودان وأهله، وإعادة الاستقرار والأمن والسلام للسودان، غير عابئة بالمحاولات العبثية لقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وزمرته لمحاولة تعطيل دبلوماسيتها الإنسانية عبر محاولات إشغالها في معارك جانبية، عبر ترديد أكاذيب واتهامات زائفة بزعم دعم أحد أطراف النزاع، وصلت إلى حد تقديم شكوى ضدها في محكمة العدل الدولية من قبل حكومة الجيش السوداني دون تقديم أية أدلة أو براهين تثبت اتهاماتها وادعاءاتها. وفي مثل هذا اليوم قبل عامين، اندلع القتال في 15 أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتّاح البرهان وقوات «الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق الفريق أول محمد حمدان دقلو. تزامن اندلاع الحرب مع تحركات سياسية وتنظيمية قادتها أطراف محسوبة على تنظيم «الإخوان» في السودان، حاولت توظيف الانقسامات لإعادة التموقع داخل الدولة، بعد الإطاحة بنظام عمر البشير. وبحسب مصادر سودانية، فإن بصمات هذا التنظيم كانت حاضرة في إذكاء الخلافات وتخريب مسارات الانتقال الديمقراطي، مما مهّد لانفجار الصراع. ومع تواصل جهود الإمارات لوقف التصعيد وإنهاء الأزمة عبر الحوار والطرق السلمية، حاولت عناصر «الإخوان» – عبر تحريك عناصرها داخل المؤسسة العسكرية – تشويه صورة الإمارات والإضرار بسياستها الخارجية ودبلوماسيتها النشطة ودورها الإقليمي، في إطار موقفها المعادي من الإمارات منذ أن صنفت التنظيم جماعة إرهابية، وفي إطار سعيها لاستمرار الحرب ورفض أي جهود دولية أو إقليمية لاستئناف عملية التفاوض، والتي ستقود حتمًا إلى عملية سياسية تستبعد «الإخوان» من مستقبل البلاد وتحاكمهم على جرائمهم السابقة. حراك دولي وضمن أحدث جهودها لإنهاء الأزمة، تشارك دولة الإمارات، التي تعد مانحًا إنسانيًا رئيسيًا لشمال أفريقيا، في مؤتمر دولي بلندن يُعقد، الثلاثاء، لمناقشة الأزمة الإنسانية في السودان. وتستضيف ألمانيا وفرنسا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي المكون من 55 دولة، المؤتمرَ بالمشاركة مع الحكومة البريطانية في لندن. ومن المقرر أن يحضر الاجتماع وزراء من نحو 14 دولة أخرى، وفقًا لوزارة الخارجية البريطانية، إلى جانب ممثلين رفيعي المستوى من الأمم المتحدة، ولكن بغياب أي ممثل عن السودان. ويعد هذا رابع مؤتمر إنساني من أجل السودان تشارك فيه الإمارات خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث سبق أن شاركت في المؤتمرات التالية: الاجتماع الثالث لكبار المسؤولين الإنسانيين التابع للاتحاد الأوروبي حول السودان، والذي استضافته بروكسل في مارس/آذار 2025، وأكدت الإمارات خلاله التزامها الراسخ بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية ودعم الجهود الدبلوماسية لتخفيف حدة النزاع المستمر. المشاركة في 20 فبراير/شباط الماضي بالإطلاق المشترك بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لخطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للسودان لعام 2025، والخطة الإقليمية للاستجابة للاجئين في السودان. نظمت دولة الإمارات مع إثيوبيا والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيغاد» بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في 14 فبراير/شباط الماضي، «المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان». وأكدت خلاله الإمارات موقفها الثابت في الدعوة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، ومعالجة الأزمة الإنسانية من خلال توفير المساعدات الإغاثية العاجلة، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو التنمية والازدهار. وأعلنت الإمارات خلال المؤتمر تقديم 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية. نداء سلام تأتي مشاركة دولة الإمارات في المؤتمر، عقب إطلاقها نداءً عاجلًا من أجل السلام، رسمت فيه ملامح خارطة طريق شاملة لإنهاء الحرب، حملت فيها طرفي النزاع المسؤولية عما ارتُكب من جرائم، لإغلاق الطريق أمام أي ادعاءات أو أكاذيب واهية، وأدانت تلك الجرائم، ودعت إلى مساءلة مرتكبيها من الطرفين. وفي هذا السياق، قالت لانا نسيبة، مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، في بيان، إن الكارثة الإنسانية التي تتكشف في السودان هي من بين أشد الكوارث الإنسانية التي يشهدها العالم: «أكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات عاجلة، والمجاعة تنتشر». وأضافت: «تستمر الفظائع التي تُرتكب وتسببت في معاناة لا يمكن تصورها للسكان المدنيين الذين يقفون بالفعل على حافة الانهيار». وفصّلت الجرائم والهجمات التي تشنها القوات المسلحة السودانية، للتحذير من استمرارها، وهي: - التجويع عبر منع المساعدات عمدًا. - القصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان. - الأعمال الانتقامية ضد المدنيين، بما في ذلك العاملين في مجال الإغاثة. - ما تردد عن استخدام الأسلحة الكيميائية. إدانة ودعوة للمحاسبة وأدانت دولة الإمارات العربية المتحدة هذه الفظائع بشكل لا لبس فيه ودعت إلى مساءلة مرتكبيها. كما أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة" بشدة الهجمات الأخيرة على المدنيين في دارفور، بما في ذلك الهجمات الوحشية على مخيمي زمزم وأبو شوك بالقرب من الفاشر، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات". مطالب لطرفي الصراعي وحددت دولة الإمارات في بيانها مطالب من طرفي الصراع على الصعيدين العسكري والسياسي، وهي: مطالب عاجلة: -وقف الاستهداف المتعمد للعاملين في المجال الإنساني. - وقف القصف العشوائي للمدارس والأسواق والمستشفيات. مطالب لاحقة: - الموافقة على وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار. - السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول الفوري والآمن والعاجل، إلى المحتاجين بشدة في جميع أنحاء السودان. - الجلوس إلى طاولة المفاوضات بحسن نية. وأكد البيان أنه «لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري (للصراع)، بل حل سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني». وذكر البيان، أن «عرقلة وصول المساعدات أمر غير معقول، كما أن استخدام المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية كسلاح هو عمل مدان». مطالب من المجتمع الدولي أيضا حدد البيان الإماراتي عدد من المطالب المجتمع الدولي لتحقيق السلام في السودان وهي: - على الأمم المتحدة منع الأطراف المتحاربة من استخدام المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية أو سياسية. - التحرك بشكل عاجل لتيسير العملية السياسية. - زيادة المساعدات الإنسانية. - ممارسة ضغط منسق على جميع الأطراف التي تؤجج الصراع. مستقبل السودان.. سلام دائم وحول رؤيتها لمستقبل السودان، قال البيان الإماراتي: "نحن ندعو إلى الانتقال إلى حكومة مستقلة يقودها مدنيون، وهو الشكل الوحيد للقيادة التي يمكن أن يمثل شعب السودان بشكل شرعي ويضع الأساس لسلام دائم". وأكدت الإمارات أنه: "لا يمكن للعالم أن يسمح للسودان بالانزلاق أكثر في دوامة الفوضى والتطرف والتشرذم". رسائل مهمة مشاركة الإمارات في مؤتمر لندن، وإطلاقها نداء للسلام بالتزامن مع ذكر مرور عامين على اندلاع الأزمة في السودان، يحمل رسائل مهمة لأهل السودان والعالم أجمع مفادها: - الإمارات ماضية في دعم الشعب السوداني إنسانياً ودبلوماسياً كما هو عهدها على مدار أكثر من خمس عقود، إيماناً منها أن الشعب السوداني يستحق مستقبلاً يقوم على السلم والكرامة، ويستحق حكومة يقودها المدنيون تضع مصالحه وأولوياته في المقام الأول. - الإمارات ستواصل القيام بكل جهد متاح لتعزيز فرص السلام، فالشعب السوداني الشقيق يستحق مستقبلاً قائماً على السلم والسلام والكرامة، ويستحق قيادة تضع مصالحه - لا مصالحها - واحتياجاته وأولوياته في المقام الأول والأخير، رغم محاولات زمرة البرهان لتشويه جهودها. - رسائل تؤكد أيضا أن موقف دولة الإمارات إزاء السودان واضح وراسخ، فلا يوجد حل عسكري لهذا الصراع، حيث دعت الدولة إلى وقف إطلاق النار وإلى هُدَن إنسانية لتسهيل إيصال المساعدات وإلى تحميل طرفي النزاع: قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية مسؤولية انتهاك القانون الدولي. - تؤكد الإمارات من خلال جهودها إنها ستبقى على أهبة الاستعداد للقيام بدورها -كما دأبت دائماً- كشريك يعمل من أجل السلام، وهذا الالتزام جزء من رؤية الإمارات الراسخة لتعزيز الازدهار والتنمية المستدامة في جميع أنحاء أفريقيا والعالم. - الإمارات تعمل يدًا بيد مع المجتمع الدولي لإحلال السلام في السودان، ولا تفوت أي فرصة لوقف الحرب العبثية السودانية. - الإمارات تدعم المنظمات الإنسانية لإيصال المساعدات إلى السودانيين المحتاجين، وتدعو بشكل فوري لوقف عرقلة إرسال المساعدات، وفتح الممرات الإنسانية، ومنع استخدام التجويع كسلاح. -الإمارات تقود جهودًا دولية لإنقاذ السودانيين من المجاعة والحرب، رغم إساءات حكومة البرهان المتكررة ومحاولة تعطيلها عن القيام بهذا الدور . سجل إنساني مضيء وعلى مدار عامين من عمر الأزمة، شكّلت المبادرات والمساعدات الإماراتية التي بلغت 600.4 مليون دولار طوق نجاة لملايين المتضررين، حيث بلغ عدد المستفيدين المباشرين من تلك المساعدات ما يزيد عن مليوني شخص، وسط جهود متواصلة لضمان وصول المساعدات إلى 30 مليون سوداني يواجهون خطر المجاعة، بينهم أطفال ونساء. وبمساعداتها خلال الأزمة، وترتفع إجمالي مساعدات الإمارات للسودان على مدار الـ 10 سنوات الماضية إلى أكثر من 3.5 مليار دولار. فمنذ بداية الأزمة سيرت دولة الإمارات جسراً جوياً وبحرياً نقل قرابة 13 ألفا و168 طنا من المواد الغذائية والطبية والإغاثية طن من المساعدات الإغاثية والإنسانية عبر 162 طائرة وعدد من سفن المساعدات. أيضا في إطار الدعم الإنساني والإغاثي والطبي المقدم من دولة الإمارات للاجئين السودانيين المتأثرين بالأوضاع الصعبة التي تسبب بها الصراع في البلاد، أنشأت الإمارات 3 مستشفيات لتوفير الخدمات الطبية للاجئين في دول الجوار، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهما مستشفيين في أمدجراس وأبشي بتشاد، قاما بعلاج 90889 حالة. كما افتتحت الإمارات 7 مارس/ آذار الماضي مستشفى ثالث في منطقة مادول في ولاية بحر الغزال في جنوب السودان، فضلا عن تقديم الدعم إلى 127 منشأة صحية في 14 ولاية. aXA6IDgyLjI2LjI0My4yMDUg جزيرة ام اند امز GB


العين الإخبارية
٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
الإمارات وأزمة السودان.. دعم إنساني مستمر ومساع دبلوماسية لا تتوقف
تم تحديثه الخميس 2025/3/27 02:16 م بتوقيت أبوظبي جهود إماراتية سياسية ودبلوماسية وإنسانية رائدة لم تتوقف على مدار الساعة لإنهاء أزمة السودان منذ اندلاعها قبل عامين. جهود واكبها دعم قوي لكل حراك كانت تقوم به الدول الشقيقة والصديقة لإنهاء الأزمة، ضمن ثوابتها لحل الأزمة التي تستند على الالتزام بدعم وإغاثة الشعب السوداني وعدم الانحياز لأي طرف من أطراف الصراع، والعمل على حشد الجهود الدولية والإقليمية لإيجاد حل سلمي للأزمة، ودعم بدء حوار دبلوماسي يحقق للشعب السوداني تطلعاته في التنمية، والأمن، والازدهار، والتقدم. ومنذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتّاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائبه السابق الفريق أول محمد حمدان دقلو في أبريل/نيسان 2023 حتى اليوم، لم تتوقف جهود الإمارات لوقف التصعيد وإنهاء الأزمة بالحوار والطرق السلمية. جهود كان للإمارات السبق فيها على الصعيد الإنساني والريادة في المجال الدبلوماسي والإنساني. على الصعيد الإنساني، كانت الإمارات أول دولة تعلن بعد أيام من اندلاع الأزمة عن تقديم 50 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة للسودان، في سبق إنساني وجهت دولة الإمارات عبره أنظار العالم إلى ضرورة التركيز على البعد الإنساني للأزمة السودانية لتخفيف وطأة الأزمة على المدنيين. سبق إنساني عززته الإمارات بمبادرات إنسانية متتالية، كان أحدثها تنظيم الإمارات في 14 فبراير/شباط الماضي بالتعاون مع إثيوبيا والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) "المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان"، والتي أعلنت خلاله تقديم 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية، ليصل إجمالي المساعدات الإماراتية منذ اندلاع الأزمة إلى 600.4 مليون دولار، وترتفع إجمالي مساعداتها للسودان على مدار الـ 10 سنوات الماضية إلى أكثر من 3.5 مليار دولار. جهود إنسانية رائدة استندت على حراك دبلوماسي وسياسي متواصل لإنهاء الأزمة بدأ فور اندلاعها وتواصل على مدار الفترة الماضية، وتوج بإطلاق عدة مبادرات دبلوماسية للدفع نحو حل سياسي لإنهاء الأزمة، كان أبرزها إنشاء منصة (ALPS منصة متحالفين لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان) التي انطلقت اجتماعاتها في سويسرا في أغسطس/آب الماضي بمشاركة إماراتية فاعلة. أكاذيب وعراقيل تلك الجهود البارزة حاول أحد أطراف الأزمة عبثًا التشويش عليها عبر أكاذيب مغرضة وافتراءات لا تمت للحقيقة بصلة، تزعم انحياز دولة الإمارات لأحد أطراف الأزمة في السودان ودعمه بالأسلحة والذخائر. أكاذيب سرعان ما نفتها الإمارات، ودحضت المزاعم بشأن انحيازها لأي من أطراف نزاع السودان، مؤكدة أن السلام والحل السياسي أولويتها. وأكدت دولة الإمارات بشكل قطعي أمام المجتمع الدولي - من خلال التواصل مع مجلس الأمن الدولي والشركاء الدوليين - بأنها لا تقدم الدعم لأي من الطرفين المتحاربين في السودان، وشددت على التزامها الراسخ بدعم القانون الدولي، وضمان المساءلة عن الفظائع التي ارتكبها الطرفان. أكاذيب تكررت على مدار الفترة الماضية ضمن محاولات عبثية متكررة لصرف انتباه المجتمع الدولي عن أعمال العنف التي ترتكب على الأرض من قبل الأطراف المتحاربة، عبر خلق خلافات جانبية معها، وصلت إلى اعتداء جوي شنته القوات المسلحة السودانية على مقر سكن سفير دولة الإمارات في الخرطوم، في 29 من سبتمبر/أيلول الماضي، في خرقٍ صارخ للمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية، وللمواثيق والأعراف الدولية. وعقب الكشف عن تلك الجريمة، أعربت نحو 100 دولة إلى جانب عدد من المنظمات الدولية في بيانات منفصلة عن إدانتها الشديدة لهذا الهجوم الجبان، وعبرت عن تضامنها مع دولة الإمارات في هذا الاستهداف الغاشم، في موقف يؤكد المكانة التي تحظى بها الإمارات في المجتمع الدولي، والثقة الدولية بدبلوماسيتها الداعمة للأمن والسلام في كل مكان. وسبق أن أكدت الإمارات أن تلك المحاولات لن تثنيها "عن مواصلة العمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين لإيجاد حل سياسي عاجل يحفظ السودان ويساعد الشعب السوداني". سياسة استعداء غريبة وغير مبررة، عمقت الأزمة السودانية وزادت حدتها، عبر محاولة الهروب من أي محاولات جادة لحل الأزمة داخليًا، عبر تصديرها للخارج، في أسلوب يستهدف اختلاق أزمات جديدة للتنصل من المسؤولية. حراك دبلوماسي ومع اقتراب عامين على اندلاع الأزمة، تعيد "العين الإخبارية" في السطور التالية تسليط الضوء مجددًا على أبرز الجهود الدبلوماسية والإنسانية الإماراتية لإنهاء الصراع. فور اندلاع الأزمة في إبريل/نيسان 2023، سارعت دولة الإمارات بإصدار بيان أعربت فيه عن قلقها من التطورات الحادثة في السودان، ودعت جميع أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة بالحوار. أعقب البيان تحركات متواصلة لمسئولي الإمارات ودبلوماسييها، وعلى رأسهم الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي الذي أجرى مباحثات مع نظرائه حول العالم بشأن تطورات الأوضاع في السودان وسبل وقف التصعيد. قدمت الإمارات دعمًا قويًا لأي مبادرة وكل حراك كانت تقوم به الدول الشقيقة والصديقة لإنهاء الأزمة. دعم الجهود الدولية شاركت الإمارات في كل جهد دولي لإنهاء الأزمة دبلوماسيًا وسياسيًا، وهو ما توج بالإعلان عن إنشاء منصة ALPS (منصة متحالفين لتعزيز إنقاذ الحياة والسلام في السودان) التي انطلقت اجتماعاتها في سويسرا في أغسطس/آب الماضي بمشاركة إماراتية فاعلة. وتضم: الإمارات والسعودية والولايات المتحدة ومصر وسويسرا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وركزت على توسيع نطاق الوصول الإنساني في حالات الطوارئ واحترام القانون الدولي الإنساني. نظّمت دولة الإمارات، إلى جانب إثيوبيا والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، بالتعاون مع الأمم المتحدة "المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان" في أديس أبابا في 14 فبراير/شباط الماضي، وأعلنت خلاله عن تقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 200 مليون دولار أمريكي، في إطار القيم الإنسانية الراسخة لدولة الإمارات ووقوفها إلى جانب الشعب السوداني الشقيق في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة. كما أطلق المؤتمر دعوة قوية وموحدة لهدنة إنسانية خلال شهر رمضان المبارك، لتكون فرصة لتحقيق السلام، وإيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى جميع السودانيين المحتاجين. شاركت الإمارات في 20 فبراير/شباط 2025 في الإطلاق المشترك بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لخطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للسودان لعام 2025 والخطة الإقليمية للاستجابة للاجئين في السودان. وجددت الإمارات خلال مشاركتها دعوتها لجميع الأطراف بضمان الوصول الآمن والمستدام وبلا أية عوائق للمساعدات الإنسانية، مشددة على أن الأمر ليس مجرد نداء إنساني بل هو من الالتزامات الموجبة بناء على القانون الإنساني الدولي، حيث أن عرقلة الوصول إلى المساعدات أمر مرفوض. دعت دولة الإمارات في بيانها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها التاسعة والسبعين في سبتمبر/أيلول الماضي، الأطراف المتحاربة إلى وقف القتال بشكلٍ فوريٍّ ودائم، والسماح بدخول المساعدات عبر الحدود وخطوط النزاع، بشكلٍ مستدام ودون عوائق، وأكدت العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لرفع المعاناة عن الشعب السوداني الشقيق من أجل حياة أكثر أمانًا وازدهارًا. أصدرت دولة الإمارات، و14 دولة أخرى، في 17 يوليو/تموز الماضي، بيانًا أعربت فيه عن بالغ قلقها بشأن الأمن الغذائي في السودان والمخاوف بشأن خطر المجاعة، والتأثيرات الوخيمة للوضع المتدهور على سلامة المدنيين، ودعت الأطراف المتحاربة في السودان إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، واحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، والامتثال لجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. دعت الإمارات في يونيو/حزيران الماضي، في بيان، تضمن رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تجنب حدوث مجاعة وشيكة في السودان، وأكدت دعمها لجميع المبادرات الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار، والعودة إلى حكومة شرعية تمثل كافة أفراد الشعب السوداني. شاركت الإمارات في قمة دول حركة عدم الانحياز في العاصمة الأوغندية "كمبالا" يناير/كانون الثاني 2024، وأكدت خلالها دعمها للجهود المبذولة للتهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والحث على العمل لإنهاء الصراع في السودان. أصدرت الخارجية الإماراتية أكثر من بيان على مدار العامين الماضيين أعربت فيه عن قلق دولة الإمارات العربية المتحدة البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في السودان، وارتفاع خطر المجاعة، واستمرار تشريد الآلاف من المدنيين، ودعت الأطراف السودانية المتحاربة على العودة إلى الحوار، واحترام التزاماتهم المتعلقة بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وعاجل ودون عوائق، والامتثال لالتزامات القانون الإنساني الدولي. حقائق وأرقام بلغة الحقائق والأرقام، واصلت دولة الإمارات جهودها الإنسانية والإغاثية لدعم الشعب السوداني في ظل الأزمة الراهنة، عبر سلسلة من المبادرات التي تستهدف تخفيف المعاناة وتقديم المساعدات العاجلة للفئات الأكثر تضررًا، وهو تبرزه الأرقام كما يلي: بلغت قيمة المساعدات الإماراتية للشعب السوداني ما بين 2014 و2025 أكثر من 3.5 مليار دولار أمريكي. قدمت الإمارات مساعدات إنسانية منذ اندلاع النزاع في السودان عام2023 بقيمة 600.4 مليون دولار. من بينها 200 مليون دولار تعهدت بها دولة الإمارات في المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان الذي عقد في أديس أبابا 14 فبراير/شباط 2025. 12 ألف طن مساعدات أرسلت دولة الإمارات 160 طائرة وسفينة واحدة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى السودان والدول المجاورة، بإجمالي 12 ألف طن من المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية، وذلك في إطار جهودها المستمرة لدعم المتضررين من الأزمة الإنسانية. 3 مستشفيات أنشأت الإمارات 3 مستشفيات لتوفير الخدمات الطبية للاجئين في دول الجوار، وتفصيلها كالتالي: افتتحت دولة الإمارات مارس/ أذار الجاري مستشفى مادهول الميداني في ولاية شمال بحر الغزال بجنوب السودان شيّدت الإمارات مستشفييْن ميدانيّيْن في مدينتي أمدجراس وأبشي في تشاد قاما بعلاج 90889 حالة. دعم المنظمات الأممية قبيل المبادرة الإنسانية التي أُعلنتها في أديس أبابا، تعهدت الإمارات خلال مشاركتها في اجتماعات المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان في العاصمة الفرنسية باريس، 17 أبريل/نيسان الماضي، بتقديم 100 مليون دولار أمريكي دعمًا للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار. وأعلنت في 17 يونيو/حزيران الماضي أنها ستخصص 70 مليون دولار منهم كمساعدات للسودان عبر وكالات الأمم المتحدة، فيما ستوجه 30 مليون دولار أخرى لدول الجوار التي تؤوي لاجئين ونازحين. في إطار دعمها للنساء المتضررات من الأزمة السودانية، أعلنت الإمارات تقديم 10.25 مليون دولار للأمم المتحدة، حيث سيتم تخصيص 3 ملايين دولار لكل من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية، و2 مليون دولار لصندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني، و2 مليون دولار لصندوق الأمم المتحدة للسكان، إضافة إلى 250 ألف دولار لدعم برنامج الاستجابة بناءً على النوع الاجتماعي في تشاد. مساعدات تتدفق كنهر عطاء ينبع من دار زايد لإغاثة أهل السودان، الأمر الذي يجسّد خصوصية العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين من جانب، ومن جانب آخر يؤكد أن التزام الإمارات بمد يد العون والمساعدة للأشقاء في السودان، هو التزام تاريخي بدأ منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ويتواصل حتى اليوم بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات. يأتي ذلك في إطار حرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، وتؤكد نهج العمل الإنساني الراسخ الذي يعد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية التي لطالما أكدت قيادتها ضرورة مد يد العون والمساعدة للشعوب كافة التي تمر بظروف صعبة سواء كان بسبب كوارث طبيعية أو حروب وأزمات سياسية أو صحية. aXA6IDMxLjU4LjMxLjg5IA== جزيرة ام اند امز GB