#أحدث الأخبار مع #عبداللهالمضيان،Independent عربية٠٣-٠٥-٢٠٢٥صحةIndependent عربيةرجال الفلاتر... الطريق نحو إدمان القناعأصبح الرجل اليوم أكثر خضوعاً للضغوط المجتمعية نفسها التي طالما واجهتها النساء في ما يخص التغييرات المتعلقة بالمظهر الخارجي، التي كانت تملي عليهن سابقاً حول استخدام المكياج وعمليات التجميل وربطها بالخداع، بل أصبحت هذه الأمور المتعلقة بالنساء مقبولة بالمقارنة مع توجهات بعض الرجال أخيراً، والمتعلقة بهوس الجمال سواء افتراضياً باستخدام الفلاتر، أو حتى واقعياً بعمليات التجميل. واجه هذا الاتجاه الجديد رفضاً مجتمعياً، إذ يرى بعضهم أن اهتمام الرجال بالمظهر الخارجي يتعارض مع القيم التقليدية للرجولة، وينظر إلى من يستخدم الفلتر على أنه يعاني نقصاً في الصلابة. مع ذلك يرى المتخصصون النفسيون أن هذا السلوك يعكس رغبة طبيعية في تأسيس هوية رقمية وتعبير عن الذات، وأن الرغبة في الجمال هي غريزة إنسانية لا تقتصر على جنس دون الآخر، ولكنها قد تكون أمراً سلبياً إذا تعدت الحدود المعقولة وتحولت إلى إدمان أو أثرت سلباً في الصحة النفسية. رفض مجتمعي بدأت ثوره الفلاتر بعدما أصدرت "أبل" منتجها "آيفون 4" بكاميرا أمامية بدأت معها صور السيلفي، وبعدها الفلاتر التي كانت في الماضي تتطلب خطوات عدة للوصول إلى التعديل المطلوب عبر برامج مثل "فوتوشوب" وغيرها، ثم بدأت برامج التواصل الاجتماعي تتنافس بأشكال الفلاتر، ولا يزال في ذاكرة البعض فلتر الكلب، وطوق الورد، اللذان كانا يتصدران قائمة الأكثر استخداماً عام 2016 على "سناب شات". هنا بدأ الرفض المجتمعي لصور الرجل بهذه التحسينات المبالغ فيها، وأصبح تعليق "نطالب بالتجنيد الإجباري" مرافقاً لأية صورة محسنة بهذه الفلاتر، كونها أنثوية ولا تليق بخشونه الرجل. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولم يتوقف استخدام الرجال للفلاتر على رغم هذا الرفض، وقد يكون السبب تنوع الفلاتر الحديثة التي أصبحت أقل وضوحاً بمعنى أنها تقوم بتغييرات بسيطة كتصغير الأنف بصورة غير واضحة إلا للأشخاص الذين يعرفون الصورة الحقيقية للشخص. يفسر استشاري الطب النفسي عبدالله المضيان، سبب لجوء الرجال للفلاتر التجميلية بالرغبة في القبول الاجتماعي، إذ يحتاج الإنسان بطبيعته إلى القبول والانتماء، واستخدام الفلاتر قد يعزز من فرص الحصول على تفاعل إيجابي وتعليقات داعمة ومجاراة للضغوط الاجتماعية في عالم تسيطر عليه معايير جمالية صارمة ومثالية، وقد يشعر بعض الرجال بأن تحسين مظهرهم واجب لتحقيق المنافسة أو الظهور بصورة مواكبة. في بعض الأحيان يواجه الرجل الذي ينشر محتوى جاداً على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام فلتر، تعليقات تفيد بأنه "قد يكون محتواك جاداً ومفيداً ولكن استخدامك للفلتر قلل من مصداقيتك"، هنا يعلق المضيان بالقول "قد ينظر بعض المتلقين إلى الرجل الذي يستخدم فلاتر تجميلية أثناء إيصال رسائل جادة بنوع من التحفظ أو التشكيك، وبخاصة إذا أحسوا بأن هناك انفصالاً بين المظهر المعروض والرسالة المقدمة، علمياً يخلق التنافر بين الشكل والمضمون ما يسمى بالتنافر المعرفي (Cognitive Dissonance) عند المتلقي، مما قد يضعف من تأثير الرسالة أو يقوض صدقيتها جزئياً". هوية رقمية وعن سبب تقبل المجتمع للفلتر بالنسبة إلى النساء على عكس الرجال من الناحية النفسية، قال المضيان إن "استخدام الفلتر عند النساء يرتبط غالباً بتقاليد اجتماعية قديمة تقدر التزين والتجمل، مما يجعل استخدام الفلاتر أكثر تقبلاً وأقل عرضة للتقييم السلبي، أما عند الرجال فنظراً إلى المعايير الاجتماعية التقليدية التي تربط الرجولة بالواقعية والخشونة، قد يُنظر إلى استخدام الفلاتر التجميلية بنوع من الاستغراب أو النقد، مما يضع المستخدم تحت ضغط داخلي أعلى، ويعرضه أيضاً لاحتمالات أكبر للشعور بالعار أو الذنب المرتبط بالمظهر". وأوضح استشاري الطب النفسي أنه ينبغي فهم ظاهرة استخدام الفلاتر ضمن إطار تشكيل الهوية الرقمية، إذ أصبحت للأفراد في العالم الافتراضي حرية تشكيل صور تمثل طموحاتهم الجمالية أو الاجتماعية، لكن الاعتماد المفرط على الفلاتر قد يؤشر إلى وجود مشكلات أعمق مثل اضطراب صورة الجسد وتشوهها، خصوصاً إذا رافقه قلق دائم حيال المظهر الواقعي. أضاف "بصفتي طبيباً نفسياً، أرى أن استخدام الفلاتر بصورة مفرطة، خصوصاً فلاتر التجميل، قد يعكس مشكلة أعمق تتعلق بصورة الذات وتقدير النفس"، متابعاً "أنا ضد هذه الممارسات، خصوصاً عند الرجال، لأنها تسهم في خلق فجوة بين صورة الرجل الواقعية وصورته الرقمية، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في تقدير الذات والشعور بعدم الرضا عن الهوية الحقيقية". وعن حرية تشكيل الهوية الرقمية، قال إنه يجب ألا تتحول إلى هرب مستمر من الذات، أو محاولة لإخفاء العيوب الطبيعية التي هي جزء من تركيبتنا الإنسانية. إدمان القناع مع كثرة استخدام الفلاتر وجد الرجل نفسه أسيراً لصورته المثالية، وصار يسعى إلى جعل هذا القناع الافتراضي واقعاً، عززت ذلك رغبته في إجراء تحسينات تجميلية، وقال جراح تجميل الوجه محمد الثمالي، إن الفلاتر جعلت كثيراً من الرجال يرون أن هذه الصورة المثالية قابلة للتحقيق عبر الطب التجميلي سواء جراحة أو غيرها. وأشار الثمالي إلى أن هناك فارقاً بين طلبات الرجال والنساء الذين تأثروا بالفلاتر، وهو أن طلب الرجال غالباً يكون أكثر دقة وتحفظاً مقارنة بالنساء، ويميل نحو تحسين التفاصيل الصغيرة بدلاً من التغيير الجذري، بمعنى أدق يريدون الحفاظ على هوياتهم الأساسية مع تحسينها. استشاري تجميل وجراحات الوجه، محمد سعيد خان، قال، بدوره، إن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت منصة للمؤثرين والمشاهير من الرجال لمشاركة تجاربهم التجميلية علناً، وهذه الشفافية تسهم في تقليل الوصمة المحيطة بجماليات الرجال، وتشجع آخرين على التفكير في خوض تجارب مشابهة. واتفق الطبيبان خان والثمالي على أن أكثر الإجراءات طلباً هي تحديد الفك والذقن، وتصغير الأنف أو تحسين بروفايل الأنف، وإزالة التجاعيد المبكرة عبر البوتوكس والفيلر، وتوحيد لون البشرة وتحسين قوامها عبر الليزر أو التقشير، وكذلك زراعة الشعر، ويجد الثمالي أن المثير للاهتمام أن بعض المرضى لم يكونوا في الأصل يفكرون بالتجميل لولا اعتيادهم على صورتهم المحسنة بالفلاتر، ما خلق فجوة نفسية بين شكلهم الواقعي والصورة الرقمية المثالية. وعن سبب زيادة الإقبال على هذه الفلاتر، أشار خان إلى أن جائحة كورونا والعمل عن بعد أو "ثقافة الزوم" على حد تعبيره، هي ما أبرز فاعلية الفلاتر والتغيير الذي يمكن أن تحدثه، وهذا ما دفع بعضهم للبحث عن حلول دائمة.
Independent عربية٠٣-٠٥-٢٠٢٥صحةIndependent عربيةرجال الفلاتر... الطريق نحو إدمان القناعأصبح الرجل اليوم أكثر خضوعاً للضغوط المجتمعية نفسها التي طالما واجهتها النساء في ما يخص التغييرات المتعلقة بالمظهر الخارجي، التي كانت تملي عليهن سابقاً حول استخدام المكياج وعمليات التجميل وربطها بالخداع، بل أصبحت هذه الأمور المتعلقة بالنساء مقبولة بالمقارنة مع توجهات بعض الرجال أخيراً، والمتعلقة بهوس الجمال سواء افتراضياً باستخدام الفلاتر، أو حتى واقعياً بعمليات التجميل. واجه هذا الاتجاه الجديد رفضاً مجتمعياً، إذ يرى بعضهم أن اهتمام الرجال بالمظهر الخارجي يتعارض مع القيم التقليدية للرجولة، وينظر إلى من يستخدم الفلتر على أنه يعاني نقصاً في الصلابة. مع ذلك يرى المتخصصون النفسيون أن هذا السلوك يعكس رغبة طبيعية في تأسيس هوية رقمية وتعبير عن الذات، وأن الرغبة في الجمال هي غريزة إنسانية لا تقتصر على جنس دون الآخر، ولكنها قد تكون أمراً سلبياً إذا تعدت الحدود المعقولة وتحولت إلى إدمان أو أثرت سلباً في الصحة النفسية. رفض مجتمعي بدأت ثوره الفلاتر بعدما أصدرت "أبل" منتجها "آيفون 4" بكاميرا أمامية بدأت معها صور السيلفي، وبعدها الفلاتر التي كانت في الماضي تتطلب خطوات عدة للوصول إلى التعديل المطلوب عبر برامج مثل "فوتوشوب" وغيرها، ثم بدأت برامج التواصل الاجتماعي تتنافس بأشكال الفلاتر، ولا يزال في ذاكرة البعض فلتر الكلب، وطوق الورد، اللذان كانا يتصدران قائمة الأكثر استخداماً عام 2016 على "سناب شات". هنا بدأ الرفض المجتمعي لصور الرجل بهذه التحسينات المبالغ فيها، وأصبح تعليق "نطالب بالتجنيد الإجباري" مرافقاً لأية صورة محسنة بهذه الفلاتر، كونها أنثوية ولا تليق بخشونه الرجل. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ولم يتوقف استخدام الرجال للفلاتر على رغم هذا الرفض، وقد يكون السبب تنوع الفلاتر الحديثة التي أصبحت أقل وضوحاً بمعنى أنها تقوم بتغييرات بسيطة كتصغير الأنف بصورة غير واضحة إلا للأشخاص الذين يعرفون الصورة الحقيقية للشخص. يفسر استشاري الطب النفسي عبدالله المضيان، سبب لجوء الرجال للفلاتر التجميلية بالرغبة في القبول الاجتماعي، إذ يحتاج الإنسان بطبيعته إلى القبول والانتماء، واستخدام الفلاتر قد يعزز من فرص الحصول على تفاعل إيجابي وتعليقات داعمة ومجاراة للضغوط الاجتماعية في عالم تسيطر عليه معايير جمالية صارمة ومثالية، وقد يشعر بعض الرجال بأن تحسين مظهرهم واجب لتحقيق المنافسة أو الظهور بصورة مواكبة. في بعض الأحيان يواجه الرجل الذي ينشر محتوى جاداً على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام فلتر، تعليقات تفيد بأنه "قد يكون محتواك جاداً ومفيداً ولكن استخدامك للفلتر قلل من مصداقيتك"، هنا يعلق المضيان بالقول "قد ينظر بعض المتلقين إلى الرجل الذي يستخدم فلاتر تجميلية أثناء إيصال رسائل جادة بنوع من التحفظ أو التشكيك، وبخاصة إذا أحسوا بأن هناك انفصالاً بين المظهر المعروض والرسالة المقدمة، علمياً يخلق التنافر بين الشكل والمضمون ما يسمى بالتنافر المعرفي (Cognitive Dissonance) عند المتلقي، مما قد يضعف من تأثير الرسالة أو يقوض صدقيتها جزئياً". هوية رقمية وعن سبب تقبل المجتمع للفلتر بالنسبة إلى النساء على عكس الرجال من الناحية النفسية، قال المضيان إن "استخدام الفلتر عند النساء يرتبط غالباً بتقاليد اجتماعية قديمة تقدر التزين والتجمل، مما يجعل استخدام الفلاتر أكثر تقبلاً وأقل عرضة للتقييم السلبي، أما عند الرجال فنظراً إلى المعايير الاجتماعية التقليدية التي تربط الرجولة بالواقعية والخشونة، قد يُنظر إلى استخدام الفلاتر التجميلية بنوع من الاستغراب أو النقد، مما يضع المستخدم تحت ضغط داخلي أعلى، ويعرضه أيضاً لاحتمالات أكبر للشعور بالعار أو الذنب المرتبط بالمظهر". وأوضح استشاري الطب النفسي أنه ينبغي فهم ظاهرة استخدام الفلاتر ضمن إطار تشكيل الهوية الرقمية، إذ أصبحت للأفراد في العالم الافتراضي حرية تشكيل صور تمثل طموحاتهم الجمالية أو الاجتماعية، لكن الاعتماد المفرط على الفلاتر قد يؤشر إلى وجود مشكلات أعمق مثل اضطراب صورة الجسد وتشوهها، خصوصاً إذا رافقه قلق دائم حيال المظهر الواقعي. أضاف "بصفتي طبيباً نفسياً، أرى أن استخدام الفلاتر بصورة مفرطة، خصوصاً فلاتر التجميل، قد يعكس مشكلة أعمق تتعلق بصورة الذات وتقدير النفس"، متابعاً "أنا ضد هذه الممارسات، خصوصاً عند الرجال، لأنها تسهم في خلق فجوة بين صورة الرجل الواقعية وصورته الرقمية، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في تقدير الذات والشعور بعدم الرضا عن الهوية الحقيقية". وعن حرية تشكيل الهوية الرقمية، قال إنه يجب ألا تتحول إلى هرب مستمر من الذات، أو محاولة لإخفاء العيوب الطبيعية التي هي جزء من تركيبتنا الإنسانية. إدمان القناع مع كثرة استخدام الفلاتر وجد الرجل نفسه أسيراً لصورته المثالية، وصار يسعى إلى جعل هذا القناع الافتراضي واقعاً، عززت ذلك رغبته في إجراء تحسينات تجميلية، وقال جراح تجميل الوجه محمد الثمالي، إن الفلاتر جعلت كثيراً من الرجال يرون أن هذه الصورة المثالية قابلة للتحقيق عبر الطب التجميلي سواء جراحة أو غيرها. وأشار الثمالي إلى أن هناك فارقاً بين طلبات الرجال والنساء الذين تأثروا بالفلاتر، وهو أن طلب الرجال غالباً يكون أكثر دقة وتحفظاً مقارنة بالنساء، ويميل نحو تحسين التفاصيل الصغيرة بدلاً من التغيير الجذري، بمعنى أدق يريدون الحفاظ على هوياتهم الأساسية مع تحسينها. استشاري تجميل وجراحات الوجه، محمد سعيد خان، قال، بدوره، إن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت منصة للمؤثرين والمشاهير من الرجال لمشاركة تجاربهم التجميلية علناً، وهذه الشفافية تسهم في تقليل الوصمة المحيطة بجماليات الرجال، وتشجع آخرين على التفكير في خوض تجارب مشابهة. واتفق الطبيبان خان والثمالي على أن أكثر الإجراءات طلباً هي تحديد الفك والذقن، وتصغير الأنف أو تحسين بروفايل الأنف، وإزالة التجاعيد المبكرة عبر البوتوكس والفيلر، وتوحيد لون البشرة وتحسين قوامها عبر الليزر أو التقشير، وكذلك زراعة الشعر، ويجد الثمالي أن المثير للاهتمام أن بعض المرضى لم يكونوا في الأصل يفكرون بالتجميل لولا اعتيادهم على صورتهم المحسنة بالفلاتر، ما خلق فجوة نفسية بين شكلهم الواقعي والصورة الرقمية المثالية. وعن سبب زيادة الإقبال على هذه الفلاتر، أشار خان إلى أن جائحة كورونا والعمل عن بعد أو "ثقافة الزوم" على حد تعبيره، هي ما أبرز فاعلية الفلاتر والتغيير الذي يمكن أن تحدثه، وهذا ما دفع بعضهم للبحث عن حلول دائمة.