logo
#

أحدث الأخبار مع #عبدهالحامولي

ألمظ والحامولي.. حكاية عشق غيرت وجه الغناء المصري
ألمظ والحامولي.. حكاية عشق غيرت وجه الغناء المصري

الدستور

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الدستور

ألمظ والحامولي.. حكاية عشق غيرت وجه الغناء المصري

كان الغناء في مصر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حرفة تمارس بطقوس دقيقة كأي صنعة أخرى، لا يعرف طريقها إلا أصحاب الأصوات الأصيلة الذين يخضعون لاختبارات مشايخ الطرب وكبار الصييتة. من هذا العالم انطلقت حكاية "أمير الغناء المصري" عبده الحامولي، الذي لم يكن من أبناء القصور، بل من أبناء الشعب الذين خاطبوا وجدان الناس بلحن مصري خالص. وحسبما ذكر في مجلة المصور، عدد 1 يونيو 2001. عبده الحامولي إنه في ذروة مجده الفني، التقى "الحامولي" بالمطربة الشهيرة "ألمظ" التي أسرت القلوب بصوتها الدافئ. جمعتهما قصة حب قوية، لكن الزواج لم يكن سهلًا؛ فالمظ اشترطت موافقة شقيقاتها الثلاث. المفاجأة أن الشقيقات لم يمانعن، بل استقبلن الخبر بالزغاريد والترحاب، ليبدأ فصل جديد في حياة الثنائي الذي غير وجه الأغنية المصرية. كان الحامولي يرى في صوت ألمظ منافسة حقيقية لسلطنته على عرش الطرب، لكنه لم يمنعها من الغناء بدافع الغيرة أو الخوف من شهرتها كما أشاع البعض. الحقيقة، كما يرويها تقرير مجلة المصور 1 يونيو 2001، أن عبده كان يحبها حبًا جارفًا، يغار عليها من نظرات الرجال، ويؤمن أن مكانها الطبيعي هو البيت لا المسارح. بعد زواجهما، اتخذ عبده قرارًا نهائيًا: "المظ لن تغني مرة أخرى". وبرغم توسلاتها ومحاولاتها الحنونة لإثنائه عن قراره، ظل الحامولي ثابتًا، لا يتراجع. كان يرى في قرار اعتزالها حفاظًا على قدسية العلاقة، حتى لو كلفه ذلك غضب الخديو إسماعيل نفسه، الذي أرسل في طلب المظ مرارًا لإعادتها للغناء في القصر. عبده الحامولي ألمظ، بحبها العميق لعبده، أطاعته وتخلت عن مجدها الغنائي، لكنها لم تبتعد عن صوتها. وجهت موهبتها إلى تلاوة القرآن الكريم، حتى أصبحت مقرئة متميزة تنافس أعظم المقرئين في عصرها، وكان عبده يدعو أصدقاءه للاستماع إليها في سهرات روحية داخل بيته. لم تكن المظ مجرد زوجة مطيعة، بل كانت شريكة رأي وفن. كان عبده يعرض عليها ألحانه الجديدة قبل أن يسمعها الناس، يستمع لملاحظاتها وينفذها دون تردد. لقد جمعت بين أن تكون ملهمته، ومستشارته الفنية، وحب عمره. عبده الحامولي لكن القدر لم يمهلهما طويلًا، في فجر 4 يناير 1879، رحلت "ألمظ" عن الدنيا وهي تتلو آيات من القرآن الكريم، ناطقة بالشهادتين، تاركة عبده الحامولي غارقًا في الحزن. لم ينقطع عن زيارة قبرها، ولا عن الغناء لها، مجسدًا حزنه الأبدي في أغنياته، حتى صار لحنه مشوبًا بمرارة الفقد، كما في رائعته "شربت المر من بعد التصافي". ورغم اتهام البعض له بعدم الوفاء لذكراها حتى النهاية، إلا أن "ألمظ" بقيت في وجدانه رمزًا لحب صادق صنع معجزة فنية وإنسانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store