أحدث الأخبار مع #عتبي


الوطن
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الوطن
عن تجربتي في «جنة الشوك»!
يقول حكماء «حراس الكلمة» إن الصحافة هي «سلاح من لا سلاح له» وإن «القلم أمضى من السيف»، لما للكلمة من قوة وتأثير على ديمومة الإبداع والتفاعل الإنساني، وذلك إيماناً من حراسها بأن الكلمة الحرة يجب ألا تذهب سدى، وإلا ستغيب بلا رجعة عن وعي الشعوب وضمائرهم. والصحافة، كما يصفها أحد هؤلاء الحكماء، هي «تاريخ في لحظة تكوّنه». ولا يمكن تنصيبها كسلطة رابعة للمجتمع، كما يتباهى أصحاب المهنة، إلا إذا تبنّت خطّاً مستقلاً في الرأي والموقف، لتكتسب صفة تمثيل «الرأي الآخر»، والمحافظة على موقعها كمصدر أساسي من مصادر التاريخ وشاهداً عليه. والصحافة بالنسبة لي، أو لنقل هواية الكتابة الصحفية، لم تخطر لي على بال إلا في ذلك اليوم الصيفي الكئيب من أغسطس 2000، عندما هزّ البحرين هول حادثة طيران الخليج القادمة من القاهرة. كنت حينها على مفترق طرق حياتي المهنية، بعد أن تركت وظيفتي في إحدى كبريات الشركات الوطنية. ولربما كان الحزن على الأرواح المفقودة، والرغبة في الانضمام، ولو بأضعف الإيمان، إلى جهود احتواء تبعات تلك الكارثة وآلامها البشرية، هو ما دفعني إلى البحث عن متنفس يستوعب ما يختلج القلب والخاطر، تفاعلًا مع واقعة لم نعهدها من قبل. ومع مرور الوقت، بدأت الكتابة الصحفية تجذبني إلى ساحتها، وكانت جريدة «الأيام» أول ميادين التجربة الفتية، والمحظوظة بإطراء الأب وتشجيعه لمحاولات الابنة الحالمة بتتبع خطى قلمه الشهير بـ «صداه» الواسع في التأثير، والمتسبب، أيضاً، في «تصديع» رؤوس من اختلف معهم في الرأي أو عارضهم في الموقف. وليس سهلاً أن تُترك هكذا وحدك، تتقاذفك أمواج الصحافة الهائجة بسجالات محترفيها واستعلاء متمرّسيها على متطفليها. لذلك، لم تطل إقامتي في رحاب صاحبة الجلالة، فانتقلت إلى مسيرة عمل جديدة، لم تخلُ من ممارسة الكتابة، وإن كانت بصيغ مختلفة، ولكن لها كل الفضل في إنضاج وتهذيب القلم وإبقائه على صلة مع «جنة الشوك». ولأن للصحافة سحرها الخاص على النفس، بحكم ظروف النشأة، فقد أسرتني المدرسة المقالية لطه حسين «الصحفي»، صاحب كتاب وعمود «جنة الشوك» في الصحف المصرية، المتألقة بذائقته الأدبية ونزعته الإصلاحية، لا سيما قناعته بأنها فن حضاري ذو وظيفة اجتماعية مباشرة لقيادة الفكر وتكوين الرأي. ولأن فنون الكتابة الصحفية تتنوع وتتطور بتفاعلها «الذكي» مع جماهيرها، ولا يمكن الاكتفاء بلون واحد من ألوانها أو مرجع وحيد من مراجعها، فلا يزال القلم يتدرب ويتحرى مزاج المهنة وأسرارها. وأجدني ممتنة لصحيفة «الوطن» على استضافتها لنا على هذه المساحة الأسبوعية، التي نعتبرها محطة جديدة لاختمار التجربة وتطورها. وإذا كان لي من عتب على الصحافة، فإن عتبي يكمن في غياب من يتبنى القلم الوليد أو يقدم له النصح لوجه الله! وقد يكون عتبي هذا في غير محله، وإنني أبالغ في ظني بأن الهاوي بحاجة إلى محترف يرشده لتجاوز وعورة الطريق. لا أعرف! لكن ما أعرفه يقيناً هو أن الصحافة، كمهنة وككيان مسؤول عن حماية منبت الكلمة، باقية ما بقيت الكلمة. ولا بد من تأمين التدفق العذب لأنهار الصحافة وفنونها وأصولها، والبناء على أجمل تجاربها. ولتأمين استمرارية ذلك التدفق، ماذا لو درسنا فكرة إنشاء أكاديمية خاصة للصحافة في البحرين، تستلهم توجهها من حقبتها الذهبية على يد روادها الكبار، الذين أعلوا صوت التوسط، ولم يقل أداؤهم عن نظرائهم في العالم العربي؟ لنتعلم من ثراء وتنوع سيرتهم الصحفية: كيف حافظوا على حرية النص رغم غياب عصا القانون؟ وكيف حوّلوا الصحافة إلى صناعة لإنتاج الفكر وتنشيط الرأي؟ وكيف تجنبوا تحويلها إلى تجارة كاسدة أو منبع للإثارة؟ وكيف استقروا على قاعدة الصحافة هي أول محطة لأي تجديد وتنوير وطني؟ وأترك الفكرة في ملعب «حراس الكلمة».. وكل عام والصحافة منبراً للتنوير. * عضو مؤسس دارة محمد جابر الأنصاري للفكر والثقافة


العربية
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- العربية
رمضانيات 46
لا أروع من أجواء الشهر الكريم، روحانية وطمأنينة، وخيرات ومسرات، هنا بعض المشاهدات والالتقاطات لرمضان عام 1446هـ: "مترو الرياض" أحدث فرقاً واضحاً هذا العام في مدينة الرياض، فلقد أمسى أسهل وسيلة للوصول إلى المساجد الأشهر في التراويح، وإلى الغبقات وجمعات السحور، نعمة تستوجب الشكر لله سبحانه وتعالى، والامتنان لقيادتنا الرشيدة، التي حولت الأحلام إلى واقع ملموس. اكتسح المسلسل السعودي "شارع الأعشى" ليس فقط الساحة السعودية، بل حتى الخليجية، وهو ما يؤكد أن الرواية المنهل الأفضل للدراما، غير أن عتبي على صناع المسلسل أنه أظهر شبابنا بأسوء الصفات "متشدد، عربجي"، بينما ظهر شباب المغتربين بأنهم الأرقى والأصدق، كما هو الحال مع الفتيات، وكان من الممكن أن تكون النماذج متنوعة، حتى تكتمل الصورة. من لم يزر المناطق التي افتتحت من مشروع ممشى المسار الرياضي في مدينة الرياض، فقد فاته الشيء الكثير. خلطة "شباب البومب" لا تزال مستمرة وتتمدد، بساطة في الطرح ووضوح في الفكرة، والأهم نقل حقيقي لحياتنا اليومية، فكأنما نشاهد أنفسنا بصدق، وهو ما يجعله متربعاً على القمة، كما كان "طاش ما طاش" يفعل سابقاً. سابقاً كان الشباب يجتمعون على دوري كرة طائرة وكرة سلة، والآن صارت دوريات رمضان "بلاي ستيشن" وغيرها من ألعاب الفيديو! يبدو أنني وصلت إلى قناعة "أن الدراسة في رمضان غير ممكنة"، بالذات بهذه المواقيت، فالطالب يسهر حتى الفجر، ويذهب للمدرسة أو الجامعة وهو لم يأخذ كفايته من النوم، لكن ما الذي يمنع أن نفكر بمواعيد جديدة؟ كأن تكون الدارسة بعد صلاة الفجر مباشرة، أو بعد صلاة الظهر! فقد يكون الحل السحري للغياب. رائع ما قامت به أمانة مدينة الرياض من إضافة زينة ضوئية رمضانية لبعض الشوارع والتقاطعات، مما أضاف ألقاً لأجواء الشهر الفضيل. يبدو أن برامج تقليد الشخصيات والمشاهد الكوميدية فقدت بريقها السابق، ولم تعد تجذب الجمهور الرمضاني، الذي انشغل بمفارقات لخبطة اللهجات في المسلسلات السعودية والخليجية! بمثل هذا الطقس البديع، والأجواء الاجتماعية، أحلم ألا ينتهي رمضان.. ولو يخفف "الدوام" كذلك؛ أتمنى أن يصبح العام كله رمضان! مبهج ما يقوم به بعض مؤثري منصات التواصل الاجتماعي، من تقديم محتوى نافع في رمضان، على شكل حلقات مسلسلة، تسهم في رفع الوعي والحصيلة المعرفية لمتابعيهم. نعم، لا أفضل من نهار رمضان لإنجاز الأعمال المتأخرة، هدوء وتركيز، هذا العام كان جدولي مزدحماً ببعض المتأخرات، والتي والله الحمد أنجزتها قبل حلول العشر الآواخر. أسأل لنا ولكم القبول، وأن يعيد مواسم الخيرات على بلادنا المباركة، ونحن في خيرٍ وأمان.. اللهم آمين.

سعورس
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- سعورس
نشر في الرياض يوم 23 - 03
"مترو الرياض" أحدث فرقاً واضحاً هذا العام في مدينة الرياض ، فلقد أمسى أسهل وسيلة للوصول إلى المساجد الأشهر في التراويح، وإلى الغبقات وجمعات السحور، نعمة تستوجب الشكر لله سبحانه وتعالى، والامتنان لقيادتنا الرشيدة، التي حولت الأحلام إلى واقع ملموس. اكتسح المسلسل السعودي "شارع الأعشى" ليس فقط الساحة السعودية، بل حتى الخليجية، وهو ما يؤكد أن الرواية المنهل الأفضل للدراما، غير أن عتبي على صناع المسلسل أنه أظهر شبابنا بأسوء الصفات "متشدد، عربجي"، بينما ظهر شباب المغتربين بأنهم الأرقى والأصدق، كما هو الحال مع الفتيات، وكان من الممكن أن تكون النماذج متنوعة، حتى تكتمل الصورة. من لم يزر المناطق التي افتتحت من مشروع ممشى المسار الرياضي في مدينة الرياض ، فقد فاته الشيء الكثير. خلطة "شباب البومب" لا تزال مستمرة وتتمدد، بساطة في الطرح ووضوح في الفكرة، والأهم نقل حقيقي لحياتنا اليومية، فكأنما نشاهد أنفسنا بصدق، وهو ما يجعله متربعاً على القمة، كما كان "طاش ما طاش" يفعل سابقاً. سابقاً كان الشباب يجتمعون على دوري كرة طائرة وكرة سلة، والآن صارت دوريات رمضان "بلاي ستيشن" وغيرها من ألعاب الفيديو! يبدو أنني وصلت إلى قناعة "أن الدراسة في رمضان غير ممكنة"، بالذات بهذه المواقيت، فالطالب يسهر حتى الفجر، ويذهب للمدرسة أو الجامعة وهو لم يأخذ كفايته من النوم، لكن ما الذي يمنع أن نفكر بمواعيد جديدة؟ كأن تكون الدارسة بعد صلاة الفجر مباشرة، أو بعد صلاة الظهر! فقد يكون الحل السحري للغياب. رائع ما قامت به أمانة مدينة الرياض من إضافة زينة ضوئية رمضانية لبعض الشوارع والتقاطعات، مما أضاف ألقاً لأجواء الشهر الفضيل. يبدو أن برامج تقليد الشخصيات والمشاهد الكوميدية فقدت بريقها السابق، ولم تعد تجذب الجمهور الرمضاني، الذي انشغل بمفارقات لخبطة اللهجات في المسلسلات السعودية والخليجية! بمثل هذا الطقس البديع، والأجواء الاجتماعية، أحلم ألا ينتهي رمضان.. ولو يخفف "الدوام" كذلك؛ أتمنى أن يصبح العام كله رمضان! مبهج ما يقوم به بعض مؤثري منصات التواصل الاجتماعي، من تقديم محتوى نافع في رمضان، على شكل حلقات مسلسلة، تسهم في رفع الوعي والحصيلة المعرفية لمتابعيهم. نعم، لا أفضل من نهار رمضان لإنجاز الأعمال المتأخرة، هدوء وتركيز، هذا العام كان جدولي مزدحماً ببعض المتأخرات، والتي والله الحمد أنجزتها قبل حلول العشر الآواخر. أسأل لنا ولكم القبول، وأن يعيد مواسم الخيرات على بلادنا المباركة، ونحن في خيرٍ وأمان.. اللهم آمين.