#أحدث الأخبار مع #عصمتالنمرالدستورمنذ 11 ساعاتترفيهالدستورالقافية.. التعبير الشعبي الذي مزج بين السخرية والبلاغة (خاص)من بين الملفات التراثية المرتبطة بثقافة الشارع المصري، ومنها ما يعرف بـ"القافية"، وهي إحد أشكال التعبير الشعبي الذي مزج بين السخرية والبلاغة، وارتبط بمقاهي مصر القديمة كما ارتبط بالوعي السياسي والاجتماعي في لحظات مفصلية من تاريخ البلاد. وفي هذا السياق، تحدث المؤرخ وباحث التراث عصمت النمر لـ"الدستور"، عن هذا الفن الذي ما زال حيا في الذاكرة الصوتية المصرية، رغم محاولات طمسه. وأشار إلى أن فن القافية، الذي يعد أحد تجليات "الردح" الشعبي، تم توثيقه ضمن الطقطوقات القديمة، حيث تظهر بعض الأغاني الشعبية في صورة حوار مقفى بين طرفين، غالبًا ما يتبادلان السخرية أو الانتقادات بطريقة لاذعة، مما يدل على أن هذا اللون ليس مجرد كلام عابر، بل يصنف كفن مستقل له جذور ضاربة في أعماق الثقافة المصرية. ولفت، إلى أن المصريين تميزوا بخفة ظلهم وقدرتهم الفائقة على توليد القوافي، وهو ما جعلهم الأبرع في هذا اللون من الفنون مقارنة بشعوب أخرى حاولت استخدامه، كالفلسطينيين أو اللبنانيين، لكن دون تلك الروح المرحة التي يتقنه بها المصريون. وأوضح أن: بعض المقاهي الشعبية في مصر خصصت لهذا الفن، حيث كان المطربون أو الشعراء الشعبيون يتبارون أمام جمهورهم، ويتناوبون إطلاق القوافي في أشبه ما يكون بمبارزات شعرية، على غرار ما كان يحدث في العصر الجاهلي. كانت هذه المباريات الفنية تجري في أجواء احتفالية، وكان الجمهور يتفاعل معها بحماس كبير، وقد وثقت أسماء بعض هذه المقاهي المتخصصة في كتبي، إلا أنني لا أتذكر اسم أشهرها الآن، لكنه محفوظ ضمن أرشيفي". وتطرق النمر إلى العلاقة بين فن القافية والحراك السياسي، مشيرًا إلى أن ثورة 1919 كانت لحظة فارقة أثرت بشكل كبير على هذا اللون الفني، حيث بدأ الفنانون الشعبيون في التعبير عن مواقفهم السياسية من خلال الأغنية المقفاة. وقال: "عندما منع اسم سعد زغلول من التداول، لجأ المغنون إلى التلميح به في الأغاني، وظهر ما يشبه التشفير الشعبي داخل القوافي، فصار كل شيء من الحياة اليومية يوظف في خدمة الفكرة الوطنية، حتى كرة القدم". وأكد النمر على امتلاكه تسجيلات نادرة تؤكد أن المصريين غنوا للكرة في أثناء ثورة 1919، موضحا أن بعض هذه الأغاني مسجلة إذاعيا، ولديه نسخ منها بصيغة MP3، رغم أنه باع جزءًا من مكتبته الخاصة. والحالة الاجتماعية والسياسية كانت دائمًا حاضرة داخل هذا الفن، وأنه لا يمكن فهم فنون الشعب دون التوقف أمام هذه التجليات العبقرية التي ربطت الفن بالشارع والتاريخ.
الدستورمنذ 11 ساعاتترفيهالدستورالقافية.. التعبير الشعبي الذي مزج بين السخرية والبلاغة (خاص)من بين الملفات التراثية المرتبطة بثقافة الشارع المصري، ومنها ما يعرف بـ"القافية"، وهي إحد أشكال التعبير الشعبي الذي مزج بين السخرية والبلاغة، وارتبط بمقاهي مصر القديمة كما ارتبط بالوعي السياسي والاجتماعي في لحظات مفصلية من تاريخ البلاد. وفي هذا السياق، تحدث المؤرخ وباحث التراث عصمت النمر لـ"الدستور"، عن هذا الفن الذي ما زال حيا في الذاكرة الصوتية المصرية، رغم محاولات طمسه. وأشار إلى أن فن القافية، الذي يعد أحد تجليات "الردح" الشعبي، تم توثيقه ضمن الطقطوقات القديمة، حيث تظهر بعض الأغاني الشعبية في صورة حوار مقفى بين طرفين، غالبًا ما يتبادلان السخرية أو الانتقادات بطريقة لاذعة، مما يدل على أن هذا اللون ليس مجرد كلام عابر، بل يصنف كفن مستقل له جذور ضاربة في أعماق الثقافة المصرية. ولفت، إلى أن المصريين تميزوا بخفة ظلهم وقدرتهم الفائقة على توليد القوافي، وهو ما جعلهم الأبرع في هذا اللون من الفنون مقارنة بشعوب أخرى حاولت استخدامه، كالفلسطينيين أو اللبنانيين، لكن دون تلك الروح المرحة التي يتقنه بها المصريون. وأوضح أن: بعض المقاهي الشعبية في مصر خصصت لهذا الفن، حيث كان المطربون أو الشعراء الشعبيون يتبارون أمام جمهورهم، ويتناوبون إطلاق القوافي في أشبه ما يكون بمبارزات شعرية، على غرار ما كان يحدث في العصر الجاهلي. كانت هذه المباريات الفنية تجري في أجواء احتفالية، وكان الجمهور يتفاعل معها بحماس كبير، وقد وثقت أسماء بعض هذه المقاهي المتخصصة في كتبي، إلا أنني لا أتذكر اسم أشهرها الآن، لكنه محفوظ ضمن أرشيفي". وتطرق النمر إلى العلاقة بين فن القافية والحراك السياسي، مشيرًا إلى أن ثورة 1919 كانت لحظة فارقة أثرت بشكل كبير على هذا اللون الفني، حيث بدأ الفنانون الشعبيون في التعبير عن مواقفهم السياسية من خلال الأغنية المقفاة. وقال: "عندما منع اسم سعد زغلول من التداول، لجأ المغنون إلى التلميح به في الأغاني، وظهر ما يشبه التشفير الشعبي داخل القوافي، فصار كل شيء من الحياة اليومية يوظف في خدمة الفكرة الوطنية، حتى كرة القدم". وأكد النمر على امتلاكه تسجيلات نادرة تؤكد أن المصريين غنوا للكرة في أثناء ثورة 1919، موضحا أن بعض هذه الأغاني مسجلة إذاعيا، ولديه نسخ منها بصيغة MP3، رغم أنه باع جزءًا من مكتبته الخاصة. والحالة الاجتماعية والسياسية كانت دائمًا حاضرة داخل هذا الفن، وأنه لا يمكن فهم فنون الشعب دون التوقف أمام هذه التجليات العبقرية التي ربطت الفن بالشارع والتاريخ.