#أحدث الأخبار مع #علمالجمالالدستور٢٢-٠٤-٢٠٢٥سياسةالدستورفي ذكرى ميلاده.. إيمانويل كانط: فيلسوف العقل الذي لم يغادر مدينته قط301 عام مرت على ميلاد الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، الذي ولد في 22 أبريل لعام 1724، بمدينة كونيجسبرغ، عاصمة مملكة بروسيا آنذاك، والتي تعرف اليوم باسم "كالينينجراد" وتتبع روسيا، وعلى مدار حياته، لم يغادر كانط حدود مدينته، بل لم يبتعد أكثر من مئة ميل عنها، وكأن الفلسفة وحدها كانت رحلته. وينتمي كانط إلى أسرة متواضعة؛ كان والده جوهان جورج صانع سروج، وأمه ريجينا رويتر سيدة متدينة، غرست فيه منذ الطفولة التقوى والانضباط، مما أثّر على مسيرته الفكرية لاحقًا، وعاش طفولة صعبة فقد خلالها والدته في سن الثالثة عشرة، ووالده في الثانية والعشرين، ليجد نفسه مضطرًا لتحمل أعباء الأسرة. نشأة إيمانويل كانط التحق إيمانويل كانط في صغره بـ"مدرسة فريدريكية"، إحدى أبرز مدارس بروسيا، بترشيح من القس فرانز شولتز الذي رأى في الصبي نبوغًا مبكرًا، وهناك تلقى تعليما صارما دام ثماني سنوات، شمل اللغات القديمة، والرياضيات، واللاهوت، ورغم قسوة النظام، أظهر تفوقًا ملحوظًا أهّله للالتحاق بجامعة كونيجسبرغ، حيث تفتحت اهتماماته الفلسفية، خاصة بتأثير أستاذه "مارتن كنوتزن" أحد رموز العقلانية. لكن الضائقة المالية أجبرته على التوقف عن الدراسة والعمل كمدرّس خاص، ثم عاد للجامعة في عام 1755 ليحصل على وظيفة أكاديمية متواضعة، كانت دون راتب، لكنه استثمرها للانطلاق في مسيرته الفكرية. فلسفة إيمانويل كانط وتشكّلت فلسفة كانط من ثلاثة مصادر رئيسية؛ "الدين" نشأ في بيئة متدينة من أتباع "فرقة التقوية" البروتستانتية التي دعت إلى الزهد والتقوى بعيدًا عن التعصب الطقوسي، "السياسة" تأثر بفكر "عصر التنوير"، وكان من دعاة العقل وحقوق الإنسان، وقد أثّر فيه الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو الذي كانت صورته الوحيدة المعلقة في منزل كانط، و"العلم" درس أعمال إسحاق نيوتن وتأثر بها في فلسفته الطبيعية، وشارك في تطوير ما يُعرف اليوم بـ"نظرية كانت-لابلاس" عن نشأة الكون. أعماله الفلسفية.. من التأمل إلى النقد وتنقسم أعمال إيمانويل كانط إلى مرحلتين رئيسيتين؛ المرحلة المبكرة (قبل النقد) ونتج عنها عدة مؤلفات ومنها "نظرية السماء": حول نشأة الكون (1755)، "تأملات في الإحساس بالجمال والسمو": بدايات اهتمامه بالجماليات (1764)، "أحلام يقظة لمتأمل الأرواح": جدل حول الميتافيزيقا (1766)، أما المرحلة النقدية (ذروة نضجه الفلسفي) وفيها ألف: "نقد العقل الخالص": حجر الزاوية في الفلسفة النقدية (1781)، "تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق": أساس فلسفته الأخلاقية (1785)، "نقد الحكم": مساهمة بارزة في علم الجمال (1790)، "مشروع السلام الدائم": دعوة فلسفية للسلام العالمي (1795)، و"الأنثروبولوجيا من منظور عملي": تحليل سلوكي للفرد (1798).
الدستور٢٢-٠٤-٢٠٢٥سياسةالدستورفي ذكرى ميلاده.. إيمانويل كانط: فيلسوف العقل الذي لم يغادر مدينته قط301 عام مرت على ميلاد الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، الذي ولد في 22 أبريل لعام 1724، بمدينة كونيجسبرغ، عاصمة مملكة بروسيا آنذاك، والتي تعرف اليوم باسم "كالينينجراد" وتتبع روسيا، وعلى مدار حياته، لم يغادر كانط حدود مدينته، بل لم يبتعد أكثر من مئة ميل عنها، وكأن الفلسفة وحدها كانت رحلته. وينتمي كانط إلى أسرة متواضعة؛ كان والده جوهان جورج صانع سروج، وأمه ريجينا رويتر سيدة متدينة، غرست فيه منذ الطفولة التقوى والانضباط، مما أثّر على مسيرته الفكرية لاحقًا، وعاش طفولة صعبة فقد خلالها والدته في سن الثالثة عشرة، ووالده في الثانية والعشرين، ليجد نفسه مضطرًا لتحمل أعباء الأسرة. نشأة إيمانويل كانط التحق إيمانويل كانط في صغره بـ"مدرسة فريدريكية"، إحدى أبرز مدارس بروسيا، بترشيح من القس فرانز شولتز الذي رأى في الصبي نبوغًا مبكرًا، وهناك تلقى تعليما صارما دام ثماني سنوات، شمل اللغات القديمة، والرياضيات، واللاهوت، ورغم قسوة النظام، أظهر تفوقًا ملحوظًا أهّله للالتحاق بجامعة كونيجسبرغ، حيث تفتحت اهتماماته الفلسفية، خاصة بتأثير أستاذه "مارتن كنوتزن" أحد رموز العقلانية. لكن الضائقة المالية أجبرته على التوقف عن الدراسة والعمل كمدرّس خاص، ثم عاد للجامعة في عام 1755 ليحصل على وظيفة أكاديمية متواضعة، كانت دون راتب، لكنه استثمرها للانطلاق في مسيرته الفكرية. فلسفة إيمانويل كانط وتشكّلت فلسفة كانط من ثلاثة مصادر رئيسية؛ "الدين" نشأ في بيئة متدينة من أتباع "فرقة التقوية" البروتستانتية التي دعت إلى الزهد والتقوى بعيدًا عن التعصب الطقوسي، "السياسة" تأثر بفكر "عصر التنوير"، وكان من دعاة العقل وحقوق الإنسان، وقد أثّر فيه الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو الذي كانت صورته الوحيدة المعلقة في منزل كانط، و"العلم" درس أعمال إسحاق نيوتن وتأثر بها في فلسفته الطبيعية، وشارك في تطوير ما يُعرف اليوم بـ"نظرية كانت-لابلاس" عن نشأة الكون. أعماله الفلسفية.. من التأمل إلى النقد وتنقسم أعمال إيمانويل كانط إلى مرحلتين رئيسيتين؛ المرحلة المبكرة (قبل النقد) ونتج عنها عدة مؤلفات ومنها "نظرية السماء": حول نشأة الكون (1755)، "تأملات في الإحساس بالجمال والسمو": بدايات اهتمامه بالجماليات (1764)، "أحلام يقظة لمتأمل الأرواح": جدل حول الميتافيزيقا (1766)، أما المرحلة النقدية (ذروة نضجه الفلسفي) وفيها ألف: "نقد العقل الخالص": حجر الزاوية في الفلسفة النقدية (1781)، "تأسيس ميتافيزيقا الأخلاق": أساس فلسفته الأخلاقية (1785)، "نقد الحكم": مساهمة بارزة في علم الجمال (1790)، "مشروع السلام الدائم": دعوة فلسفية للسلام العالمي (1795)، و"الأنثروبولوجيا من منظور عملي": تحليل سلوكي للفرد (1798).