#أحدث الأخبار مع #عليكلثمي،فرانس 24 ٠٣-٠٥-٢٠٢٥ترفيهفرانس 24 "مندوب الليل"... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياضبدأ عرض فيلم"مندوب الليل"ـ للمخرج السعودي علي كلثمي، الأربعاء في دور السينما الفرنسية. وتكشف قصة الفيلم الجانب الخفي للعاصمة السعودية عبر مغامرات فهد (الذي يتقمص دوره الممثل محمد الدوخي)، وهو بطل مضاد يعيش في بؤس شديد. يعمل فهد في مركز اتصالات نهارا وساعيا ليلا. ورغم الجهود التي يبذلها وسط ظروف عمل قاسية لا يستطيع دفع فواتير والده الطبية ومساعدة أخته المطلقة، كما أنه غير قادر على تلبية حاجياته وخيارات سعيه لإيجاد حل لوضعه السيئ. فقادته حالة اليأس التي يعيشها نحو تجارة مربحة، ألا وهي: توصيل الكحول إلى أبناء العائلات السعودية الثرية. عالمان متوازيان ورغم فتح بعض المحلات لبيع الكحول للدبلوماسيين والأجانب غير المسلمين في الفترة الأخيرة بالمملكة، يبقى استهلاك وحيازة الكحول محظورين عن السعوديين ــ فيعرضون لعقوبات بالغرامات والسجن والجلد... فيما تتراوح أسعار الكحول في السوق السوداء لمن تتوفر له الإمكانيات المادية لشرائه، بين بضع عشرات إلى مئات اليوروات (لاقتناء زجاجة ويسكي مثلا). فتح توصيل المشروبات الكحولية إلى الزبائن لفهد أبواب رياض أخرى، رياض الفخامة والاحتفالات، وهوعالم كان يجهل تماما وجوده فأصابه الذهول باكتشافه. ويُظهر الفيلم تباينا صارخا بين عالمين متوازيين. وتصادم الثقافات لم يحسن الأمور. "مواقف عشتها بنفسي" الاتجار بالكحول، والفقر، والعنف الاجتماعي... كلها حقائق يعالجها فيلم "مندوب الليل". وهو واقع اجتماعي واقتصادي مختلف عن الصورة المتداولة عن المملكة العربية السعودية، تكشف أن عائدات النفط لا يستفيد منها الجميع. ففي العام 2023، أظهر تقرير نشرته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) ، أن حوالي 13.6% من السعوديين يعيشون تحت خط الفقر. "مندوب الليل" هو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج السعودي علي الكلثمي (يبلغ من العمر 41 عاما) ويمثل أحد وجوه الانفتاح الثقافي الذي أراده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المملكة. ويوضح علي الكلثمي الذي نشأ في حي فقير بالرياض قائلا: "يروي الفيلم مواقف عشتها بنفسي". ويضيف أنه تابع "تحول" العاصمة و"تناميها المكثف" و"عدم رأفتها بأي كان". سينما "ناشئة ولكنها مزدهرة" في أواخر العام 2023، حينما عُرض في المملكة العربية السعودية، حقق الفيلم نجاحا باهرا ، إذ بيعت أكثر من 600 ألف تذكرة ، متصدرا بذلك شباك التذاكر. وهو نجاح غير مسبوق لفيلم روائي سعودي منذ رفع الحظر عن دور السينما في المملكة في نهاية العام 2017. وعلى إثرها قامت منصة نتفليكس ببثه في المنطقة في سبتمبر/أيلول. ويوضح ماكسيم بوس، وهو دبلوماسي سابق عاش في المملكة العربية السعودية لمدة سبع سنوات، حيث عمل في القطاع الثقافي قائلا: "رغم إنتاج ما بين ثلاثة إلى خمسة أفلام روائية سنويا، لا تزال السينما السعودية ناشئة، ولكنها في ازدهار كبير". ويضيف: "هناك العديد من المخرجين والمخرجات، وفي ذخيرتهم مسائل غير متوقعة لمعالجتها". ويشير ماكسيم بوس إلى أن " صناعة السينما السعودية في طور الهيكلة، تضم مخرجين وكتّابا ومصورين ومساعدين أولين وملحنين لموسيقى الأفلام... كما تشهد تطوير كفاءات موارد بشرية لم تكن موجودة في السابق". ومن جانبها، تدعم وزارة الثقافة التدريب والتعاون في الإنتاج في المملكة العربية السعودية، وتدعم مخرجيها في الخارج وتنظم ورشات لصناعة الفن. ويساهم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ومؤسسته التي أصبحت منصة إقليمية، في تسليط الضوء على المواهب السعودية الشابة. ودعمت هذه المؤسسة فيلم "مندوب الليل". "بادرة انفتاح...تحت المراقبة" ويشهد قطاع السينما في البلاد "تحريرا" حقيقيا، مع مخرجين على غرار الكلثمي الذين يطرحون قضايا اجتماعية. وفي الصدد ذاته، يشير كريم صادر، المحلل السياسي والمختص في الشؤون الخليجية، إلى أن "السلطات السعودية بإعطائها الضوء الأخضر لفيلم "مندوب الليل" تريد أيضا أن تثبت وجود سينما سعودية وحياة فنية في السعودية، وأنها تسمح بعرض بعض الأمور". لكن، يوضح الخبير قائلا: "الفيلم لا يشوه صورة المملكة، بل يروي قصة فرد يعيش على الهامش. فهو يطرح قضية اجتماعية دون الإضرار بالسلطة. يظل ذلك بادرة انفتاح لكن تحت المراقبة." وفي بلد 60% من سكانه لا يتجاوزون سن الثلاثين، من الواضح أن محمد بن سلمان يعتمد على الشباب السعودي. جيل مشبع بالثقافة الغربية ويستخدم الإنترنت وشبكات التواصل بكثافة، يشاهد العالم ويطالب اليوم بأن يروي ما يخصه، وفق كريم صادر. ويلخص صادر قائلا: "لقد اختار محمد بن سلمان أن يمنح هذا الجيل هذا "الامتياز" إن صح التعبير، والمتمثل في إمكانية صنع سينما وروايات تخصه ومتنفس يستجيب لاحتياجاته، لعل ذلك يسمح أيضا بالتوقي من اليأس الذي أدى في بلدان أخرى إلى ثورات الربيع العربي".
فرانس 24 ٠٣-٠٥-٢٠٢٥ترفيهفرانس 24 "مندوب الليل"... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياضبدأ عرض فيلم"مندوب الليل"ـ للمخرج السعودي علي كلثمي، الأربعاء في دور السينما الفرنسية. وتكشف قصة الفيلم الجانب الخفي للعاصمة السعودية عبر مغامرات فهد (الذي يتقمص دوره الممثل محمد الدوخي)، وهو بطل مضاد يعيش في بؤس شديد. يعمل فهد في مركز اتصالات نهارا وساعيا ليلا. ورغم الجهود التي يبذلها وسط ظروف عمل قاسية لا يستطيع دفع فواتير والده الطبية ومساعدة أخته المطلقة، كما أنه غير قادر على تلبية حاجياته وخيارات سعيه لإيجاد حل لوضعه السيئ. فقادته حالة اليأس التي يعيشها نحو تجارة مربحة، ألا وهي: توصيل الكحول إلى أبناء العائلات السعودية الثرية. عالمان متوازيان ورغم فتح بعض المحلات لبيع الكحول للدبلوماسيين والأجانب غير المسلمين في الفترة الأخيرة بالمملكة، يبقى استهلاك وحيازة الكحول محظورين عن السعوديين ــ فيعرضون لعقوبات بالغرامات والسجن والجلد... فيما تتراوح أسعار الكحول في السوق السوداء لمن تتوفر له الإمكانيات المادية لشرائه، بين بضع عشرات إلى مئات اليوروات (لاقتناء زجاجة ويسكي مثلا). فتح توصيل المشروبات الكحولية إلى الزبائن لفهد أبواب رياض أخرى، رياض الفخامة والاحتفالات، وهوعالم كان يجهل تماما وجوده فأصابه الذهول باكتشافه. ويُظهر الفيلم تباينا صارخا بين عالمين متوازيين. وتصادم الثقافات لم يحسن الأمور. "مواقف عشتها بنفسي" الاتجار بالكحول، والفقر، والعنف الاجتماعي... كلها حقائق يعالجها فيلم "مندوب الليل". وهو واقع اجتماعي واقتصادي مختلف عن الصورة المتداولة عن المملكة العربية السعودية، تكشف أن عائدات النفط لا يستفيد منها الجميع. ففي العام 2023، أظهر تقرير نشرته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) ، أن حوالي 13.6% من السعوديين يعيشون تحت خط الفقر. "مندوب الليل" هو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج السعودي علي الكلثمي (يبلغ من العمر 41 عاما) ويمثل أحد وجوه الانفتاح الثقافي الذي أراده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في المملكة. ويوضح علي الكلثمي الذي نشأ في حي فقير بالرياض قائلا: "يروي الفيلم مواقف عشتها بنفسي". ويضيف أنه تابع "تحول" العاصمة و"تناميها المكثف" و"عدم رأفتها بأي كان". سينما "ناشئة ولكنها مزدهرة" في أواخر العام 2023، حينما عُرض في المملكة العربية السعودية، حقق الفيلم نجاحا باهرا ، إذ بيعت أكثر من 600 ألف تذكرة ، متصدرا بذلك شباك التذاكر. وهو نجاح غير مسبوق لفيلم روائي سعودي منذ رفع الحظر عن دور السينما في المملكة في نهاية العام 2017. وعلى إثرها قامت منصة نتفليكس ببثه في المنطقة في سبتمبر/أيلول. ويوضح ماكسيم بوس، وهو دبلوماسي سابق عاش في المملكة العربية السعودية لمدة سبع سنوات، حيث عمل في القطاع الثقافي قائلا: "رغم إنتاج ما بين ثلاثة إلى خمسة أفلام روائية سنويا، لا تزال السينما السعودية ناشئة، ولكنها في ازدهار كبير". ويضيف: "هناك العديد من المخرجين والمخرجات، وفي ذخيرتهم مسائل غير متوقعة لمعالجتها". ويشير ماكسيم بوس إلى أن " صناعة السينما السعودية في طور الهيكلة، تضم مخرجين وكتّابا ومصورين ومساعدين أولين وملحنين لموسيقى الأفلام... كما تشهد تطوير كفاءات موارد بشرية لم تكن موجودة في السابق". ومن جانبها، تدعم وزارة الثقافة التدريب والتعاون في الإنتاج في المملكة العربية السعودية، وتدعم مخرجيها في الخارج وتنظم ورشات لصناعة الفن. ويساهم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ومؤسسته التي أصبحت منصة إقليمية، في تسليط الضوء على المواهب السعودية الشابة. ودعمت هذه المؤسسة فيلم "مندوب الليل". "بادرة انفتاح...تحت المراقبة" ويشهد قطاع السينما في البلاد "تحريرا" حقيقيا، مع مخرجين على غرار الكلثمي الذين يطرحون قضايا اجتماعية. وفي الصدد ذاته، يشير كريم صادر، المحلل السياسي والمختص في الشؤون الخليجية، إلى أن "السلطات السعودية بإعطائها الضوء الأخضر لفيلم "مندوب الليل" تريد أيضا أن تثبت وجود سينما سعودية وحياة فنية في السعودية، وأنها تسمح بعرض بعض الأمور". لكن، يوضح الخبير قائلا: "الفيلم لا يشوه صورة المملكة، بل يروي قصة فرد يعيش على الهامش. فهو يطرح قضية اجتماعية دون الإضرار بالسلطة. يظل ذلك بادرة انفتاح لكن تحت المراقبة." وفي بلد 60% من سكانه لا يتجاوزون سن الثلاثين، من الواضح أن محمد بن سلمان يعتمد على الشباب السعودي. جيل مشبع بالثقافة الغربية ويستخدم الإنترنت وشبكات التواصل بكثافة، يشاهد العالم ويطالب اليوم بأن يروي ما يخصه، وفق كريم صادر. ويلخص صادر قائلا: "لقد اختار محمد بن سلمان أن يمنح هذا الجيل هذا "الامتياز" إن صح التعبير، والمتمثل في إمكانية صنع سينما وروايات تخصه ومتنفس يستجيب لاحتياجاته، لعل ذلك يسمح أيضا بالتوقي من اليأس الذي أدى في بلدان أخرى إلى ثورات الربيع العربي".