logo
#

أحدث الأخبار مع #عمروعوضالله،

ما أسباب تفاقم هلوسة الذكاء الاصطناعي بعد كل تحديث؟
ما أسباب تفاقم هلوسة الذكاء الاصطناعي بعد كل تحديث؟

اليمن الآن

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • علوم
  • اليمن الآن

ما أسباب تفاقم هلوسة الذكاء الاصطناعي بعد كل تحديث؟

رغم تسارع التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وانتشار استخدام هذه التكنولوجيا في شتى القطاعات، نظراً لإمكاناتها الهائلة في تحسين أنماط العمل، وتسهيل حياة البشر، إلا أن هذه التقنية تعاني من خلل يزداد حدة مع كل تحديث تخضع له. فقد تبين أنه كلما أصبحت برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي أقوى بفضل التحديثات التي تخضع لها، كلما زادت جرأتها على الكذب بثقة واختلاق معلومات وتقديمها على أنها حقائق مُطلقة، حيث تُعرف هذه الظاهرة بـ"هلوسة الذكاء الاصطناعي"، وهي تجعل الآلة تتحدث عن معلومات لا وجود لها. وهذه الظاهرة لم تعد مجرد خلل هامشي تعاني منه برامج الذكاء الاصطناعي كما في السابق، بل أصبحت مشكلة تتسع وتزداد تعقيداً في مشهد مثير للقلق، إذ تقف كبرى شركات التقنية عاجزة عن فهم أسباب هذه "الهلوسات"، مما يثير تساؤلات كبيرة حول موثوقية واستدامة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. الهلوسة تزداد مع التحديثات وبحسب تقرير أعدته "صحيفة نيويورك تايمز" واطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإنه ولأكثر من عامين، دأبت شركات مثل OpenAI وغوغل، على تحسين أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بشكل مطرد، وخفّضت وتيرة الأخطاء الناتجة عن "الهلوسة"، ولكن المفارقة تكمن في أنه عند خضوع هذه الأنظمة للتحديثات، فإنها تُصاب بالهلوسة بمعدل أعلى من السابق، وذلك وفقاً لاختبارات قامت بها الشركات المطورة لهذه الأنظمة، إضافة إلى اختبارات أجراها شركات وباحثون مستقلون. كما أنه وعند خضوع أنظمة OpenAI لاختبار آخر يحمل إسم "SimpleQA" مخصص لطرح أسئلة أكثر عمومية، كانت معدلات الهلوسة لنظامي "o3" و o4-miniمرتفعة جداً، ووصلت إلى 51 في المئة و79 في المئة على التوالي. أما نظام "o1" القديم، فقد سجّل مُعدّل هلوسة بلغ 44 في المئة. وفي ورقة بحثية تتناول تفاصيل هذه الاختبارات، ذكرت شركة OpenAI أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم أسباب هذه النتائج أحدث نوبات الهلوسة هلوسة مستعصية ومنذ ظهور ChatGPT لأول مرة في نهاية عام 2022، أثارت ظاهرة "هلوسة الذكاء الاصطناعي"، مخاوف بشأن موثوقية هذه التكنولوجيا، وبما أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تتعلم من كميات ضخمة من البيانات، تفوق ما يمكن للبشر فهمه، فإن خبراء التكنولوجيا يجدون صعوبة في تحديد لماذا تتصرف هذه البرامج بهذه الطريقة. والمقلق أن هذه الهلوسات موجودة في أغلب أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل تلك التي تطورها شركات ديب مايند وديب سيك وأنثروبيك وغيرها. ويرى بعض الخبراء أن "هلوسة الذكاء الاصطناعي" قد تكون متأصلة في التقنية نفسها، مما يجعل التغلب على هذه المشكلة أمراً شبه مستحيل، خصوصاً أن روبوتات الذكاء الاصطناعي تعتمد على أنظمة رياضية معقدة، تساعدها في تخمين أفضل إجابة ممكنة، حيث يقول عمرو عوض الله، الرئيس التنفيذي لشركة فيكتارا المختصة بتطوير أدوات ذكاء اصطناعي للشركات، إن "الهلوسة" لن تزول ابداً رغم أن الشركات تبذل قصارى جهدها لحل هذه المشكلة. بدورها تقول لورا بيريز-بيلتراشيني، الباحثة في جامعة إدنبرة وعضو الفريق الذي يجري دراسة معمّقة، حول مشكلة هلوسة الذكاء الاصطناعي، إنه نظراً لطريقة تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي فإن هذه البرامج، تميل إلى التركيز على القيام بمهمة واحدة فقط، وتبدأ تدريجياً في نسيان المهام الأخرى، مشيرة إلى أن هذه الأنظمة خلال فترة "التفكير" أو"المعالجة" التي تسبق التوصل إلى الإجابة، تكون عرضة للهلوسة في كل خطوة، ومع ازدياد مدة "التفكير"، تزداد احتمالية تراكم الأخطاء وتفاقمها. لا تفهم كالبشر من جهتها تقول مستشارة الذكاء الاصطناعي المعتمدة من أوكسفورد هيلدا معلوف، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن "هلوسة الذكاء الاصطناعي" ترجع إلى الطريقة التي تعمل بها هذه البرامج، التي لا "تفهم" المعلومات كما يفعل البشر، بل تختار الكلمات أو الإجابات بناءً على ما يبدو لها أنه صحيح، وليس بناءً على ما هو حقيقي فعلاً، وهذه الطبيعة "الاحتمالية" لنماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وGemini هي ناتجة عن أنماط التدريب التي خضعت لها، لافتة إلى أن ظاهرة "هلوسة الذكاء الاصطناعي" تثير قلقاً كبيراً، ويمكن أن تُؤدي إلى عواقب وخيمة في المجالات عالية المخاطر مثل الرعاية الصحية والقانون والتعليم. لماذا يهلوس الذكاء اصطناعي؟ وبحسب معلوف فإن "هلوسة الذكاء الاصطناعي" تحدث لعدة أسباب، منها أن هذه الأنظمة تُدرَّب أحياناً على بيانات غير دقيقة أو متناقضة، كما أنها تعتمد بشكل كبير على "الارتباطات الإحصائية"، أي على الربط بين الكلمات بدلاً من فهم الحقيقة، إضافة إلى ذلك هناك بعض القيود التي يتم وضعها على طريقة عمل برامج الذكاء الاصطناعي، والتي تجعلها أكثر عرضة للأخطاء، مشيرة إلى أنه رغم أن شركات الذكاء الاصطناعي تستخدم تقنيات متقدمة، مثل "التعلم من ملاحظات البشر"، لمحاولة تقليل هذه الأخطاء، إلا أن النتائج لا تكون دائماً مضمونة، في حين أن انعدام قدرة المهندسين على فهم عمليات صنع القرار في برامج الذكاء الاصطناعي، يُعقّد مسار اكتشاف الهلوسة وتصحيحها. ما الحلول المتوفرة؟ وشددت معلوف على أن معالجة "هلوسة الذكاء الاصطناعي" تتطلب اتباع نهج شامل ومتكامل، يشمل إعطاء الأولوية لدمج أدوات التحقق من الحقائق داخل أنظمة الذكاء الاصطناعي، مع العمل على تحسين البرامج على فهم هذه الأدوات والتفاعل معها، كما ينبغي على صانعي السياسات وضع إرشادات لنشر الذكاء الاصطناعي في المجالات الحساسة، مع ضمان بقاء الرقابة البشرية جزءاً لا يتجزأ منها، تفادياً لأي كارثة قد تحدث، مشددة على ضرورة إطلاع المعلمين والمستخدمين على حدود قدرات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التقييم النقدي للمحتوى المُنتج باستخدامه، إذ لا يُمكن ترسيخ موثوقية أنظمة الذكاء الاصطناعي وتسخير إمكاناتها بمسؤولية إلا من خلال الجهود التعاونية. لماذا تتفاقم "الهلوسة" بعد التحديثات؟ من جهته يقول رئيس شركة "تكنولوجيا" مازن الدكاش، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن "هلوسة الذكاء الاصطناعي" ليست عيباً في الكود يمكن إصلاحه أو خللاً سطحياً يمكن تجاوزه بتحديث أو تعديل تقني سريع، بل هي نتيجة طبيعية لطريقة عمل برامج الذكاء الاصطناعي، وللأسف فإن إنتاج معلومات غير صحيحة أو مختلقة، سيبقى احتمالاً قائماً ما لم يحدث تحول جذري في طريقة بناء هذه الأنظمة. دراسة علمية تحذر من علاقات حب "اصطناعية" ويكشف الدكاش أن ارتفاع نسب "هلوسة برامج الذكاء الاصطناعي" بعد التحديثات التي تخصع لها، يعود لعدة أسباب، فبعض التحديثات تركز مثلاً على تحسين الأداء في مهام معينة أو على بيانات محددة، مما قد يُضعف أداء البرنامج في مهام أخرى ويفقده شيئاً من التوازن في إنتاج المعرفة، كما أنه بعد التحديثات تزداد قدرة برامج الذكاء الاصطناعي، على توليد نصوص أكثر تعقيداً من السابق، وهذا يساعدها على ابتكار إجابات تبدو صحيحة ومقنعة من حيث الشكل ولكنها خاطئة من حيث المضمون، أي أن النموذج يصبح أكثر قدرة على الإقناع وليس بالضرورة أكثر مصداقية. هلوسات المستقبل أخطر وشدد الدكاش على أنه إذا بقيت البنية المعتمدة لتطوير برامج الذكاء الاصطناعي ذاتها، فسيظل العالم يواجه نفس النوع من الهلوسات، وربما تكون أكثر خطراً في المستقبل، كونها ستصدر من أنظمة قادرة على اتخاذ قرارات ذات طابع تنفيذي، وذلك مع ظهور الذكاء الاصطناعي العام، أو ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي الخارق، ولذلك فإن الحل يكمن في إعادة هندسة الجوانب المعمارية لأنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، لتصبح قادرة على "التحقق" من المعلومات وليس فقط "الإجابة".

الصين تكتسح سوق الذكاء الاصطناعي بعد نجاح ديب سيك
الصين تكتسح سوق الذكاء الاصطناعي بعد نجاح ديب سيك

أرقام

time٣٠-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • أرقام

الصين تكتسح سوق الذكاء الاصطناعي بعد نجاح ديب سيك

لم تكتفِ شركة "ديب سيك" (DeepSeek) بإثبات أن بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي لا يتطلب إنفاق مليارات الدولارات، بل ساهمت أيضاً في إنعاش قطاع التكنولوجيا الصيني بعد فترة من الركود، الأمر الذي قد يترتب عليه تداعيات ملموسة على شركات غربية كبرى مثل "أوبن إيه آي" (OpenAI) و"إنفيديا" (Nvidia). ففي يناير الماضي، أطلقت "ديب سيك" نموذجاً قوياً للذكاء الاصطناعي يُقال إن تطويره كلّف بضعة ملايين من الدولارات فقط، وتفوق على ما قدمته "أوبن إيه آي". هذا الإنجاز حفّز قادة التكنولوجيا الصينية على دخول السوق بخدمات ذكاء اصطناعي منخفضة التكلفة، ما أدى إلى تقويض هيمنة النماذج عالية الكلفة التي تقدمها شركات مثل "أوبن إيه آي" و"جوجل" التابعة لـ"ألفابت". وخلال الأسبوعين الماضيين فقط، أصدرت شركات التكنولوجيا الكبرى في الصين ما لا يقل عن عشرة تحديثات أو منتجات رئيسية في هذا المجال. وفي خطوة للمنافسة المباشرة مع "أر 1" (R1) من "ديب سيك"، كشفت شركة "بايدو" (Baidu) عن نموذجها "إيرني إكس 1" (Ernie X1) . كما أعلنت "علي بابا غروب هولدينغ" (Alibaba Group Holding) عن إطلاق وكلاء ذكاء اصطناعي مخصصين، إلى جانب تحديثات على نموذج الاستدلال التابع لها. كما قدمت "تينسنت هولدينغز" (Tencent Holdings) خلال الأسبوع الماضي خطتها الخاصة، التي تضمنت أيضاً ردّاً مباشراً على نموذج "أر 1". أما "آنت غروب" (Ant Group)، فكشفت عن نتائج تُظهر أنها نجحت في خفض التكاليف بنسبة 20% باستخدام رقائق صينية. وفي السياق نفسه، أطلقت "ديب سيك" تحديثات جديدة لنموذجها "في 3" (V3). في حين أعلنت "ميتوان" (Meituan)، التي تُعدّ أكبر منصة لتوصيل الطعام في العالم، عن استثمار بمليارات الدولارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي. ولا تقتصر هذه التطورات على مجرد انضمام الشركات الصينية إلى موجة "ديب سيك"، بل تعكس تحولاً أوسع تقوده نماذج مفتوحة المصدر تستهدف ترسيخ معايير ومقاييس عالمية موحّدة، في وقت يسعى فيه المطورون لتعزيز حصتهم من السوق الدولية. وبينما لا يزال الجدل قائماً حول ما إذا كانت هذه النماذج تضاهي فعلياً النماذج الغربية المتقدمة أو تتفوق عليها، فإن حضورها المتزايد يفرض ضغوطاً متنامية على نماذج الأعمال التقليدية لدى الشركات الأميركية الرائدة. "أوبن إيه آي" تدرس تعديل استراتيجيتها من جهتها، تسعى "أوبن إيه آي" إلى تحقيق توازن دقيق في استراتيجيتها، إذ أعلنت الشركة المطورة لتطبيق "تشات جي بي تي" (ChatGPT) أنها تدرس إمكانية إتاحة بعض تقنياتها مجاناً، مستلهمةً من نجاح "ديب سيك" في تبنّي نموذج المصدر المفتوح. وفي المقابل، تبحث "أوبن إيه آي" أيضاً في خيار فرض أسعار أعلى على منتجاتها الأكثر تقدماً. وإذا ما جرى تعميم نموذج "ديب سيك" منخفض التكلفة على نطاق أوسع، فقد يشكل ذلك تحدياً مباشراً لشركة "إنفيديا" (Nvidia)، المتخصصة في تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي مرتفعة الكلفة، الأمر الذي قد يستدعي مراجعة لتقييمها السوقي، بحسب ما قاله عمرو عوض الله، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "فيكتارا" (Vectara). وكانت الشركات الصينية قد نجحت خلال الأعوام الماضية في إقصاء منافسين عالميين في قطاعات عدة، مثل السيارات الكهربائية والألواح الشمسية، بفضل تفوقها في التصنيع وانتهاجها سياسات تسعير منخفضة. ويبدو أن هذا النمط يتكرر حالياً في قطاع الذكاء الاصطناعي. النماذج مفتوحة المصدر تغير قواعد اللعبة ووصف عوض الله الوضع بأنه "مشكلة كبيرة"، متحدثاً من مدينة بالو ألتو حيث تدعم شركته الناشئة المؤسسات في تطوير وتشغيل وكلاء ومساعدي الذكاء الاصطناعي. وأضاف: "نحن على أعتاب مرحلة ستشهد تراجعاً حاداً في هوامش الربح لدى الشركات العاملة في مختلف مستويات منظومة الذكاء الاصطناعي. فالتأثير لن يقتصر على مطوري النماذج فقط، بل سيمتد ليطال كبار المُمكّنين الذين يقودون نمو هذا القطاع". بدأت النماذج مفتوحة المصدر، التي تتميز بكفاءتها العالية في الأداء واستهلاك الموارد، بالانتشار على نطاق عالمي منذ إعلان "ديب سيك" في يناير، ووصلت إلى أسواق مثل الولايات المتحدة والهند. ويأتي هذا التوسع في وقت تتحرك فيه بعض الشركات والجهات الحكومية في تلك الدول لتقييد استخدام "ديب سيك" على أجهزة الموظفين. في المقابل، يواصل المطورون الصينيون إعادة رسم ملامح السوق، مثيرين تساؤلات جوهرية حول جدوى الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، التي التزمت بها شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى مثل "أوبن إيه آي" و"مايكروسوفت". الصين تعيد رسم ملامح سوق التكنولوجيا من جانبه، قال جيمس ويلتون، الشريك الإداري والمؤسس لشركة "مونيفيت" (Monevate) الاستشارية المتخصصة في قطاع التكنولوجيا: "إذا افترضنا أن نية الشركات الصينية المطورة للنماذج اللغوية الكبيرة هي إرباك السوق وانتزاع حصة منه، فقد نجحت في ذلك". وأضاف أن "هذه الشركات قد تكون مستعدة لتحمل التكاليف في الوقت الحالي، لكن هذا الوضع المجاني لن يدوم إلى الأبد". في الوقت ذاته، بدأ مزودو خدمات الحوسبة السحابية في الصين، الذين يستضيفون عمليات تطوير الذكاء الاصطناعي، بخفض الأسعار، ما يشير إلى احتمال اتساع نطاق المنافسة خارج حدود السوق المحلية. وعلق كيفن شو، المستثمر في قطاع التكنولوجيا ومؤسس شركة "إنتركونكتد كابيتال" (Interconnected Capital) الأميركية، قائلاً: ما يحدث هو ببساطة تطور طبيعي لحرب الأسعار داخل بيئة العمل الصينية، والتي بدأت تمتد إلى أسواق أخرى. مخاوف من فقاعة مراكز البيانات حذّر جو تساي، رئيس مجلس إدارة "علي بابا"، يوم الثلاثاء، من احتمال نشوء فقاعة في قطاع بناء مراكز البيانات، مشيراً إلى أن وتيرة التوسع الحالية قد تتجاوز الطلب الفعلي على خدمات الذكاء الاصطناعي. وقال خلال مؤتمر عُقد في هونغ كونغ: "ما زلت مندهشاً من الأرقام التي يجري تداولها في الولايات المتحدة بشأن الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي. الناس يتحدثون، حرفياً، عن 500 مليار دولار، بل مئات من المليارات. لا أعتقد أن كل ذلك ضروري بالفعل". في المقابل، يتوقع بعض المراقبين أن تمتد موجة النماذج مفتوحة المصدر خلال الأشهر المقبلة إلى مجالات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مثل الرؤية الحاسوبية، والروبوتات، وتوليد الصور. وبحسب بالاجي سرينيفاسان، المستثمر في قطاع التكنولوجيا والشريك السابق في شركة "أندريسن هورويتز" (Andreessen Horowitz)، فإن تفوق الصين في تصنيع الأجهزة يعزز الطلب على التقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، كلما أصبحت النماذج أرخص وأسهل منالاً. وفي منشور على منصة "إكس" (X)، قال سرينيفاسان إن "الصين تحاول أن تفعل في مجال الذكاء الاصطناعي ما اعتادت فعله دائماً: الدراسة والنسخ والتطوير، ثم إفلاس الجميع من خلال الأسعار المنخفضة ونطاق إنتاج ضخم".

الصين تكتسح سوق الذكاء الاصطناعي بعد نجاح "ديب سيك"
الصين تكتسح سوق الذكاء الاصطناعي بعد نجاح "ديب سيك"

الاقتصادية

time٣٠-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الاقتصادية

الصين تكتسح سوق الذكاء الاصطناعي بعد نجاح "ديب سيك"

لم تكتفِ شركة "ديب سيك" (DeepSeek) بإثبات أن بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي لا يتطلب إنفاق مليارات الدولارات، بل ساهمت أيضاً في إنعاش قطاع التكنولوجيا الصيني بعد فترة من الركود، الأمر الذي قد يترتب عليه تداعيات ملموسة على شركات غربية كبرى مثل "أوبن إيه آي" (OpenAI) و"إنفيديا" (Nvidia). ففي يناير الماضي، أطلقت "ديب سيك" نموذجاً قوياً للذكاء الاصطناعي يُقال إن تطويره كلّف بضعة ملايين من الدولارات فقط، وتفوق على ما قدمته "أوبن إيه آي". هذا الإنجاز حفّز قادة التكنولوجيا الصينية على دخول السوق بخدمات ذكاء اصطناعي منخفضة التكلفة، ما أدى إلى تقويض هيمنة النماذج عالية الكلفة التي تقدمها شركات مثل "أوبن إيه آي" و"جوجل" التابعة لـ"ألفابت". وخلال الأسبوعين الماضيين فقط، أصدرت شركات التكنولوجيا الكبرى في الصين ما لا يقل عن عشرة تحديثات أو منتجات رئيسية في هذا المجال. وفي خطوة للمنافسة المباشرة مع "أر 1" (R1) من "ديب سيك"، كشفت شركة "بايدو" (Baidu) عن نموذجها "إيرني إكس 1" (Ernie X1) . كما أعلنت "علي بابا غروب هولدينغ" (Alibaba Group Holding) عن إطلاق وكلاء ذكاء اصطناعي مخصصين، إلى جانب تحديثات على نموذج الاستدلال التابع لها. كما قدمت "تينسنت هولدينغز" (Tencent Holdings) خلال الأسبوع الماضي خطتها الخاصة، التي تضمنت أيضاً ردّاً مباشراً على نموذج "أر 1". أما "آنت غروب" (Ant Group)، فكشفت عن نتائج تُظهر أنها نجحت في خفض التكاليف بنسبة 20% باستخدام رقائق صينية. وفي السياق نفسه، أطلقت "ديب سيك" تحديثات جديدة لنموذجها "في 3" (V3). في حين أعلنت "ميتوان" (Meituan)، التي تُعدّ أكبر منصة لتوصيل الطعام في العالم، عن استثمار بمليارات الدولارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي. ولا تقتصر هذه التطورات على مجرد انضمام الشركات الصينية إلى موجة "ديب سيك"، بل تعكس تحولاً أوسع تقوده نماذج مفتوحة المصدر تستهدف ترسيخ معايير ومقاييس عالمية موحّدة، في وقت يسعى فيه المطورون لتعزيز حصتهم من السوق الدولية. وبينما لا يزال الجدل قائماً حول ما إذا كانت هذه النماذج تضاهي فعلياً النماذج الغربية المتقدمة أو تتفوق عليها، فإن حضورها المتزايد يفرض ضغوطاً متنامية على نماذج الأعمال التقليدية لدى الشركات الأميركية الرائدة. "أوبن إيه آي" تدرس تعديل استراتيجيتها من جهتها، تسعى "أوبن إيه آي" إلى تحقيق توازن دقيق في استراتيجيتها، إذ أعلنت الشركة المطورة لتطبيق "تشات جي بي تي" (ChatGPT) أنها تدرس إمكانية إتاحة بعض تقنياتها مجاناً، مستلهمةً من نجاح "ديب سيك" في تبنّي نموذج المصدر المفتوح. وفي المقابل، تبحث "أوبن إيه آي" أيضاً في خيار فرض أسعار أعلى على منتجاتها الأكثر تقدماً. وإذا ما جرى تعميم نموذج "ديب سيك" منخفض التكلفة على نطاق أوسع، فقد يشكل ذلك تحدياً مباشراً لشركة "إنفيديا" (Nvidia)، المتخصصة في تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي مرتفعة الكلفة، الأمر الذي قد يستدعي مراجعة لتقييمها السوقي، بحسب ما قاله عمرو عوض الله، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "فيكتارا" (Vectara). وكانت الشركات الصينية قد نجحت خلال الأعوام الماضية في إقصاء منافسين عالميين في قطاعات عدة، مثل السيارات الكهربائية والألواح الشمسية، بفضل تفوقها في التصنيع وانتهاجها سياسات تسعير منخفضة. ويبدو أن هذا النمط يتكرر حالياً في قطاع الذكاء الاصطناعي. النماذج مفتوحة المصدر تغير قواعد اللعبة ووصف عوض الله الوضع بأنه "مشكلة كبيرة"، متحدثاً من مدينة بالو ألتو حيث تدعم شركته الناشئة المؤسسات في تطوير وتشغيل وكلاء ومساعدي الذكاء الاصطناعي. وأضاف: "نحن على أعتاب مرحلة ستشهد تراجعاً حاداً في هوامش الربح لدى الشركات العاملة في مختلف مستويات منظومة الذكاء الاصطناعي. فالتأثير لن يقتصر على مطوري النماذج فقط، بل سيمتد ليطال كبار المُمكّنين الذين يقودون نمو هذا القطاع". بدأت النماذج مفتوحة المصدر، التي تتميز بكفاءتها العالية في الأداء واستهلاك الموارد، بالانتشار على نطاق عالمي منذ إعلان "ديب سيك" في يناير، ووصلت إلى أسواق مثل الولايات المتحدة والهند. ويأتي هذا التوسع في وقت تتحرك فيه بعض الشركات والجهات الحكومية في تلك الدول لتقييد استخدام "ديب سيك" على أجهزة الموظفين. في المقابل، يواصل المطورون الصينيون إعادة رسم ملامح السوق، مثيرين تساؤلات جوهرية حول جدوى الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، التي التزمت بها شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى مثل "أوبن إيه آي" و"مايكروسوفت". الصين تعيد رسم ملامح سوق التكنولوجيا من جانبه، قال جيمس ويلتون، الشريك الإداري والمؤسس لشركة "مونيفيت" (Monevate) الاستشارية المتخصصة في قطاع التكنولوجيا: "إذا افترضنا أن نية الشركات الصينية المطورة للنماذج اللغوية الكبيرة هي إرباك السوق وانتزاع حصة منه، فقد نجحت في ذلك". وأضاف أن "هذه الشركات قد تكون مستعدة لتحمل التكاليف في الوقت الحالي، لكن هذا الوضع المجاني لن يدوم إلى الأبد". في الوقت ذاته، بدأ مزودو خدمات الحوسبة السحابية في الصين، الذين يستضيفون عمليات تطوير الذكاء الاصطناعي، بخفض الأسعار، ما يشير إلى احتمال اتساع نطاق المنافسة خارج حدود السوق المحلية. وعلق كيفن شو، المستثمر في قطاع التكنولوجيا ومؤسس شركة "إنتركونكتد كابيتال" (Interconnected Capital) الأميركية، قائلاً: ما يحدث هو ببساطة تطور طبيعي لحرب الأسعار داخل بيئة العمل الصينية، والتي بدأت تمتد إلى أسواق أخرى. مخاوف من فقاعة مراكز البيانات حذّر جو تساي، رئيس مجلس إدارة "علي بابا"، يوم الثلاثاء، من احتمال نشوء فقاعة في قطاع بناء مراكز البيانات، مشيراً إلى أن وتيرة التوسع الحالية قد تتجاوز الطلب الفعلي على خدمات الذكاء الاصطناعي. وقال خلال مؤتمر عُقد في هونغ كونغ: "ما زلت مندهشاً من الأرقام التي يجري تداولها في الولايات المتحدة بشأن الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي. الناس يتحدثون، حرفياً، عن 500 مليار دولار، بل مئات من المليارات. لا أعتقد أن كل ذلك ضروري بالفعل". في المقابل، يتوقع بعض المراقبين أن تمتد موجة النماذج مفتوحة المصدر خلال الأشهر المقبلة إلى مجالات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مثل الرؤية الحاسوبية، والروبوتات، وتوليد الصور. وبحسب بالاجي سرينيفاسان، المستثمر في قطاع التكنولوجيا والشريك السابق في شركة "أندريسن هورويتز" (Andreessen Horowitz)، فإن تفوق الصين في تصنيع الأجهزة يعزز الطلب على التقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، كلما أصبحت النماذج أرخص وأسهل منالاً. وفي منشور على منصة "إكس" (X)، قال سرينيفاسان إن "الصين تحاول أن تفعل في مجال الذكاء الاصطناعي ما اعتادت فعله دائماً: الدراسة والنسخ والتطوير، ثم إفلاس الجميع من خلال الأسعار المنخفضة ونطاق إنتاج ضخم".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store