logo
#

أحدث الأخبار مع #عيدالحصاد

أغانى الحصاد.. تاريخ من الفرح
أغانى الحصاد.. تاريخ من الفرح

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 3 أيام

  • ترفيه
  • بوابة ماسبيرو

أغانى الحصاد.. تاريخ من الفرح

لا أحد يعرف مصدرها تحديدا لكنها تتردد كل موسم الأغانى التى يتغنى بها الفلاححون تمثل ايقونات شعبية فى موسم الحصاد فى الصباح الباكر وقبل أن تعلن الشمس عن لهيب حرارتها يخرج الفلاحون فى محافظات مصر فى مثل هذا الموعد من كل عام مع شهر مايو، يحملون أدواتهم ويجرون معداتهم إلى الحقول، والسبب قدوم موسم حصاد القمح أو الذهب الأصفر كما يطلقون عليه، ومع فرحة الحصاد تعلو أصواتهم بالغناء والمديح المبهج الذى يشد من عزمهم ويقوى من صلابتهم فى مواجهة الشمس الحارقة. جاءت الموروثات الشعبية التى ارتبطت بموسم الحصاد بأنواع وإبداعات مختلفة من الغناء والمواويل الجميلة التى تشير إلى قدوم الخير والبركة.. وجمال موسم الحصاد يتمثل فى أنه عمل جماعى يعتمد على التعاون وتكاتف الأيادى بين الفلاحين، لذا تنبع الفرحة وتتولد أسباب البهجة وتنطلق الأصوات بالأغانى الجميلة من أجل الترويح على النفس والقضاء على ساعات العمل الشاقة، ومن الكلمات القديمة فى الموروث الشعبى والتى يتغنى بها الفلاحون نجدهم يرددون.. وفى سجع موزون هذه الكلمات: يا قمح طيب يا لاه حبه الحصيده يا لاه القمح اتساوه يا لاه طلب الكراوه يا لاه كراوه نقاوه يا لاه حصيده زين يا لاه هتسد الدين يا لاه. ولا يتوقف الفلكلور الشعبى عند مرحلة الحصاد، وإنما تمتد أغانيه إلى مراحل أخرى من عملية الحصاد مثل مرحلة الدريس ومراحله الوزن والكيل والتعبئة، فنجد الفلاحون يتغنون بكلمات: الله واحد يا واحد أدى التانى ما لوش تانى وادى تلاته يا بركه تعالى أربعه يا بركه الواسعه خمسه فرض الصلاه خمسه. وفى رصد السينما لحياة الفلاحين والتعبير عنها دراميا لم تتجاهل موسم الحصاد والأغانى المرتبطة به، فلم تكن الشاشة الفضية فى زمن الأبيض والأسود بعيدة عن رصد تلك الحالة المعبرة عن فرحة الفلاحين بموسم الحصاد سواء بالتجسيد الدرامى أو بالتعبير الموسيقى، حيث نجد أغنية القمح الليلة لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فى فيلم لست ملاكا من ألحانه وكلمات الشاعر حسين السيد عام ١٩٤٦ من أفضل الأغنيات المرتبطة بالحصاد والتى اشتهرت كثيرا بعد عرض الفيلم وتقول كلماتها.. القمح الليلة ليلة عيده يارب يبارك ويزيده لولى ومشبك على عوده والدنيا وجودها من جوده يارب ما يخلف مواعيده يارب يبارك ويزيده. والجميل أن هذه الأغنية تحرص القنوات التليفزيونية والإذاعات الرسمية على إذاعتها فى هذا التوقيت إعلانا منها بقدوم موسم الحصاد وتعبيرا منها عن فرحة الفلاحين به، ولا ننسى أيضا من إبداعات السينما ما قدمته الفنانة الراحلة شادية فى فيلم بعنوان عيد الحصاد عام ١٩٥٤، والتى تغنت فيه بغنوة "آه يا لمونى" كلمات فتحى قورة وألحان محمود الشريف، وقد اشتهرت الغنوة فى أوساط الفلاحين ولا تزال حتى اليوم من أفضل أغانى الحصاد وتقول كلماتها: أه يا لمونى..... أه يالمونى.... فى هواك ظلمونى أه يا لمونى وأنا بستناك.... كنت بعيد الفكر معاك..... خفت لحد يميل لهواك ياخدك منى وتبكى عيونى أه يا لمونى يا لمونى يا لمونى. الفلاح والمزارع فتحى حمودة عبدالمجيد عرابى من أهالى الشرقية.. يؤكد أن أيام الحصاد بالفعل هى أيام عيد بالنسبة له ولكل وزملائه من الفلاحين، فيقول بلا شك هى أيام فرحة يأتى فيها الرزق والخير الذى ننتظره طوال الموسم، وهذا الرزق هو رزق من عند الله وللجميع ليس للفلاح فقط، فهو رزق للفلاح صاحب الأرض ورزق للعمالة المأجورة ورزق لكل المصريين، حيث يصنع منه الخبز الذى هو أساس الحياة ويضيف: الشىء الجميل فى الموضوع أن الحصاد يجمع الناس مع بعضهم ويجعل الفلاحين يساعدوا بعض دون مقابل بالتناوب أو التماثل بمعنى "هساعدك فى حصاد أرضك النهارده وأنت بكره هتساعدنى فى حصاد أرضى"، وهذا يزيد من الألفة والمودة بين الفلاحين، خاصه إذا ما كانوا جيران فى الحقل، أما عن الأغانى والفرحة أثناء الحصاد فيقول: أيام الحصاد كلها تكون أيام فرحة، ومن يعرف كيف يغنى فإنه يغنى والباقى يرد وراءه، "واللى مابيعرفوش بيجيبوا معاهم جهاز صب متحمل عليه أغانى جميلة ومديح ذكر علشان يسليهم ويهون عليهم تعب الحصاد، والكل بيكون فرحان ومبسوط بقدوم الخير والرزق".. أما الشاعر محمد سمير عشرى -عضو اتحاد الكتاب ومدير قصر ثقافه بلبيس بالشرقيه- فيقول: إن أغنيات على بياعين العنب ويا نخلتين فى العلالى ويا بتاع النعناع ويا لمونى وغيرها من الأغنيات الجماعية والشعبية، فهى من الأغنيات التى يتغنى بها الفلاحون بالشرقية، وتمثل أيقونات شعبية تتراقص على أفواه الفلاحين فى مواسم الحصاد وغيرها، وهى أغنيات تراثية غير معروف أصحابها أو مبدعوها ولكنها موجودة فى التراث، ولا يعنينا من هم أصحابها بقدر ما يعنينا أنها تدخل البهجه، وتأتى بالأثر الإيجابى على الفلاحين فى الحقل وتدفعهم إلى زيادة النشاط وإنجاز مهمة الحصاد فى وقتها... وإذا جاز لى أن أشبه الأغنية الشعبية مجهولة المصدر لتقريب معنى الأدب الشعبى الموروث، فإننا نشبهها بالنكتة المصرية وكلاهما موروث شعبى نضحك عليها ولا نسأل من ألفها، وكأن الأهم لدينا هو الابتسامة وفحوى النكتة التى أثارت فى نفوسنا الضحك.. ويضيف عشرى: الحقيقة أن الأغنية الشعبية صارت ومنذ زمن بعيد لازمة من لوازم الحصاد، ومن منا لا يغنى حين يرى مجهوده خلال موسم كامل قد كلل بالنجاح وأتى أكله، وبالتالى ستبقى الأغنية المصاحبة للحصاد عادة مبهجة سيواظب عليها الفلاحون إلى أبد الدهر، لأنها تدفعهم إلى العمل بجد واجتهاد، وإذا كان المنجل هو أداة الحصاد المرئية فإن الأغنية هى آلة الحصاد الروحانية التى تزيد من نشاط الفلاح ولياقته البدنية، وإذا كنا ولدنا فوجدنا هذه الأغنيات المتوارثة عبر الأجيال نماذج حية على العادات الريفية، فإنى ألوم على الشعراء المعاصرين خاصة كتاب الأغانى الشعبية لماذا لم يقدموا لنا جديدا مثل هذه الأغنيات. أما الصورة المرافقة فتعكس الفرحة والبهجة فى حقول القمح، وخصنا بها الطبيب عبدالرحمن بكير من زيارته لحقل صديقه محمد عبدالنور زيدان فى قرية المنشية بأسوان، وقال كانت زيارتى قبل موسم الحصاد مباشرة، وعشنا داخل الحقل حالة من الجمال والبهجة، وجهد الفلاحين، والحالة ذكرتني بقصيدة الشاعر الكبير صلاح جاهين: "القمح مش زى الدهب/ القمح زى الفلاحـين/ عيدان نحيلة/ جدرها بياكل فى طين/ زى اسمـاعين/ ومحـمـديـن/ وحسين أبو عويضة/ اللى قاسى وانضرب/ علشان طلب/ حفنة سنابل ريَّها كان بالعرق/ عرق الجبين".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store