أحدث الأخبار مع #عيسىبنمريم


الزمان
منذ 8 ساعات
- منوعات
- الزمان
إلهام شرشر تكتب: قصة عيسى بن مريم
قصة عيسى بن مريم [عليهما السلام] بعد الحديث عن الحواريين الذين ناصروا عيسى عليه السلام وأيدوه فى دعوته فأيّدهم الله على عدوهم فأصبحواْ ظاهرين، نستطيع أن نتخذ من معجزة تكلمه فى المهد منطلقًا للحديث عن معجزات هذا النبى الكريم، والمعجزات -كما تعلمون- أمرٌ خارقٌ للعادة مقرونٌ بالتحدى يجريه الله على يد أحد الأنبياء تصديقًا لهم. والمعجزة كالكرامة يجمعهما ويشترك فى كليهما أن الفاعل لهما واحد، وهو الله الواحد، غير أن المعجزة يُظهرها الله على يد نبي، بينما الكرامة يُظهرها الله على يد ولي. لما ابتدأ المسيح عليه السلام فى دعوة بنى إسرائيل الذين قست قلوبهم وحرّفوا الشريعة وانحرفوا عن الطريق الصحيح حتى بلغ السيل الزُّبَى، أخبرهم أنه مؤيّدٌ فى دعوته وإرشاده بمعجزاتٍ إلهية لا يقدر عليها غير الله سبحانه، وعلى رأسها تكليمه للناس فى المهد، فضلًا عن غيرها من المعجزات التى منها خلق طيرٍ من الطين والنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، ومنها إبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى، وإخباره الناس بما يأكلون وما يدخرون فى بيوتهم. نعم لقد أيدّه الله بهذه المعجزات التى لازالت وستظل خارقةً للعادة، رغم التقدم العلمي، إذ كانت لديه القدرة على أن يُشكّل من الطين على هيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله وإرادته، وشفاء المرضى من الأمراض، وإحياء الموتى بإذن الله ومشيئته، ليس هذا فحسب بل كانت لديه القدرة على معرفة مدخّرات الناس فى بيوتهم، فكان يبلغهم عن ما يأكلون وما يدخرون فى بيوتهم. زد على هذا معجزة نزول المائدة، إذ استجاب الله تعالى دعوته - عليه السلام- بنزول مائدةٍ من السماء، وهى معجزة تدل على قدرة الله تعالى واستجابته دعاء الأنبياء. لقد بيّن عيسى عليه السلام لقومه أن الآيات والمعجزات التى أيّدها الله بها كافيةٌ لتصديقه وشافيةٌ فى حملهم على الإيمان به والتصديق برسالته، كما بيّن لهم أنه مصدِّقٌ للتوراة، مؤمنٌ بما فيها، حاثٌّ على اتباعها، موضحًا أنه يُحلّ لهم بعض ما حُرّم عليهم، لكنهم – كما جرت العادة والسنة الكونية- انقسموا فى أمره ولم يجمعوا عليه، فمنهم من صدّق به ومنهم من كذب، ومنهم من أقبل عليه، ومنهم من فرّ منه ونفر. وقد سجّل القرآن ذلك فى آياتٍ عديدة، منها قوله تعالى: « وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنِّى قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّى أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِى الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِى بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِى حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ». وكذلك كان يفعل عيسى عليه السلام، فيصوّر من الطين على هيئة الطير ثم ينفخ فيه فيطير عيانًا بإذن الله، أما الأكمه فقيل: هو الذى يبصر نهارًا ولا يبصر ليلًا. وقيل العكس. وقيل هو الأعمش، وقيل: هو الذى يولد أعمى، وأما الأبرص فمعروف. وأما قوله (وأحيى الموتى بإذن الله) فقد قال كثير من العلماء: إن الله بعث كل نبى من الأنبياء بمعجزة تناسب أهل زمانه، فكان الغالب على زمان موسى- عليه السلام- السحر وتعظيم السحرة؛ لذا بعثه الله بمعجزة بهرت الأبصار وحيرت كل سحار، فلما استيقنوا أنها من عند العظيم الجبار انقادوا للإسلام وصاروا من الأبرار... وأما عيسى - عليه السلام- فبُعث فى زمن الأطباء، فجاءهم من الآيات بما لا سبيل لأحد إليه، إلا أن يكون مؤيدًا من الله، فمن أين للطبيب قدرة على إحياء الجماد؟!!! أو على مداواة الأكمه والأبرص، وبعث من هو فى قبره رهين إلى يوم التناد؟!!! كما أنه أُيِّد من قِبل الله تعالى بمعجزة علم الغيب، ولا عجب فقد قال تعالى فى أواخر سورة الجن موضحًا أن الغيب لا يعلمه إلا هو، ومن ارتضى سبحانه من رُسله: « عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ»، وقال فى آية الكرسي: « ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء». نعم لقد واجههم بثقةٍ مطلقةٍ استنادًا إلى ما أيده به ربه، فقال لقومه إن من آيات صدق دعوتى ورسالتى أننى أستطيع أن أخبركم بما أكل أحدكم الآن، وما هو مدخر له فى بيته لغده. كما سجّل القرآن هذه المعجزات فى قوله تعالى فى معرض تعداده للنعم التى أنعمها على نبيه عيسى عليه السلام: « إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِى عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِى الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِى فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِى وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِى وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِى وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِى إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ». وقوله تبارك وتعالى فى سورة الزخرف: « وَلَمَّا جَاءَ عِيسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (64) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ». نكتفى بهذا القدر سائلين الله تعالى أن يعلمنا وأن يمن علينا بالفهم والهداية والاعتبار والاتعاظ بقصص أصحاب هذه السلسلة الماتعة عليهم السلام. دمتم فى رعاية الله وأمانه.


المدينة
٢٦-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- المدينة
دِينُ مارادونا..!!
جُنَّ جنون بعض الأرجنتينيِّين، وأصبحُوا يُشرِكُون أسطورةَ كرة القدَّم (مارادونا) في العبادةِ مع الله -عزَّ وجلَّ-، كما أشركُوا مِن قبل المسيحَ عيسى بن مريم -عليهِ السَّلام-، فتعالى اللهُ عمَّا يُشرِكُون!.والقصَّة بدأت باجتماع إبليس، مع هذه الطَّائفة الضالَّة، وتمخَّض الاجتماعُ عن بندٍ شيطانيٍّ هو اعتبار مارادونا كائنًا مقدَّسًا يستحقُّ العبادة!.ويُقَدَّر أنَّ الدَّاخلين في دِين مارادونا هُم بالآلاف، ويزيدُون رُويدًا رُويدًا، حتَّى في دول أوروبيَّة مثل إسبانيا وإيطاليا، وعندهم كنائس خاصَّة بمارادونا، وكتاب مقدَّس سمُّوه (إنجيل مارادونا)؛ تقليدًا لأسماء إنجيل متَّى، ومرقَس، ولُوقا، ويُوحنَّا، وفيه توثيقٌ لحياة مارادونا، ووصاياه العشر، التي يُشبِّهُونَها بالوصايا العشر للنبيِّ موسى -عليه السلام-!.ومن أبرز وصايا دِين مارادونا، الإيمانُ بأنَّ كرة القدم هي الدِّيانة الحقيقيَّة، وأنَّ على الأرجنتينيِّ -مثلًا- أنْ يُحبَّ جاره الأرجنتينيَّ حتَّى لو كان هذا الأخير مُشْجِّعًا للبرازيل، وعلى هذا الأساس فإِنَّ مُشْجِّعِي ريال مدريد الإسبانيِّ يجبُ عليهم حُب مُشْجِّعِي غريمه اللَّدود برشلونة، حسب دِين مارادونا، الذي يُؤمنُون أنَّ روحَه ترعَى وتحفظ كلَّ مَن مارس رياضة كرة القدم، وهذا هُو الشِّركُ المُبينُ!.وليس هذا فقط، بل يُؤمنُونَ أنَّ تاريخ ميلاد مارادونا، هو عيدٌ مقدَّسٌ، مثلما اعتبرُوا تاريخ الميلاد -غير المعروف على وجه الدقَّة- للمسيحِ عيسى بن مريم -عليه السَّلام- عيدًا مقدَّسًا، فيتزوَّجُون في الكنيسة على دِين مارادونا، ويحلفُون باسمه قائلين: (أقسِمُ بمارادونا)، وغير ذلك من الشركيَّات والخُزعبلات!.وطريقة إبليس في تحويل البشر لمُشرِكين، واحدةٌ لا تتغيَّر، وهي أمره لهم بتخليد ذكرى أناسٍ صالحِينَ، على فرض أنَّ مارادونا صالحٌ في جزئيَّة كرة القدم، مثلما فعلَ مع قوم نوح، أنْ أمرهم بتخليد ذكرى ودٍّ، وسُواعٍ، ويغوثَ، ويعوقَ، ونَسْرٍ، بعدما ماتُوا، بإقامة أصنامٍ لهم، ثمّ عبدوهُم تدريجيًّا من دونِ اللهِ!.ولا أستبعدُ أنْ يعتبرَ الغربُ عبادة مارادونا من حريَّة التَّعبير والاعتقاد، وأنَّه إذا بدت من المسلمِينَ البغضاء تجاه المُشركِينَ، فيعتبرهُم الغربُ إرهابيِّينَ ومتطرِّفِينَ!.العيدُ على البابِ يا سادتِي، وكلُّ عامٍ وأنتُم بخيرٍ.


وكالة نيوز
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- وكالة نيوز
خطبة للإمام الحسن (ع) في تأبين أمير المؤمنين (ع)
«لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل، ولم يدركه الآخرون بعمل، لقد كان يجاهد مع رسول اللّه (ص) فيقيه بنفسه، وكان رسول اللّه (ص) يوجهه برايته فيكنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله، لا يرجع حتى يفتح اللّه على يديه، ولقد توفي في هذه الليلة التي عرج فيها عيسى بن مريم (ع) وقبض فيها يوشع بن نون وصي موسى (ع) وما خلف صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه، أراد أن يبتاع بها خادمًا لأهله». وتمثّلت صورة أبيه أمامه فخنقته العبرة وأرسل ما في عينيه من دموع وكذلك بكى جميع من حضر في جنبات الحفل، وساد الحزن وعم الأسى ثم استأنف الإمام خطابه فأعرب للناس سمو مكانته وما يتمتع به من الشرف والمجد قائلاً: «أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي، وأنا ابن النبي، وأنا ابن الوصي، وأنا ابن البشير النذير، وأنا ابن الداعي إلى اللّه بإذنه، وأنا ابن السراج المنير، وأنا من أهل البيت الذي كان جبرئيل ينزل إلينا، ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الذي أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا، وأنا من أهل بيت افترض اللّه مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى لنبيه (ص): «قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى، ومن يقترف حسنة نزد له منها حسنًا فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت». وحفل خطابه البليغ بما يلي: 1 – إنه عرّف الناس بجهاد أبيه وعظيم بلائه في الإسلام ووقايته لرسول اللّه (ص) بنفسه في جميع المواقف والمشاهد وقد أبّنه بكلمة تمثّلت فيها بلاغة الإعجاز وروعة الايجاز وهي قوله: «فهو لم يسبقه الأولون بعمل، ولا يدركه الآخرون بعمل» ومن كان لم يسبقه الأولون ولم يدركه الآخرون كان أعظم شخصية بزّت جميع المصلحين والعظماء في جميع مراحل التاريخ وحقًّا إنه كذلك، فليس في جميع فترات الزمن وآناته قديمًا وحديثًا أحد فاق الإمام أو يفوقه في مثله وأعماله وجهاده وذبه عن حظيرة الإسلام. 2 – وأبان (ع) في خطابه الرائع قداسة الليلة التي رحل فيها أبوه إلى جنان الخلد. فلقد عرج فيها إلى السماء المسيح عيسى بن مريم (ع) ورحل فيها إلى جواره تعالى يوشع بن نون وصي موسى (ع). وفي هذه الليلة العظيمة انتقل إلى جوار اللّه سيد الأوصياء، وعميد الأتقياء، وحامي حوزة الإسلام الإمام علي (ع) فهي – بحق – أشرف الليالي وأسماها عند اللّه. 3 – وأعرب (ع) لذلك الحفل الحاشد زهد أبيه وعدم اعتنائه بدنياه فلقد رحل عنها ولم يخلف من حطامها شيئًا، وقد كان في استطاعته أن يسكن أفخم القصور، ويلبس الحرير والديباج، ويأكل ما لذّ من الطعام ويتخذ العبيد والإماء ولكنه ترك كل ذلك رغبة فيما أعد اللّه له في دار البقاء من النعيم والكرامة والسعادة، وما أفاض عليه في هذه الدنيا من خلود الاسم والثناء العاطر والذكر الحسن المقرون بالاكبار والتقديس عند الناس جميعًا!! لقد وافى الإمام عليًّا الأجل المحتوم وما خلف سوى ثمالة من المال يتركها أقل البائسين والضعفاء، وهو سلطان المسلمين وزعيمهم، تجبى له الأموال الطائلة من شتى الأقطار الإسلامية ولكنه (ع) أبى أن يأخذ منها شيئًا. 4 – وتضمن خطابه (ع) دعوة الناس إلى مبايعته، وقد كانت دعواه رائعة بكل ما للروعة من معنى، فلقد عرّف نفسه إلى الجماهير بأنه ابن الداعي إلى اللّه، وابن السراج المنير، وأنه ممن أذهب اللّه عنهم الرجس والأباطيل، وهل هناك أحد أحق بالخلافة من شخص التقت به هذه الكمالات، واجتمعت فيه هذه الفضائل.


فيتو
٠٢-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- فيتو
مع الزاهدين، مظاهر الزهد في حياة أنبياء الله "نوح وهود "
قال نوحٌ عليه السَّلامُ: وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ (هود: 29)، أي: لا أسألُكم (على نصيحتي لكم ودِعايتِكم إلى توحيدِ اللهِ، وإخلاصِ العِبادةِ له مَالًا أجرًا على ذلك، فتتَّهِموني في نَصيحتي، وتظُنُّونَ أنَّ فِعلي ذلك طَلَبُ عَرَضٍ مِن أعراضِ الدُّنيا)، إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ (يقولُ: ما ثوابُ نصيحتي لكم ودِعايتِكم إلى ما أدعوكم إليه إلَّا على اللهِ؛ فإنَّه هو الذي يُجازيني ويُثيبُني عليه). وقال هودٌ عليه السَّلامُ لقومِه: وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (الشعراء: 127)، أي: وما أطلُبُ منكم على نُصحي لكم أيَّ ثوابٍ وجزاءٍ، إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ.. أي: ما أرجو ثَوابي إلَّا مِن اللهِ الخالِقِ الرَّازِقِ، المالِكِ المُدبِّرِ لجميعِ العالَمينَ دونَ غَيرِه. وكذلك قال صالِحٌ ولوطٌ وشُعَيبٌ عليهم السَّلامُ مِثلَ قِولِ هودٍ عليه السَّلامُ لقومِه، وأعيدَ ذلك في سورةِ الشُّعراءِ بلَفظٍ واحِدٍ، والفائِدةُ منه بَيانُ أنَّهم كانوا مُتَّفِقينَ على الامتِناعِ مِن أخذِ الأجرِ على الدَّعوة وتبليغِ الرِّسالةِ، وأنَّهم كانوا في رغبةٍ تامَّةٍ عمَّا في أيدي النَّاسِ. قال عيسى بن مريم عليه السلام: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والمال فيه داء كثير، قيل: يا روح الله، ما داؤه؟ قال: لا يؤدي حقه، قالوا: فإن أدى حقه؟ قال: لا يسلم من الفخر والخيلاء، قالوا: فإن سلم من الفخر والخيلاء ؟ قال: يشغله استصلاحه عن ذكر الله. وكانوا يحترِفونَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ (الفرقان: 20). (يتَّبِعونَ المعاشَ في الدُّنيا)، وقال رسولُ اللهِ، صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ داودَ النَّبيَّ عليه السَّلامُ كان لا يأكُلُ إلَّا مِن عَمَلِ يَدِه". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


المدينة
١٦-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- المدينة
العداء الذي تحوَّل إلى تحالف..!!
عاشت أوروبا قرونًا من العداء الشَّديد بين اليهود والمسيحيِّين؛ بسبب الاتِّهام المسيحيِّ لليهود بأنَّهم المسؤولُون عن قَتْل وصَلْب المسيح عيسى بن مريم -عليهما السَّلامُ-، وبالطَّبع فإنَّ القرآن الكريم ينفي قَتْله وصَلْبه تمامًا، رغم أنَّ محاولتهم لذلك ثابتةٌ تاريخيًّا، وهم أصلًا مَن قتلُوا الأنبياء مثل: زكريا، ويحيى -عليهما السَّلام-، وهم كذلك مَن حاولوا قتل نبيِّنا محمَّد -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بالسُمِّ، وغيره!.وبسبب الاتِّهام اُضْطُهِدَ اليهودُ في أوروبا لحقبةٍ طويلةٍ، عكس الأمان الذي تمتَّعُوا به في نفس الزَّمن، عندما كان بعضُهم يعيش في الدُّول العربيَّة!.وخفَّ العداء بعد الحرب العالميَّة الثانية، وإنشاء إسرائيل عام ١٩٤٨م بِسَعْيٍ من كبيرة أوروبا -آنذاك- بريطانيا، إذ لعِبَت المصالح السياسيَّة دورًا أكبرَ من الخلافات الدِّينيَّة، وكانت مصالح الطَّرفين، أوروبا وإسرائيل، متوافقة على حساب العالم الإسلاميِّ الذي كان غارقًا في التفرُّق بعد استعماره الطَّويل، ثمَّ تحرُّره!.وفي عام ١٩٦٥م أصدر الفاتيكان -آنذاك- وثيقة (Nostra Aetate) التي أبطلت اتِّهام اليهود بقتْل وصلْب المسيح، فصفت العلاقات بينهم وبين المسيحيِّين، لكنَّ اليهود استغنُوا عن أوروبا التي ضعُفَت، وعبرُوا المحيط الأطلسي، وأنشأوا لوبيًّا ضاغطًا في أمريكا، عظيمة العالم، وتغلغلُوا وسط الكنائس البروتستانتيَّة؛ بسبب قوَّة التيار الإنجيلي فيها، فدعمهم هذا الأخير بناءً على النبوءات التوراتيَّة والتلموديَّة لأحداث نهاية الزَّمان التي حرَّفها اليهودُ وفصَّلُوها بالمقاس على أنفسهم؛ ليكسبُوا دعم هذا التيَّار المتطرِّف، وانتماء معظم السياسيِّين الأمريكيِّين إليه، وإيمانهم بأنَّ السبيل الوحيد لنزول المسيح للأرض، وتخليصه لهم هو مساندتهم لليهود، والقضاء على عدوِّهم الذي هو الإسلام، وفي مقدِّمة عدوِّهم الشَّعبُ العربيُّ الفلسطينيُّ المُعرَّض الآنَ لتهجيره بالكامل من أرضه!.وهذا التحالف الذي كان عداءً بين الأيديولوجيتَيْن اليهوديَّة والمسيحيَّة المتطرِّفتَيْن يفرض علينا كعرب ومسلمين وحدة الصَّفِّ، فالمعركة ليست فقط تهجير للفلسطينيِّين، بل صراعٌ وجوديٌّ على الهويَّة والمقدَّسات، ولا سبيل لمواجهته إلَّا بالتَّصالح الفلسطينيِّ، والتكاتف العربيِّ والإسلاميِّ والدوليِّ قبل فوات الأوان.