أحدث الأخبار مع #عيسىسعدالله


جريدة الايام
منذ 3 أيام
- سياسة
- جريدة الايام
عصابات الإجرام تتسبّب بإحكام الحصار على شمال غزة
كتب عيسى سعد الله: أحكمت عصابات الإجرام وقطاع الطرق، في محافظات جنوب قطاع غزة، حصارها على منطقة شمال القطاع التي تضم محافظتَي غزة والشمال، ومنعت دخول بضائع وسلع إلى المنطقة تحت قوة السلاح، وسط حالة من الصدمة والذهول في صفوف أبناء المحافظتين. ونصبت هذه العصابات حواجز ثابتة على طول الطريق المؤدي إلى منطقة شمال القطاع، وقامت بمصادرة أي كمية من البضائع كانت في طريقها إلى المنطقة، صاحبَها عمليات ضرب بحق المواطنين العائدين إلى المنطقة، ما أدى إلى نقص حاد في الخضراوات التي كانت تصل من محافظتَي الوسطى وخان يونس. وبالتوازي مع انتشار العصابات وقطاع الطرق على طول الطريق المؤدي إلى الشمال، وبشكل خاص في منطقة تبة النويري، سطت عصابات أخرى على عشرات الشاحنات المحمّلة بالطحين والمواد الغذائية الأخرى، وقامت بإفراغ حمولتها في منطقتَي خان يونس والمحافظة الوسطى وسرقتها والتصرف بها، حسبما أفاد شهود عيان ومصادر إعلامية، ما أدى إلى حرمان أكثر من مليون ومئتي ألف مواطن يسكنون الشمال من الطحين، للشهر الرابع على التوالي. وفي الوقت الذي سرقت فيه هذه العصابات الطحين وباعته بسعر زهيد في الجنوب، واصلت أسعاره ارتفاعها الجنوني في الشمال، ليصل إلى سبعين شيكلاً للكيلو الواحد. وأشار شهود عيان إلى أن الاستهدافات المتكررة لجيش الاحتلال لقوات الأمن والشرطة تزيد من نشاط هذه العصابات، وتحدّ من قدرة الشاحنات والتجار على إيصال البضائع إلى شمال القطاع الذي يعاني من مجاعة مميتة تتفاقم يوماً بعد يوم. ولم تكتفِ العصابات بمنع إدخال المواد الغذائية للقطاع، بل تقوم بالسطو على جميع المواطنين العائدين إلى المنطقة، حيث تقوم بتفتيشهم بشكل دقيق ومصادرة النقود وحتى الهواتف النقالة، كما حصل مع المواطن ياسر طلال الذي تعرض للسرقة والضرب، ومصادرة سلع كان قد اشتراها من الجنوب. وبيّن طلال أنه يعمل في مجال التجارة بين الشمال والجنوب خاصة في تجارة الطحين، وإدخال عشرات الأكياس يومياً. وأوضح أنه أثناء عودته للشمال، ظهر أمس، تفاجأ بحاجز يقف عليه عدد من المسلحين استولوا على الطحين والبضاعة، ثم قاموا بتفتيشه ومصادرة أكثر من ثلاثة آلاف شيكل قبل أن يسمحوا له باستكمال طريقه عائداً إلى مدينة غزة. ولفت إلى أنه تعرض للضرب عند محاولته منعهم من مصادرة البضاعة، ما دفعه إلى التراجع بعد أن هددوه بالقتل إذا لم يهدأ. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لبعض العصابات والأشخاص أثناء سطوهم على المساعدات والمواطنين، كما انتشرت مقاطع أخرى لأشخاص تعرضوا للعقاب ووقعوا بأيدي عناصر الأجهزة الأمنية التي قامت بدورها بإنزال عقوبات شديدة بحقهم. وذكر شهود عيان أن بعض أفراد الأجهزة الأمنية يحاولون وضع حد لهذه العصابات رغم المخاطر الشديدة التي تعترضهم، خاصة وحدة "سهم" التي فعّلتها الشرطة مؤخراً في غزة، بعد اتساع نطاق عمليات السرقة والنهب. وشهدت ساعات فجر وصباح أمس أوسع عملية سرقة نفذتها العصابات عندما سطت على نحو 110 شاحنات محمّلة بالطحين والعدس والسكر والملح، كانت في طريقها إلى مخازن مؤسسة أممية للبدء بتوزيعها بنظام الدورة على المواطنين. ولم تنجُ أي شاحنة من عمليات السطو والسرقة التي شارك فيها مواطنون ومسلحون، حيث أفاد شهود عيان بأن إحدى العائلات في المحافظة الوسطى سيطرت على حمولة شاحنة بأكملها والتي تبلغ نحو 2200 كيس طحين، وقامت ببيعها على الملأ بواقع 300 شيكل للكيس الواحد. ويطالب سكان شمال غزة جميع الشرفاء والفصائل والحكومة والمؤسسات بوضع حد لهذه التصرفات ولجمها، ليتسنى دخول البضائع والمساعدات إلى منطقتهم المنكوبة. ومن أصل أكثر من 900 شاحنة محملة بالمساعدات وصلت على مدار الأيام العشرة الماضية للقطاع عبر معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع، لم تصل شاحنة واحدة إلى منطقة الشمال، التي تضم العدد الأكبر من سكان القطاع. وتتهم الفصائل الاحتلال بدعم هذه العصابات عبر توفير الغطاء العسكري والأمني لها، من أجل الإمعان في معاناة المواطنين، وخلق شرخ في المجتمع.


جريدة الايام
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- جريدة الايام
غزة: اتساع رقعة الاعتداء على الممتلكات التجارية والخاصة والمؤسساتية
كتب عيسى سعد الله: توسّعت خلال الساعات الأخيرة رقعة الاعتداءات والسطو على المرافق التجارية الخاصة ومخازن المؤسسات في مناطق متفرقة من قطاع غزة، وبشكل خاص في مدينة غزة، وسط اشتباكات عنيفة بين المعتدين ومسلحي الفصائل. وشهد حيّا الرمال والنصر ذروة هذه الأحداث، مساء أول من أمس، وأسفر عنها مقتل عدد من المواطنين وإصابة العشرات، بعد اشتباكات دامية في أكثر من مكان وموقع، في أعقاب قيام مجموعات مسلحة بمحاولة الاعتداء والسطو على مخازن تجارية خاصة وأخرى تابعة لمؤسسات، في شوارع الوحدة والثورة والنصر وعمر المختار. واستنفرت هذه الأحداث عائلات قطاع غزة، التي تسابقت على إصدار بيانات الاستنكار والإدانة لمثل هذه الأحداث، والدعوة إلى وقفها فوراً، كما أعلنت "كتائب القسام" عن نيتها الضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة، والمنخرطين بما سمّته الفوضى المدعومة من الاحتلال. وبدأت ذروة هذه الأحداث، عصر أمس، خلال محاولة مجموعات مسلحة سرقة مخازن عدد من المؤسسات في شارع الثورة، ما دفع عدداً من مسلحي الفصائل للتصدي لهم وملاحقتهم، قبل أن يتعرضوا للقصف من طيران الاحتلال، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم، حسب ما أفاد شهود عيان ومصادر فصائلية. وتوالت الأحداث في أكثر من مكان سجل خلالها مقتل ستة مواطنين، حسب ما أعلنت بعض الفصائل، إضافة إلى إصابة العشرات. واشتكى مواطنون، عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، من تعرضهم لاعتداءات شخصية ومحاولات سطو من قبل مسلحين ومواطنين مجهولين في مناطق متفرقة من مدينة غزة. وعبّر المواطنون عن مخاوفهم من اتساع رقعة الفلتان وظاهرة السطو والاعتداء عليهم، ورفضهم ربطها بما يتعرض له قطاع غزة من مجاعة مميتة، بسبب استمرار الاحتلال بإغلاق المعابر منذ أكثر من شهرين. ويحاول بعض المشاركين في هذه الأحداث ربطها بالمجاعة ونفاد المواد الغذائية من منازلهم، إلا أن جميع العوائل في قطاع غزة أصدرت بيانات إدانة واستنكار وبراءتها من كل المشاركين في الأحداث. من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية في غزة أن الأجهزة الأمنية والشرطية باشرت ميدانياً بملاحقة من سمّتهم العملاء والمارقين، الذين يقفون ويشاركون في هذه الأحداث، ومعاقبتهم وقطع الطريق أمام محاولاتهم لإثارة الفوضى وترويع الآمنين. وقالت: إنه أثناء عمل هذه القوات في ملاحقة المنفلتين تعرضت قوة تأمين لاستهداف مباشر وأكثر من مرة من قبل طائرات الاحتلال في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، ما أدى إلى استشهاد ضابط شرطة وطفل وإصابة عدد آخر من القوة الأمنية والمواطنين. وبدأت هذه الأحداث منتصف الأسبوع الماضي، عندما أقدم مسلحون على السطو على مخازن مطابخ "غزة العزة" الخيرية، التي أسسها رجل الأعمال بشار المصري منذ بداية العدوان، من خلال شركتَي باديكو ومجموعة الاتصالات، وسرقة محتوياتها. وتوقفت الغالبية العظمى من المطابخ المجتمعية و"التكايا" عن العمل وتوزيع الوجبات الغذائية الساخنة، بعد نفاد مخزونها من المواد الغذائية، كما سبقها بالتوقف أكثر من خمسين مخبزاً كانت تعمل ضمن مشروع إغاثي لتوزيع الخبز على المواطنين بأسعار رمزية، ممول من برنامج الأغذية العالمي. ويواجه المواطنون مجاعة مميتة حذرت من تداعياتها الكارثية جميع المؤسسات الأممية والدولية والمحلية، بعد نفاد المواد الغذائية لدى المواطنين، ومن مخازن المؤسسات الخيرية. وشهدت الأسعار ارتفاعات جنونية ووصلت إلى مستويات قياسية، خاصة المواد الغذائية الأساسية كالطحين الذي وصل سعر الكيلو الواحد منه إلى ستين شيكلاً، والسكر إلى تسعين شيكلاً، والأرز ستين شيكلاً، وزيت الطهي ثمانين شيكلاً للتر الواحد، ونحو ثلاثين شيكلاً لكيلو المعكرونة. فيما تواصل أسعار الخضراوات ارتفاعات ملموسة وصلت إلى أكثر من أربعين شيكلاً لكيلو الباذنجان والكوسا والبصل والفلفل، وخمسة وعشرين شيكلاً لكيلو البندورة، فيما تخلو أسواق قطاع غزة بشكل كامل من جميع أصناف وأنواع اللحوم وكذلك الفواكه. وأعلنت مصادر طبية في غزة، أمس، وفاة الطفلة جنان السكافي في مستشفى الرنتيسي بغزة بسبب سوء التغذية. بدورها، قالت منظمة الصحة العالمية: إن الوضع في غزة كارثي في ظل الحصار المستمر منذ شهرين، وأكدت في بيان لها، أمس، أن سكان غزة جائعون، والأطفال ضعفاء بسبب سوء التغذية الذي سيترك آثاراً دائمة على حياتهم.