#أحدث الأخبار مع #غرفة_القراءةمجلة هيمنذ 7 أيامترفيهمجلة هيخاص لـ"هي": المصممة السعودية نبراس الجعيب تشكل الأثاث كما تُنسَج القصائد.. بين سكون الرمال وتعقيد الزخارففي عالم يتسابق فيه المصممون لصناعة "اللافت"، تختار نبراس الجعيب أن تصنع الهادئ، والعميق، والناطق دون ضجيج. لا تصمم الأشكال الجميلة، بل تبني حوار صامت بين الضوء والمادة، بين الذاكرة والمساحة. في حديثها مع "هي"، تكشف المصممة السعودية عن رؤيتها وفلسفتها في تصميم المساحات وكيف استطاعت أن تحوّل غرفة القراءة من مساحة خاصة إلى عمل فني يحتفي بالهوية والحميمية، دون أن تغادر جذورها. في مشروع The Reading Room أعادت نبراس تخيّل فكرة غرفة القراءة تفتتح الجعيب حديثها مع "هي" كاشفاً عن فلسفتها الشخصية في التصميم، فتقول: "أنا شخص يقرأ المكان، أستمع إلى طريقة سقوط الضوء، إلى شعور الصمت، وإلى ما تقوله الأشياء أو ما لا تقوله. التصميم بالنسبة لي ليس شكلاً فقط، بل ترجمة لما لا يُقال." هذه القدرة على الإنصات نشأت من جذور عميقة، من طفولة عايشت فيها التباين بين سكون الصحراء وزخرفة المعمار التقليدي. نبراس تصف ذلك بقولها: "تربّيت في بيئة من التناقضات: بساطة فرضتها الضرورة، وفخامة صنعتها الطقوس. هذا التباين علّمني أن أبحث عن المعنى في المادة، وأن أجد الجمال في التوازن والانضباط." لكن في خضم هذا التكوين المحلي، لم تغب عنها أهمية التفاعل مع العالم. نبراس لا ترى في الهويّة العربية والتصميم العالمي صراعًا، بل حوارًا مستمرًا، تضيف: "أبدأ من إحساس داخلي مرتبط بذاكرة المكان العربي، سخاء المساحة، ونعومة الخامات، وطريقة حضور الغرفة، ثم أُعيد صياغة هذه الأحاسيس بمنظور عالمي يوسّع التجربة دون أن يفرّغها من خصوصيتها." الجعيب:" خلاصة رؤيتي للمساحة متجذرة في الذاكرة، لكن واضحة في التعبير العالمي." من هذه الرؤية المتجذّرة والمنفتحة في آن، ولِد مشروعها The Reading Room. مشروع تم الكشف عنه في أسبوع ميلان للتصميم أعادت نبراس تخيّل فكرة غرفة القراءة، من مساحة منعزلة إلى مساحة تسمح بالتأمل واللقاء معًا. حيث توضح لـ"هي" قائلة: "غرفة القراءة التقليدية عادة ما تكون مكانًا خاصًا ومنعزلًا. أردت أن أُحدث تحوّلًا في هذا المفهوم — أن أخلق مساحة تُشجّع على التأمل، لكنها في الوقت ذاته تدعو للقاءات اللطيفة. في عالم تغمره الضوضاء، أصبحت الراحة نوعًا من الترف الثمين. أردت أن أصمم مكانًا يسمح بالوحدة الهادئة والحوار الخفيف — كأن يكون تنفّسًا فضائيًّا." الهدف لم يكن فقط في إعادة تعريف ماتشغله الغرفة، بل في التعبير عن حضور مختلف. تصف نبراس القصة التي أرادت إيصالها قائلة: "أردت أن يكون الحضور هادئًا، لكنه متعمّد. غرفة لا تفرض نفسها، بل تحتويك، حيث يمكن للتصميم يمكن أن يكون عاطفيًّا ومجردًا في آنٍ واحد." يرمز ظهر الكرسي إلى هندسة الأقواس التقليدية، والمقاعد المنخفضة تُحاكي روح الجلسات العربية وفي تنسيق التفاصيل، كانت ذاكرة المكان جزءًا من الحوار. فعلى الرغم من السياق الأوروبي، حرصت نبراس على خلق انسجام لا يخفي التاريخ، بل يعيد ترجمته، فتوضح: "احترمت ذاكرة المكان، لكنني سمحت للأشكال الجديدة أن تحضر بثقة. لم أحاول أن أُطابق بين الأزمنة، بل أن أخلق حوارًا متناغمًا بينها." وحين سألناها كيف يعكس هذا المشروع فلسفتها كمصممة سعودية على الساحة العالمية، أجابت بثقة: "هو خلاصة رؤيتي للمساحة: متجذرة في الذاكرة، لكن واضحة في التعبير العالمي. استخدمت خامات مألوفة مثل الترافرتين والخشب، لكنها أُعيدت بتكوين بسيط وحديث." هذا التجسيد للهوية لم يكن سطحيًا أو زخرفيًا، بل جاء محمّلًا بالرموز الحسية التي تستحضر طابع الضيافة العربية والمجالس المحلية. تقول نبراس: "يرمز ظهر الكرسي إلى هندسة الأقواس التقليدية، والمقاعد المنخفضة تُحاكي روح الجلسات العربية 'المجلس'، حيث البساطة والارتباط بالأرض. اخترت الترافرتين والخشب الدافئ لاستحضار ذلك الشعور الحسي الناعم الذي أرتبط به مع المساحات السعودية؛ أماكن متواضعة لكنها مقصودة في تفاصيلها. تلخّص نبراس رؤيتها في عبارة تختزل كل ما سبق: "المكان بالنسبة لي ليس فقط ما نراه، بل ما نشعر به." وتضيف أيضاً:" هناك أيضًا نبرة خفية لثقافة 'المجلس' في إيقاع المساحة: المقاعد المنخفضة، وتوزيع الجلسة بشكل دائري، وإحساس مفتوح يدعو للحضور. حتى اختيار المواد من الحجر الدافئ، والأقمشة الناعمة، والخشب الملموس، كل ذلك جاء لأنني أؤمن بأنها تعبّر عن كرم الضيافة العربية وحميميتها. وأعتقد أن لا منزل سعودي يخلو هذه الأيام من chaise longue! في نهاية حديثها مع "هي"، تلخّص نبراس رؤيتها في عبارة تختزل كل ما سبق: "المكان بالنسبة لي ليس فقط ما نراه، بل ما نشعر به. وما أطمح إليه دائمًا هو تصميم مساحات تُشبهنا... هادئة، دافئة، والأهم أنها تحمل قصة."
مجلة هيمنذ 7 أيامترفيهمجلة هيخاص لـ"هي": المصممة السعودية نبراس الجعيب تشكل الأثاث كما تُنسَج القصائد.. بين سكون الرمال وتعقيد الزخارففي عالم يتسابق فيه المصممون لصناعة "اللافت"، تختار نبراس الجعيب أن تصنع الهادئ، والعميق، والناطق دون ضجيج. لا تصمم الأشكال الجميلة، بل تبني حوار صامت بين الضوء والمادة، بين الذاكرة والمساحة. في حديثها مع "هي"، تكشف المصممة السعودية عن رؤيتها وفلسفتها في تصميم المساحات وكيف استطاعت أن تحوّل غرفة القراءة من مساحة خاصة إلى عمل فني يحتفي بالهوية والحميمية، دون أن تغادر جذورها. في مشروع The Reading Room أعادت نبراس تخيّل فكرة غرفة القراءة تفتتح الجعيب حديثها مع "هي" كاشفاً عن فلسفتها الشخصية في التصميم، فتقول: "أنا شخص يقرأ المكان، أستمع إلى طريقة سقوط الضوء، إلى شعور الصمت، وإلى ما تقوله الأشياء أو ما لا تقوله. التصميم بالنسبة لي ليس شكلاً فقط، بل ترجمة لما لا يُقال." هذه القدرة على الإنصات نشأت من جذور عميقة، من طفولة عايشت فيها التباين بين سكون الصحراء وزخرفة المعمار التقليدي. نبراس تصف ذلك بقولها: "تربّيت في بيئة من التناقضات: بساطة فرضتها الضرورة، وفخامة صنعتها الطقوس. هذا التباين علّمني أن أبحث عن المعنى في المادة، وأن أجد الجمال في التوازن والانضباط." لكن في خضم هذا التكوين المحلي، لم تغب عنها أهمية التفاعل مع العالم. نبراس لا ترى في الهويّة العربية والتصميم العالمي صراعًا، بل حوارًا مستمرًا، تضيف: "أبدأ من إحساس داخلي مرتبط بذاكرة المكان العربي، سخاء المساحة، ونعومة الخامات، وطريقة حضور الغرفة، ثم أُعيد صياغة هذه الأحاسيس بمنظور عالمي يوسّع التجربة دون أن يفرّغها من خصوصيتها." الجعيب:" خلاصة رؤيتي للمساحة متجذرة في الذاكرة، لكن واضحة في التعبير العالمي." من هذه الرؤية المتجذّرة والمنفتحة في آن، ولِد مشروعها The Reading Room. مشروع تم الكشف عنه في أسبوع ميلان للتصميم أعادت نبراس تخيّل فكرة غرفة القراءة، من مساحة منعزلة إلى مساحة تسمح بالتأمل واللقاء معًا. حيث توضح لـ"هي" قائلة: "غرفة القراءة التقليدية عادة ما تكون مكانًا خاصًا ومنعزلًا. أردت أن أُحدث تحوّلًا في هذا المفهوم — أن أخلق مساحة تُشجّع على التأمل، لكنها في الوقت ذاته تدعو للقاءات اللطيفة. في عالم تغمره الضوضاء، أصبحت الراحة نوعًا من الترف الثمين. أردت أن أصمم مكانًا يسمح بالوحدة الهادئة والحوار الخفيف — كأن يكون تنفّسًا فضائيًّا." الهدف لم يكن فقط في إعادة تعريف ماتشغله الغرفة، بل في التعبير عن حضور مختلف. تصف نبراس القصة التي أرادت إيصالها قائلة: "أردت أن يكون الحضور هادئًا، لكنه متعمّد. غرفة لا تفرض نفسها، بل تحتويك، حيث يمكن للتصميم يمكن أن يكون عاطفيًّا ومجردًا في آنٍ واحد." يرمز ظهر الكرسي إلى هندسة الأقواس التقليدية، والمقاعد المنخفضة تُحاكي روح الجلسات العربية وفي تنسيق التفاصيل، كانت ذاكرة المكان جزءًا من الحوار. فعلى الرغم من السياق الأوروبي، حرصت نبراس على خلق انسجام لا يخفي التاريخ، بل يعيد ترجمته، فتوضح: "احترمت ذاكرة المكان، لكنني سمحت للأشكال الجديدة أن تحضر بثقة. لم أحاول أن أُطابق بين الأزمنة، بل أن أخلق حوارًا متناغمًا بينها." وحين سألناها كيف يعكس هذا المشروع فلسفتها كمصممة سعودية على الساحة العالمية، أجابت بثقة: "هو خلاصة رؤيتي للمساحة: متجذرة في الذاكرة، لكن واضحة في التعبير العالمي. استخدمت خامات مألوفة مثل الترافرتين والخشب، لكنها أُعيدت بتكوين بسيط وحديث." هذا التجسيد للهوية لم يكن سطحيًا أو زخرفيًا، بل جاء محمّلًا بالرموز الحسية التي تستحضر طابع الضيافة العربية والمجالس المحلية. تقول نبراس: "يرمز ظهر الكرسي إلى هندسة الأقواس التقليدية، والمقاعد المنخفضة تُحاكي روح الجلسات العربية 'المجلس'، حيث البساطة والارتباط بالأرض. اخترت الترافرتين والخشب الدافئ لاستحضار ذلك الشعور الحسي الناعم الذي أرتبط به مع المساحات السعودية؛ أماكن متواضعة لكنها مقصودة في تفاصيلها. تلخّص نبراس رؤيتها في عبارة تختزل كل ما سبق: "المكان بالنسبة لي ليس فقط ما نراه، بل ما نشعر به." وتضيف أيضاً:" هناك أيضًا نبرة خفية لثقافة 'المجلس' في إيقاع المساحة: المقاعد المنخفضة، وتوزيع الجلسة بشكل دائري، وإحساس مفتوح يدعو للحضور. حتى اختيار المواد من الحجر الدافئ، والأقمشة الناعمة، والخشب الملموس، كل ذلك جاء لأنني أؤمن بأنها تعبّر عن كرم الضيافة العربية وحميميتها. وأعتقد أن لا منزل سعودي يخلو هذه الأيام من chaise longue! في نهاية حديثها مع "هي"، تلخّص نبراس رؤيتها في عبارة تختزل كل ما سبق: "المكان بالنسبة لي ليس فقط ما نراه، بل ما نشعر به. وما أطمح إليه دائمًا هو تصميم مساحات تُشبهنا... هادئة، دافئة، والأهم أنها تحمل قصة."