#أحدث الأخبار مع #غرييرغارسونالنهار٠٥-٠٣-٢٠٢٥ترفيهالنهاررحلة عبر الزمن: تطور خطاب الأوسكار من البساطة إلى التأثير العالميبدأت الحكاية عام 1929، عندما شهد فندق "روزفلت" في هوليوود أول حفل لتوزيع جوائز الأوسكار. كان الحدث آنذاك بسيطًا وأقرب إلى تجمع نخبوي، بحضور لا يتجاوز 270 شخصًا، وخطابات مقتضبة خالية من الدراما والتأثير. لم تكن هناك كاميرات تبث الحدث إلى العالم، ولا جمهور يترقب عبر الشاشات، لذا لم يكن على الفائزين سوى تقديم كلمات شكر سريعة، دون الحاجة إلى إلقاء خطابات تظل في الذاكرة. يُعَدُّ خطاب الفوز بجائزة الأوسكار لحظة فارقة في تاريخ السينما، إذ يلتقي الفن بالتأثير الإنساني، ويتحول الامتنان الشخصي إلى رسالة تتجاوز حدود الشاشة. مدى العقود، لم يكن هذا الخطاب مجرد كلمات شكر عابرة، بل نافذة تعكس روح العصر، وتُجسِّد التحولات الثقافية، والاجتماعية، وحتى السياسية. وأحيانًا، تكفي جملة واحدة أو حتى حركة مُتقنة لتصبح "تريندًا" عالميًا يُلهم الجماهير ويبقى في الذاكرة السينمائية لسنوات. فكيف تطور هذا التقليد ليصبح أحد أبرز ملامح الحفل السينمائي الأهم في العالم؟ بدأت الحكاية عام 1929، عندما شهد فندق "روزفلت" في هوليوود أول حفل لتوزيع جوائز الأوسكار. كان الحدث آنذاك بسيطًا وأقرب إلى تجمع نخبوي، بحضور لا يتجاوز 270 شخصًا، وخطابات مقتضبة خالية من الدراما والتأثير. لم تكن هناك كاميرات تبث الحدث إلى العالم، ولا جمهور يترقب عبر الشاشات، لذا لم يكن على الفائزين سوى تقديم كلمات شكر سريعة، دون الحاجة إلى إلقاء خطابات تظل في الذاكرة. مع تزايد شعبية الأوسكار، بدأ الفائزون بإلقاء خطابات أكثر عاطفية، لكن كانت لا تزال موجزة. الممثلة غريير غارسون ألقت خطابًا طويلاً في حفل عام 1942لدرجة أنه أصبح مادة للسخرية داخل الأكاديمية، مما دفعها لاحقًا الى وضع قيود على مدة الخطابات. في حقبة الستينات والسبعينات، تحوّلت منصة الأوسكار إلى منبر للتعبير عن المواقف السياسية والقضايا الاجتماعية، بحيث بدأ الفائزون باستغلال لحظاتهم أمام الجمهور لإيصال رسائل تتجاوز عالم السينما. ومن أبرز هذه اللحظات، ما فعله مارلون براندو عام 1973، عندما رفض تسلم جائزة الأوسكار عن دوره في The Godfather ، مفضلًا إرسال الناشطة ساشين ليتلفيذر، التي صعدت إلى المسرح لإلقاء خطاب قوي يسلط الضوء على معاناة السكان الأصليين في هوليوود وأميركا. أما حقبة الثمانينات والتسعينيت فقد سُمِّيت حقبة العاطفة والتأثير الشخصي، بحيث شهدت خطابات أكثر تأثرًا وشخصية، مثل خطاب توم هانكس 1994 عندما فاز عن Philadelphia ، و تحدث عن معاناة مرضى الإيدز بطريقة أثرت في المجتمع الأميركي. مع دخول الألفية الجديدة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، تحوّلت خطابات الأوسكار إلى منصات عالمية تحمل رسائل قوية، ولم تعد مجرد لحظات شكر تقليدية. أصبح الفائزون يستغلون وقتهم المحدود لإثارة قضايا مهمة وكسر التقاليد السائدة. على سبيل المثال، استخدم ليوناردو دي كابريو خطابه عام 2016 للحديث عن أزمة التغير المناخي، بينما رفعت فرانسيس مكدورماند في 2018 شعار MeToo داعية إلى دعم النساء في صناعة السينما. أما خواكين فينيكس، فحوّل كلمته عام 2020 إلى بيان يدافع فيه عن حقوق الحيوان وينتقد مظاهر عدم المساواة الاجتماعية. ولا ننسى صفعة ويل سميث للممثل كريس روك بعد مزحة الأخير حول مظهر جادا بينكيت سميث، والتي أثارت جدلاً واسعًا، ولا زلنا نجهل ما إذا كانت مزحة حقًا. هذا التطور يعكس التحوّل الكبير في خطابات الأوسكار، التي انتقلت من عبارات شكر مقتضبة إلى لحظات درامية وعاطفية ملهمة، بل أحيانًا سياسية بامتياز. ومع فرض الأكاديمية حدًّا زمنيًا لا يتجاوز 45 ثانية، جاء الممثل أدريان برودي في حفل الأوسكار الأخير محطِّمًا الرقم القياسي لأطول كلمة في تاريخ الأوسكار، متجاوزًا كلمة الممثلة غريير غارسون عام 1942.
النهار٠٥-٠٣-٢٠٢٥ترفيهالنهاررحلة عبر الزمن: تطور خطاب الأوسكار من البساطة إلى التأثير العالميبدأت الحكاية عام 1929، عندما شهد فندق "روزفلت" في هوليوود أول حفل لتوزيع جوائز الأوسكار. كان الحدث آنذاك بسيطًا وأقرب إلى تجمع نخبوي، بحضور لا يتجاوز 270 شخصًا، وخطابات مقتضبة خالية من الدراما والتأثير. لم تكن هناك كاميرات تبث الحدث إلى العالم، ولا جمهور يترقب عبر الشاشات، لذا لم يكن على الفائزين سوى تقديم كلمات شكر سريعة، دون الحاجة إلى إلقاء خطابات تظل في الذاكرة. يُعَدُّ خطاب الفوز بجائزة الأوسكار لحظة فارقة في تاريخ السينما، إذ يلتقي الفن بالتأثير الإنساني، ويتحول الامتنان الشخصي إلى رسالة تتجاوز حدود الشاشة. مدى العقود، لم يكن هذا الخطاب مجرد كلمات شكر عابرة، بل نافذة تعكس روح العصر، وتُجسِّد التحولات الثقافية، والاجتماعية، وحتى السياسية. وأحيانًا، تكفي جملة واحدة أو حتى حركة مُتقنة لتصبح "تريندًا" عالميًا يُلهم الجماهير ويبقى في الذاكرة السينمائية لسنوات. فكيف تطور هذا التقليد ليصبح أحد أبرز ملامح الحفل السينمائي الأهم في العالم؟ بدأت الحكاية عام 1929، عندما شهد فندق "روزفلت" في هوليوود أول حفل لتوزيع جوائز الأوسكار. كان الحدث آنذاك بسيطًا وأقرب إلى تجمع نخبوي، بحضور لا يتجاوز 270 شخصًا، وخطابات مقتضبة خالية من الدراما والتأثير. لم تكن هناك كاميرات تبث الحدث إلى العالم، ولا جمهور يترقب عبر الشاشات، لذا لم يكن على الفائزين سوى تقديم كلمات شكر سريعة، دون الحاجة إلى إلقاء خطابات تظل في الذاكرة. مع تزايد شعبية الأوسكار، بدأ الفائزون بإلقاء خطابات أكثر عاطفية، لكن كانت لا تزال موجزة. الممثلة غريير غارسون ألقت خطابًا طويلاً في حفل عام 1942لدرجة أنه أصبح مادة للسخرية داخل الأكاديمية، مما دفعها لاحقًا الى وضع قيود على مدة الخطابات. في حقبة الستينات والسبعينات، تحوّلت منصة الأوسكار إلى منبر للتعبير عن المواقف السياسية والقضايا الاجتماعية، بحيث بدأ الفائزون باستغلال لحظاتهم أمام الجمهور لإيصال رسائل تتجاوز عالم السينما. ومن أبرز هذه اللحظات، ما فعله مارلون براندو عام 1973، عندما رفض تسلم جائزة الأوسكار عن دوره في The Godfather ، مفضلًا إرسال الناشطة ساشين ليتلفيذر، التي صعدت إلى المسرح لإلقاء خطاب قوي يسلط الضوء على معاناة السكان الأصليين في هوليوود وأميركا. أما حقبة الثمانينات والتسعينيت فقد سُمِّيت حقبة العاطفة والتأثير الشخصي، بحيث شهدت خطابات أكثر تأثرًا وشخصية، مثل خطاب توم هانكس 1994 عندما فاز عن Philadelphia ، و تحدث عن معاناة مرضى الإيدز بطريقة أثرت في المجتمع الأميركي. مع دخول الألفية الجديدة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، تحوّلت خطابات الأوسكار إلى منصات عالمية تحمل رسائل قوية، ولم تعد مجرد لحظات شكر تقليدية. أصبح الفائزون يستغلون وقتهم المحدود لإثارة قضايا مهمة وكسر التقاليد السائدة. على سبيل المثال، استخدم ليوناردو دي كابريو خطابه عام 2016 للحديث عن أزمة التغير المناخي، بينما رفعت فرانسيس مكدورماند في 2018 شعار MeToo داعية إلى دعم النساء في صناعة السينما. أما خواكين فينيكس، فحوّل كلمته عام 2020 إلى بيان يدافع فيه عن حقوق الحيوان وينتقد مظاهر عدم المساواة الاجتماعية. ولا ننسى صفعة ويل سميث للممثل كريس روك بعد مزحة الأخير حول مظهر جادا بينكيت سميث، والتي أثارت جدلاً واسعًا، ولا زلنا نجهل ما إذا كانت مزحة حقًا. هذا التطور يعكس التحوّل الكبير في خطابات الأوسكار، التي انتقلت من عبارات شكر مقتضبة إلى لحظات درامية وعاطفية ملهمة، بل أحيانًا سياسية بامتياز. ومع فرض الأكاديمية حدًّا زمنيًا لا يتجاوز 45 ثانية، جاء الممثل أدريان برودي في حفل الأوسكار الأخير محطِّمًا الرقم القياسي لأطول كلمة في تاريخ الأوسكار، متجاوزًا كلمة الممثلة غريير غارسون عام 1942.