أحدث الأخبار مع #غلاسنود

العين الإخبارية

ما سر إقبال المؤسسات على «البيتكوين»؟

يتزايد اهتمام الشركات حول العالم بالاستثمار في البتكوين، ما يسهم في إعادة تشكيل سوق تداول العملات المشفرة. إذ تسعى العديد من المؤسسات، حتى تلك التي لا تنشط تقليدياً في هذا المجال، إلى تعزيز حضورها في تداول البيتكوين، مقتديةً بشركات تبنّت هذه الاستراتيجية مبكرًا وحققت قفزات كبيرة في قيمة أسهمها. وتشير بيانات وكالة بلومبرغ إلى أن هذا التوجه المؤسسي المتنامي يظهر في تراجع عدد المعاملات، مقابل ارتفاع ملحوظ في قيمتها. ووفقا لتحليل حديث للنشاط على شبكة البلوكشين الخاصة بالبيتكوين صادر عن شركة "غلاسنود" لتحليلات البلوكشين يوم الجمعة، فإن الاتجاهات الحالية تُظهر أن المستثمرين المؤسسيين وأصحاب الثروات العالية أصبحوا يلعبون دورًا أكبر في السوق. ورغم أن سعر البيتكوين لا يزال قريبًا من أعلى مستوياته التاريخية، فقد انخفض عدد المعاملات اليومية على الشبكة في عام 2025، من بين 600,000 إلى 700,000 معاملة يوميًا خلال عام 2024 إلى نحو 500,000 فقط هذا العام. ومع ذلك، لم تتأثر القيم المالية المُحوّلة بنفس الشكل، حيث يتم تحويل أكثر من 7 مليارات دولار من عملة البيتكوين يوميًا، ما يدل على أن هناك عددًا أقل من المعاملات ولكنها أكبر من حيث القيمة. ويرى المحللون أن هذا الانخفاض في عدد المعاملات إلى جانب زيادة أحجام التحويلات يعكس دخول مستثمرين كبار إلى الساحة. شهية مفتوحة للاستثمار وقال جورج ماندريس، كبير متداولي المشتقات في شركة XBTO Trading LLC: "من الواضح أن هناك عاملاً مؤسسيًا، فكلما دخلت المزيد من المؤسسات، نرى أحجام تداول أكبر، وهناك شهية كبيرة من جميع أنواع المؤسسات، من مكاتب العائلات إلى مديري الأصول وصناديق التقاعد وصناديق الثروة السيادية." ويُعزى هذا التغير في ديناميكية السوق جزئيًا إلى تزايد توفر أدوات استثمار تقليدية تتيح للمستثمرين التعرض للبيتكوين دون الحاجة إلى شرائه أو تخزينه بأنفسهم. وقد كان لإطلاق صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) الخاصة بالبيتكوين في الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني 2024 تأثير كبير، حيث جذبت هذه الصناديق تدفقات مالية تجاوزت 131 مليار دولار. في الوقت ذاته، نما نشاط العقود الآجلة والخيارات المتعلقة بالبيتكوين ليصل إلى نحو 96 مليار دولار. ووفقا للتحليل، فإن هذا التحول يؤثر أيضًا على كيفية استخدام البيتكوين. فالمستثمرون الأفراد، الذين كانوا يشكلون نسبة أكبر من النشاط على السلسلة سابقًا، أصبحوا يفضلون الآن الاستثمار عبر صناديق الـETF بدلًا من شراء البيتكوين عبر البورصات. وقال ماندريس: "بشكل عام، العديد من المتداولين الأفراد الجدد ربما يفضلون شراء ETF بدلًا من شراء البيتكوين مباشرة من المنصات." البيتكوين "أصل مالي رائج" تعافت العملة المشفرة من الخسائر التي تكبّدتها عقب فرض الرسوم الجمركية في فصل الربيع، وارتفعت قيمتها بأكثر من 50% منذ تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفقاً لما ذكرته صحيفة فايننشال تايمز. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى تنامي شعبية البيتكوين وازدياد قبولها لدى المستثمرين والجهات التنظيمية، وهو ما يعزز تصنيفها كـ"أصل مالي رائج". كذلك، ارتفع عدد عملات البتكوين التي تحتفظ بها الشركات بنسبة 170% خلال العام الماضي، بحسب بيانات نقلتها فايننشال تايمز عن موقع " وتُهيمن مجموعة محدودة من الشركات، من بينها شركة البرمجيات "مايكرو استراتيجي"، على القسم الأكبر من هذه الحيازات. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت تلك الحيازات ستظل ثابتة في حال تعرض السوق لانخفاض طويل الأمد في الأسعار. وتبدو الشركات التي اعتمدت على الاستدانة في شراء البيتكوين أكثر عرضة للضغوط المحتملة الناتجة عن تراجع الأسعار. تحول في النظرة ويتجاوز تأثير هذا التغير مجرد التداول، إذ يعكس أيضًا تحولًا في النظرة العامة للبيتكوين، من وسيلة تبادل إلى مخزن للقيمة. وقال زاك باندل، رئيس قسم الأبحاث في شركة Grayscale Investments: "عندما ننظر إلى بيانات الشبكة على سلسلة بيتكوين مقارنة بالأسواق المالية، نلاحظ استخدامًا أكبر للبيتكوين كمخزن للقيمة، وإذا كان الهدف هو أن يصبح البيتكوين ذهبًا رقميًا على المدى الطويل، فقد يستمر هذا الاتجاه." وهذا التوجه ينسجم مع الأداء السعري الأخير للعملة. فقد وصل البيتكوين إلى أعلى سعر له على الإطلاق عند 111,980 دولارًا في 22 مايو/أيار 2025، وارتفع بأكثر من 50% منذ فوز دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024. وعلى الرغم من بعض التذبذبات، بما في ذلك انخفاض طفيف بنسبة أقل من 1% إلى 103,620 دولارًا يوم الجمعة، إلا أن الاتجاه العام ظل صاعدًا، مدعومًا بالطلب المؤسسي والعوامل الاقتصادية الكبرى. أبرز الشركات في الوقت الراهن، تمتلك أكثر من 130 شركة عامة حول العالم ما قيمته 87 مليار دولار من البتكوين، وهو ما يمثل نحو 3.2% من إجمالي الكمية المتاحة للتداول. وتُعد شركات مثل تسلا، وتوينتي وان كابيتال، وميتابلانت من بين أبرز المؤسسات العالمية التي تستحوذ على أكبر الحيازات من العملة الرقمية. وتنضم إليها أيضاً مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، التي أعلنت نيتها إنشاء خزانة خاصة بالبتكوين بقيمة تصل إلى 2.5 مليار دولار. وباختصار، ورغم انخفاض عدد المعاملات، فإن قيمة المعاملة الواحدة أصبحت أكبر، ما يشير إلى أن المستثمرين المؤسسيين أصبحوا بالفعل قوة رئيسية في سوق البيتكوين. ومع استمرار نمو الاستثمارات عبر صناديق المؤشرات وأدوات المشتقات، يبدو أن البيتكوين يرسخ مكانته كأصل للحفاظ على القيمة، وليس كوسيلة للدفع اليومي. aXA6IDE2OC4xOTkuMjQ1LjE0MiA= جزيرة ام اند امز GB