logo
#

أحدث الأخبار مع #غلففوتوبلس

المصورة السورية هانا عرفة: أبحث عن ألوان الحياة وسط الخراب
المصورة السورية هانا عرفة: أبحث عن ألوان الحياة وسط الخراب

العربي الجديد

timeمنذ 3 ساعات

  • ترفيه
  • العربي الجديد

المصورة السورية هانا عرفة: أبحث عن ألوان الحياة وسط الخراب

تحمل المصورة الشابة هانا عرفة كاميرتها لتروي قصصاً مختلفة عن سورية، بعيداً عن مشاهد الحرب والدمار التي تعودناها. عبر عدستها، تبرز جوانب إنسانية من الحياة اليومية والطفولة والضوء، لتكشف عن جانب من الواقع السوري نادراً ما يُعرض في وسائل الإعلام. في هذه المقابلة مع "العربي الجديد"، تتحدث هانا عرفة عن تجربتها مع التصوير الفوتوغرافي، والتحديات التي واجهتها، ومشروعها الفني "إذن للحلم" الذي يتيح للشباب السوريين التعبير عن أحلامهم ومشاعرهم عبر الصور. رحلتها أكثر من مجرد توثيق، فهي رسالة أمل ومقاومة ثقافية في ظل الظروف الصعبة. يذكر أن أمسية من السرد البصري المؤثر التي تسلط الضوء على "روح المقاومة" جمعت هانا عرفة إلى جانب مصورين من لبنان وفلسطين واليمن والسودان، تناولوا النضالات الجماعية والتضامن في مواجهة القمع والاحتلال والظلم، وذلك بالتعاون بين مؤسسة غلف فوتو بلس (GPP) ومهرجان سَفَر السينمائي ومهرجان بيكهام 24 للتصوير المعاصر، في العاصمة البريطانية لندن مساء 17 مايو/أيار الحالي. نظم الأمسية المركز العربي البريطاني، استعداداً لانطلاق الدورة العاشرة من مهرجان سَفَر السينمائي الذي يتولاه المركز منذ عام 2012 ليكون منصة فريدة للسينما العربية المستقلة في المملكة المتحدة. يقام المهرجان هذا العام من 11 حتى 28 يونيو/حزيران، ويتوزع على عشر مدن بريطانية، كما يتضمن عروضاً عبر الإنترنت، مما يفتح آفاقاً جديدة لمشاهدة السينما العربية. هل تتذكرين أول صورة التقطتها وشعرتِ أنها تحكي قصة؟ نعم، أتذكر جيداً. كانت صورة لحديقة تزلج جنوب دمشق. لم أتوقّع أن يكون لها هذا الأثر العميق، لكن ردود الفعل التي تلقيتها من أصدقائي وزملائي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وماليزيا، حيث نشأت، كانت مفاجئة. قال كثيرون: "لم نكن نعلم أن السوريين يمارسون رياضة التزلج" أو "لم نكن نعلم أن هناك حدائق تزلج في سورية". هذه التعليقات فتحت نقاشاً مهماً حول الصورة النمطية عن السوريين، وتلك كانت أول صورة تعكس جانباً مختلفاً من سورية بعيداً عن مشاهد الحرب والدمار، وتعطي لمحة عن الحياة التي تستمر رغم كل شيء. ما الذي جذبك إلى التصوير الفوتوغرافي متوسط الحجم رغم ما يتطلبه من صبر ودقة؟ بدأتُ بتصوير 35 ملم، واستمتعت به كثيراً، لكن مع الوقت شعرت بحاجة لتحدٍ أعمق. أردت عيش تجربة تحميض وطباعة الصور بنفسي، وهذه كانت لحظات ممتعة جداً. ما جذبني للتصوير متوسط الحجم ليس فقط الناحية التقنية، بل السياسية أيضاً، خاصةً في ظل الظروف التي نعيشها في سورية؛ العقوبات القاسية جعلت تحميض الأفلام داخل البلاد شبه مستحيل. لم تكن هناك مختبرات متاحة، واضطررت لجلب لفات الأفلام من لندن ونيويورك وبيروت وأحياناً من الأردن. العملية كانت معقدة جداً، من شراء الأفلام إلى تحميضها، مع احتمال خسارة الصور بسبب خطأ بسيط. ورغم هذه الصعوبات، تختلف تجربة التصوير على الفيلم عن الرقمي بشكل كبير، كما أنني أرغب في تقديم سردية مختلفة عن سورية، فالصور الملتقطة على الفيلم من الداخل لا تزال قليلة، وهناك الكثير مما لم يُروَ بعد. أعمالك تتمحور كثيراً حول الطفولة، والضوء، والحركة. ماذا تعني لك هذه العناصر تحديداً؟ هذه العناصر تمثل بالنسبة إليّ جوهر سورية، وهي جزء عميق من ذاكرتي الشخصية. سورية كانت مسرح طفولتي وأجمل سنوات حياتي قبل أن أفترق عنها لأكثر من عقد بسبب الحرب. عندما أفكر في سورية، لا أرى فقط صور المعاناة، بل أستحضر الضحك والألوان وحركة الأطفال والدفء... تلك اللحظات التي شكّلت وجداني. من خلال عملي، أحاول نقل هذه الصورة التي أتمسك بها؛ سورية كما عرفتها، لا كما تُعرض في الأخبار. View this post on Instagram A post shared by مُراسلات (@murasallat) وصفت بعض أعمالك بأنها "محاولة لحفظ الذاكرة". هل يمكن أن توضحي لنا ما تعنيه بذلك؟ عندما يكون انتماؤك لبلد يمر بحالة مستمرة من التحول والهشاشة، كما سورية، تشعر أن كل ما تحبه معرض للزوال. لطالما شعرت، كوني امرأة سورية، بهذا الشعور الغريب بالهلاك، حين أنظر إلى شيء جميل أو لحظة ثمينة، أتساءل: هل سأراها مرة أخرى؟ كل زيارة لسورية تحمل هذا التوتر الداخلي، لا أعرف إذا كنت سأعود في الصيف المقبل، أو إذا كان هذا المشهد أو هذا الضوء أو هذه التفاصيل ستبقى كما هي. هذا الشعور يولّد ذعراً صامتاً يدفعني إلى التوثيق، للإمساك باللحظة قبل أن تختفي. تحويل هذا القلق إلى عمل فني هو طريقتي لصناعة الذاكرة. الصور التي ألتقطها هي وسيلتي لمقاومة النسيان والاحتفاظ بما هو ثمين في بلدي. كيف ترين سورية اليوم من خلال عدستك؟ وما الرسالة التي تأملين إيصالها إلى العالم خارج حدودها؟ أرى سورية مكاناً صادقاً ومليئاً بالأمل. السوريون لا يختلفون عن أي شعب آخر في العالم، ولديهم أحلام وآمال ويستحقون فرصة عادلة، وهم الأقدر على التعبير عن أنفسهم وأجدر بسرد قصصهم. عندما يُسألون، يجيبون بصراحة ووضوح. لذلك، أتمنى أن يتوجه كل من يملك فضولاً حقيقياً لفهم سورية إلى السوريين أنفسهم. ماذا يعني لك أن تُعرض أعمالك ضمن أمسية Slidefest SAFAR على هامش مهرجان سَفَر السينمائي؟ هي فرصة ثمينة لتسليط الضوء على مشروعي الشخصي "إذن للحلم" الذي يهدف لتشجيع الإبداع البصري وتطوير التصوير الفوتوغرافي بين الأطفال والمراهقين في دمشق. عملت مع عشرة مشاركين، وزودتهم بكاميرات أفلام مع لفات تصوير، وطلبت منهم التصوير بحرية من دون قواعد أو توقعات. أردتهم أن يشعروا بمعنى الحرية الإبداعية، وأن يلتقطوا العالم كما يرونه. حمضنا الصور معاً، وناقشنا مضمونها، وتحدثنا عن أحلامهم ومخاوفهم وتطلعاتهم إلى المستقبل. أردت أن يكون المشروع تذكيراً بأن هناك مواهب فنية حقيقية داخل سورية تستحق الدعم، وأن هؤلاء الشباب لديهم رؤى ناضجة حول العالم والسياسة والمجتمع. View this post on Instagram A post shared by @hannaharafeh ما التحديات التي واجهتها أثناء التصوير أو تطوير الأفلام في سورية، وكيف تعاملت مع الموارد المحدودة؟ بصراحة، التحديات كثيرة. كنت في سورية حتى صيف 2024 قبل سقوط نظام الأسد، وكان التحدي الأول أن أصور من دون أن يُلقى القبض عليّ. صور رموز النظام تملأ الشوارع، وحاولت تصوير ذلك الواقع من دون إثارة الانتباه، لكنني تعرضت للاستجواب في مناسبتين، وطُلب مني حذف الصور. كنت أحمل معي أربع أو خمس كاميرات في كل زيارة، بينها ثلاث أفلام واثنتان رقميتان، وهذا كان يثير الشكوك. لم أقدم نفسي صحافية، بل طالبة، ما جعل دخولي ومعداتي محل شك دائماً. وهناك الجانب التقني والبنيوي؛ لا توجد بنية تحتية حقيقية لتظهير الأفلام داخل سورية. يُشاع أن هناك متجراً واحداً في حلب، لكني لم أتمكن يوماً من تحديد موقعه. لهذا السبب، خسرت الكثير من الأفلام. أحياناً تتعطل الكاميرات، ولا يوجد من يمكنه إصلاحها. حاول فقط أن تجد شخصاً يصلح كاميرا فوجي فيلم متوسطة الحجم في دمشق. الأمر يكاد يكون مستحيلاً. يتطلب الأمر استعداداً نفسياً لخسارة عدد كبير من الصور، وهذا ليس فقط خسارة فنية، بل مالية أيضاً. لكنني أستمر لأن هناك قصة تستحق أن تُروى، ولأنني أبحث عن ألوان الحياة والضوء والضحك وسط الخراب. هل ترين الفن شكلاً من أشكال المقاومة أو البقاء؟ ربما هو مزيج من الاثنين. في سورية، هناك قصص لا بد أن تُروى وتُسمع مهما كانت التحديات. الفنانون السوريون يعكسون في أعمالهم مزيج الصمود والتشبث بالحياة، وهو وسيلة للتعبير عن روايات تستحق أن تصل إلى العالم. أحلم بأن أُسهم في عرض أعمال هؤلاء الفنانين وإيصال أصواتهم، لأنهم يستحقون أن يُعرفوا خارج حدود بلادهم. ما التالي بعد "سفر"؟ هل هناك أي مشاريع أو تعاون جديد في الأفق؟ أعتزم الاستمرار في تطوير مبادرة "إذن للحلم"، من خلال توفير الكاميرات للشباب داخل سورية وتمكينهم من التعبير الإبداعي. أرحّب بأي شخص يملك كاميرا فيلم، أو كاميرا للاستخدام مرة واحدة، أو أي نوع لم يعد يستخدمه، لأربطها بشاب أو شابة سورية يطمحون لبدء رحلتهم الفنية. سأواصل دعم وتنمية التصوير الفوتوغرافي في سورية إلى جانب مشاريعي السينمائية الشخصية، مع محاولة التفاعل بمرونة مع الواقع الحساس الذي ينتظرنا. شكراً للفن، الذي يظل مساحة للأمل والتعبير رغم كل شيء.

خمسة مصورين عرب يقاومون بعدساتهم الاحتلال والقمع
خمسة مصورين عرب يقاومون بعدساتهم الاحتلال والقمع

العربي الجديد

timeمنذ 4 أيام

  • ترفيه
  • العربي الجديد

خمسة مصورين عرب يقاومون بعدساتهم الاحتلال والقمع

جمعت أمسية من السرد البصري المؤثر التي تسلط الضوء على "روح المقاومة" مصورين من لبنان وفلسطين وسورية واليمن والسودان، تناولوا النضالات الجماعية والتضامن في مواجهة القمع و الاحتلال والظلم، وذلك بالتعاون بين مؤسسة غلف فوتو بلس (GPP) ومهرجان سَفَر السينمائي ومهرجان بيكهام 24 للتصوير المعاصر. هذه الأمسية أقيمت في العاصمة البريطانية لندن مساء 17 مايو/أيار الحالي، ونظمها المركز العربي البريطاني، استعداداً لانطلاق الدورة العاشرة من مهرجان سَفَر السينمائي الذي يتولاه المركز منذ عام 2012 ليكون منصة فريدة للسينما العربية المستقلة في المملكة المتحدة. يقام المهرجان هذا العام من 11 حتى 28 يونيو/حزيران، ويتوزع على عشر مدن بريطانية، كما يتضمن عروضاً عبر الإنترنت، مما يفتح آفاقاً جديدة لمشاهدة السينما العربية. خلال الأمسية التي مهدت لانطلاقة المهرجان تحت عنوان Slidefest SAFAR، عُرضت مجموعة من الصور الفوتوغرافية التقطها مصورون من خمس دول عربية، حاولوا من خلال عدساتهم نقل مشاهداتهم وتحولات أوطانهم، في أعمال تراوحت بين التوثيق والتعبير الفني. تحدث المصورون الشباب، وهم صقر خضر (فلسطين) وصادق الحراسي (اليمن) وفاطمة جمعة (لبنان) ومصعب أبو شامة (السودان) وهانا عرفة (سورية)، عن تجاربهم في التكوين البصري وأثر الصورة بوصفها أداة مقاومة، وهو ما انسجم مع رؤية المهرجان في تسليط الضوء على التجارب الناشئة التي تنبع من عمق الواقع العربي. أدار الأمسية المصور المقيم في دبي، محمد سومجي، المتخصص في التصوير المعماري والتحريري، واستهل حديثه بالإشادة بالفنانين والصحافيين في المنطقة، وبالآلاف ممن قُتلوا وتركوا وراءهم عوالم لم تتحقق وأحلاماً لم تكتمل. وتحدّث عن مبادرات "غَلف فوتو بلس" التي يديرها، لافتاً إلى معرض نظمه في دبي تكريماً للمصوّر الفلسطيني مجد فضل عرندس الذي استشهد بغارة إسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وسط حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة . قال سومجي إن أرشيف عرندس استعيد بالتعاون مع شقيقه، بعد جمع أكثر من 3 آلاف صورة التقطها ولم تعرض سابقاً، وأقيم لها معرض خاص. ومن أبرز الصور التي توقف عندها سومجي تلك التي وثقت غروب الشمس بعدسة عرندس، وقال: "لاحظنا أنه التقط الكثير من صور للغروب، ونعتقد أن تلك كانت وسيلته لتجاوز الحصار المفروض على غزة والخروج إلى العالم". وعرض واحدة من هذه الصور ضمن المعرض، مضيفاً أن ريع بيعها يعود لعائلة عرندس المقيمة حالياً بين مصر وعُمان. من جهته، شارك المصوّر اليمني صادق الحراسي في الأمسية من عمّان عبر الفيديو، وتحدّث عن مشروعه الفني "ماذا يترك الآباء خلفهم؟" الذي يستعيد فيه غياب والده الذي توفي حين كان هو في سن الحادية عشرة، قبل ساعات من سفره إلى القاهرة للعلاج. بغصة وصف تلك اللحظات التي انتظر فيها والده مرتدياً بدلته الجديدة، قبل انقلاب الفرحة إلى خسارة مفاجئة. عبر الصور وأغاني والدته وبقايا الأشياء، حاول الحراسي تشكيل ذاكرة عن أب لم يُودَّع قط. وانضمّت المصورة والمخرجة اللبنانية فاطمة صلاح جمعة إلى الأمسية عبر الفيديو أيضاً من القاهرة، حيث تُعرض أعمالها ضمن أسبوع القاهرة للصور. ويتجلّى اهتمامها العميق بموضوعات الذاكرة والحرب والأرشيف الشخصي، خصوصًا في سياق الجنوب اللبناني. أوضحت جمعة أن مشروعها انطلق من شعور تضامني مع الجنوب اللبناني، في تقاطع رمزي مع فلسطين، حيث تتلاقى الأرض والسماء في مشهد مشترك من الذاكرة والنضال. وصفت عملها بأنه محاولة لتحريك الذاكرة ومواجهة النسيان، وأنه شهادة على المساحات الشجاعة التي لا تزال تقاوم. أمّا الفنان الفلسطيني الهولندي صقر خضر، العضو في وكالة ماغنوم فوتوز، فشارك شخصياً رؤى من مشروعه "يوم الفراق" المعروض حالياً في معرض فوم (Foam) في أمستردام. خضر، الذي وُلد ونشأ في هولندا لعائلة فلسطينية لاجئة، استعرض تجربته الشخصية في مخيم جنين نهاية عام 2022، حين كان يخطط لتصوير فيلم وثائقي قوبل بالرفض من هيئة الإذاعة الهولندية. تحدث عن لحظة حاسمة حين قرر البقاء ليلة إضافية في المخيم، لتبدأ في صباحها عملية اقتحام إسرائيلية استشهد خلالها عشرة شبان. تلك اللحظة، كما قال، كانت نقطة التحول في مشروعه، حين أدرك المعنى العميق لفكرة "الفراق" اليومية التي يعيشها الفلسطينيون. أوضح أن "يوم الفراق" ليس فقط وداعاً للشهداء، بل أيضاً وداع متكرر للأمهات، وللأصدقاء، وللوطن، وللحياة كما نعرفها. كما انتقد اللغة الانتقائية التي يتناول بها الإعلام الغربي الشهداء في غزة، مشددًا على أهمية توثيق وجوه الرجال الذين لا يُمنحون وقتاً للحزن. "أنا لا أقدم حلولاً، أنا فقط أشهد"، قال خضر، معتبراً أن كل صورة يلتقطها هي أرشفة للألم والغضب، وشهادة حية على واقع لا يتغير. والمصوّر السوداني مصعب أبو شامة استعرض تجربته الشخصية عبر الفيديو من مدينة نيويورك، وتحدث عن الحرب التي أجبرته على مغادرة منزله حفاظاً على سلامة أسرته، ليدخل بعدها في دوامة من التوثيق والمشاركة المجتمعية، وسط غياب شبه تام للتغطية الإعلامية والفنية لما يحدث في بلاده. وتحدّث عن مشروعه الفوتوغرافي "تدوين"، الذي شكّل محاولة فنية وإنسانية للحفاظ على الذاكرة، إذ ركّز فيه على رصد التحولات الاجتماعية والعاطفية التي طرأت على سكان مدينته، موثقًا لحظات الحب والفقد، وحكايات الهُجران والتشبث بالكرامة. شدد أبو شامة على أنه لا يصوّر بوصفه غريبا، بل هو شاهد على التجربة؛ فقد منزله بعد أن التهمته النيران، لكنه أصرّ من خلال صوره على أن يبعث الحياة في المكان مجدداً، ليقول للعالم: "كنا هنا، كنا نعيش هنا". سعى عبر مشروعه إلى تقديم سردية إنسانية أصيلة تعكس هشاشة الحياة وقوة التحمّل في آن، مبرزاً كيف تغيّر الناس، كيف أحبّوا، وكيف ظلّوا يتشبثون بمعنى الوجود في خضمّ الانهيار. حول العالم التحديثات الحية إزالة ملصق خريطة فلسطين التاريخية من معرض فني في كاليفورنيا هانا عرفة، المصورة الفوتوغرافية التي تعمل على الأفلام، تحدّثت في مداخلتها الشخصية عن شغفها بالضوء والألوان وحياة الأطفال في سورية، في ظل التغيرات المستمرة التي تعيشها البلاد الخاضعة للعقوبات. لم تركّز حديثها هذه المرة على مشروعها الشخصي، بل على أعمال مجموعة من الأطفال السوريين الذين تعاونت معهم ضمن مشروع "الإذن للحلم". أعربت عن تأثرها العميق بإبداع الأطفال الذين لم يتجاوزوا السادسة عشرة، الذين استخدموا الكاميرات لتوثيق تفاصيل حميمة من حياتهم اليومية. تحدّثت عن كريم الذي يحلم بمستقبل خارج سورية، ومنال التي تحلم بالبقاء والمساهمة في إعادة بناء بلدها، وجاد الذي التقط صوراً للكنائس والصرافات الآلية تعبيراً عن التنوع السوري والانهيار الاقتصادي. وركّزت على أهمية دعم هذه الإبداعات، وعلى المعنى الإنساني العميق الكامن في صور بسيطة التقطها الأطفال تعكس أحلامهم وهواجسهم. كما دعت إلى دعم المشروع عبر التبرع بالكاميرات والأدوات، وقالت إن ما يصنعه هؤلاء الشباب اليوم هو بذرة أمل حقيقية وسط واقع قاسٍ. في دورة مهرجان سفر السينمائي العاشرة المرتقبة، يقدّم 35 فيلماً تتنوع بين الروائي والوثائقي والكلاسيكي، كثير منها يُعرض لأول مرة في المملكة المتحدة بعد أن حصد جوائز في مهرجانات دولية حديثة. تتناول هذه الأعمال القضايا السياسية والاجتماعية الراهنة في منطقة جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا، إضافة إلى تجارب الشتات العربي في المهجر، وتُعرض إلى جانب مجموعة مختارة من الأفلام القصيرة التي تحمل توقيع مواهب صاعدة من مختلف أنحاء العالم العربي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store