أحدث الأخبار مع #غير


عكاظ
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- عكاظ
العلاقات العـربية - الغربية.. نظرة عامة !
تعتبر العلاقات مع الغرب، خاصة الغرب المتنفذ، أهم علاقات، بالنسبة للعرب، وفي معظم جوانب الحياة الحديثة. فلا توجد علاقات للعرب مع غير الغربيين في الوقت الحاضر، في مستوى عمق، وتشعّب، وأهمية، ومتانة، وتوجس علاقاتهم بالغرب. لذلك، فإنه يتوجب أن تنصبّ معظم الدراسات العلمية الاستراتيجية على هذه العلاقات، حاضراً ومستقبلاً، مراعاة لهذه الأهمية الحاسمة. ومعروف أن مصطلح «العلاقات الدولية» يعني الآن: «العلاقات والروابط السياسية المختلفة، فيما بين دول العالم (ممثلة بحكوماتها)... وتشمل أثر هذه العلاقات، عبر الحدود الاقليمية للدول (دولتين، أو أكثر) وكل ما يتعلق مباشرة بهذه العلاقات، ويؤثر فيها، ويتأثر بها». وعلم العلاقات الدولية هو العلم الذي يدرس هذه العلاقات، دراسة علمية. وهناك عدة علوم سياسية متداخلة، ومترابطة، أهمها: - علم السياسة: ويركز على السياسة داخل المجتمعات. - علم العلاقات الدولية: ويدرس السياسة عبر المجتمعات. - التاريخ السياسي. - الجغرافيا السياسية. - علم الاجتماع السياسي. - علم النفس السياسي. - الاقتصاد السياسي. - القانون السياسي (الدستوري). **** ومن تعريف العلاقات الدولية، يتضح لنا، أن العلاقة لا يمكن أن تكون «دولية». وتندرج ضمن علم العلاقات الدولية، إلا إذا توافر فيها عنصران، هما: اتصاف هذه العلاقات بالسياسة، وارتباطها بها، وتجاوز هذه العلاقات للحدود الإقليمية للدولة الواحدة، أو انتشار آثارها خارج حدود الدولة الواحدة. ومن هذا التحديد، نرى أن «العلاقات الدولية» تشمل كل علاقة ذات طابع سياسي (بين دولتين أو أكثر)، تجاوزت آثارها الحدود الإقليمية للدولة الواحدة. ذلك بصرف النظر عن طبيعة وماهية هذه العلاقات. **** وأهم سمات العلاقات الدولية، أو ما تتميز به من خصائص، هي: 1- سيادة خاصية «الفوضى» (Anarchy) في معظمها. أي عدم وجود حكومة عالمية واحدة تضع القوانين، وتشرف على تنفيذها، والمقاضاة بشأنها. أو بكلمات أخرى، سيادة قانون الغاب (Jungle Law) على معظمها. أما الديمقراطية، والعدالة والمساواة، والتكافل الاجتماعي، فهي مبادئ للتطبيق في داخل المجتمعات. ويعتقد البعض أن الديمقراطية يجب أن تتجسد في علاقات الدول الخارجية، وهذا اعتقاد خاطئ. 2- تأرجحها بين التعاون والصراع في حالة وجود علاقات حكومية ثنائية. وفي حالة عدم وجود هذه العلاقات، نجد أنها: علاقات لا تعاون، ولا صراع. 3- قابليتها للتغير، مع تغير المصالح. فالتعاون ليس دائماً. وكذلك الصراع (أصدقاء اليوم قد يصبحون أعداء الغد، وأعداء اليوم قد يصبحون أصدقاء الغد). 4- سعي الدول الدائم، أولاً لتحقيق ما تعتبره مصالحها. 5- تشابه العلاقات الدولية، بصفة عامة، مع العلاقات فيما بين الناس. فالدول عبارة عن بشر. **** وكل هذه الصفات، أو السمات، تنطبق تماماً، على العلاقات العربية- الغربية الحديثة. فهذه العلاقات تتم في إطار: قانون الغاب، والتأرجح بين التعاون والصراع، والقابلية للتغير، وسعى الدول من أجل القوة، وكونها تشبه العلاقات فيما بين الناس. وهذه السمات تنطبق في أي علاقات دولية، بين أي طرفين، أو أكثر. ومع ذلك، تتسم أي علاقات بسمات معينة أخرى، تختلف من علاقة لأخرى، ومن وقت لآخر. ولعل من أبرز السمات الإضافية في العلاقات العربية- الغربية الحالية، هي: - وجود فارق كبير، أو هائل، بين مدى قوة الغرب، ومدى قوة العرب. وذلك نتيجة تقدم الغرب المشهود في العلم والتقنية، وثراء موارده. ونتج عن هذا التفاوت -بطبيعة الحال- علاقات غير متوازنة، غالباً ما تسير لصالح الأقوى. - تدخل الأقوى بقوة، في الشؤون الداخلية للأضعف، لاستغلاله، والاستفادة من إمكاناته المختلفة. - ممارسة الأقوى بعض السيطرة، وفرض النفوذ على الأضعف، والحصول على ما يحتاجه من موارد الأقل قوة، بأقل تكلفة ممكنة. - سعي القوى الغربية المتنفذة لإضعاف العرب؛ كي يستمروا تحت نفوذها، ويسهل استغلالهم. وإقامة «قاعدة متقدمة»، هدفها تسهيل هذه السيطرة (إسرائيل). - نظرة الأقوى للأضعف، ملئها: الاستعلاء، والاستخفاف، والعنصرية، وغير ذلك. - حرص الأقوى على منع الجانب الأضعف من النمو، بشكل سليم، عبر عرقلة أخذ الأضعف بالمبادئ التي تكفل خير الأضعف، وانطلاقه. - كراهية، ومحاربة معظم الغرب للدين الذي يؤمن به معظم العرب. **** إن العلاقات العربية - الغربية علاقات متشعبة، تحتاج الى مجلدات؛ لتغطية كل جانب فيها. وبعض العرب يعتبرون أن أهم «قضية» بين العرب والغرب، وأهم ما يعكر صفو هذه العلاقات، هو دعم الغرب المطلق للكيان الصهيوني. صحيح، أنها قضية خلاف كبرى بين الجانبين، ولكن العلاقات بينهما تزخر بقضايا أخرى كثيرة، لها ذات الخطورة، أو أكثر. ولعل مضمون هذا المقال يحدد الزاوية الأصح، التي يجب أن ينظر إلى هذه العلاقات عبرها، كمدخل أنسب. أخبار ذات صلة


خبر للأنباء
٠٢-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- خبر للأنباء
اليمنيون في كاليفورنيا.. قصة هجرة صنعت مجتمعاً مزدهراً
على بُعد 90 دقيقة فقط من متنزه يوسيميتي الوطني، تَبرُز مدينة فريسنو الكاليفورنية ليس فقط كـ"عاصمة الزبيب العالمية"، ولكن أيضًا كمركز لأكبر تجمع لليمنيين من جنوب اليمن في الولايات المتحدة. فكيف تحوّلت هذه المدن الزراعية الصغيرة إلى موطن لآلاف اليمنيين، الذين شكلوا ثالث أكبر مجموعة مهاجرة في مدارس أوكلاند؟ الإجابة تكشف عن قصة معقدة من التاريخ والسياسة والاقتصاد. تعود البدايات إلى القرن التاسع عشر، حين هاجر يمنيون من عدن (الخاضعة للاستعمار البريطاني آنذاك) كرعايا بريطانيين على سفن تجارية، ربما كأوائل اليمنيين وصولًا إلى الأمريكيتين. لكن الموجة الأكبر جاءت لاحقًا، مع تغييرات في سياسة الهجرة الأمريكية، مثل قانون 1952 الذي خفّض الحصص العنصرية ضد غير الأوروبيين، وعصر الحقوق المدنية في الستينيات الذي فتح الباب أمام مهاجرين جدد من الشرق الأوسط. مع توسع الزراعة في كاليفورنيا، وجد اليمنيون فرصتهم. فبينما نظم العمال المكسيكيون والأمريكيون اللاتينيون إضرابات للمطالبة بحقوق نقابية، لجأ أصحاب المزارع إلى اليمنيين، الذين قبلوا بالعمل الشاق مقابل أجور منخفضة. وساعدتهم طبيعة العمل الموسمية على ادخار المال والسفر إلى اليمن بين المواسم، وفق ما يوثقه كتاب "مُبارز" للدبلوماسي اليمني خالد عليماتي. لم تكن الهجرة مجرد بحث عن فرص، بل أيضا هروب من اضطرابات داخل اليمن. فبعد استقلال جنوب اليمن عام 1967، فرّ آلاف المثقفين وأصحاب الأراضي خوفًا من المصادرة والاضطهاد. كما شهد شمال اليمن صراعات قبل ثورة 1962 أنهكت السكان، ما دفعهم للبحث عن حياة جديدة. لعبت "الهجرة المتسلسلة" دورًا محوريًا. فبعد استقرار أوائل اليمنيين في فريسنو، ساعدوا أسرهم على القدوم عبر نظام الرعاية. بل إن شركة "ترانزورلد" الجوية (TWA) قدمت في الستينيات نظاما ائتمانيا سمح بدفع 100 دولار مقدما مقابل تذكرة إلى كاليفورنيا، مع سداد الباقي بعد بدء العمل. وقد نقلت الشركة آلاف اليمنيين، رغم عدم إدراجهم في الإحصائيات الرسمية. لم يبقَ اليمنيون عمال مزارع فحسب، بل أسسوا متاجر ومطاعم ومحلات بيع أجهزة الصراف الآلي، وحوّلوا أحياء مثل شارع "إيست شور" في أوكلاند إلى مراكز ثقافية يمنية. كما ساهموا في الاقتصاد المحلي عبر تحويلات مالية بلغت ملايين الدولارات إلى اليمن. واجه المجتمع اليمني الأمريكي اختبارات قاسية، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، التي سلطت الضوء على أصول بعض المهاجرين. لكن الجذور العميقة للمجتمع، وسمعته كمجموعة عاملة ومنظمة، ساعدته في تجاوز الأزمة والحفاظ على هويته. اليوم، يُقدّر عدد اليمنيين الأمريكيين بنحو 50 ألفًا، وفق تقديرات غير رسمية، مع تركيز كبير في كاليفورنيا. ويشكلون جزءًا من نسيج الشتات العربي الذي يغني التنوع الأمريكي، بينما يحافظون على تراثهم عبر المهرجانات والمطاعم والمؤسسات الخيرية. "الهجرة اليمنية إلى أمريكا ليست مجرد انتقال جغرافي، بل رحلة مقاومة وتكيف. من حقول فريسنو إلى متاجر ديترويت، كتب اليمنيون فصلاً من سيرة المجتمعات المهمشة التي صنعت أمريكا الحديثة".