logo
#

أحدث الأخبار مع #فؤادالمخزومي

بيروت بين لائحة ضد المرشحين المسيحيين وتحوّلات الصوت الشيعي!
بيروت بين لائحة ضد المرشحين المسيحيين وتحوّلات الصوت الشيعي!

المدن

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • المدن

بيروت بين لائحة ضد المرشحين المسيحيين وتحوّلات الصوت الشيعي!

قبل أيام على موعد الاستحقاق مع أم المعارك في بيروت، لا يزال الحديث ذاته متداولاً حول موضوع التقسيم والمناصفة. واليوم، مع تعدد اللوائح وتحول بيروت إلى ساحة مواجهة متعددة الأطراف، والاقتراب من النقطة الصفر، هاجس القوى المسيحية المتخوفة من عملية تشطيب واسعة في بيروت، تحوّل إلى حقيقة، على الرغم من كل التطمينات بضرورة المحافظة على التنوع كإرث بيروتي، مسيحي مسلم. تطمينات لا ترقى إلى حد الضمانات، بعد فشل كل محاولات الالتفاف على المستويات السياسية والقانونية لانتزاع ضمان المناصفة. في بيروت بات المشهد مزدوجاً: كواليس الجو المسيحي تؤكد وجود مخاوف جدية مما يتناهى إلى مسامعهم من عملية تشطيب كبيرة، في مقابل كواليس لقاءات البيارتة التي تكشف مصادرها لـ"المدن" عن وجود تحركات جادة وفعالة بين العائلات البيروتية وبعض الجمعيات "لتشكيل نواة لائحة خاصة بها"، مؤلفة من المرشحين على اللوائح المتنافسة. جوهر هذه اللائحة هو ضمان "تشطيب المسيحيين"، على أن تقتصر اللائحة على "مرشحين مسلمين يتم اختيارهم بناء على رغبات الناس الذين يشعرون بأن هناك من يحاول إسكات أصواتهم"، ما يعزز المخاوف والتساؤلات حول مستقبل المجلس البلدي، أمام مسار انتخابي لن يكون اعتيادياً الأحد المقبل. هل يحسم الصوت الشيعي؟ لا شيء حاسم حتى اللحظة، فالصورة يطغى عليها مناخ من الترقّب والنقاشات التي تدور في الكواليس. ورغم الأجواء المتداولة، تبقى الكلمة الفصل لصناديق الاقتراع، بينما يبدو التنافس على أشده هذه المرة، وسط حالة من القلق وغياب أي معطيات تؤكد حسم النتيجة. فيما يسعى كثيرون للتأكيد على الثابتة أن بيروت بكل تركيبتها تظل نموذجاً للمناصفة، مهما تبدلت التحالفات أو تغيّرت المعادلات. الفارق في هذه الانتخابات اليوم، هو بروز معادلة جديدة قد تغيّر مسار العملية الانتخابية: وجود كتلة شيعية متراصّة قادرة على التأثير، والتي يمكن أن تُشكّل رافعة حقيقية تساهم في حماية المناصفة من خلال التصويت "كبلوك واحد"، وهو ما دفع الأحزاب الأخرى للتحالف مع الثنائي وخصوصاً "القوات" و"الكتائب"، وبالتالي المفتاح لمعادلة التوازن بين المكونات، والضمان لتمثيل عادل لكل الأطراف، في ظل غياب تيار "المستقبل" عن المشهد السياسي والانتخابي. في المقابل، تؤكد معلومات "المدن" أنه على الرغم من أن الكتلة الشيعية "تبدو اليوم بموقع يسمح لها بلعب دور محوري على مستوى المحافظة على التوازن، لكن في المقابل ثمة مخاوف حقيقية". فـ"الصوت الشيعي الثنائي"، الذي لطالما شكّل حضورًا قويًا في المحطات الانتخابية السابقة، "يبدو اليوم في موقع أكثر هشاشة نتيجة عوامل وظروف متعددة. وهو ما يفتح الباب أمام احتمالات دخول مكونات شيعية أخرى على الخط، قد تعكّر صفو أي محاولة موحّدة يقوم بها الثنائي". بالتالي، فإن فعالية هذا الصوت ــ في حال نجح في ضمان "بلوك" واحد ــ قد تنقذ مبدأ التنوع وتضمن الصوت المسيحي. أما في حال عجز عن ذلك، أو في حال تراجع حضوره، فستكون المناصفة فعليًا على المحك، ويصبح القلق من ضياع التوازن أكثر من مبرر. عقاب البيارتة في بيروت تتنافس عموما خمس لوائح. اللائحة الأولى "بيروت بتجمعنا" تحالف سياسي لعدد من الأحزاب والقوى الإسلامية والمسيحية (القوات اللبنانية والكتائب والتيار والطاشناق وحركة أمل وحزب الله والحزب التقدمي الإشتراكي والنائب فؤاد المخزومي). اللائحة الثانية "ائتلاف بيروت مدينة 2025" المدعومة من القوى التغييرية وعدد من النواب. اللائحة الثالثة "بيروت بتحبك"، مدعومة من تحالف النائب نبيل بدر والجماعة الإسلامية. اللائحة الرابعة "ولاد البلد" برئاسة رولا العجوز، العضو السابق في بلدية بيروت. واللائحة الخامسة "حركة مواطنون ومواطنات في دولة". وأمام هذه التحالفات، يتجهز بعض البيارتة للرد العقابي على كل من أراد فرض السيطرة على الناخبين. تنقل المصادر ما تسميه 'نبض البيارتة' قبل أيام من الاستحقاق الكبير، وأي قرارات سيحملها الناخبون يوم الأحد إلى الصناديق، التي ستقول الكلمة الحاسمة. وتشير المصادر إلى شعور كبير بالاستفزاز لدى أهل بيروت جراء تحالفات الأحزاب في 'بيروت بتجمعنا'، التي تركز على مصالحها السياسية على حساب مصلحة البيارتة. 'كيف اجتمع القوات مع حزب الله وحركة أمل؟' تساءل البيارتة، وكيف سيكون الحال في المجلس البلدي في حال الفوز؟ خطوة تعكس تناقضًا كبيرًا في السياسة الداخلية، وهو ما يخلق غضبًا متصاعدًا تزداد حدته ويترجم على أرض الواقع في كواليس اللقاءات بين البيارتة، من جمعيات وشخصيات وازنة في المنطقة. تتوقف المصادر عند خلفية اللوائح المقفلة، وكيف أثار هذا الطرح الذي عُرض "بحجة الحفاظ على مبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين"، ردود فعل غاضبة لدى أبناء العاصمة، "الذين رأوا في هذه المحاولات تعديًا واضحًا على إرادتهم الحرة وسعيًا لفرض أمر واقع سياسي لا يعكس المزاج الشعبي الحقيقي". وبالتالي تؤكد المصادر، أن أغلب أهالي بيروت باتوا مصرين على التصويت لمرشحيهم دون أي وصاية من أحد، معتبرين أن ما جرى يُضاف إليه "تحالف الأحزاب" تُعتبر إهانة لا يمكن المرور عليها مرور الكرام. وتشير إلى أن الرد سيكون حاسمًا عبر صناديق الاقتراع، وبمثابة عقاب سياسي لكل من حاول استخدام تحالفات "هجينة" لفرض خيارات لا تحظى بقبول الشارع البيروتي "فأهل بيروت أدرى بشعابها". غياب "المستقبل" ومما لا شك فيه أن غياب "تيار المستقبل" عن التدخل في الانتخابات سيكون له تأثير على نسبة المشاركة. وبالرغم من الأجواء المشحونة على الأرض، فإن التحدي الكبير اليوم يكمن في رفع نسبة الاقتراع التي جاءت خجولة جداً في الانتخابات السابقة. وبحسب المعلومات تسعى جهات فاعلة وشخصيات وازنة إلى تشجيع البيارتة على المشاركة ورفع نسبة الاقتراع. حجة هؤلاء أنّ "تدني نسبة الاقتراع سيخدم لائحة الأحزاب التي تعول على انخفاض نسبة الاقتراع، والتصويت لها كبلوك واحد". على الرغم من أنّ لائحة الأحزاب متخوفة فيما بينها من "التشطيب والتشطيب المضاد"، إذ تشير المصادر إلى أن "جمهور القوات سيشطب مرشحي حزب الله وحركة أمل، والعكس بالعكس، كونه تحالف هجين لا مصلحة مشتركة تجمعه". أمام هذا الواقع، البيارتة إذا أمام تحدي رفع نسبة المشاركة، لرفع "السطوة على قرار مجلس بيروت المربك بين صلاحيات المحافظ والمجلس البلدي، وأمام محاولة مقايضة المناصفة بصلاحيات المحافظ" كما تشير المصادر التي تؤكد أنّ المناصفة فعلياً اليوم أصبحت في خطر "بفعل خطابات ومواقف بعض الأطراف السياسية التي تعاملت مع الناخب البيروتي طيلة الفترة الماضية، بفعل الأمر الواقع وفرض الشروط عليه، وسجنه في خيارات معينة، وإملاءات لم يكن بحاجة لها، لأنه حريص دوماً على تأمين المناصفة بين المسلمين والمسيحيين". ويبقى السؤال المطروح في ظل هذه الأجواء المحتقنة: 'هل يقول أهل بيروت كلمتهم هذه المرّة بشكل يخالف حسابات الأحزاب وتحالفاتها؟' دون أن يعني ذلك بالضرورة العودة إلى خيار التغييريين الذين خذلوا الشارع في التجربة السابقة. وبين الأحزاب وخيار البيارتة، فإن العاصمة على موعد مع استحقاق انتخابي سيكون بمثابة رسالة واضحة المعالم، عنوانها: 'العقاب في صندوق الاقتراع، والقرار لأبناء المدينة وحدهم'. فمن يكسب الرهان؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store