#أحدث الأخبار مع #فاطمةأبودوماIndependent عربيةمنذ 2 أيامترفيهIndependent عربية"ما تبقى" غاليري لتجارب نسائية تملأ فراغات الذاكرة"ما تبقى"، هو عنوان المعرض الذي يستضيفه غاليري مشربية في القاهرة حتى 19 يونيو (حزيران) لثلاث فنانات يقدمن تجارب فنية تتقاطع مساراتها مع الذاكرة والهوية والتاريخ المفقود أو المعاد تخيله. المعرض لا يقدم سرداً خطياً، بل يتنقل بين طبقات من الزمن والانفعال، ويتوزع على ثلاثة فضاءات رمزية: الثابت، والانتقالي، والمعاد تخيله. تتنوع خلفيات الفنانات المشاركات، فالفنانة فاطمة أبو دوما قاهرية بجذور ضاربة في عمق صعيد مصر، بينما تنصب اهتمامات فرح المعتصم في هذه المساحة التي تتقاطع فيها العمارة بالفن البصري والتعليم، وتجمع ميلاني برطاميان بين أصول مصرية وأرمنية ويونانية، هذا التنوع يمنح المعرض طيفاً غنياً من الرؤى والمقاربات، تتقاطع جميعها حول ثيمة مركزية، تدور حول ما يبقى بعد الفقد، وما يعني أن نعيد سرد الذاكرة من شظاياها. في جانب من المعرض نواجه مفردات مألوفة تشي بالاستقرار والانتماء أو الثبات. هنا، تستخدم الفنانات خامات مثل الأقمشة المطرزة وأغراض منزلية حميمة من صعيد مصر، كوسيلة لاستحضار الشعور بالجذور، والانتماء إلى مكان ما، حتى وإن بدا هذا الانتماء هشاً في زمن التغيرات المستمرة. يظهر تأثير الفن النسوي واضحاً في هذا الجانب من المعرض، عبر استحضار فنون الحرف اليدوية كعنصر فني كامل، وليس مجرد تزيين. يتطرق المعرض أيضاً إلى ما يتم تجاهله في العادة، فهنا صور لنباتات برية صحراوية ومشاهد فوتوغرافية مجهولة المصدر، لا يتمتع معظمها بجودة عالية. عبر هذه الصور تطرح الفنانات أسئلة حول الملكية، والذاكرة الجمعية، والأرشفة. تسير الأعمال في هذا الجزء في خط متواز مع تجارب فنية عالمية تهتم بالمهمش والمنسي، وتسعى لإعادة تعريف العلاقة بين الصورة والواقع الاجتماعي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في جانب آخر تأخذنا الفنانات إلى عالم مصنوع من اللاوجود، فنرى بطاقات بريدية متخيلة، وتاريخ عائلي يعاد بناؤه. هنا، يصبح الخيال وسيلة لاستعادة ما فقد، أو لملء فراغات الذاكرة التي لا يمكن سدها إلا بالرؤية الفنية، هذا التناول يذكرنا بأساليب عديد من الفنانين حول العالم الذين عالجوا فكرة الغياب والهوية المفقودة. بين أبرز هؤلاء مثلاً يأتي الفنان الفرنسي كريستيان بولانسكي، الذي عالج هذه الفكرة عبر صور لأشخاص مجهولين لكنهم يتمتعون بالحضور. تتعدد مسارات الفنانات، لكن يجمعهن هم مشترك حول الذاكرة كفضاء هش ومفتوح للتأويل: فاطمة أبو دوما، درست الفن وشاركت في معارض محلية ودولية. تعالج في أعمالها موضوعات مثل الزمن المعلق، والأرشيف، والذكريات، والمرأة. تستخدم تقنيات مثل الرسم، والطباعة الشمسية، والتصوير، والفيديو، وتعبر عن الفن بوصفه "علاجاً روحياً". أما فرح المعتصم، فهي معمارية وفنانة بصرية ومدرسة. تسعى إلى توثيق الذاكرة الحضرية من خلال الصور، والكولاج، والسرد المكاني. تهتم كثيراً بالصور المهملة وبالأرشيفات المنسية، وتحاول إعادة تقديمها في سياقات بصرية جديدة. أما ميلاني برطاميان، فتحمل مزيجاً من الهويات الثقافية، إذ درست العلوم السياسية ثم النظرية الثقافية والفنية في باريس، وتخصصت في السوريالية المصرية. تركز أعمالها على العلاقة بين الذاكرة والهوية، ولها كتاب بعنوان "العائلة الأرمنية اليونانية المصرية الأخيرة في باهلر"، وهي بصدد نشر كتابها الثاني "افتكرني". "ما تبقى" لا يقدم إجابات، بقدر ما يطرح مزيداً من الأسئلة، مسلطاً الضوء على هشاشة الذاكرة، وعلى تلك الفجوات التي نعيش معها يومياً من دون أن ننتبه لها، لكنه أيضاً دعوة لإعادة التخيل، وللتساؤل حول من يحق له أن يتذكر؟ وكيف نحافظ على ما تبقى من سرديات قد تكون في طريقها للاندثار؟ تعكس هذه المعالجات طبيعة التحولات التي شهدها الفن المعاصر خلال السنوات الأخيرة، فلم يعد الفن مجرد وسيلة للعرض أو التلقين، بل أصبح مجالاً لطرح الأسئلة والتأمل والبحث.
Independent عربيةمنذ 2 أيامترفيهIndependent عربية"ما تبقى" غاليري لتجارب نسائية تملأ فراغات الذاكرة"ما تبقى"، هو عنوان المعرض الذي يستضيفه غاليري مشربية في القاهرة حتى 19 يونيو (حزيران) لثلاث فنانات يقدمن تجارب فنية تتقاطع مساراتها مع الذاكرة والهوية والتاريخ المفقود أو المعاد تخيله. المعرض لا يقدم سرداً خطياً، بل يتنقل بين طبقات من الزمن والانفعال، ويتوزع على ثلاثة فضاءات رمزية: الثابت، والانتقالي، والمعاد تخيله. تتنوع خلفيات الفنانات المشاركات، فالفنانة فاطمة أبو دوما قاهرية بجذور ضاربة في عمق صعيد مصر، بينما تنصب اهتمامات فرح المعتصم في هذه المساحة التي تتقاطع فيها العمارة بالفن البصري والتعليم، وتجمع ميلاني برطاميان بين أصول مصرية وأرمنية ويونانية، هذا التنوع يمنح المعرض طيفاً غنياً من الرؤى والمقاربات، تتقاطع جميعها حول ثيمة مركزية، تدور حول ما يبقى بعد الفقد، وما يعني أن نعيد سرد الذاكرة من شظاياها. في جانب من المعرض نواجه مفردات مألوفة تشي بالاستقرار والانتماء أو الثبات. هنا، تستخدم الفنانات خامات مثل الأقمشة المطرزة وأغراض منزلية حميمة من صعيد مصر، كوسيلة لاستحضار الشعور بالجذور، والانتماء إلى مكان ما، حتى وإن بدا هذا الانتماء هشاً في زمن التغيرات المستمرة. يظهر تأثير الفن النسوي واضحاً في هذا الجانب من المعرض، عبر استحضار فنون الحرف اليدوية كعنصر فني كامل، وليس مجرد تزيين. يتطرق المعرض أيضاً إلى ما يتم تجاهله في العادة، فهنا صور لنباتات برية صحراوية ومشاهد فوتوغرافية مجهولة المصدر، لا يتمتع معظمها بجودة عالية. عبر هذه الصور تطرح الفنانات أسئلة حول الملكية، والذاكرة الجمعية، والأرشفة. تسير الأعمال في هذا الجزء في خط متواز مع تجارب فنية عالمية تهتم بالمهمش والمنسي، وتسعى لإعادة تعريف العلاقة بين الصورة والواقع الاجتماعي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في جانب آخر تأخذنا الفنانات إلى عالم مصنوع من اللاوجود، فنرى بطاقات بريدية متخيلة، وتاريخ عائلي يعاد بناؤه. هنا، يصبح الخيال وسيلة لاستعادة ما فقد، أو لملء فراغات الذاكرة التي لا يمكن سدها إلا بالرؤية الفنية، هذا التناول يذكرنا بأساليب عديد من الفنانين حول العالم الذين عالجوا فكرة الغياب والهوية المفقودة. بين أبرز هؤلاء مثلاً يأتي الفنان الفرنسي كريستيان بولانسكي، الذي عالج هذه الفكرة عبر صور لأشخاص مجهولين لكنهم يتمتعون بالحضور. تتعدد مسارات الفنانات، لكن يجمعهن هم مشترك حول الذاكرة كفضاء هش ومفتوح للتأويل: فاطمة أبو دوما، درست الفن وشاركت في معارض محلية ودولية. تعالج في أعمالها موضوعات مثل الزمن المعلق، والأرشيف، والذكريات، والمرأة. تستخدم تقنيات مثل الرسم، والطباعة الشمسية، والتصوير، والفيديو، وتعبر عن الفن بوصفه "علاجاً روحياً". أما فرح المعتصم، فهي معمارية وفنانة بصرية ومدرسة. تسعى إلى توثيق الذاكرة الحضرية من خلال الصور، والكولاج، والسرد المكاني. تهتم كثيراً بالصور المهملة وبالأرشيفات المنسية، وتحاول إعادة تقديمها في سياقات بصرية جديدة. أما ميلاني برطاميان، فتحمل مزيجاً من الهويات الثقافية، إذ درست العلوم السياسية ثم النظرية الثقافية والفنية في باريس، وتخصصت في السوريالية المصرية. تركز أعمالها على العلاقة بين الذاكرة والهوية، ولها كتاب بعنوان "العائلة الأرمنية اليونانية المصرية الأخيرة في باهلر"، وهي بصدد نشر كتابها الثاني "افتكرني". "ما تبقى" لا يقدم إجابات، بقدر ما يطرح مزيداً من الأسئلة، مسلطاً الضوء على هشاشة الذاكرة، وعلى تلك الفجوات التي نعيش معها يومياً من دون أن ننتبه لها، لكنه أيضاً دعوة لإعادة التخيل، وللتساؤل حول من يحق له أن يتذكر؟ وكيف نحافظ على ما تبقى من سرديات قد تكون في طريقها للاندثار؟ تعكس هذه المعالجات طبيعة التحولات التي شهدها الفن المعاصر خلال السنوات الأخيرة، فلم يعد الفن مجرد وسيلة للعرض أو التلقين، بل أصبح مجالاً لطرح الأسئلة والتأمل والبحث.