منذ 8 ساعات
رفقاً بقلوبكم فالذكريات عمر
تزورنا ذكرياتنا الماضية كما يزورنا الضيف بلا ميعاد، تقرع أبواب القلب فجأة، وتستقر في زواياه بصمت عميق. منها ما يبهج الروح ويزهر على وجهنا ابتسامة دافئة، وكأن الزمان عاد بنا للحظة سعيدة خفيفة، ومنها ما يوجع القلب ويثقله، فتسيل منه دمعة لم نستأذنها. بعض الذكريات صوت ضحكة من أعماق الأمس، أو صورة وجه رحل ولم يرحل منا. وبعضها جرح قديم نظنه اندمل، فيعود ينبض كلما مرت بنا لحظة فراغ أو حنين، هي شريط عمر لا يمحوه النسيان، بل يزداد وضوحاً كلما مضى الوقت بنا.
فرفقاً بقلوبكم.. فالذكريات عمر ثانٍ نحياه في الغياب، نحادث فيه من ابتعد، ونصافح فيه من غاب، ونعاتب فيه أنفسنا على ما لم نقله أو ما لم نفعله. لا تخاصموا ذاكرتكم، بل صافحوها بحب، فهي مرآة الرحلة التي صنعت منكم ما أنتم عليه الآن.
محمد فايع