أحدث الأخبار مع #فرانسيسبيكون،


الدستور
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
المعرفة والوعي في معركة الوجود والمصير
للفيلسوف البريطاني المعروف "فرانسيس بيكون"، (22 يناير 1561 - 9 أبريل 1626)، مقولة أثبت الزمان صحتها: "المعرفة قوة"، وقد أخذ الغرب الرأسمالي بهذه المقولة، فارتقى علميًا وتكنولوجيًا، وصنع أسلحة الدمار والهيمنة، واخترع أدوات التفوق والسيطرة، التي استنزف بواسطتها أوطاننا، ونهب خيراتنا وثرواتنا، وكانت أهم أدواته وأكثرها نفوذًا ونفاذًا لاختراق مناعة شعوبنا.."قوة المعرفة "! ولعل أكثر شعوب العالم وبلادها احتياجًا لفهم هذه الحقيقة والوعي بأهميتها والانتباه إلى مضامينها، هي شعوبنا المنكوبة، وأوطاننا المُغَيّبة، فنحن الشعوب والبلدان المغلوبة على أمرها، والضحيّة المُستهدفة، التي تُحيط بها من كل جانب قوى شرهة مُتلمّظة، سنّت وتسن أنيابها للانقضاض على الفريسة في كل حين، (وانظروا بماذا عاد "ترامب" لبلاده في وقت يتضور الملايين من أبنائنا جوعًا وعطشًا !)... نحن الذين بحاجة ماسّة لمن يقول لنا ـ صباح مساء ـ "استيقظوا.. وتنبهوا للشراك الخادعة"!، ولمن ينشر بين ظهرانينا الوعي بمصالحنا، وإدراك الأبعاد المتعددة لمطالبنا وقضايانا، ويُنبهنا إلى الخطط والمؤامرات التي تُحاك من خلف ظهورنا.. أَوَلَمْ يكن "المؤتمر الصهيوني الأول" ـ (1897)، ومؤتمر "كامبل بنرمان" ـ (1907)، واتفاقية "سايكس بيكو" ـ (1916)، و"وعد بلفور" ـ (1917)، و"مؤامرة النكبة" ـ (1948)، و"العدوان الثلاثي" ـ (1956)، و"حرب 5 يونيو" ـ (1967)، و"احتلال بيروت" ـ (1982)، ومخططات "الاستيطان" المرسومة، و"الطرد ـ الترانسفير" المُمنهج للشعب الفلسطيني، وأخيرًا حرب الإبادة الشاملة في غزة، وغيرها.. وغيرها.. من الخطط والمؤامرات، قائمةً على قدم وساق، ومنشورة ومُعلنة ببجاحة واستهتار كبيرين، وبلا خشية أو حرج ؟؟ لماذا: "لأنهم ـ أي نحن ـ لا يقرأون".. كما ذكر وكتب "موشيه دايان" ذات يوم ليس ببعيد؟! مناسبة هذه المقدمة وإن طالت، هي الحديث عن أستاذ كبير من أساطين العلم والمعرفة المُعاصرين، من أبناء فلسطين الغالية، قدّم، ويُقدم لوطنه المُقاوم، ولوطنه العربي الأكبر، عطاءً فكريًا أصيلًا، وزادًا من العلم والمعرفة بأوطاننا وما يكتنفها من مُشكلات، وأرضنا وما يُحيط بها من أطماع، وقضايانا وما يتهدّدها من مخاطر، وعَاَلَمنا وما يموج به من متغيرات، هو الباحث والكاتب الأستاذ "غازي الصوراني"، الذي لم يقتصر دوره على العطاء الفكري والثقافي وحسب، وإنما أوفي بدوره أيضًا كمناضل في أرض الواقع، منح العمل الفلسطيني الوطني جانبًا مُهمًا من حياته، جنبًا إلى جنب مع ما منحه للمكتبة العربية من عشرات الكتب الثمينة، في مناحي ثقافية سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية عديدة، بحيث يصعب تحديد مجال واحد أو مجالين ينحصر جهده فيها، في استعادة مُعاصرة للعصر الذهبي للحضارة العربية الدارسة حين كان "العالِم" يجمع في معارفه بين الأدب والسياسة، والفقه والرياضيات، والطب والفلك،.. إلخ إلخ، إيمانًا بـ "وحدة المعرفة"، وتقديرًا لقيمة العلم وارتباطه بالكائن الأسمى.. الإنسان! وقد قُيض لي أن تستنير مكتبتي بفيض من إبداعات الأستاذ "الصوراني"، الذي، رغم آلام فراق ترابه الوطني في غزة الصامدة، ومحنة استشهاد العشرات من أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء والرفاق، وعذاب مُتابعة الفصول الدامية لعدوان الدمار الشامل وحرب الإبادة الصهيونية الإجرامية على أبناء شعبه الباسل، رغم هذا كله استطاع أن يتغلب على آلامه وعذاباته وهو يُعاين مُعاناة أهله وناسه في ظل الموقف العربي والعالمي، البائس، المُحيط، وأن يُهدي المكتبة العربية العشرات من كتاباته النافذة العميقة، التي لاغنى لمثقف أو سياسي أو دارس عنها، وعما تتضمنه دفتيها من رؤى وحقائق، وتحتوي فصولها من متعة وفائدة. ويقع في مقدمة هذا العطاء الفيّاض سفره الكبير المُسمّى: "موجز الفلسفة والفلاسفة عبر العصور"، وهو كنز معرفي بالغ القيمة، تبلغ عدد صفحات جزئية أكثر من 1300 صفحة، اختصرت بين سطورها مسيرة الفلسفة الإنسانية، من حبوها الأول بدءًا بالفلسفة الهندية، والبوذية، والصينية، القديمة، والكونفوشية، وبدايات الفكر الفلسفي في بابل ومصر القديمة.. حتى فلسفة وفلاسفة القرن الواحد والعشرين، وفي مقدمتهم: "زيجمونت بومان"، و"نعوم تشومسكي"، و"يورجن هابرماس"، و"آلان باديو"، و"سلافوي جيجك" وغيرهم. وقد اختص الأستاذ "الصوراني" أرضه المُغتصبة، فلسطين وقطاعها الصامد، بعدد وافر من البحوث والدراسات ومنها: "فلسطين وحق العودة"، و"قطاع غزة: 1984 ـ 1993"، و"اقتصاد قطاع غزة تحت الحصار والانقسام"، كما درس وقدّم طرحًا نقديًا عميقًا لـ "تطور مفهوم المجتمع المدني وأزمة المجتمع العربي"، وبحث، في دراسة مُهمة وواسعة قضية "العولمة وآثارها على الوضع الدولي والعربي"، "وتتبع ومن خلال "رؤية تحليلية نقدية"، في بحثٍ قيّمٍ مسار "حركات الإسلام السياسي وانتشار تنظيم داعش"، وكتب عن "حق العودة وخيار الدولة العربية الديمقراطية"، وقدّم لطلاب جامعة "بير زيت" برنامجًا لمحاضرات في "التنمية والمقاومة"، وبحث موضوع "فلسطين وحق العودة"، وغيرها من الدراسات العميقة والثمينة، وهي جميعها تصب في تأكيد المبدأ المعروف: "اعرف نفسك، واعرف عدوك.. تكسب نصف المعركة مُقَدَّمًا"! وما أحرانا ونحن نعيش هذه اللحظات الصعبة، بل والفاصلة، ونواجه حرب وجود ومعركة مصير، أن نقرأ عدونا، وأن نقرأ عنه، وأن نُدَرِّع وعينا بفهم موضوعي وعميق لغاياته ومراميه، وفي هذا السياق، لا غنى لسياسي عربي، أو لمثقفٍ واعٍ، أو لشخص مهموم بمستقبل وطنه وناسه، من أن يستند إلى دعامات راسخة من المعرفة والعلم، التي من أهم ركائزها العربية كتابات الأستاذ "غازي الصوراني" الرصينة الثمينة، فـ "المعرفة"، كما قال الاستراتيجي الصيني الأشهر، "صن تزو"، (551 ق. م. ـ 496 ق. م.): "هي القوة التي تُمكّن العاقل من أن يسود، والقائد الجيد من أن يُهاجم بلا مخاطر، وأن ينتصر بلا إراقة دماء، وأن يُنجز ما عجز عنه الآخرون".

الرجل
٠٤-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- الرجل
لوحة "رجل يرتدي نظارة" لفرانسيس بيكون في مزاد كريستيز بلندن مقابل 9 ملايين إسترليني
أعلنت دار كريستيز للمزادات عن عرض لوحة نادرة بعنوان "رجل يرتدي نظارة" للفنان الشهير فرانسيس بيكون، التي تعود إلى عام 1963، ضمن مزاد الفن في القرن العشرين والحادي والعشرين المقرر عقده في لندن خلال مارس الجاري. وقدرت قيمة اللوحة ما بين 6 إلى 9 ملايين جنيه إسترليني، ما يعكس الطلب المتزايد على أعمال بيكون في سوق الفنون العالمية. فنان رؤى إنسانية معقدة وولد فرانسيس بيكون في 28 أكتوبر 1909 وتوفي في 28 أبريل 1992، وهو رسام بريطاني من أصل أيرلندي، اشتهر بأسلوبه الفريد الذي يدمج بين الواقعية التعبيرية والتجريدية، حيث تميزت أعماله بصورها المزعجة والمشوهة التي ركزت على الشكل البشري، حيث تناولت موضوعاته الصلب، وصور الباباوات، والصور الذاتية، وبورتريهات لأصدقائه المقربين، غالبًا ضمن هياكل هندسية معزولة تعكس رؤيته الخاصة للحالة الإنسانية. وبدأ بيكون الرسم في أواخر العشرينيات من عمره بعد فترة قضاها في العمل كمصمم ديكور داخلي، قبل أن يكرس نفسه للفن بشكل كامل. وجاء نجاحه الكبير عام 1944 عندما رسم "ثلاث دراسات لشخصيات في قاعدة صلب المسيح"، والتي رسّخت مكانته كفنان يعكس رؤى مظلمة وعميقة عن الوجود الإنساني. وخلال مسيرته، تميزت أعماله بالتنوع، حيث قدم في الخمسينيات لوحاته الشهيرة عن "الباباوات الصارخين"، وفي الستينيات ركز على البورتريهات الشخصية والصلب، ثم انتقل في السبعينيات والثمانينيات إلى إنتاج لوحات أكثر برودة وتقنية، منها "دراسة للصورة الذاتية" (1982) و"دراسة للصورة الذاتية – لوحة ثلاثية" (1985-1986). أعمال بيكون في سوق الفن وعلى الرغم من نظرته الفلسفية القاتمة، كان بيكون شخصية كاريزمية تمتلك فصاحة لافتة وثقافة واسعة، ومنذ وفاته تزايدت شهرة أعماله، لتصبح من بين أكثر اللوحات طلبًا في المزادات العالمية. وفي أواخر التسعينيات، أعيد اكتشاف عدد من لوحاته التي كان يعتقد أنها دمرت، مما ساهم في ارتفاع قيمتها السوقية، حيث سجلت أسعارًا قياسية، خاصة تلك المتعلقة بموضوعات الباباوات والبورتريهات الشخصية. مع استمرار الطلب على أعمال بيكون، من المتوقع أن تحظى "رجل يرتدي نظارة" باهتمام كبير في مزاد كريستيز المقبل، ما قد يسجل إضافة جديدة إلى قائمة المبيعات القياسية للفنان البريطاني الشهير.