logo
#

أحدث الأخبار مع #فرقة«الأوبريتالشرقى»

علي الكسار.. من شخصية عثمان عبدالباسط إلى نجم المسرح الاستعراضي
علي الكسار.. من شخصية عثمان عبدالباسط إلى نجم المسرح الاستعراضي

مصرس

time٣١-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

علي الكسار.. من شخصية عثمان عبدالباسط إلى نجم المسرح الاستعراضي

يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعى، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى. علامات فارقة في مسيرة المسرحوفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالى شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.الفنان علي الكسارابتدع الفنان علي الكسار عام 1916 شخصية «عثمان عبدالباسط» البربرى النوبى، وهى شخصية رجل بسيط يحمل بعض المكر الطيب، وقد أضفى عليها «الكسار» جاذبية خاصة، وقد قدمها أولا من خلال فرقة «الأوبريت الشرقى» مع شريكه مصطفى أمين ثم من خلال فرقة «الأجواق الثلاث»، ومن بعدها فرقته مع «أمين صدقي التى اتخذ لها من مسرح «الماجستيك» مقرا دائما، وذلك حسبما ذكر المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة.وقد ضمت فرقته نخبة من الفنانين ومن بينهم: رتيبة رشدى، حامد مرسى، زكية إبراهيم، جلبى فودة، محمد بهجت، عقيلة راتب.ويذكر أن مساحة المنافسة قد اشتدت بين كل من «الكسار» و«الريحاني» فى تقديم مسرحيات «الفرانكوا آراب»، حيث قام «الكسار» بتقديم بعض العروض الاستعراضية ومن أهمها عروض «البربرى فى استكهولم»، «ليلة الحظ»، «البربرى حول الأرض»، وقد تفوق فى هذا المجال «الكسار» على ما يقدمه «الريحانى» باعتراف «الريحانى» نفسه.وتقتضى الحقيقة أن نقرر أن لكل من المبدعين: أمين صدقى، وبديع خيرى دور كبير فى نجاح مسرح «الكسار»، حيث قدم أمين صدقي لفرقة «الكسار » مسرحيات مهمة وناجحة جماهيرية مثل: «القضية نمرة 14، عقبال عندكم، فلفل، لسه، مرحب، أحلاهم، راحت عليك، فهموه، اللى فيهم، بشائر السعد، شهر العسل، البربرى حول الأرض، البربرى فى الجيش، سوء تفاهم، دولة الحظ، الغجرية، عريس الهنا، حلال عليك، أنا لك وأنت لىّ».كما أن المبدع بديع خيري كتب أيضا لفرقة «الكسار» عدة مسرحيات متميزة ومن بينها: «ابن الراجا، الوارث، حكيم الزمان، الحساب، بدر البدور، حلم والا علم، غاية المنى، الشيخ عثمان، أبو زعيزع، مافيش منها، ملكة الغابة، قاضى الغرام، خير إن شاء الله، بتاع الزيت، هانت يا بنت الإيه، الغول».قدم «الريحانى» أول عروضه عام 1916 بكازينو «لآبيه دى روز»، وفى نفس العام قدمت فرقة «أحمد الشامى» عروضها بكازينو «دى باري»، والذى قدمت فرقة «الأوبريت الشرقى» لمصطفى أمين وعلي الكسار عروضها عليه أيضا، فى حين قدمت فرقة «عمر وصفى» عروضها على مسرح «منيرفا» بشارع بولاق.وخلال عام 1916 قدم «الريحانى» بعض عروضه أيضا على مسرح الرينسانس «سينما باتيه سابقا»، وذلك قبل أن ينتقل بعروضه إلى مسرحه الجديد «الإجيبسانة».وقد قام الكسار وأمين صدقى بعد تكوين فرقتهما عام 1919 بتأجير محل «فاسولاكى» بشارع عماد الدين «الذى كان يقدم عروضا للأراجوز»، وافتتحا مكانه تياترو «الماجستيك».انشق الكسار عن شريكه أمين صدقي، وكون فرقته المسرحية الخاصة بعنوان «على الكسار» وكان مدير إدارتها الخواجة كوستى حاجياناكس، ووكيل إدارتها حامد مرسى، وهى أول فرقة مسرحية كوميدية مصرية تبدأ موسمها التمثيلى 1925 – 1926، وقد افتتحت عملها بمسرحية «الطمبورة» بمسرح الماجستيك فى 8 أكتوبر 1925، تعريب حامد السيد، أزجال بديع خيرى، ألحان زكريا أحمد، أتبعها مسرحية «الخالة الأمريكانية» بمسرح الماجستيك فى 12 نوفمبر من العام نفسه، تعريب عن الإيطالية حامد السيد، وألحان زكريا أحمد، «28 يوم» عربها عن الفرنسية أحمد البابلى، حامد السيد، أزجال بديع خيري، ألحان زكريا أحمد، فى 17 يناير 1926، «أنوار» للمؤلف أحمد توفيق، فى 4 فبراير من العام نفسه، «آخر مودة» تعريب أحمد البابلى، فى 4 مارس.فى حين قدمت الفرقة مجموعة من المسرحيات القديمة التى عرضت أيام جوق صدقى والكسار، من بينها: «ناظر الزراعة، عثمان حيخش دنيا، دولة الحظ، ايدك على جيبك، إمبراطور زفتى»، وأتبعها بمسرحية جديدة بعنوان «نادي السمر» اقتبسها من الفرنسية حامد السيد، أزجال بديع خيري، وألحان زكريا أحمد، في 29 أبريل من العام نفسه، وكانت مسرحية «الكرنفال» آخر ما قدمته الفرقة فى هذا الموسم 1925 – 1926.

علي الكسار.. من شخصية عثمان عبدالباسط إلى نجم المسرح الاستعراضي
علي الكسار.. من شخصية عثمان عبدالباسط إلى نجم المسرح الاستعراضي

البوابة

time٣١-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البوابة

علي الكسار.. من شخصية عثمان عبدالباسط إلى نجم المسرح الاستعراضي

يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعى، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى. علامات فارقة في مسيرة المسرح وفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالى شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا. وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة. الفنان علي الكسار ابتدع الفنان علي الكسار عام 1916 شخصية «عثمان عبدالباسط» البربرى النوبى، وهى شخصية رجل بسيط يحمل بعض المكر الطيب، وقد أضفى عليها «الكسار» جاذبية خاصة، وقد قدمها أولا من خلال فرقة «الأوبريت الشرقى» مع شريكه مصطفى أمين ثم من خلال فرقة «الأجواق الثلاث»، ومن بعدها فرقته مع «أمين صدقي التى اتخذ لها من مسرح «الماجستيك» مقرا دائما، وذلك حسبما ذكر المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة. وقد ضمت فرقته نخبة من الفنانين ومن بينهم: رتيبة رشدى، حامد مرسى، زكية إبراهيم، جلبى فودة، محمد بهجت، عقيلة راتب. ويذكر أن مساحة المنافسة قد اشتدت بين كل من «الكسار» و«الريحاني» فى تقديم مسرحيات «الفرانكوا آراب»، حيث قام «الكسار» بتقديم بعض العروض الاستعراضية ومن أهمها عروض «البربرى فى استكهولم»، «ليلة الحظ»، «البربرى حول الأرض»، وقد تفوق فى هذا المجال «الكسار» على ما يقدمه «الريحانى» باعتراف «الريحانى» نفسه. وتقتضى الحقيقة أن نقرر أن لكل من المبدعين: أمين صدقى، وبديع خيرى دور كبير فى نجاح مسرح «الكسار»، حيث قدم أمين صدقي لفرقة «الكسار » مسرحيات مهمة وناجحة جماهيرية مثل: «القضية نمرة 14، عقبال عندكم، فلفل، لسه، مرحب، أحلاهم، راحت عليك، فهموه، اللى فيهم، بشائر السعد، شهر العسل، البربرى حول الأرض، البربرى فى الجيش، سوء تفاهم، دولة الحظ، الغجرية، عريس الهنا، حلال عليك، أنا لك وأنت لىّ». كما أن المبدع بديع خيري كتب أيضا لفرقة «الكسار» عدة مسرحيات متميزة ومن بينها: «ابن الراجا، الوارث، حكيم الزمان، الحساب، بدر البدور، حلم والا علم، غاية المنى، الشيخ عثمان، أبو زعيزع، مافيش منها، ملكة الغابة، قاضى الغرام، خير إن شاء الله، بتاع الزيت، هانت يا بنت الإيه، الغول». قدم «الريحانى» أول عروضه عام 1916 بكازينو «لآبيه دى روز»، وفى نفس العام قدمت فرقة «أحمد الشامى» عروضها بكازينو «دى باري»، والذى قدمت فرقة «الأوبريت الشرقى» لمصطفى أمين وعلي الكسار عروضها عليه أيضا، فى حين قدمت فرقة «عمر وصفى» عروضها على مسرح «منيرفا» بشارع بولاق. وخلال عام 1916 قدم «الريحانى» بعض عروضه أيضا على مسرح الرينسانس «سينما باتيه سابقا»، وذلك قبل أن ينتقل بعروضه إلى مسرحه الجديد «الإجيبسانة». وقد قام الكسار وأمين صدقى بعد تكوين فرقتهما عام 1919 بتأجير محل «فاسولاكى» بشارع عماد الدين «الذى كان يقدم عروضا للأراجوز»، وافتتحا مكانه تياترو «الماجستيك». انشق الكسار عن شريكه أمين صدقي، وكون فرقته المسرحية الخاصة بعنوان «على الكسار» وكان مدير إدارتها الخواجة كوستى حاجياناكس، ووكيل إدارتها حامد مرسى، وهى أول فرقة مسرحية كوميدية مصرية تبدأ موسمها التمثيلى 1925 – 1926، وقد افتتحت عملها بمسرحية «الطمبورة» بمسرح الماجستيك فى 8 أكتوبر 1925، تعريب حامد السيد، أزجال بديع خيرى، ألحان زكريا أحمد، أتبعها مسرحية «الخالة الأمريكانية» بمسرح الماجستيك فى 12 نوفمبر من العام نفسه، تعريب عن الإيطالية حامد السيد، وألحان زكريا أحمد، «28 يوم» عربها عن الفرنسية أحمد البابلى، حامد السيد، أزجال بديع خيري، ألحان زكريا أحمد، فى 17 يناير 1926، «أنوار» للمؤلف أحمد توفيق، فى 4 فبراير من العام نفسه، «آخر مودة» تعريب أحمد البابلى، فى 4 مارس. فى حين قدمت الفرقة مجموعة من المسرحيات القديمة التى عرضت أيام جوق صدقى والكسار، من بينها: «ناظر الزراعة، عثمان حيخش دنيا، دولة الحظ، ايدك على جيبك، إمبراطور زفتى»، وأتبعها بمسرحية جديدة بعنوان «نادي السمر» اقتبسها من الفرنسية حامد السيد، أزجال بديع خيري، وألحان زكريا أحمد، في 29 أبريل من العام نفسه، وكانت مسرحية «الكرنفال» آخر ما قدمته الفرقة فى هذا الموسم 1925 – 1926.

فرقة الكوميدي العربي.. حلم عزيز عيد الذي لم يكتمل
فرقة الكوميدي العربي.. حلم عزيز عيد الذي لم يكتمل

مصرس

time٢٧-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

فرقة الكوميدي العربي.. حلم عزيز عيد الذي لم يكتمل

يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعي، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى. وفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالي شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا.وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة.كانت الفرق المسرحية الغنائية يتعاظم جمهورها خلال العقد الأول من القرن العشرين، كان الرائد المسرحى عزيز عيد شغوفا بتقديم الكوميديا المصرية المحلية وكانت أولى محاولاته عام 1907 حينما قام بتكوين فرقة «الكوميدى العربى»، التى قدمت المسرحية الكوميدية «ضربة مقرعة» على مسرح دار التمثيل «العربى» لكنها للأسف لم تحقق أى نجاح، حسبما ذكر المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة.لكن «عزيز عيد» لم ييأس ولم يفتر حماسه بل قام بإعادة تكوين فرقته المسرحية عام 1915 لتقديم المسرحيات الكوميدية والفود فيل، وبالفعل كان له ما أراد حيث ضم إلى فرقته نخبة من ممثلي الكوميديا آنذاك وفى مقدمتهم: إستيفان روستى، حسن فايق، أمين عطا الله، كما ضم إليها نجيب الريحانى، وكانت بطلة الفرقة آنذاك الفنانة الصاعدة روزا اليوسف، وكان من أهم أعضاء الفرقة أيضا الكاتب أمين صدقى الذى قام بترجمة بعض مسرحيات «الفودفيل».افتتحت الفرقة نشاطها بمسرحية «خلى بالك من إميلى»، لكن بالرغم من أن المسرحية كانت مليئة بالمفاجآت المضحكة إلا أن الجمهور لم يقبل عليها، وذلك بسبب جرأة معالجة موضوعات الحب والجنس مما اضطر الفرقة إلى الإعلان بأن العروض للرجال فقط، فى حين يرى بعض النقاد والمؤرخين أن سبب عدم نجاح عروض الفرقة هو أنها كانت تخاطب جمهور الطبقة الوسطى، التى كانت تمثل شريحة قليلة بالمجتمع ولا ترتاد المسارح آنذاك خلال الفترة من عام 1900 وحتى ثورة 1919.كان اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 عاملا أساسيا فى تدهور أحوال جميع الفرق المسرحية الجادة، مع تحقيق نجاح جماهيرى كبير للاسكتشات وللعروض الكوميدية واللوحات الراقصة التى تقدم بالصالات، وكان من الطبيعى أن تتعاظم وتشتد المنافسة بين بعض تلك الفرق الكوميدية ومن أهمها فرق كل من الفنانين نجيب الريحانى «كشكش بك».فى كازينو «آبيه دي روز» وعروض على الكسار «عثمان عبدالباسط» فى كازينو «دي باري»، حيث نجحت هذه العروض فى اجتذاب الجمهور من المسرحيات الجادة، مما اضطر بعض الفرق الجادة إلى الاندماج فى محاولة لمواجهة هذا التيار الجارف وهذه المنافسة الشرسة، فاتحدت فرقتا «جورج أبيض» و«سلامة حجازى»، وكون «عزيز عيد» بفرقته مع فرقة «عبد الله عكاشة فى نوفمبر 1916 «الفرقة المتحدة»، وكانت كل فرقة تقدم ثلاث ليال أسبوعيا، بالإضافة إلى تقديم بعض العروض المشتركة من حين لآخر.كما شهد عام 1916 تكوين فرقة «الأوبريت الشرقى» لمصطفى أمين، وهى الفرقة التى اعتمدت على تعاونه مع الفنان على الكسار، والذى انفصل عنه بعد ذلك لينضم لفرقة الأجواق الثلاثة ثم يكون فرقته مع الكاتب أمين صدقى عام 1919.عُرف المخرج عزيز عيد بلقب «المخرج الأول»، نظرا لدوره الريادى فى ترسيخ مفهوم الإخراج المسرحى بمفهومه العلمي المحدد، فى وقت لم يكن لهذا الدور ملامح واضحة، ففى المسرح الإغريقى، كان المؤلفون الكبار مثل سوفوكليس، إسخيلوس، أرستوفانيس، ويوربيديس هم من يوجهون الممثلين وفقا لرؤيتهم المسرحية، وغالبا ما كان المؤلف نفسه هو من يقوم بدور المخرج، أو يتولى ذلك مدير الفرقة أو أكبر الممثلين سنا، لكن الدور الفعلى للمخرج، كما نعرفه اليوم، لم يكن قد تأسس بعد.ويُحسب لعزيز عيد أنه وضع أسسا واضحة لوظيفة المخرج، وحدد مهامه بدقة، بدءا من اختيار فريق العمل، ومرورا ببروفات الطاولة، وحتى يوم العرض، لقد وضع قواعد واضحة لكل مرحلة من هذه المراحل، مما جعله بحق رائدا فة مجال الإخراج المسرحي فى مصر، لذا يعد اسمه صفحة مضيئة فى تاريخ المسرح المصرى، ومن الضروري أن تتعرف عليه الأجيال الجديدة، لأنه كان بحق رائدا بالمعنى الحقيقى للكلمة.ورغم الظروف الصعبة التي عاشها، إلا أنه كان متمسكا برؤيته الفنية، حيث رفض تقديم المسرح الهزلى أو الاقتباسات التجارية التى كانت شائعة آنذاك، مفضلا تقديم الأعمال الكلاسيكية العالمية ذات القيمة الفنية العميقة، وكان يسعى لرفع الذائقة المسرحية للجمهور المصرى، فى حين كان الفنان نجيب الريحانى، الذى اختلف معه فكريا، يميل إلى مخاطبة الجمهور البسيط بأسلوب كوميدى قريب منه.لذلك يعد عزيز عيد محطة مهمة فى تاريخ المسرح المصرى، ويستحق تسليط الضوء عليه ودراسته بعمق، ليكون مصدر إلهام للمخرجين والمسرحيين الشباب، تقديرا لدوره الريادي فى وضع أسس الإخراج المسرحي بمصر.

فرقة الكوميدي العربي.. حلم عزيز عيد الذي لم يكتمل
فرقة الكوميدي العربي.. حلم عزيز عيد الذي لم يكتمل

البوابة

time٢٧-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البوابة

فرقة الكوميدي العربي.. حلم عزيز عيد الذي لم يكتمل

يُعد المسرح بصفته «أبو الفنون»، ساحة تنصهر فيها مختلف أشكال التعبير الإبداعي، حيث يتكامل الأداء الحى مع عناصر السمع والبصر، لتجسيد الأفكار والمشاعر الإنسانية فى تجربة فنية متكاملة، فمن على خشبته، قدم الفنانون أعمالا خالدة تحمل رسائل مجتمعية وثقافية، أسهمت فى تشكيل وعى الأجيال، بفضل فرق مسرحية تركت بصمة لا تُمحى فى تاريخ الإبداع المسرحى المصرى والعربى. وفى سياق الاحتفاء بهذا الإرث العريق، تسلط «البوابة نيوز» خلال ليالي شهر رمضان المبارك الضوء على نخبة من الفرق المسرحية التى شكلت علامات فارقة في مسيرة المسرح، محليا وعربيا. وعلى الرغم أن بعضها توقف بعد رحيل مؤسسيه، إلا أن إبداعاته لا تزال شاهدة على زمن من العطاء والتميز، مؤكدة أن المسرح الحقيقى لا يموت، بل يبقى نابضا بإرث رواده ورؤاهم الخالدة. كانت الفرق المسرحية الغنائية يتعاظم جمهورها خلال العقد الأول من القرن العشرين، كان الرائد المسرحى عزيز عيد شغوفا بتقديم الكوميديا المصرية المحلية وكانت أولى محاولاته عام 1907 حينما قام بتكوين فرقة «الكوميدى العربى»، التى قدمت المسرحية الكوميدية «ضربة مقرعة» على مسرح دار التمثيل «العربى» لكنها للأسف لم تحقق أى نجاح، حسبما ذكر المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة. لكن «عزيز عيد» لم ييأس ولم يفتر حماسه بل قام بإعادة تكوين فرقته المسرحية عام 1915 لتقديم المسرحيات الكوميدية والفود فيل، وبالفعل كان له ما أراد حيث ضم إلى فرقته نخبة من ممثلي الكوميديا آنذاك وفى مقدمتهم: إستيفان روستى، حسن فايق، أمين عطا الله، كما ضم إليها نجيب الريحانى، وكانت بطلة الفرقة آنذاك الفنانة الصاعدة روزا اليوسف، وكان من أهم أعضاء الفرقة أيضا الكاتب أمين صدقى الذى قام بترجمة بعض مسرحيات «الفودفيل». افتتحت الفرقة نشاطها بمسرحية «خلى بالك من إميلى»، لكن بالرغم من أن المسرحية كانت مليئة بالمفاجآت المضحكة إلا أن الجمهور لم يقبل عليها، وذلك بسبب جرأة معالجة موضوعات الحب والجنس مما اضطر الفرقة إلى الإعلان بأن العروض للرجال فقط، فى حين يرى بعض النقاد والمؤرخين أن سبب عدم نجاح عروض الفرقة هو أنها كانت تخاطب جمهور الطبقة الوسطى، التى كانت تمثل شريحة قليلة بالمجتمع ولا ترتاد المسارح آنذاك خلال الفترة من عام 1900 وحتى ثورة 1919. كان اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 عاملا أساسيا فى تدهور أحوال جميع الفرق المسرحية الجادة، مع تحقيق نجاح جماهيرى كبير للاسكتشات وللعروض الكوميدية واللوحات الراقصة التى تقدم بالصالات، وكان من الطبيعى أن تتعاظم وتشتد المنافسة بين بعض تلك الفرق الكوميدية ومن أهمها فرق كل من الفنانين نجيب الريحانى «كشكش بك». فى كازينو «آبيه دي روز» وعروض على الكسار «عثمان عبدالباسط» فى كازينو «دي باري»، حيث نجحت هذه العروض فى اجتذاب الجمهور من المسرحيات الجادة، مما اضطر بعض الفرق الجادة إلى الاندماج فى محاولة لمواجهة هذا التيار الجارف وهذه المنافسة الشرسة، فاتحدت فرقتا «جورج أبيض» و«سلامة حجازى»، وكون «عزيز عيد» بفرقته مع فرقة «عبد الله عكاشة فى نوفمبر 1916 «الفرقة المتحدة»، وكانت كل فرقة تقدم ثلاث ليال أسبوعيا، بالإضافة إلى تقديم بعض العروض المشتركة من حين لآخر. كما شهد عام 1916 تكوين فرقة «الأوبريت الشرقى» لمصطفى أمين، وهى الفرقة التى اعتمدت على تعاونه مع الفنان على الكسار، والذى انفصل عنه بعد ذلك لينضم لفرقة الأجواق الثلاثة ثم يكون فرقته مع الكاتب أمين صدقى عام 1919. عُرف المخرج عزيز عيد بلقب «المخرج الأول»، نظرا لدوره الريادى فى ترسيخ مفهوم الإخراج المسرحى بمفهومه العلمي المحدد، فى وقت لم يكن لهذا الدور ملامح واضحة، ففى المسرح الإغريقى، كان المؤلفون الكبار مثل سوفوكليس، إسخيلوس، أرستوفانيس، ويوربيديس هم من يوجهون الممثلين وفقا لرؤيتهم المسرحية، وغالبا ما كان المؤلف نفسه هو من يقوم بدور المخرج، أو يتولى ذلك مدير الفرقة أو أكبر الممثلين سنا، لكن الدور الفعلى للمخرج، كما نعرفه اليوم، لم يكن قد تأسس بعد. ويُحسب لعزيز عيد أنه وضع أسسا واضحة لوظيفة المخرج، وحدد مهامه بدقة، بدءا من اختيار فريق العمل، ومرورا ببروفات الطاولة، وحتى يوم العرض، لقد وضع قواعد واضحة لكل مرحلة من هذه المراحل، مما جعله بحق رائدا فة مجال الإخراج المسرحي فى مصر، لذا يعد اسمه صفحة مضيئة فى تاريخ المسرح المصرى، ومن الضروري أن تتعرف عليه الأجيال الجديدة، لأنه كان بحق رائدا بالمعنى الحقيقى للكلمة. ورغم الظروف الصعبة التي عاشها، إلا أنه كان متمسكا برؤيته الفنية، حيث رفض تقديم المسرح الهزلى أو الاقتباسات التجارية التى كانت شائعة آنذاك، مفضلا تقديم الأعمال الكلاسيكية العالمية ذات القيمة الفنية العميقة، وكان يسعى لرفع الذائقة المسرحية للجمهور المصرى، فى حين كان الفنان نجيب الريحانى، الذى اختلف معه فكريا، يميل إلى مخاطبة الجمهور البسيط بأسلوب كوميدى قريب منه. لذلك يعد عزيز عيد محطة مهمة فى تاريخ المسرح المصرى، ويستحق تسليط الضوء عليه ودراسته بعمق، ليكون مصدر إلهام للمخرجين والمسرحيين الشباب، تقديرا لدوره الريادي فى وضع أسس الإخراج المسرحي بمصر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store