logo
#

أحدث الأخبار مع #فيصل_الدريعي

من يشتري الكاسيت في عصر "الديجتال"؟
من يشتري الكاسيت في عصر "الديجتال"؟

الاقتصادية

timeمنذ 2 أيام

  • ترفيه
  • الاقتصادية

من يشتري الكاسيت في عصر "الديجتال"؟

"من كثر حلاوة الأيام"، عبارة غنتها وردة قبل عقود لكن وقعها لا يزال حيا في ذاكرة من عاشوا زمن الكاسيت، ورغم سباق التحول الرقمي، يعود الكاسيت ليفرض حضوره من جديد ليس كرمز فقط، بل كمنتج تجاري يشهد نموا فعليا. في جولة ميدانية، رصدت "الاقتصادية" أن مبيعات الكاسيت سجلت خلال الربع الأول من العام الجاري، ارتفاعا بنسبة تقارب 40% على أساس سنوي، وفق بيانات أبرز المتاجر المتخصصة في بيع الكاسيتات والأسطوانات الكلاسيكية في الرياض. من بين هؤلاء، فيصل الدريعي مالك "دهريز" المتجر الإلكتروني المختص بالكاسيت والأسطوانات الذي تحدث لـ"الاقتصادية" عن رحلته من أول كاسيت وتحوّل الهواية إلى مصدر رزق، في زمن تتسارع فيه تقنيات الصوتيات وتختفي الأجهزة التقليدية. ويعود صاحب "دهريز" بذاكرته إلى 2018، حينما عثر بين أغراضه القديمة على ألبوم "سامريات" من تسجيلات المواني، بصوت الفنان خالد عبد الرحمن. ويقول "أنا من عشاق خالد عبد الرحمن، بدأت بـ (ودي تشوف وأمر تدلل)، واقتنيتهما بـ150 ريالا لكلا الاثنين، ومن هناك تحول الموضوع إلى إدمان، وانتقلت أجمع كل الفنانين، قبل أن ترتفع الأسعار". بحلول 2022، اقترح عليه أحد الأصدقاء أن يحوّل شغفه إلى متجر إلكتروني، رغم أنه لم يكن يخطط لبيع الأشرطة، بحسب الدريعي. واختار اسم (دهريز) لأنه المدخل للبيت القديم، وأراده أن يكون مساحة لكل شيء قديم ليس فقط مختص للكاسيتات والأسطوانات. نسخ نادرة و تكلفة مرتفعة مع زخم المبيعات، يشير إلى أنه لا يزال يحتفظ بالأشرطة النادرة التي يصل عددها إلى أكثر من 5000 شريط، ويبيع فقط المكرر منها، ما يسبب له "استياء الزبائن أحيانا". عن الأسطوانات، قال إن كلفتها المرتفعة جعلت مجموعته محدودة، ولم يملك كثيرا منها، لافتا إلى امتلاك 15 أسطوانة فقط بأسعار تصل حاليا إلى 5 آلاف ريال. الدريعي يشير إلى أن هناك أشرطة ليتمكن من الوصول لها، عليه الانتظار لأعوام، مضيفا أن هناك أشرطة تم بيعها ولم يستطع الحصول على نسخ منها مدة أخرى مثل ألبوم المسافر لراشد الماجد وفراق لخالد عبد الرحمن. وعن أغلى ما اشتراه، كان أسطوانة بـ3 الآف ريال، وكاسيت "الدبل" لخالد عبد الرحمن بسعر 2500 ريال رغم أن الأسعار تبدأ من 20 ريال، لكن التصنيف يكون بحسب الندرة، الطبعة، والتغليف الأصلي، بحسب مالك '"دهريز". "جمهور الشعبي" الأكثر طلبا الطلب على المتجر مستمر، ويصل عدد الطلبات شهريا إلى 80 طلبا، بحسب الدريعي، الذي أشار إلى أن فئات المشترين تتنوع بين جيل التسعينيات والجيل الجديد، من عمر 17 إلى 35، أما كبار السن فيفضلون الشراء خارج المتجر وغالبا يعرفونه شخصيا. حول جودة الصوت، ذكر أن بعض المشترين لا يهتمون بالجودة، بل الرغبة في تملك الكاسيت أو الأسطوانة أو حتى فقط التصوير معه. أوضح أن "جمهور الشعبي" هو الأكثر طلبا، ليتجاوز عدد الباحثين عن المطربين الشعبيين في المتجر عام 2024 إلى 50 ألف شخص. ويصف الدريعي، الفارق بين الكاسيت والأسطوانة بأنه "كبير"، مبينا أن الأسطوانة حساسة جدا لأنها قد تنكسر أو تنخدش أو تتعرض للحرارة. أضاف، لذلك فهي تحتاج لشخص متفرغ مهتم، وتختلف أحجامها وسرعاتها فبعضها من بلاستيك وبعضها حجر وتخزينها يأخذ مساحة، على عكس الكاسيت. ويعتقد أن العودة حقيقية وليست فقط موجة حنين، حيث بدأت متاجر طباعة أشرطة كاسيت من جديد والسبب يعود للجمهور. وحول طريقة حفظه لهذه المقتنيات، يقول إن لديه غرفة خاصة في البيت لا يدخلها أحد، ويوجد بها رفوف للأسطوانات والكاسيتات، والتكييف لم ينطفئ لمدة 6 سنوات لأن أسعارها "مؤلمة ولا تحتمل الخطأ". مشروع لإحياء الأسطوانات والكاسيت "واهي دُنيا بتلعب بينا يمكن ترجع غناوينا"، بهذه العبارة التي غناها عبد الحليم حافظ، يصف محمد الجوهري الحالة التي يعيشها جيل اليوم، وهو يعود إلى زمن الكاسيت والأسطوانة ليس بحثا عن الصوت فقط، بل عن الإحساس الذي كان يرافقه. الجوهري صاحب متجر "ريكورد جاليري" ويعد مؤسس أحد أبرز المشاريع المهتمة بإعادة إحياء الأسطوانات والكاسيت، يقول "كنا جيل محظوظ عشنا التجربة قبل أن تستطع التكنولوجيا أن تسيطر على كل تفاصيل السماع". أضاف أن تلك الأشرطة الصغيرة كانت وسيلة الجيل الذهبي لسماع الأغاني والموسيقى، ومع أن كل شيء بات رقميا، إلا أن الحنين لما هو ملموس لا يموت بسهولة. وذكر أن قصته بدأت 2017 حين قرر أن يبحث عن هدية لصديق في العمل فاكتشف فجوة في سوق الأسطوانات، مضيفا أنه لم يكن هناك أحد يقدّم الأسطوانات بشكل يعكس قيمتها الجمالية والصوتية، ومن هنا ولدت فكرة المشروع. ويروي أن أول شريط أخذه خلسة من والده كان مجموعة إنسان لمحمد عبده، وأول أسطوانة اشتراها كانت لوردة الجزائرية بعنوان "خليك هنا". أوضح، أنه بدأ بصفحة على" إنستجرام" ومن ثم تحوّل النشاط إلى موقع إلكتروني في 2018، ومنذ ذلك الحين والمشروع يشهد نموا واضحا مدفوعا بالشغف وروح الاكتشاف في الأجيال الجديدة. استيراد من شركات في 3 دول تعتمد عملية التوريد في البداية على مصادر من مصر ولبنان والمغرب، إضافة إلى صفحات إلكترونية متخصصة ببيع الكنوز القديمة، بحسب الجوهري الذي قال إن: "أكبر كنز يمكن أن تجده غالبًا في البيوت القديمة". أما كيفية الحصول عليها، فيقول إن ذلك يتطلب كثيرًا من الحظ وبعض الصدف، إلا أنه مع ارتفاع الطلب بدأ التعاون مع شركات إنتاج حديثة لإعادة طباعة بعض الأسطوانات والكاسيتات لتلبية رغبات الزبائن. وتضم مكتبة الجوهري أكثر من 12 ألف أسطوانة و15 ألف شريط كاسيت، من بينها تبرز أغلى قطعة أسطوانة حجرية نادرة لأنشودة "التاجين" التي أداها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب خلال زيارة الملك عبد العزيز لمصر 1946، ويقدّر سعرها بين 10 آلاف و50 ألف ريال. الطلب يتركز على عمالقة الطرب عن الفئات الأكثر طلبا، ذكر أن السعوديين بين 20 و30 عامًا يشكّلون أغلب العملاء، ومعظمهم يجرّب الاستماع لأول مرة من الأسطوانة لكنهم لا يلبثون أن يقعوا في حب التجربة. ويكشف أن من يجرب السماع من الأسطوانة من الصعب أن يعود للديجيتال، واصفا ذلك بـ"الإحساس المختلف تماما". وقال إن الطلب المحلي يتركّز على عمالقة الطرب، يتصدرهم محمد عبده وطلال مداح وأم كلثوم وفيروز، إضافة إلى عبد الحليم حافظ، بينما يستهوي الجيل الأكبر الكاسيتات الشعبية وتظل الأذواق متنوّعة ما بين الطرب العربي والكلاسيكيات الغربية. ويتوقع أن يبلغ حجم سوق الأسطوانات العالمي نحو 4 مليارات دولار بحلول 2030، ما يدل على أن العودة للأصل لم تعد مجرد موجة عابرة، بل مسار ثقافي عميق، بحسب الجوهري. وفي زمن تتسابق فيه التكنولوجيا لتحويل كل شيء إلى بيانات، تأتي هذه المشاريع لتحافظ على ما يُلمس ويُحس ويُعاش بكل تفاصيله، وتعيد لذاكرة الجيل أصالة الزمن القديم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store