منذ 8 ساعات
انسَ كرة القدم... اكتشف السبب الحقيقي لأهمية مونديال الأندية
كانت الأرباح قصيرة الأمد واضحة للجميع (2 مليون دولار مقابل الفوز في مباراة واحدة من دور المجموعات)، إلّا أنّ الجوانب غير الملموسة، مثل الوعد بالنمو التجاري في سوق غير مُستغل إلى حدٍّ كبير، هي التي تجعل كل نادٍ مشارك يُقدِّر هذه الفرصة التي تقدّمها البطولة في الولايات المتحدة.
قد تكون المقاعد الفارغة في العديد من الملاعب، وجودة كرة القدم المتفاوتة، قد أثارتا بعض التعليقات اللاذعة في المناطق الكروية الأكثر رسوخاً، إلّا أنّ الأندية ترى في البطولة فرصة لبناء علامتها التجارية وتعزيز موقعها في السوق أو حتى إطلاق شرارة نمو جديدة.
رابطة الأندية الأوروبية، التي يشارك 11 من أعضائها في البطولة، من بين الداعمين للوجه الإيجابي للبطولة، على رغم من القلق المستمر الذي تبديه نقابات اللاعبين بشأن ضغط جدول المباريات.
وأكّد رئيس الرابطة ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان، عشية انطلاق البطولة في ميامي: «دعمت رابطة الأندية الأوروبية هذه البطولة منذ بدايتها. نحن نؤمن بأنّ كأس العالم للأندية سيُصبح بطولة محوَرية، ويمكن أن يحقق فوائد حقيقية لجميع الأندية». أو، بعبارة أخرى، فرصة لملء خزائنهم.
إذا جُرّدت الأمور من الزخرفة، فإنّ كأس العالم للأندية في نسخته الجديدة ليس سوى مشروع آخر لجني الأموال. جولة تحضيرية قبل الموسم مزيّنة وذات اسم جديد؛ تقديم الأندية إلى جماهير جديدة مع شيكات مالية مضمونة على طول الطريق. أطلقت الـ«فيفا» تصريحات دعائية من لاعبين ومدربين يتحدّثون عن فرصة كتابة التاريخ ورفع الكأس، إلّا أنّ المديرين التنفيذيِّين يرَون الأمر بمنظار مختلف حالياً، منظور تُبنى فيه الميزانيات وتُثبّت فيه العلامات التجارية.
ويؤكّد فيل كارلينغ، رئيس قسم كرة القدم في وكالة التسويق «أوكتاغون» والمدير التجاري السابق للاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، «أعرف من خلال خبرتي أنّ الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية تدعمها بقوة. إنّهم يرَون فيها فرصة كبرى. ربما يعود الأمر إلى آخر 10 سنوات، لكن حالياً، فإنّ السباق نحو جذب الجماهير الدولية والاحتفاظ بهم، ومن الأفضل أن يكون ذلك بتحقيق أرباح منهم، أصبح شديداً للغاية. المواهب تتبع المال، والأنظار تتبع المواهب، والمال يتبع الأنظار. إجمع ذلك، وسيتضح لك النموذج التجاري للرياضة النخبوية».
كأس العالم للأندية بنسخته المجدّدة قد يفتقر إلى هيبة ومكافآت دوري أبطال أوروبا، لكن لديه القدرة على تحقيق مكاسب مالية متعدّدة. من الممكن بيع البضائع وكسب متابعين على وسائل التواصل الاجتماعي استناداً إلى الأداء.
يشرح تيم كرو، مستشار تسويق رياضي مخضرم: «قد ننظر إلى الأمر نظرة متعالية بسبب المواقف التقليدية القديمة حول كرة القدم وما هو قيّم فيها. لكن هناك جيلاً جديداً من المشجّعين يمكن كسبه، هنا ميدان المعركة الحقيقي. الأمر لا يتعلّق بما إذا كان المشجّع التقليدي سينجذب، بل ما إذا كان المشجّع الجديد سينجذب».
الإيرادات التجارية هي مصدر الدخل الذي تملك فيه الأندية السيطرة الأكبر على مصيرها، وفي العصر الحديث، تزداد أهمّيته بشكل هائل.
على هامش الرأسمالية الكروية، تتسابق الأندية الكبرى لكسب جماهير دولية تملك القدرة على الإنفاق. لذلك، سيتوجّه مانشستر يونايتد إلى نيوجيرسي وشيكاغو وأتلانتا، الشهر المقبل بعد جولة في الشرق الأقصى. ولدى أرسنال خطط تحضيرية في سنغافورة وهونغ كونغ، بينما يسافر ليفربول وبرشلونة إلى اليابان ودول أخرى.
ويُرجّح أنّ روبن أموريم، ميكيل أرتيتا، أرنيه سلوت، وهانزي فليك سيكونون جميعاً ممتنّين لفترة الراحة التي يحصل عليها لاعبوهم حالياً، إلّا أنّ الأقسام التجارية في أنديتهم، المكلّفة برفع مستوى العلامة التجارية وتحقيق الأهداف، ستشعر في قرارة نفسها بالأسف لعدم مشاركتها في كأس العالم للأندية.
ويؤكّد كارلينغ: «كل الأندية الإنكليزية الكبرى غير المشاركة في البطولة تتمنّى لو كانت كذلك. لا توجد إدارة كانت لتتلقّى اتصالاً من «فيفا» قبل 6 أشهر تطلب منها المشاركة وتردّ بالرفض».
ويُضيف: «هناك أيضاً البُعد المحلي. ستكون البطولة رائعة لنادٍ شرق أوسطي فيمكنه القول: نحن على هذه الساحة المرموقة. وهناك الظهور في الولايات المتحدة، إذ ستحصل على سوق ثمينة جداً، تأمل كل هذه العلامات التجارية أن تتمكن من تحقيق أرباح منها الآن أو في المستقبل كفرصة طويلة الأمد للنمو».
إقامة كأس العالم للأندية في 11 مدينة أميركية أضافت بلا شك جاذبية للمشاركين. هناك، حرفياً، ملايين الأشخاص من دون ولاءات كروية محدّدة. ونظّمت «فيفا» هذا الأسبوع اختباراً على موقعها يُثبِت ذلك، يدعو المستخدمين للإجابة عن سلسلة من الأسئلة لتحديد النادي الذي ينبغي أن يشجّعوه خلال البطولة.
ويؤكّد كرو: «لَو سألتَ معظم الأندية الإنكليزية عن الأسواق الثلاثة الأولى التي ترغب بأن تأخذ الـ«فيفا» البطولة إليها، لكانت الولايات المتحدة بالتأكيد من بينها. إنها اقتصاد عملاق. 40 سنتاً من كل دولار يُنفَق على التسويق الرياضي عالمياً يأتي من الولايات المتحدة».
ويتفق كارلينغ معه: «إنّه سوق بقيمة 20 تريليون دولار، وأغنى سوق محلي في العالم. لذلك، قد يكون عدد المستهلكين أقل، لكنّ وزنهم الاقتصادي يفوق، مثلاً، الهند أو الصين، اللتَين كانت الأندية سابقاً تشعر بأنّها بحاجة إلى استهدافهما».