logo
#

أحدث الأخبار مع #قارئة

تجربة عميقة
تجربة عميقة

البيان

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البيان

تجربة عميقة

سأحكي تجربة بسيطة مررت بها بعدما نشرت مجموعتي القصصية الأولى، بالتأكيد وصلتني العديد من الانطباعات الإيجابية والمشجعة، والعديد كذلك من القراءات التي استطاع أصحابها الوصول إلى المعاني العميقة التي تحملها الرموز الواردة في القصص، ورغم أن هذه القراءات قليلة نظراً لأن المجموعة جديدة وليست متاحة بين أيدي القراء على نطاق واسع بعد، إلا أن ما وصلني يجعلني راضية جداً. أما التجربة التي أود الحديث عنها فتتعلق بقارئة، سألتني حول غلاف الكتاب الذي أثار إعجابها. حدثتها عن قصة الغلاف، وأرسلت لها إحدى قصص المجموعة التي يعتبر الغلاف تجسيداً لها، ولم أتوقع ردة الفعل أبداً، تلك كانت التجربة، لقد انهمرت دموع السيدة وتدفقت مشاعرها، ولم تتمكن من كتابة ما أرادت بسبب التأثر فأرسلت رسائل صوتية واحدة تلو الأخرى، والحقيقة إن نبرة صوت المرأة بكل تلك الحمولة العاطفية الهائلة والشجن الذي أثارته حكاية فتاة البرتقال في القصة، كان مفتاحاً رئيساً بالنسبة لي لأزداد يقيناً بقيمة الكلمة وعظمة الأدب وبتلك العبارة التي قالها يوسف إدريس يوماً حول مجد الكتابة. قالت السيدة: إن حكاية بطلة القصة أعادت لي مشاهد بلدتي التي غرقت في السيول منذ مدة وأولئك البشر الذين اختفوا في غمضة عين، وأخذت تشرح وتخرج ذلك الألم الذي قالت بأنها لطالما تجنبت الحديث عنه وابتعدت كثيراً حتى لا تتعثر وتغرق فيه، إلا أنها وإن ظنت أنها قد تجاوزت الكارثة أو نسيتها، فالحقيقة ليست كذلك، وإن بعض الأدب يفتح مغاليقنا للشمس كي نشفى، لا لكي نحزن أكثر..! إنها الكتابة التي ترسخ وظيفة الأدب والكلمة كرابطة بين البشر، الذين يؤمنون بضعفهم ويعيشونه من خلال هذا الأدب الذي يبكيهم ويفرحهم ويستثير ذاكرتهم وحنينهم، إن إنسانيتنا وهشاشتنا هذه التي يكشفها الأدب هي الضعف الخالص النقي فينا وكلما تبرأنا أو تعالينا على ضعفنا نقص شيء من إنسانيتنا فعلاً.. ذلك هو مجد الكتابة، أن تؤلف كتاباً، يقتنيه غريب، في مدينة غريبة، ويقرأه ليلاً فيختلج قلبه لسطرٍ يشبه حياته، ذلك هو مجد الكتابة كما قال يوسف إدريس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store