logo
#

أحدث الأخبار مع #قاقارين

قاقارين الرجل الذي جَمَعَ بين الدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية الرسمية
قاقارين الرجل الذي جَمَعَ بين الدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية الرسمية

time١٤-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه

قاقارين الرجل الذي جَمَعَ بين الدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية الرسمية

محمد عبد الماجد قاقارين الرجل الذي جَمَعَ بين الدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية الرسمية في سِيرة الدكتور السفير الراحل حيدر حسن حاج الصديق (علي قاقارين) ، أغرب سِيرة لنجم كرة شهير استطاع أن يجمع بين النقائض، وأن يُحقِّق الشهرة والنجومية في مجال الرياضة، وفي مجال الدراسة والعمل، وهذه قدرة لا تتوفر إلّا للعباقرة. الرجل الذي عُرف في عالم المستديرة بالرمح المُلتهب، إذ اشتهر بالسرعة والرشاقة والمهارة، عُرف في مجال الدبلوماسية بالهدوء والكياسة والحِنكة والذّكاء. كان في الكرة رمحاً مُلتهباً، وفي الخارجية رمحاً مُضيئاً. قاقارين رجلٌ، كان يصنع التاريخ عندما تكون الكرة بين قدميه، ويصنعه كذلك عندما يكون القلم بين أنامله. أغاني البنات في السبعينات كانت بصورة شعبية وعفوية تتغنى باسمه في علومية العروس (علي قاقارين ضروري في التمرين)، وكان كما هو بهذا المَد الشعبي في بيوت الأعراس والأفراح، يتمتّع بثقل ووزن سياسي وجماهيري لم يتوفر للاعب كرة قدم غيره، وذلك عندما تغنت مدرجات الهلال الشعبية باسمه في إحدى مباريات القمة وفي حضور الرئيس السابق جعفر نميري (رئيسكم مين علي قاقارين)، ليُغضب هذا الهتاف الرئيس جعفر نميري الذي عُرف بتعصبه للمريخ، فيقوم بإصدار مرسوم جمهوري بحل الهلال والمريخ، لأنّ قاقارين سجّل في مرمى المريخ وهدّد رئاسته، لتُحل الرياضة الجماهيرية بقرار جمهوري، حيث مازلنا ندفع ثمن ذلك القرار تراجعاً وتدهوراً لم نفق منه حتى وقتنا هذا. كأنّ الأقدار أرادت لعلي قاقارين أن يكون مُميّزاً في كل المجالات التي طرقها، ومن تناقضات الواقع أنه كان نجم كرة شهير، وكان بعد ذلك دبلوماسياً وسفيراً شهيراً أيضاً، تَمَيّزَ في السلك الدبلوماسي ووصل لدرجة سفير بعد أن نال درجة الدكتوراة في مجال دراسته واللغة الفرنسية التي أجادها ودرسها في أعظم الجامعات «جامعة الخرطوم». تدرّج علي قاقارين في وزارة الخارجية السودانية بدراسته وعلمه، ولم تكن كرة القدم سبباً في الترقي والشُّهرة التي وصلها وهو سفيرٌ. لقد جمع قاقارين بين الدبلوماسية الشعبية (كرة القدم) والدبلوماسية (الرسمية) وزارة الخارجية السودانية، وفي عالم كرة القدم من الصَّعب أن تجمع بين الدراسة والكرة، ومن المستحيل أن تكون مُتميِّزاً في أشياءٍ هي نقائض لبعضها البعض. ربما يكون الهلال هو النادي الوحيد في العالم القادر على ذلك، فقد حفظ له التاريخ في هذا السِّجل أن يصبح علي قاقارين سفيراً بعد أن كان نجم كرة شهير، وهو الأمر الذي انطبق كذلك على الدكتور محمد حسين كسلا الذي جمع بين الطب والكفر وتميّز في المجالين، وتميّز أحمد آدم (عافية) في الهندسة ومازال يُمارس مهنته كمهندس يُشار إليه بالبنان. وفي مجال الإعلام، اشتهر هاشم ضيف الله الذي لعب للهلال وكان قبل ممارسته للصحافة أستاذاً في مجال التدريس. حكى لي الشاعر الراحل فضل الله محمد في برنامج إذاعي، أنه عندما كان رئيساً لتحرير صحيفة «الصحافة» كان يجد حرجاً في اجتماعات صالة التحرير، لأنه كان يرأس في الاجتماع الأستاذ هاشم ضيف الله حينما كان الأخير رئيساً للقسم الرياضي في الصحيفة التي كان فضل الله رئيساً لتحريرها، وكان حرج فضل الله محمد ناتجاً من أن الأستاذ هاشم ضيف الله درّسه في مدينة ود مدني ، ولم يرق لفضل الله محمد أن يرأس التلميذ معلمه. والسحر لا شك هو في الهلال وفي أولاده الذين تميّزوا في أكثر من مجال وكانوا نجوماً خارج المُستطيل الأخضر، كما كانوا نجوماً فيه. وفي تاريخ الهلال، لاعبون أصبحوا وزراء مثل طلعت فريد وأبوبكر حبشي. وهناك أسماءٌ أخرى لعبت للهلال ووصلت إلى درجة البروفيسور في المجال الأكاديمي.. ولا ننسى الدكتور عمر النقي، الذي حصل على درجة الدكتوراة في مجال صعب، والجامعات السودانية قدّمت للهلال كرار أبو علي والرشيد المهدية وهود المصرفي الشهير وجعفر عبد الرازق، ومحمد الفاضل ومحمد علي نيلسون ويمتدّ الأثر لمعتز كبير والبرنس حتى عبد المنعم يوسف ومحمد موسى ومحمد بشير بشّة والشغيل وأبوعاقلة، وغيرهم كثر. وفي سجلات الهلال، القنصل والدبلوماسي عثمان الجلال لاعب الهلال السابق، والذي كان قنصلاً للسودان في فرنسا ، وهناك الاقتصادي الذي سجّله الهلال من جامعة الخرطوم حاتم مُعَنِي، عندما كان الدخول لجامعة الخرطوم غير مُتاح إلا للعباقرة. ومن مصنع الرجال، قدّمت القوات المسلحة للهلال الضابط أمين زكي، وفي الشرطة الضابط فوزي التعايشي، وهناك أسماءٌ كثيرةٌ لا يمكن حصرها إلا إذا أُتيح لنا المزيد من البحث والعلم والمعرفة. ومن غير شك وأنت تطلع على هذا العمود، سوف تتذكّر أسماءً كثيرةً فاتت عليّ ولك حق الإضافة والتذكير. وهذا أمرٌ ليس غريباً على الهلال الذي يقول الاسم الرسمي له نادي الهلال للتربية، ولو أنّ الأمر في يدي لأضفت كلمة (التعليم) لشعار الهلال، ليصبح نادي الهلال للتربية والتعليم، وهو اسمٌ سوف أظل أعرف به الهلال كلما ذُكِر الهلال. الهلال هو ليس نادياً للتربية فقط، هو نادٍ للتعليم أيضاً. نادي الهلال والذي يُعرف بنادي (الوطنية) تَأسّس من أجل الوطن، وكان أحد مؤسسه، ونحن نحتفي بذكرى ميلاد الهلال 13 فبراير 1930 الشاعر وأحد مؤسسي نادي الخريجين يوسف مصطفى التني، وهو الشاعر الذي كتب النشيد الوطني الشهير (في الفؤاد ترعاه العناية بين ضلوعي الوطن العزيز)، وكان سفيراً للسودان في مصر، لذلك نحن دائماً الوطن بين ضلوعنا قد يضيق علينا الوطن حِيناً لكن ضلوعنا لا تضيق عليه، فقد اخترنا أن يكون الوطن بين ضلوعنا وهي أعظم مكانة يُمكن أن يكون فيها الوطَن. كثيرون لا يعرفون أنّ الشاعر البروفيسور السر دوليب، الذي شكّل ثنائية مع عثمان حسين وكتب له ريدتنا ومحبتنا، ومسامحك يا حبيبي، وما بصدقكم، وتحرمني ليه واللا بحبك، وكنت فاكر ألقى قربك الحنان تغمرني بيه، وكتب لوردي هدية وكتب لعثمان الشفيع اللون الخمري وكتب لمحمد ميرغني أنا والأشواق في بعدك بقينا أكتر من غرائب وكتب قبل ذلك مبروك عليك الليلة يا نعومة والكثير من الأغنيات الشهيرة، هذا الشاعر بتلك الرومانسية الجميلة لعب للهلال وعاصر جكسا وصديق محمد أحمد، وكان بكل هذا الأدب يجلس لهم في كنبة الاحتياطي. غير إني أتحدث هنا عن الذين تميزوا في كرة القدم وتميزوا في درستهم ومجال العمل بعد ذلك وقاقارين وكسلا نموذجا أعود لعلي قاقارين وأقول نحن دائماً عندما نشاهد لاعبي كرة القدم السابقين في مصر، وفي دول الخليج، نعجب من ثقافتهم ومن تعلمهم، ولكن عندما نرى الدكتور علي قاقارين، نشعر بالفخر والاعتزاز ونقول مَن فيهم وصل لمرتبة السفير كما كان الدكتور علي قاقارين، ومَن فيهم كان طبيباً مثل محمد حسين كسلا؟ أولئك لاعبو الهلال، فأتوني بمثلهم. علي قاقارين والذي نجح أن يمارس دبلوماسيته في المجالات كافّة، كان سمحاً في حياته وفي تعاملاته، سمحاً في سُلُوكه وفي تحركاته، مع النجومية التي وصل إليها والدرجة العلمية التي بلغها كان سهلاً، لا تسمع له صوتاً حتى في نادي الهلال الذي قدّم له الكثير تاريخ الرجل في الهلال كان يتيح له أن يفعل ما يشاء في الهلال، لكنه مع ذلك ارتضى بأن يكون (مشجعاً) للهلال وهو النجم المعروف والسفير الدكتور. علي قاقارين لا تجده إلّا مهموماً بالهلال، كل تحركاته، بل كل أنفاسه كانت من أجل الهلال. ظلّ قاقارين يُقدِّم خبراته ومعوناته للهلال في كل الأوقات ومع كل المجالس، يُقدِّم المشورة والعون، ما احتاجه الهلال إلّا وجده في المقدمة، لم يبخل على فريقه بوقته ولا بصحته ولا بعمره، هو حاضرٌ في كل شأن هلالي. لم يكن يهمّه كثيراً مَن يحكم الهلال، فقد ظلّ الرجل يخدم هلاله في عهد الطيب عبد الله، وفي عهد طه علي البشير، وفي عهد صلاح إدريس، وفي عهد البرير، وفي عهد الكاردينال، وفي عهد السوباط، وكان كلما كان الهلال في أزمة أو ورطة، كان قاقارين في المجلس الذي يُكلّف بإخراج الهلال من أزمته. فعل ذلك في عهد عبد الرحمن سر الختم، وفي عهد شيخ العرب، وفي عهد الحاج عطا المنان. كان قاقارين حاضراً متى ما غاب الآخرون عن الهلال، لا يتأخّر عن هلاله. علي قاقارين الدبلوماسي المعروف، استطاع أن يُطبِّق الدبلوماسية في حياته كلها، رجلٌ لا تُخطئه الدبلوماسية حتى وإن كان يجلس في صالون حلاقة، فهو دبلوماسيٌّ من شعر رأسه إلى أخمص قدميه، بربطة العنق الأنيقة وكلماته الهادئة وابتسامته المُشرقة. مع نجومية علي قاقارين في ملاعب كرة القدم، ومع أهدافه الشهيرة مع المنتخب والهلال، لا تستطيع أن تتجاوز سيرة الرجل ومسيرته في العمل العام، وأنت عندما تريد أن تكتب عن علي قاقارين لا تعرف هل تكتب عن علي قاقارين لاعب الكرة الشهير أم علي قاقارين الدبلوماسي والسفير المعروف، فهو كان عَلَمَاً بارزاً في كل المجالات التي طرقها. في هذه الحرب عندما يرحل عزيزٌ، نشعر بالوجع مرّتين.. نحس بالحُزن مرّتين وكأننا ناقصين. في هذه الحرب، رحل فوزي المرضي، ورحل حامد بريمة، ورحل علي قاقارين، تركوا أطناناً من الوجع، لنعيش ويلات الحرب أكثر من مرة. نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة للدكتور علي قاقارين ونسأله تعالى أن يحسن إليه، فقد كان مُحسناً.. منحنا الفرح وعاش من أجل إسعاد غيره. كان مهموماً بالوطن والهلال، وجد التقدير والاحترام من المريخاب قبل الهلالاب، لأنّه احترم المريخ، وكيف لا يحترم المريخ وشقيقه الأكبر جعفر قاقارين لعب للمريخ. اللهم أرحمه واغفر له، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ……… متاريس هنالك أسماءٌ كثيرةٌ قدّمت للوطن والهلال الكثير، مثل هؤلاء يجب أن يرد الهلال لهم الجميل. يجب أن نقف عند هذه الأسماء، وعلى الهلال أن يُخلِّد علي قاقارين بصرح أو يطلق اسمه على مشروع. والي الدين وود الجنيد وزغبير وفوزي المرضي وقاقارين وكثيرون، قدّموا للهلال الكثير، يجب أن يُخلِّد الهلال أسماءهم. بعد العودة مازلت أتمنى أن يطلق اسم جكسا على ملعب رديف الهلال. بوّابات في استاد الهلال يجب أن يُطلق عليها أسماء لاعبين خلّدهم التاريخ. الموضوع ما صعب. رد الجميل يمكن أن يكون بأسهل الطرق. مع ذلك رد الجميل صعب. ولنا عَودة. .. ترس أخير: ولا نقول إلا ما يرضي الله.

قاقارين الرجل الذي جَمَعَ بين الدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية الرسمية
قاقارين الرجل الذي جَمَعَ بين الدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية الرسمية

كورة سودانية

time١٤-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • كورة سودانية

قاقارين الرجل الذي جَمَعَ بين الدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية الرسمية

صَـابِنَّهَا محمد عبد الماجد قاقارين الرجل الذي جَمَعَ بين الدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية الرسمية في سِيرة الدكتور السفير الراحل حيدر حسن حاج الصديق (علي قاقارين) ، أغرب سِيرة لنجم كرة شهير استطاع أن يجمع بين النقائض، وأن يُحقِّق الشهرة والنجومية في مجال الرياضة، وفي مجال الدراسة والعمل، وهذه قدرة لا تتوفر إلّا للعباقرة. الرجل الذي عُــرف في عالم المستديرة بالرمح المُلتهب، إذ اشتهر بالسرعة والرشاقة والمهارة، عُــرف في مجال الدبلوماسية بالهدوء والكياسة والحِنكة والذّكاء. كان في الكرة رمحاً مُلتهباً، وفي الخارجية رمحاً مُضيئاً. قاقارين رجلٌ، كان يصنع التاريخ عندما تكون الكرة بين قدميه، ويصنعه كذلك عندما يكون القلم بين أنامله. أغاني البنات في السبعينات كانت بصورة شعبية وعفوية تتغنى باسمه في علومية العروس (علي قاقارين ضروري في التمرين)، وكان كما هو بهذا المَـد الشعبي في بيوت الأعراس والأفراح، يتمتّع بثقل ووزن سياسي وجماهيري لم يتوفر للاعب كرة قدم غيره، وذلك عندما تغنت مدرجات الهلال الشعبية باسمه في إحدى مباريات القمة وفي حضور الرئيس السابق جعفر نميري (رئيسكم مين علي قاقارين)، ليُغضب هذا الهتاف الرئيس جعفر نميري الذي عُــرف بتعصبه للمريخ، فيقوم بإصدار مرسوم جمهوري بحل الهلال والمريخ، لأنّ قاقارين سجّل في مرمى المريخ وهدّد رئاسته، لتُحل الرياضة الجماهيرية بقرار جمهوري، حيث مازلنا ندفع ثمن ذلك القرار تراجعاً وتدهوراً لم نفق منه حتى وقتنا هذا. كأنّ الأقدار أرادت لعلي قاقارين أن يكون مُميّزاً في كل المجالات التي طرقها، ومن تناقضات الواقع أنه كان نجم كرة شهير، وكان بعد ذلك دبلوماسياً وسفيراً شهيراً أيضاً، تَمَيّزَ في السلك الدبلوماسي ووصل لدرجة سفير بعد أن نال درجة الدكتوراة في مجال دراسته واللغة الفرنسية التي أجادها ودرسها في أعظم الجامعات «جامعة الخرطوم». تدرّج علي قاقارين في وزارة الخارجية السودانية بدراسته وعلمه، ولم تكن كرة القدم سبباً في الترقي والشُّهرة التي وصلها وهو سفيرٌ. لقد جمع قاقارين بين الدبلوماسية الشعبية (كرة القدم) والدبلوماسية (الرسمية) وزارة الخارجية السودانية، وفي عالم كرة القدم من الصَّعب أن تجمع بين الدراسة والكرة، ومن المستحيل أن تكون مُتميِّزاً في أشياءٍ هي نقائض لبعضها البعض. ربما يكون الهلال هو النادي الوحيد في العالم القادر على ذلك، فقد حفظ له التاريخ في هذا السِّجل أن يصبح علي قاقارين سفيراً بعد أن كان نجم كرة شهير، وهو الأمر الذي انطبق كذلك على الدكتور محمد حسين كسلا الذي جمع بين الطب والكفر وتميّز في المجالين، وتميّز أحمد آدم (عافية) في الهندسة ومازال يُمارس مهنته كمهندس يُشار إليه بالبنان. وفي مجال الإعلام، اشتهر هاشم ضيف الله الذي لعب للهلال وكان قبل ممارسته للصحافة أستاذاً في مجال التدريس. حكى لي الشاعر الراحل فضل الله محمد في برنامج إذاعي، أنه عندما كان رئيساً لتحرير صحيفة «الصحافة» كان يجد حرجاً في اجتماعات صالة التحرير، لأنه كان يرأس في الاجتماع الأستاذ هاشم ضيف الله حينما كان الأخير رئيساً للقسم الرياضي في الصحيفة التي كان فضل الله رئيساً لتحريرها، وكان حرج فضل الله محمد ناتجاً من أن الأستاذ هاشم ضيف الله درّسه في مدينة ود مدني، ولم يرق لفضل الله محمد أن يرأس التلميذ معلمه. والسحر لا شك هو في الهلال وفي أولاده الذين تميّزوا في أكثر من مجال وكانوا نجوماً خارج المُستطيل الأخضر، كما كانوا نجوماً فيه. وفي تاريخ الهلال، لاعبون أصبحوا وزراء مثل طلعت فريد وأبوبكر حبشي. وهناك أسماءٌ أخرى لعبت للهلال ووصلت إلى درجة البروفيسور في المجال الأكاديمي.. ولا ننسى الدكتور عمر النقي، الذي حصل على درجة الدكتوراة في مجال صعب، والجامعات السودانية قدّمت للهلال كرار أبو علي والرشيد المهدية وهود المصرفي الشهير وجعفر عبد الرازق، ومحمد الفاضل ومحمد علي نيلسون ويمتدّ الأثر لمعتز كبير والبرنس حتى عبد المنعم يوسف ومحمد موسى ومحمد بشير بشّــة والشغيل وأبوعاقلة، وغيرهم كثر. وفي سجلات الهلال، القنصل والدبلوماسي عثمان الجلال لاعب الهلال السابق، والذي كان قنصلاً للسودان في فرنسا، وهناك الاقتصادي الذي سجّله الهلال من جامعة الخرطوم حاتم مُعَـنِي، عندما كان الدخول لجامعة الخرطوم غير مُتاح إلا للعباقرة. ومن مصنع الرجال، قدّمت القوات المسلحة للهلال الضابط أمين زكي، وفي الشرطة الضابط فوزي التعايشي، وهناك أسماءٌ كثيرةٌ لا يمكن حصرها إلا إذا أُتيح لنا المزيد من البحث والعلم والمعرفة. ومن غير شك وأنت تطلع على هذا العمود، سوف تتذكّر أسماءً كثيرةً فاتت عليّ ولك حق الإضافة والتذكير. وهذا أمرٌ ليس غريباً على الهلال الذي يقول الاسم الرسمي له نادي الهلال للتربية، ولو أنّ الأمر في يدي لأضفت كلمة (التعليم) لشعار الهلال، ليصبح نادي الهلال للتربية والتعليم، وهو اسمٌ سوف أظل أعرف به الهلال كلما ذُكِـر الهلال. الهلال هو ليس نادياً للتربية فقط، هو نادٍ للتعليم أيضاً. نادي الهلال والذي يُعرف بنادي (الوطنية) تَأسّس من أجل الوطن، وكان أحد مؤسسه، ونحن نحتفي بذكرى ميلاد الهلال 13 فبراير 1930 الشاعر وأحد مؤسسي نادي الخريجين يوسف مصطفى التني، وهو الشاعر الذي كتب النشيد الوطني الشهير (في الفؤاد ترعاه العناية بين ضلوعي الوطن العزيز)، وكان سفيراً للسودان في مصر، لذلك نحن دائماً الوطن بين ضلوعنا ـ قد يضيق علينا الوطن حِيناً ـ لكن ضلوعنا لا تضيق عليه، فقد اخترنا أن يكون الوطن بين ضلوعنا وهي أعظم مكانة يُمكن أن يكون فيها الوطَــن. كثيرون لا يعرفون أنّ الشاعر البروفيسور السر دوليب، الذي شكّل ثنائية مع عثمان حسين وكتب له ريدتنا ومحبتنا، ومسامحك يا حبيبي، وما بصدقكم، وتحرمني ليه واللا بحبك، وكنت فاكر ألقى قربك الحنان تغمرني بيه، وكتب لوردي هدية وكتب لعثمان الشفيع اللون الخمري وكتب لمحمد ميرغني أنا والأشواق في بعدك بقينا أكتر من غرائب وكتب قبل ذلك مبروك عليك الليلة يا نعومة والكثير من الأغنيات الشهيرة، هذا الشاعر بتلك الرومانسية الجميلة لعب للهلال وعاصر جكسا وصديق محمد أحمد، وكان بكل هذا الأدب يجلس لهم في كنبة الاحتياطي. غير إني أتحدث هنا عن الذين تميزوا في كرة القدم وتميزوا في درستهم ومجال العمل بعد ذلك وقاقارين وكسلا نموذجا أعود لعلي قاقارين وأقول نحن دائماً عندما نشاهد لاعبي كرة القدم السابقين في مصر، وفي دول الخليج، نعجب من ثقافتهم ومن تعلمهم، ولكن عندما نرى الدكتور علي قاقارين، نشعر بالفخر والاعتزاز ونقول مَن فيهم وصل لمرتبة السفير كما كان الدكتور علي قاقارين، ومَن فيهم كان طبيباً مثل محمد حسين كسلا؟ أولئك لاعبو الهلال، فأتوني بمثلهم. علي قاقارين والذي نجح أن يمارس دبلوماسيته في المجالات كافّة، كان سمحاً في حياته وفي تعاملاته، سمحاً في سُلُوكه وفي تحركاته، مع النجومية التي وصل إليها والدرجة العلمية التي بلغها كان سهلاً، لا تسمع له صوتاً حتى في نادي الهلال الذي قدّم له الكثير ـ تاريخ الرجل في الهلال كان يتيح له أن يفعل ما يشاء في الهلال، لكنه مع ذلك ارتضى بأن يكون (مشجعاً) للهلال وهو النجم المعروف والسفير الدكتور. علي قاقارين لا تجده إلّا مهموماً بالهلال، كل تحركاته، بل كل أنفاسه كانت من أجل الهلال. ظلّ قاقارين يُقدِّم خبراته ومعوناته للهلال في كل الأوقات ومع كل المجالس، يُقدِّم المشورة والعون، ما احتاجه الهلال إلّا وجده في المقدمة، لم يبخل على فريقه بوقته ولا بصحته ولا بعمره، هو حاضرٌ في كل شأن هلالي. لم يكن يهمّه كثيراً مَن يحكم الهلال، فقد ظلّ الرجل يخدم هلاله في عهد الطيب عبد الله، وفي عهد طه علي البشير، وفي عهد صلاح إدريس، وفي عهد البرير، وفي عهد الكاردينال، وفي عهد السوباط، وكان كلما كان الهلال في أزمة أو ورطة، كان قاقارين في المجلس الذي يُكلّف بإخراج الهلال من أزمته. فعل ذلك في عهد عبد الرحمن سر الختم، وفي عهد شيخ العرب، وفي عهد الحاج عطا المنان. كان قاقارين حاضراً متى ما غاب الآخرون عن الهلال، لا يتأخّــر عن هلاله. علي قاقارين الدبلوماسي المعروف، استطاع أن يُطبِّق الدبلوماسية في حياته كلها، رجلٌ لا تُخطئه الدبلوماسية حتى وإن كان يجلس في صالون حلاقة، فهو دبلوماسيٌّ من شعر رأسه إلى أخمص قدميه، بربطة العنق الأنيقة وكلماته الهادئة وابتسامته المُشرقة. مع نجومية علي قاقارين في ملاعب كرة القدم، ومع أهدافه الشهيرة مع المنتخب والهلال، لا تستطيع أن تتجاوز سيرة الرجل ومسيرته في العمل العام، وأنت عندما تريد أن تكتب عن علي قاقارين لا تعرف هل تكتب عن علي قاقارين لاعب الكرة الشهير أم علي قاقارين الدبلوماسي والسفير المعروف، فهو كان عَلَمَاً بارزاً في كل المجالات التي طرقها. في هذه الحرب عندما يرحل عزيزٌ، نشعر بالوجع مرّتين.. نحس بالحُـزن مرّتين وكأننا ناقصين. في هذه الحرب، رحل فوزي المرضي، ورحل حامد بريمة، ورحل علي قاقارين، تركوا أطناناً من الوجع، لنعيش ويلات الحرب أكثر من مرة. نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة للدكتور علي قاقارين ونسأله تعالى أن يحسن إليه، فقد كان مُحسناً.. منحنا الفرح وعاش من أجل إسعاد غيره. كان مهموماً بالوطن والهلال، وجد التقدير والاحترام من المريخاب قبل الهلالاب، لأنّه احترم المريخ، وكيف لا يحترم المريخ وشقيقه الأكبر جعفر قاقارين لعب للمريخ. اللهم أرحمه واغفر له، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ……… متاريس هنالك أسماءٌ كثيرةٌ قدّمت للوطن والهلال الكثير، مثل هؤلاء يجب أن يرد الهلال لهم الجميل. يجب أن نقف عند هذه الأسماء، وعلى الهلال أن يُخلِّد علي قاقارين بصرح أو يطلق اسمه على مشروع. والي الدين وود الجنيد وزغبير وفوزي المرضي وقاقارين وكثيرون، قدّموا للهلال الكثير، يجب أن يُخلِّد الهلال أسماءهم. بعد العودة مازلت أتمنى أن يطلق اسم جكسا على ملعب رديف الهلال. بوّابات في استاد الهلال يجب أن يُطلق عليها أسماء لاعبين خلّدهم التاريخ. الموضوع ما صعب. رد الجميل يمكن أن يكون بأسهل الطرق. مع ذلك رد الجميل صعب. ولنا عَـــودة. .. ترس أخير: ولا نقول إلا ما يرضي الله.

الرياضة السودانية تودّع السفير علي قاقارين
الرياضة السودانية تودّع السفير علي قاقارين

الاتحاد

time١٢-٠٢-٢٠٢٥

  • رياضة
  • الاتحاد

الرياضة السودانية تودّع السفير علي قاقارين

الخرطوم (الاتحاد) غيّب الموت اليوم نجم المنتخب السوداني ونادي الهلال في حقبة السبعينات علي قاقارين، والذي يُعد أحد أشهر نجوم الكرة العربية والأفريقية، وتوفي قاقارين المعروف باسم حيدر حسن حاج الصديق في العاصمة المصرية القاهرة، عن عمر يناهز 76 عاماً، بعد حياة زاخرة بالعطاء لاعباً في فريق الهلال والمنتخب السوداني وإداري، كما عمل بالسلك الدبلوماسي ووصل إلى منصب سفير. قاقارين توّج مع منتخب السودان بلقب بطولة أمم أفريقيا 1970 التي استضافتها العاصمة السودانية الخرطوم، وسجل هدفاً في البطولة في شباك منتخب إثيوبيا في الدور الأول، كما فاز مع المنتخب بكأس الجلاء في ليبيا 1971. ويمتلك الرمح الملتهب مسيرة 10 أعوام مع صقور الجديان، سجل فيها 19 هدفاً، وتقلّد شارة القيادة في بطولة أمم أفريقيا 1976، التي حلَّ فيها وصيفاً لهدافي البطولة بعد أن سجل 3 أهداف. والرمح الملتهب هو الهدّاف التاريخي لمباريات الديربي السوداني الشهير بين الهلال والمريخ بإحرازه 18 هدفاً، وهو رقم قياسي لا يزال صامداً حتى الآن، كما سجل للفريق 4 أهداف في بطولة الأندية الأبطال الأفريقية، وتوّج قاقارين مع الهلال بلقب دوري السودان ثلاث مرات 1966,1967,1974، كما توّج مع الفريق بلقب دوري الخرطوم 4 مرات «1967,1969,1971,1973». قاقارين لعب بشعار الهلال بين 1966- 1980 ويعتبر الهدّاف التاريخي لبطولة دوري الخرطوم، حيث سجل 82 هدفاً بشعار الهلال، ونال لقب هدّاف الدوري لموسم66/1967 بـ15 هدفاً، وموسم 75/1976 بـ11 هدفاً. قاقارين سبق له الاحتراف في نادي النصر السعودي موسم 1976، وتوج معه بكأس الملك، وهو الموسم الذي شهد بداية أسطورة الكرة السعودية وهدافها التاريخي ماجد عبدالله مع الفريق، كما خاض قاقارين تجربة احتراف مع نادي استاد أبيدجان الإيفواري في موسم 1979 أحد أشهر أندية القارة الأفريقية في تلك الحقبة، وهو أول لاعب سوداني يحترف في نادٍ أفريقي. قاقارين الذي انضم لفريق الهلال وهو طالب في المرحلة الثانوية، وصل إلى أعلى المراتب العلمية والرياضية، فقد حصل على دكتوراه في القانون العام من جامعة باريس، ووصل إلى قمة النجومية مع الهلال ومنتخب السودان.

الموت يغيب الهداف التاريخي للسودان ونجم الهلال والمريخ السابق
الموت يغيب الهداف التاريخي للسودان ونجم الهلال والمريخ السابق

التغيير

time١٢-٠٢-٢٠٢٥

  • رياضة
  • التغيير

الموت يغيب الهداف التاريخي للسودان ونجم الهلال والمريخ السابق

غيب الموت كابتن منتخب السودان ونادي الهلال السابق، بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميادين الرياضة والدبلوماسية والعمل العام. فجع الوسط الدبلوماسي والرياضي السوداني برحيل السفير د. حيدر حسن حاج الصديق المعروف بـ(علي قاقرين)، والذي فاضت روحه بالمركز الطبي العالمي في العاصمة المصرية القاهرة اليوم، بعد صراع مع المرض. ورحل قاقرين، الهداف التاريخي للمنتخب السوداني إثر معاناته من إلتهاب حاد بالصدر، بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميادين الرياضة والدبلوماسية والعمل العام. ويعتبر قاقارين الهداف التاريخي لمباريات الديربي السوداني بين ناديي القمة الهلال والمريخ منذ انطلاقتها في ثلاثينيات القرن المنصرم. ويعتبر الراحل أول لاعب كرة قدم سوداني يتقلد منصب سفير، بعد أن عمل دبلوماسياً في بعض الدول، وهو أحد أساطير بطولة كأس الأمم الأفريقية الوحيدة التي حققها السودان في العام 1970م. بين الرياضة والدبلوماسية ابتدر حيدر علي الصديق الشهير بـ(علي قاقارين) مسيرته في أشبال نادي المريخ عام 1963م، لكنه انتقل لاحقاً للهلال، وأصبح من أساطير الأزرق السوداني، واشتهر بعدة ألقاب مثل 'السفير' و'الرمح الملتهب'. وكان قاقارين قائداً للهلال في سبعينيات القرن الماضي، ثم أصبح دبلوماسياً في نهاية مسيرته الكروية، إذ عمل سفيراً للسودان في عدة دول. انتقال تاريخي لعب حيدر لأشبال المريخ بين 1963- 1966م، وأصبح متاحاً بحكم السن للعب في الفريق الأول، وفي تلك الفترة بدأ بعض لاعبي ومسؤولي الهلال في التواصل معه لضمه لفريقهم. والغريب في الأمر أن كل أسرة قاقرين لعبت للمريخ، شقيقه جعفر قاقارين، وابن أخيه أسطورة الإدارة اللاعب السابق حسن أبو العائلة. وقال الدكتور قاقارين في حوار سابق: 'نظير انتقالي للهلال في ذلك الوقت حصلت على 125 جنيهاً. كان مبلغاً كبيراً جدا حينها، واشتريت به دراجة ماركة رالي'. وأضاف 'سجلت أهدافي الـ 19 في المريخ على مدار عشر سنوات بين 1967 و1976م. هدفي الأول في هذه القمة أحرزته في الحارس الشهير عبد العزيز عبد الله في دوري 1967م'. وتابع 'أما آخر هدف في المريخ سجلته في مرمى الهادي سليم، بمناسبة كأس الثورة الصحية 1976م'. الرياضة الجماهيرية وفي إحدى المباريات التي شرفها الرئيس الراحل جعفر نميري وبمعيته وفد وزراء إماراتي، دخلوا لمصافحة اللاعبين، فانفجرت جماهير الهلال بالهتاف باسم قاقارين وتغنت: 'أبوكم مين.. على قاقارين، بدلاً من الهتاف المحبب للرئيس: أبوكم مين.. نميري، مما استفز الرئيس. وعقب نهاية تلك المباراة أعلن الرئيس نميري ما يسمى بقرارات الرياضة الجماهيرية، وألغى النشاط الرسمي لكرة القدم. مواصلة المسيرة تابع علي قاقارين مسيرته بعد إيقاف النشاط بالسودان في نادي النصر السعودي موسم 1976- 1977م، ثم لعب مع ستاد أبيدجان الإيفواري 1978- 1979م، ثم بدأت حياته الدبلوماسية. وسمحت له وزارة الخارجية السودانية باللعب في كوت ديفوار لكن بصفة هاو. ترك الدكتور علي قاقرين كرة القدم في 1980م، ليتفرغ للدراسة في فرنسا، رغم أنه كان قادرا على العطاء لـ 4 مواسم أخرى على الأقل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store