منذ 11 ساعات
دليل جديد يكشف عن مكان المادة المفقودة في الكون
حقق علماء الفلك تقدمًا مهمًا في حل إحدى أقدم ألغاز علم الكون وهو: أين اختفت «المادة العادية» في الكون؟ فقد كشفت ملاحظات بالأشعة السينية عن خيط هائل من الغاز الساخن يمتد لمسافة 23 مليون سنة ضوئية داخل عنقود «شابلي» الفائق، وهو أكبر بنية محلية كونية تحتوي على أكثر من 8000 مجرة ويقع على بُعد 650 مليون سنة ضوئية من الأرض.
يربط هذا الخيط بين أربع تجمعات مجرية فرعية، ويبدو أنه يحتوي على كميات ضخمة من المادة العادية، أي البروتونات والنيوترونات والإلكترونات، بكميات تكفي لسد جزء من الفجوة الطويلة الأمد بين ما نتوقعه وما نرصده فعليًا من مادة، وفقا لما نشرته دورية «
قال عالم الفيزياء الفلكية قسطنطينوس ميغكاس من مرصد لايدن في هولندا: «لأول مرة، تتطابق نتائجنا مع توقعات النماذج الكونية الرائدة. يبدو أن المحاكاة كانت صحيحة طوال الوقت».
-
-
ووفقا للباحثين فإن مشكلة «المادة المفقودة» لا تتعلق بالمادة المظلمة، بل بالمادة الباريونية العادية.
إذ نعرف من إشعاع الخلفية الكونية الميكروي بقايا الانفجار العظيم، كم كانت كمية المادة العادية في بدايات الكون. لكننا لا نجد اليوم سوى نصف هذه الكمية تقريبًا في الأجسام المعروفة مثل النجوم والمجرات والسحب الغازية والثقوب السوداء.
ولأن المادة لا تُفنى، فمن المفترض أنها لا تزال موجودة، لكنها متوزعة بشكل يصعب رصده.
تُشير النماذج الكونية إلى أن هذه المادة قد تكون منتشرة على شكل خيوط غازية ساخنة تمتد بين المجرات ضمن ما يُعرف بـ«النسيج الكوني». هذه الخيوط التي تتكون بشكل رئيسي من المادة المظلمة تعمل كممرات ضخمة تمر عبرها المجرات والغاز، لكنها خافتة جدًا ويصعب رصدها.
عشرة ملايين درجة مئوية
استطاع الفريق تحديد هذا الخيط عبر دمج بيانات من مرصدين فضائيين: «سوزاكو» الياباني (الذي تقاعد) و«إكس إم إم-نيوتن» الأوروبي. الأول بارع في التقاط الأشعة السينية الضعيفة المنتشرة، بينما يساعد الثاني في إزالة مصادر الأشعة السينية القوية مثل الثقوب السوداء. ومن خلال الجمع بين البيانات، ظهر خيط ضخم يربط بين زوجين من العناقيد المجرية (A3528S/N) وA3530/32)).
يحتوي هذا الخيط على غاز ساخن كافٍ لتكوين عشر مجرات بحجم درب التبانة، وتصل حرارته إلى أكثر من عشرة ملايين درجة مئوية. وهو يتطابق تمامًا مع ما تنبأت به النماذج الكونية حول الخيوط الغازية في النسيج الكوني.
علق نوربرت شارتيل، العالِم في وكالة الفضاء الأوروبية: «هذا البحث نموذج رائع للتعاون بين التلسكوبات، ويثبت دقة النماذج الكونية بعد عقود من المحاكاة. يبدو أن المادة المفقودة كانت مختبئة بالفعل داخل خيوط متوهجة شاسعة تربط أرجاء الكون».