أحدث الأخبار مع #قواتالجنجويد


التغيير
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- التغيير
عندما هتف الكيزان ( حميدتي لحماية الاسلام)
لا يخفي على أحد بعد مرور عام من الحرب ان مسرح الفوضى، وانتشار السلاح، واستباحة البلاد، ونهب مواردها، قد اكتمل اعداده، بالفتن لختام انشطار الوطن الي غير أمان. وخاب فأل الفلول حين نجح شباب وشيوخ قبيلة البني عامر في اخماد نيران مخططهم، لانشطار مكونات الشرق. ولو قدر للذاهبين بمعركتهم شمالاً من قوات الجنجويد فليستعدوا، لأنهم لن يجدوا غير التهميش المدهش وتغبيش الوعي، فلقد سبقتكم عليها ايادي الحركة الإسلامية لمدى ثلاثين عام حسوم. وسيجدون نفس علة ما يشتكون من إخفاقات دولة 56. كما لم يستطيع الجيش بمليشياته الجهادية من تحرير الجزيرة وتلبية استغاثة أهلها العزل، إذ لا خير في المعتدي ولا خير في الذي فرّ من المعركة. بالأمس القريب وحينما كانت الشوارع تهتف (لا اله الا الله، الكيزان أعداء الله) و (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) كتب الكيزان، أعداء التغيير، علي الجدران: (حميدتي لحماية الإسلام).. الم يكونوا اخوة متحابين نفذوا سوياً مجزرة القيادة العامة في يونيو ؟2019 أي ذاكرة تلك التي تنسي منظر قوات الجيش، والدعم السريع، وكتائب الظل الاسلاموية، واللجنة الأمنية، وهم يتحلقون بوحشية حول الشباب المعتصمين امام القيادة العامة، وهم يفترشون الأرض وايديهم فوق رؤوسهم، واخرون مقيدون لا يكادون يقوون علي المشي، و قوى الشر تصرخ فيهم بهستيريا (قول عسكرية) فيما يشبه الاستتابة علي مطالب المدنية، وهتافات (مدنيااااو) ويواصلون ضربهم بأعقاب البنادق وبالعصي، بوحشية غاشمة ويتصايحون بحقد أعمى (مدنية ولا عسكرية؟) والشباب والكنداكات ما بين الدم وإزهاق الأرواح يرددون (لا.. عسكرية، عسكرية) ثم يصورونهم بفيديوهات يتبارون في تسجيلها وبثها، (وحدس ما حدس). نفس المشهد يتكرر في أحد فيديوهات اعلام الحرب الان، قوات الدعم السريع يتحلقون حول مجموعة من أسرى مليشيات كتائب الجيش بعد معركة الجيلي، في نفس حالة هستيريا جنون الاعتصام (قول جاهزية، سرعة، حسم) مستعرضين قوتهم وسيطرتهم. ثم لا تبعد بعيدا عن ذلك المشهد، فيطالعك اعلام الطرف الاَخر، مشهد لأفراد من منتسبي الجيش وهم يصوبون دوشكاتهم واسلحتهم، على رؤوس اسراهم من الدعم السريع، يصرخون مكبرين ومهللين لانتصارهم في نفس المعركة على المتمردين. لكن المختلف عن المشهد الأول ان جل رسالتهم موجهة للقوي المدنية، أي باختصار الطرف الذي لا يحمل سلاح في المعركة، من الواضح انها ليست بمعركة (الكرامة) للوطن وانما تقودهم حفائظ نفوسهم والضغائن من ضياع سلطتهم، وهم دائما ما يهددون بأنهم عائدون، وسوف ينتصرون. ولم يخفوا نيتهم بأن أول مهامهم بعد انتصارهم أعادة قوانين النظام العام سيرتها الاولي، وضبط اللبس، والسلوك، وسوف ينظمون الشارع السوداني، وتأديبهم بالضرب (والمتق) وحسم الفوضى وإقامة الحدود من حد السرقة وقطع الايدي، والرجم.. وبالطبع عجزوا عن شرح أسباب فشل حكومتهم عن تطبيق هذه الحدود على الفاسدين (وجلهم من المنتسبين إليهم) طوال ثلاث عقود.. انهم اقواما لا تعلمهم التجارب ولا يورثهم قبح الحروب حكمتها، فبدلا من تطمين المواطن بأنهم سوف يعمرون الأرض، ويستخلفون الدمار بالعمار، والموت بالحياة الرخية، ويعيدون المستشفيات، والمدارس والمدن سيرتها الاولي، فها هم يتوعدونهم بالانتقام والويل والثبور والمزيد من الموت وكأن ويلات الحرب لا تكفيهم انتقاماً من الشعب الذي ثار عليهم واقتلع نظامهم. الشعب السوداني بلا شك ضحية هذه الحرب التي لا تخضع لقوانين الحروب، اذ تظل الانتهاكات والمجازر البشعة مستمرة والتتطور الوحيد يقع في ادواتها ومنهجيتها القمعية بعد ان استبيحت المدن والقرى، واحتلت بيوت المواطنين ونهبت من طرفي الحرب! وقصفت منازلهم بلا رحمة فزهقت الأنفس وضاع حصاد السنين، وتدمرت المنظومة الصحية والتعليمية المتهاويتان اصلاً! وحصاد عام من الاحتراب كان ما يزيد عن ثلاثة عشر ألف قتيل، وما يفوق العشرين مليون يواجهون الموت بالمجاعة، وجل النازحين من الشيوخ، والأطفال، والنساء والفتيات اللائي واجهن العنف الجنسي والقهر والذل. اما الحرب الإعلامية بين طرفي القتال فلقد بلغت حدا من الاحترافية، اتقنوا فيها صناعة الفتن التي اعجز المدنيين صدها، فتصدعوا وانقسموا بأكثر مما كانوا عليه من تصدع وانقسام، حتي انهم عجزوا عن ان يوحدوا شتاتهم في مظلة إعلامية موحدة لجميع السودانيين الذين يؤمنون بوقف الحرب بلا تمايز بين انتماءاتهم السياسية او العقائدية، يستطيعون من خلالها كسب المجتمع الدولي لصفهم، ليقف معهم وهم يسعون لاستعادة الوطن، وينشرون من خلالها رسالة السلام وضرورته الملحة، ويرفعون مستوى الوعي بكيفية وقف الحرب، والتخطيط لما بعدها، واحياء مطالب التغيير وفاء لجيل الشباب الذي آمن بالسلمية لتحقيق العدالة، واستشهد عدد كبير منه فداء لها.. الشاهد في الأمر ان اعتي واشرس الحروب انتهت بوضع السلاح والانحياز للتفاوض والسلم ولحفظ حقوق المواطن، وحفظ كيان الأوطان وتبقى الحقيقة الثابتة أنه لا يحل مشكلة السودان الا السودانيون أنفسهم.


الأمناء
٢٩-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الأمناء
الإمارات و السودان الإسقاطات البغيضة والسرديات السخيفة
مع سيطرة اللغط بعد استحواذ الجيش السوداني وكتائب الإخوان المسلمين على الخرطوم، زاد انتقاد الإمارات وتعززت سردية دعمها لقوات الدعم السريع. هذه السردية التي يتبناها الجيش السوداني وجماعات الإخوان المساندة تهدف أولاً إلى شيطنة الإمارات وإبعاد تهمة الحرب الأهلية عن الأطراف المتقاتلة، وهي الدعم السريع والجيش السوداني ومجموعة من المليشيات الإيديولوجية والمناطقية. والحقيقة أن ما يحصل في السودان هو نتيجة طبيعية لثلاثة عقود من دكتاتورية العسكر والإخوان بقيادة عمر البشير، وهي فترة كانت من أسوأ فترات الحكم في السودان، تميزت بالفساد، وأصبح السودان خلالها مقراً لاستضافة رموز الإرهاب العالمي من الفنزويلي كارلوس إلى أسامة بن لادن. كانت مرحلة دكتاتورية البشير والإخوان مرحلة مجازر دارفور وتشكيل قوات الجنجويد التي لعبت دوراً محورياً في هذه المذابح، كما أنها كانت المرحلة التي فقد فيها السودان ثلث أراضيه وثروته النفطية بعد هزيمة النظام أمام المتمردين الجنوبيين واستقلال جمهورية جنوب السودان. ومع سقوط نظام البشير وإبعاد الإخوان المسلمين بثورة شعبية في أبريل 2019، انتقل السودان إلى حكم مدني انتقالي، لكنه لم يلبث أن تعرض لانقلاب عسكري في 25 أكتوبر 2021 بقيادة البرهان قائد الجيش وحميدتي قائد الدعم السريع، حيث تم اعتقال رئيس الوزراء المدني عبد الله حمدوك. وسرعان ما دب الخلاف بين العسكر، لتندلع الحرب الأهلية في أبريل 2023. ومن الواضح أن هذه الحرب هي صراع بين بقايا جنرالات البشير على السلطة، ويعقد من المشهد الانقسام الواضح بين وسط السودان والخرطوم الذي يدعم الجيش، والغرب الدارفوري الذي يدعم الدعم السريع، بأبعاد إثنية وقبلية وعنصرية واضحة. وحيث إن الإخوان المسلمين منبوذون بسبب ارتباطهم بالدكتاتور البشير، رأت الجماعة أن عودتها للحكم مرهونة بانتصار الجيش الذي نشأ في كنف هذه المؤسسة عبر العقود الثلاثة الماضية. وبالتالي، فإن التفسيرات الساذجة التي تستهدف الإمارات تتجاهل هذا المشهد المعقد وشره العسكر إلى السلطة، وهو الذي حكم السودان في معظم سنواته منذ الاستقلال في عام 1956. فجوهر الصراع هو رغبة العسكر في الحكم وتطلع الإخوان للسلطة على حساب الشعب السوداني. والجدير بالذكر أن أغلبية دول العالم لا تعترف بأي من الطرفين المتحاربين كسلطة شرعية في السودان. أما الموقف الإماراتي في السودان فله خلفية تاريخية عريقة، إذ بلغت جملة المساعدات الإماراتية 3.5 مليار دولار عبر السنوات، ووقفت الإمارات مع السودان في محنته وقادت الجهد الإنساني وسط أزمة وكارثة إنسانية متفاقمة، واتخذت موقفاً متساوياً من الطرفين في الحرب العبثية الحالية. كما كانت الإمارات ضمن كل المساعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في السودان، من جدة إلى البحرين إلى جنيف، وأعلنت مؤخراً عن دعم إنساني بقيمة 200 مليون دولار في أديس أبابا، وطالبت بهدنة إنسانية في شهر رمضان الفضيل. ومن الجانب السياسي، طالبت الإمارات بوقف فوري لإطلاق النار بين الأطراف المتقاتلة، وبمسار سياسي يؤدي إلى عودة الحكم المدني. ومن جهة أخرى، واستناداً إلى دروس الحرب في اليمن، أدركت الإمارات ضرورة لجم التدخل الإيراني في السودان، وسط تقارير موثقة عن اعتماد الجيش على المسيّرات الإيرانية، وأعربت عن القلق من عودة التطرف والإرهاب إلى السودان، بناءً على سجل نظام البشير الذي ينتمي إليه الطرفان. ومن هنا نرى كذب سردية العسكر والإخوان في شيطنة الإمارات، فالحرب كما رأينا جزء من مشهد معقد وصراع بين بقايا النظام السابق على السلطة.