logo
#

أحدث الأخبار مع #كامبريدجديبورابرنتيس

"اللجوء العلمي" للأميركيين في أوروبا حقيقة أم مبالغات؟
"اللجوء العلمي" للأميركيين في أوروبا حقيقة أم مبالغات؟

Independent عربية

time٢١-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

"اللجوء العلمي" للأميركيين في أوروبا حقيقة أم مبالغات؟

روجت وسائل إعلام عالمية لوجهة نظر بعض العلماء الأميركيين حول فكرة مفادها بأن الولايات المتحدة لم تعُد ملاذاً آمناً للعلماء. في مقابل ذلك أكدت شخصيات تعمل في مؤسسات أميركية معنية بحقوق العلماء، من بينها مؤسسة شبكة العلماء المعرضين للخطر، أن عدداً قليلاً نسبياً من الأكاديميين الأميركيين في تخصصات محددة هم من يواجهون صعوبة في مواصلة عملهم في ظل إدارة دونالد ترمب الحالية. وبالتزامن حدثت ضجة كبيرة في وسائل إعلام عالمية واحتجاجات لعلماء في بعض مناطق الولايات المتحدة، وتزايدت التساؤلات أخيراً حول هذه القضية التي أصبحت تعرف بـ"قضية هروب العلماء" من أميركا وطلبهم "اللجوء العلمي" في دول أوروبية. فهل هناك ظاهرة بالفعل لهروب العلماء والباحثين من أميركا إلى أوروبا؟ وما جدية تقديم دول أوروبية مثل فرنسا حق "اللجوء العلمي"؟ وكيف يجري الاختيار والقبول والرفض؟ وهل هناك نص في القانون الدولي الخاص بالهجرة واللجوء يشير إليه؟ إجابات هناك بالفعل ظاهرة خطرة تتمثل في هرب العلماء والباحثين من أميركا إلى أوروبا بسبب ما وصفته وكالات أنباء وصحف عالمية بـ"حملة إدارة دونالد ترمب القمعية على وكالات البحث"، لكن تقارير إخبارية لمؤسسات وهيئات أكاديمية شككت في المقابل بجدية تقديم دول أوروبية مثل فرنسا "اللجوء العلمي" لهم بسبب ضعف الموازنة المالية للجامعات في أوروبا في هذا المجال، تحديداً في الوقت الراهن. ويمكن القول إن عملية اختيار هؤلاء العلماء وقبولهم ورفضهم بدأت بالفعل من قبل عشرات الجامعات الأوروبية، وهي عملية دقيقة وصارمة للغاية هدفها اغتنام هذه الفرصة لاستقطاب "كنوز معرفية أميركية"، علماً أنه لا توجد إشارة مباشرة إلى توافر نص واضح في القانون الدولي الخاص باللجوء والهجرة إلى ما صار يعرف بـ"قضية اللجوء العلمي" في أوروبا لهؤلاء العلماء ضمن معظم هذه التقارير الإخبارية والمقالات التي تناولتها أخيراً مواقع قانونية وأكاديمية عالمية. بداية الحكاية بداية الحكاية كانت من تقرير صحافي لـ"فايننشيال تايمز" الأميركية التي نشرت قصة في صفحة العلوم في الـ18 من مارس (آذار) الماضي بعنوان "أوروبا تستقطب علماء أميركيين هاربين من حملة دونالد ترمب"، وأشارت خلال تقريرها إلى أن جامعة كامبريدج من بين المؤسسات التي تسعى إلى توظيف الكفاءات التي تأثرت بخفوضات الإنفاق الأميركي، مؤكدة أن المؤسسات العلمية في أوروبا وخارجها، في إشارة إلى الصين تحديداً، تتسابق لتوظيف باحثين من الولايات المتحدة هربوا من حملة إدارة ترمب "القمعية" على وكالات البحث. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتعد جامعة كامبريدج من بين مجموعة من المؤسسات البحثية الرائدة التي تسعى إلى جذب خبراء في مجالات من الطب الحيوي إلى الذكاء الاصطناعي، في وقت تسعى واشنطن إلى خفض كبير في التمويل وقمع بعض مجالات البحث. وتقول "فايننشيال تايمز"، "أفاد باحثون ومسؤولون كبار في كثير من الدول الأوروبية بأن نظراءهم الأميركيين على مستويات متفاوتة من الأقدمية تواصلوا معهم في شأن التحركات المحتملة. وأكدت نائبة رئيس جامعة كامبريدج ديبورا برنتيس أن الجامعة بدأت بالفعل تنظيم نفسها، مشيرة إلى إمكان تقديم تمويل للمجموعات التي تضم باحثين من الولايات المتحدة ترغب بشدة في استقطابهم. وذكرت كبيرة مسؤولي العلاقات الحكومية في الجمعية الأميركية لتقدم العلوم جوان بادرون كارني أن دولاً، بما في ذلك الصين وفرنسا، تسعى (بكل سرور) إلى جذب باحثين مقيمين في الولايات المتحدة للعمل داخل جامعاتها ومختبراتها وقطاعاتها الصناعية. هل تستطيع أوروبا تحمل كلفها؟ يورد موقع "كمستري وورلد" في مقالة بقلم الباحثة والأكاديمية ريبيكا تراجر تحت عنوان "أوروبا تقدم ملاذاً آمناً للباحثين الأميركيين" نشر في الـ27 من مارس الماضي، أن "هذه الحماسة المبالغ فيها من قبل علماء أوروبا لاقت بعض الانتقادات، إذ يؤكد منتقدو الفكرة ومن بينهم الاتحاد الهولندي للتعليم العام (AOb) أن هذا السلوك قد لا يكون عملياً بالنظر إلى الخفوضات المستمرة في موازنة البحث العلمي للبلاد". وصرّح مدير الاتحاد دوي فان دير زويب بأن المفارقة تكمن في ضرورة دفع رواتب هؤلاء العلماء من موازنة البحث العلمي الحالية. وأضاف أنها "الموازنة نفسها التي تخفض منها هذه الحكومة الملايين، وهي خفوضات كنا نحتج عليها منذ أشهر"، في إشارة واضحة إلى أن الدول الأوروبية بدأت بدورها موجة جديدة من الخفوضات في موازنات البحث العلمي. "اللجوء العلمي" موقع "استراتيجيا" الذي يحمل شعار المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية قال في الـ24 من مارس الماضي خلال مقالة ضمن قسم الأخبار الدولية إن جامعة "إيكس مرسيليا" الفرنسية تطلق "اللجوء العلمي" لاستقطاب علماء من أميركا في مجالات حيوية، وسط تصاعد المخاوف من تراجع الحريات الأكاديمية في الولايات المتحدة وهجرة العقول نحو أوروبا، إذ أعلنت الجامعة في السابع من مارس عن إطلاق برنامج "مكان آمن للعلوم"، وهو مبادرة غير مسبوقة مدتها ثلاثة أعوام، بموازنة قدرها 15 مليون يورو، تهدف إلى استقطاب 15 عالماً أميركياً في مجالات حيوية كالمناخ والصحة والفيزياء الفلكية إلى الحرم الجامعي في جنوب فرنسا، وفق صحيفة "ذا غارديان" البريطانية. وبحسب المتحدث باسم الجامعة، تلقى البرنامج أكثر من 60 طلباً خلال أيام، بينها 30 طلباً بعد 24 ساعة فقط من الإعلان، مما يعكس تسارع ظاهرة "هجرة العقول" العلمية من الولايات المتحدة، وأشارت الجامعة إلى أنها تنسق مع جامعات فرنسية أخرى والحكومة لتوسيع نطاق "اللجوء العلمي" على المستويين الوطني والأوروبي، بهدف توفير بيئة أكثر أماناً وحرية للباحثين، في ظل الضغوط المتزايدة التي تواجهها المؤسسات الأكاديمية الأميركية. بدوره رحب روبرت كوين المدير التنفيذي المؤسس لشبكة "العلماء المعرضين للخطر" المعروفة اختصاراً (SAR) ومقرها الولايات المتحدة بهذه الإجراءات التي اتخذتها مؤسسات التعليم العالي الأوروبية، وقال "بالنسبة إلى عدد قليل نسبياً من الأكاديميين في تخصصات محددة الذين من المحتمل أن يواجهوا صعوبة في مواصلة عملهم في ظل هذه الإدارة، قد تكون فكرة الدعوات إلى العمل في أوروبا أو في أي مكان آخر موقتاً ذات أهمية"، لكنه يشير إلى أن هؤلاء العلماء ليسوا لاجئين، ولا ينبغي التلميح إلى أن الظروف التي يواجهونها في الولايات المتحدة تشبه ظروف العنف والسجن والاضطهاد المستهدف التي يتعرض لها العلماء بانتظام حول العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store