#أحدث الأخبار مع #كانجدينجراىبوابة الأهراممنذ يوم واحدترفيهبوابة الأهراممهرجان كان .. ذكاء اصطناعى وشباب تائههل نبدو كألعوبة أحيانًا فى يد الزمن؟ إذا كان هناك شيء واحد يتفق عليه المشاهدون بالنسبة لفيلم «صراط» للإسبانى وليفر لاكس، فهو هذا الأمر، وهو ما ينطبق على فيلم «دالواي»، وكلاهما شهد مهرجان «كان» السينمائى الدولى عرضهما، قبل أن يتم اختتامه أمس، متناولين قضايا الشباب التائه، والذكاء الاصطناعي. شخصيات الفيلم الأول: «صراط»، تخرج فى رحلة إلى نهاية العالم الآخر، فيكون التساؤل: ما الطريق الذى يتخذونه كى لا يتوهوا فى صحراء الحياة، أو تحصدهم حوادث وألغام أشبه بالمصيدة، إذ يُثقلنا الكاتب والمخرج عاطفيًا ونفسيًا بطرق لا يمكننا التنبؤ بها. فى الفيلم يتم تجميع عدد من مكبرات الصوت المتهالكة فى الصحراء المغربية، ورغم أنها تبدو ضئيلة بسبب جدران الوادى المتربة، فإن الصوت الذى تنتجه أولى مقطوعات الملحن كانجدينج راى المذهلة، وهو خط جهير هادر يضاهيها فى العظمة، وفجأة تمتلئ الصحراء الفارغة بأجساد متحركة، وعصى قديمة، وندوب حروق الشمس، وضفائرهم ومساميرهم وقمصانهم الممزقة بما يؤكد أنهم غريبو الأطوار. وضمن الأحداث يدخل لويس وابنه إستيبان، وكلاهما يُجسّدان صورة الطبقة المتوسطة الطبيعية، فيتبادلان الحديث مع رواد الحفلات الراقصة، ويوزعان صور ابنته لويس مار، التى لم يسمعوا عنها منذ أكثر من خمسة أشهر. وبعد أن لمحوا خيطًا يوحى بأنها قد تكون جزءًا من هذا المشهد، يشعران بخيبة أمل لأن لا أحد يعرفها، إلى أن تخبر جايد، لويس بوجود حفل راقص آخر مُقرر قريبًا، فى مكان بعيد عبر الصحراء. ثم تصل السلطات، وتأمر بالإخلاء، فنعلم أن الحضارة على شفا حرب عالمية ثالثة. فيلم " دالوي" ومع وجود ما يكفى من لحظات الترابط الدافئة لإقناعنا بأن الفيلم انحرف عن فرضية الفتاة المفقودة ليصبح فيلم طريق غير تقليدى مدفوعا بالتكنولوجيا، يصعب التعبير عن مدى الدهشة عندما تحدث مأساة مروعة بعد علامة منتصف الطريق مباشرة، ويموت الابن الطفل؛ فينتقل «صراط»، إلى منطقة أكثر وحشية ومجازية، إذ يتضح أن الوجود الأكثر استقلالا، واكتفاءً ذاتيًا؛ هو بناء يمكن تفكيكه قطعة قطعة. فماذا يحدث عندما نفقد كل شيء؟ هل نصبح وحوشًا أم ملائكة؟ وهل نعود إلى حالة من النعمة أم حالة فوضوية بغيضة؟ لا يقدم الفيلم أى إجابات, لكنه ينغمس بشكل كابوسى فى الأسئلة، كما لو أننا هنا فى أفق الحدث للانهيار العالمي. وتأتى النهاية على الشاشة بالقول إن «الصراط» هو الطريق بين الجنة والنار الذى هو أرفع من شعرة، وذلك مع آيات من القرآن الكريم، ومسلمين يطوفون حول الكعبة فى حركة دائرية بمواجهة حركة مذبذبة يقطعها أبطال الفيلم، كمتصوفة تدور حركتهم حول الكون فى مواجهة حركة ضائعين بلا هدف. فهل هذا ما تبدو عليه نهاية العالم؟ يسأل بيجوى فى مرحلةٍ ما، ورغم أن اللحظة اليائسة التى تثيرها عندما يموت الكل تباعا بسبب الألغام هى اللحظة التى ينتهى فيها كل شيء، ويسقط، ويحترق، وينفجر، ويتحول إلى غبار ويموت، فإن «صراط» شيء جديد. الفيلم الثانى هو «دالواي» للمخرج يان غوزلان، عن الذكاء الاصطناعي، ويتناول قصة حياة كلاريسا، وهى روائية تفتقر إلى الإلهام، فتنضم إلى برنامج فنى مرموق، و«دالواي» هو مساعدها الاصطناعى الافتراضي، إذ يساعدها فى الكتابة. لكنها تشعر تدريجيا بالقلق من سلوك الذكاء الاصطناعى المتطفل، والذى تعززه تحذيرات مؤامراتية من مقيم آخر، فتُطلق تحقيقًا سرًا لاكتشاف النيات الحقيقية لمضيفيها.. هل هو تهديد حقيقى أم وهم جنوني؟ فهل تعتقد حقًا أن الذكاء الاصطناعى لن يحل محل البشر، بسبب عواطفهم وإبداعهم؟ يتساءل يان غوزلان فى «دالواي»، فيلمه السينمائى الفريد. وعودة إلى تفاصيل الفيلم، فكلاريسا كاتبة أدب شابة ناجحة سابقًا، لكنها عالقة الآن تمامًا. وقد علقت فى هذا الوضع لسنوات، وغاب عنها الإلهام. فتقدمت بطلب للحصول على إقامة فنية فاخرة للتركيز على كتاب عن اللحظات الأخيرة لفيرجينيا وولف. فى البداية، لم يكن السبب واضحًا، لكن مساعدها الافتراضى الودود، دالواي، يُدركها فى النهاية، لينتحر ابن كلاريسا أيضًا، وبالكاد تغادر شقتها، وتتبعها الكاميرات فى كل مكان، ويتزايد جنون العظمة، ثم يقترح غوزلان بسرعة أن «المنزل الذكي» أذكى من أن يضر برفاهية أى شخص: سيُدير مشترياتك من البقالة، ويبدع ألحانًا جميلة، لكنه يتقدم أكثر كل يوم. وفى البداية، يُبدى عداءً سلبيًا تجاه كلاريسا التى تُهمل اليوجا، ثم يُصاب بالجنون، ويحاول افتراسها. إنها قصة عن علاقة سامة، وفرض السيطرة، لكنها ليست قصة شريك كان يومًا ما مُحبًا يتخطى ببطء الحدود الخفية؛ إنها التكنولوجيا. تُريد كلاريسا - إذن - نوعًا جديدًا من الاحترام ككاتبة، وبمجرد أن تبدأ فى التنقيب عن جحيمها الشخصي: هل هو حقًا خطأ الآلة، أم أنها بحاجة إلى شخص تُلقى عليه اللوم؟ يصبح من الصعب الجزم، لتأتى النصيحة: «لا تُشارك حياتك الشخصية مع الذكاء الاصطناعي».
بوابة الأهراممنذ يوم واحدترفيهبوابة الأهراممهرجان كان .. ذكاء اصطناعى وشباب تائههل نبدو كألعوبة أحيانًا فى يد الزمن؟ إذا كان هناك شيء واحد يتفق عليه المشاهدون بالنسبة لفيلم «صراط» للإسبانى وليفر لاكس، فهو هذا الأمر، وهو ما ينطبق على فيلم «دالواي»، وكلاهما شهد مهرجان «كان» السينمائى الدولى عرضهما، قبل أن يتم اختتامه أمس، متناولين قضايا الشباب التائه، والذكاء الاصطناعي. شخصيات الفيلم الأول: «صراط»، تخرج فى رحلة إلى نهاية العالم الآخر، فيكون التساؤل: ما الطريق الذى يتخذونه كى لا يتوهوا فى صحراء الحياة، أو تحصدهم حوادث وألغام أشبه بالمصيدة، إذ يُثقلنا الكاتب والمخرج عاطفيًا ونفسيًا بطرق لا يمكننا التنبؤ بها. فى الفيلم يتم تجميع عدد من مكبرات الصوت المتهالكة فى الصحراء المغربية، ورغم أنها تبدو ضئيلة بسبب جدران الوادى المتربة، فإن الصوت الذى تنتجه أولى مقطوعات الملحن كانجدينج راى المذهلة، وهو خط جهير هادر يضاهيها فى العظمة، وفجأة تمتلئ الصحراء الفارغة بأجساد متحركة، وعصى قديمة، وندوب حروق الشمس، وضفائرهم ومساميرهم وقمصانهم الممزقة بما يؤكد أنهم غريبو الأطوار. وضمن الأحداث يدخل لويس وابنه إستيبان، وكلاهما يُجسّدان صورة الطبقة المتوسطة الطبيعية، فيتبادلان الحديث مع رواد الحفلات الراقصة، ويوزعان صور ابنته لويس مار، التى لم يسمعوا عنها منذ أكثر من خمسة أشهر. وبعد أن لمحوا خيطًا يوحى بأنها قد تكون جزءًا من هذا المشهد، يشعران بخيبة أمل لأن لا أحد يعرفها، إلى أن تخبر جايد، لويس بوجود حفل راقص آخر مُقرر قريبًا، فى مكان بعيد عبر الصحراء. ثم تصل السلطات، وتأمر بالإخلاء، فنعلم أن الحضارة على شفا حرب عالمية ثالثة. فيلم " دالوي" ومع وجود ما يكفى من لحظات الترابط الدافئة لإقناعنا بأن الفيلم انحرف عن فرضية الفتاة المفقودة ليصبح فيلم طريق غير تقليدى مدفوعا بالتكنولوجيا، يصعب التعبير عن مدى الدهشة عندما تحدث مأساة مروعة بعد علامة منتصف الطريق مباشرة، ويموت الابن الطفل؛ فينتقل «صراط»، إلى منطقة أكثر وحشية ومجازية، إذ يتضح أن الوجود الأكثر استقلالا، واكتفاءً ذاتيًا؛ هو بناء يمكن تفكيكه قطعة قطعة. فماذا يحدث عندما نفقد كل شيء؟ هل نصبح وحوشًا أم ملائكة؟ وهل نعود إلى حالة من النعمة أم حالة فوضوية بغيضة؟ لا يقدم الفيلم أى إجابات, لكنه ينغمس بشكل كابوسى فى الأسئلة، كما لو أننا هنا فى أفق الحدث للانهيار العالمي. وتأتى النهاية على الشاشة بالقول إن «الصراط» هو الطريق بين الجنة والنار الذى هو أرفع من شعرة، وذلك مع آيات من القرآن الكريم، ومسلمين يطوفون حول الكعبة فى حركة دائرية بمواجهة حركة مذبذبة يقطعها أبطال الفيلم، كمتصوفة تدور حركتهم حول الكون فى مواجهة حركة ضائعين بلا هدف. فهل هذا ما تبدو عليه نهاية العالم؟ يسأل بيجوى فى مرحلةٍ ما، ورغم أن اللحظة اليائسة التى تثيرها عندما يموت الكل تباعا بسبب الألغام هى اللحظة التى ينتهى فيها كل شيء، ويسقط، ويحترق، وينفجر، ويتحول إلى غبار ويموت، فإن «صراط» شيء جديد. الفيلم الثانى هو «دالواي» للمخرج يان غوزلان، عن الذكاء الاصطناعي، ويتناول قصة حياة كلاريسا، وهى روائية تفتقر إلى الإلهام، فتنضم إلى برنامج فنى مرموق، و«دالواي» هو مساعدها الاصطناعى الافتراضي، إذ يساعدها فى الكتابة. لكنها تشعر تدريجيا بالقلق من سلوك الذكاء الاصطناعى المتطفل، والذى تعززه تحذيرات مؤامراتية من مقيم آخر، فتُطلق تحقيقًا سرًا لاكتشاف النيات الحقيقية لمضيفيها.. هل هو تهديد حقيقى أم وهم جنوني؟ فهل تعتقد حقًا أن الذكاء الاصطناعى لن يحل محل البشر، بسبب عواطفهم وإبداعهم؟ يتساءل يان غوزلان فى «دالواي»، فيلمه السينمائى الفريد. وعودة إلى تفاصيل الفيلم، فكلاريسا كاتبة أدب شابة ناجحة سابقًا، لكنها عالقة الآن تمامًا. وقد علقت فى هذا الوضع لسنوات، وغاب عنها الإلهام. فتقدمت بطلب للحصول على إقامة فنية فاخرة للتركيز على كتاب عن اللحظات الأخيرة لفيرجينيا وولف. فى البداية، لم يكن السبب واضحًا، لكن مساعدها الافتراضى الودود، دالواي، يُدركها فى النهاية، لينتحر ابن كلاريسا أيضًا، وبالكاد تغادر شقتها، وتتبعها الكاميرات فى كل مكان، ويتزايد جنون العظمة، ثم يقترح غوزلان بسرعة أن «المنزل الذكي» أذكى من أن يضر برفاهية أى شخص: سيُدير مشترياتك من البقالة، ويبدع ألحانًا جميلة، لكنه يتقدم أكثر كل يوم. وفى البداية، يُبدى عداءً سلبيًا تجاه كلاريسا التى تُهمل اليوجا، ثم يُصاب بالجنون، ويحاول افتراسها. إنها قصة عن علاقة سامة، وفرض السيطرة، لكنها ليست قصة شريك كان يومًا ما مُحبًا يتخطى ببطء الحدود الخفية؛ إنها التكنولوجيا. تُريد كلاريسا - إذن - نوعًا جديدًا من الاحترام ككاتبة، وبمجرد أن تبدأ فى التنقيب عن جحيمها الشخصي: هل هو حقًا خطأ الآلة، أم أنها بحاجة إلى شخص تُلقى عليه اللوم؟ يصبح من الصعب الجزم، لتأتى النصيحة: «لا تُشارك حياتك الشخصية مع الذكاء الاصطناعي».