logo
#

أحدث الأخبار مع #كانطانسانًا

ترك بيتًا بسبب ديك وآخر بسبب سجن.. تعرف على حكايات الفيلسوف كانط
ترك بيتًا بسبب ديك وآخر بسبب سجن.. تعرف على حكايات الفيلسوف كانط

الدستور

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • الدستور

ترك بيتًا بسبب ديك وآخر بسبب سجن.. تعرف على حكايات الفيلسوف كانط

كتب حمادة إبراهيم مقالا حول كتاب "كانط انسانًا" ونشر المقال في مجلة إبداع عام 2001. ويقول حمادة إبراهيم في مقاله:" كتاب إيمانويل كانط.. إنسانا" يتألف من ثلاث دراسات وضعها بعض أصحاب كانط وتلاميذه، نشر عام 1804 م الكتاب عثر عليه في المكتبة الوطنية في باريس هذا الكتاب يضم مجموعة من الحقائق أو الحكايات حول حياة كانط الخاصة، بعيدا عن أضواء الجامعة، وعن جلال الفلسفة. الفيلسوف إيمانويل كانط ويضيف:" الكتاب يرفع النقاب عن كانط الإنسان فنجده غريب الطباع ينفر من الناس، ويتجنب العرق شديد الحرص على أن يمتد به العمر أطول من أترابه، بل كان يتمنى أن يبدأ حياته من جديد. يبتهج كلما اقترب من الثمانين، ويسعد كلما علم أنه عاش أطول من فلان من المعمرين أمثاله، ويتأكد بذلك من كشف الوفيات الذي كان حريصًا على أن يطلع عليه بنفسه وبصورة دورية في مركز شرطة الحي. كان كانط متوسط الطول معتدل القامة غير أن كتفه الأيمن كان أعلى من الأيسر كانت عيناه زرقاوين جميلتين، إلا أن اليسرى كانت لا تؤدى وظيفتها على الإطلاق. كان في حياته المديدة يرى أن من المهم أن يؤدى الإنسان بانتظام بعض التدريبات الرياضية. فكان يمشي كل يوم مهما كانت حالة الجو. وكان في شبابه يسير مسافات طويلة في صحبة أحد الأصدقاء أو بعض الطلاب بعد الانتهاء من المحاضرات، أما في شيخوخته، فقد كان يفضل التنزه بمفرده، لأنه كان يرى أن السير مع الكلام في ذات الوقت مجهد للصحة. وكان يتجنب العرق الذي لم يكن يطيقه، وفي أخريات حياته ولكي يتجنب السعال والعطس كان يرى أن المشى يجعل الإنسان يحافظ على فمه مغلقا، مما يجعله يتنفس من أنفه، وكان يعاني من آلام في صدره ولكنه لم يكن يعيرها أي اهتمام إذا جلس يحاضر أو يكتب. ويواصل:" كان كانط لا يعطى الحياة المادية من القيمة أكثر مما يجب صحيح أنه كان يشعر بالسعادة لبلوغه من العمر ما لم يكن يعتقد أنه سيبلغه، وكان يعتبر ذلك نتيجة فن كبير في الحياة، وكان كانط يردد على الملا أنه يتوق إلى أن يبدأ حياته من جديد. وكان يتمنى أن يعيش دون أن يشعر بألم قدر المستطاع، وأن يموت أيضا دون عذاب بالسكتة القلبية أثناء نومه. ومن ثم كان اهتمامه الشديد بجسمه وبحالته الصحية، ومن ثم أيضًا كانت مناقشاته الطويلة حول أفضل الطرق للمحافظة على الصحة واهتمامه الشديد بما يحققه الطب في مجال العلاجات والتقدم الذي تحرزه الكيمياء وينعكس على الطب. كان كانط ينام كل ليلة سبع ساعات، وكان يرى أن هذا القدر من الراحة فيها الكافية. الراحة فيه الكفاية، فلم يكن يسمح لنفسه بالنوم أثناء النهار وكان ينهض من فراشه في تمام الخامسة صباحًا، ومن التعليمات التي كان خادمه يتقيد بها حرفيا الا يتهاون في إيقاظ سيده في الموعد المحدد مهما حاول كانط الاستمرار في النوم. وقد حدث يوما، خلال خدمة دامت ثلاثين عاما، أن طلب كانط» من خادمه هذا أن يتركه ينام نصف ساعة أخرى زيادة على المدة المحددة، فما كان من الخادم إلا أن رفض في إصرار قائلًا: "أبدا! ابدا". حياة الفيلسوف إيمانويل كانط ويكمل:" ظل كانط زمنا طويلًا يتناول غداءه في مطعم كان يجد فيه صحبة لطيفة، غير أنه هجر هذا لمطعم إلى مطعم آخر لأنه وقع ضحية شخص كان يزعجه برواية حكايات تافهة بطريقة تثير الأعصاب، ثم غير المطعم الجديد لأن بعض السخفاء كانوا يلاحقونه ويقرؤون عليه إنتاجهم الأدبي. ومما يروى عنه أنه حينما كان يعجبه صنف من الطعام كان يطلب من المطعم طريقة صنعه كما أنه لم يكن يميل إلى الأكلات المعقدة. كل ما هناك أنه كان يتمسك بأن يكون اللحم طريًا والخبز والشراب من النوع الجيد، وكان يتأنى في تناول الطعام، ولا يغادر المائدة بمجرد الانتهاء من الأكل. وفي شبابه، كان كانط بعد أن ينتهي من إلقاء محاضراته، يذهب إلى المقهى في أغلب الأحيان قبل وجبة الغداء، وكان يحتسى قدحا من الشاي، ويتطرق إلى الكلام في أحداث اليوم، ثم يلعب دور (بيلياردو)، وفي المساء كان يحب أن يلعب الورق لأنه كان يعتقد أن في ذلك تنشيطا للذهن. ويواصل:" بعد عام ١٧٩٨م لم يعد كانط يحب أن يتناول الطعام وحده في بيته فكان يدعو إليه بعض الأصدقاء، وكان يستمر على مائدة الطعام من الواحدة حتى الرابعة أو الخامسة، وبعد أن ينصرف المدعوون كان يقوم بنفسه بترتيب المواعين والسكاكين والشوك وغيرها من أدوات الطعام ثم يقوم بنزهة على الأقدام دون أن يتناول قهوة أو شايا. وكان يأوي إلى فراشه في العاشرة مساء، وفي أخريات حياته كان يبدأ النوم في التاسعة. كان كانط لا يتمسك باتباع آخر طرز (مودة) في ملابسه، ولكنه كان يردد دائمًا أن من الواجب الا يهمل الإنسان في موضوع الثياب، كما ينبغي الاعتناء باختيار الألوان الملائمة، وكان يدعو إلى الاقتداء بالوان شجيرات تظهر في فصل الربيع صفراء الأزهار فكان يحبذ ارتداء زي كستنائي اللون مع صديرية صفراء. وحينما كان تقليد حمل السيف القصير سائدا، كان كانط يتبع ذلك العرف وحينما اختفت هذه الظاهرة زهد كانط في تلك العادة المربكة، وكان يعتني بزينته، اللهم إلا ما يتعلق بالقبعات أو بمعنى أصح بالقبعة، فقد ظلت إحداها تلازمه زهاء العشرين عامًا، وقد بيعت هذه القبعة بعد موته في مزاد علني بثمن مرتفع. ويؤكد أحد مؤلفى هذا الكتاب أنه رأى كانط وتحدث إليه في ست بيوت عاش فيها على التوالي في مدينة كونيغسبرج، فكان الفيلسوف دائما ينشد الهدوء والسكون، وقد غير مسكنه أكثر من مرة بسبب ذلك، فقد ترك مسكنا قريبًا من الميناء بسبب ضوضاء البواخر وعربات النقل التي لم يكن يطيقها كما زهد في مسكن آخر بسبب كما جار له كان يقتنى ديكا كان صياحه يزعج الفيلسوف في لحظات تأمله وكان قد حاول مرارا أن يشترى هذا الديك بأي ثمن ليرتاح من إزعاجه، إلا أنه لم يتمكن من إقناع الجار الذي كان يتعجب كيف أن ديكا بسيطا يمكن أن يزعج فيلسوفا عظيما. ويستطرد:" وقد حدث ذات مرة، وهو يتنقل من مسكن إلى آخر بحثًا عن الهدوء والسكون، أن توغل في البحث حتى عثر على مسكن في جهة نائية غير أنه ما لبث أن اكتشف أن هناك سجنا على مقربة من السكن، وكان المساجين في لحظات صفوهم يغنون بأصوات عالية ويحدثون من الهرج والمرج ما يكفى ليقض مضجع الفيلسوف ويمنعه من الاستغراق في تأملاته فلجأ إلى صديق له ذي نفوذ توسط له عند الشرطة لوضع حد لهذا الهرج والمرج، ولكن ذلك لم يتحقق بالصورة التي أرادها، غير أنهم أجبروا المساجين على إغلاق نوافذ زنزاناتهم حينما يريدون الغناء. وبختتم:" ولكن متاعب كانط من الجيران لم تقف عند هذا الحد، فقد كان دائب الشكوى لأصدقائه من بعض الصبية الذين كانوا يلقون الحجارة على حديقة منزله، وحينما رفع الأمر إلى الشرطة أبلغوه أنهم لا يستطيعون منع الصبية طالما أن أحدا من المنزل لم يصب بجراح فغضب «كانط، وصاح قائلًا: «إذن انتم لا تستطيعون معاقبتهم إلا بعد أن أصاب أو أقتل!».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store